أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - وقت ضائع














المزيد.....

وقت ضائع


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1514 - 2006 / 4 / 8 - 04:54
المحور: الادب والفن
    


الى روح الراحل محمد الماغوط لكي تبتسم امام الرب

في المرحلة الثانوية من دراستي ,وكان حزب البعث الحاكم آنذاك .يلف الكوع الأخير نحو اليسار(سنوات 66-1970) ..وبالرغم من أن نصف قطر الدوران كان من القصر بحيث لم تكن تتحمله سورية ولا المنطقة ولا حتى الإتحاد السوفييتي الصديق..إلا إنه بالنسبة إلي أنا ابن السادسة عشرة لم يكن كافياً..فتداعيت أنا واثنين من أصدقائي الحميمين ايديولوجياً إلى تشكيل أول خلية (ماوية ) في سلمية.. قافزاً فوق مشكلة كنت أراها صغيرة أيامها ,لأن القانون يومها كان يتسع لتمريقها-أقصد- ازدواجية التنظيم..لقد كان محسوبكم أيامها قيادي في التنظيم المحلي لشبيبة الثورة..التنظيم الرديف لحزب البعث العربي الاشتراكي الذي يغذيه بالدماء الشابة ويرفده بالكوادر المؤهلة لتسنم المسؤوليات الجسام في جر المجتمع بالقوة وبأسرع ما يمكن إلى جنة الاشتراكية..
اقول ان السرعة التي ربطت على كيلومتراج التحولات لم تكن كافية في نظرنا .فأقدمنا بعد التشاور والتقليب العميق في الماركسية-اللينينية ان نستعين بالرفيق (ماو) لتعديل فتحة الكاربرتير في محرك التحولات الإجتماعية-الإقتصادية بغية حرق المراحل بطريقة فوق لينينية ..ولم نجد يومها مكنسياناً اشطر من الرفيق ماو ..فأحلنا الية عربة حزبنا تحت التأسيس ..عاقدين كل احلامنا على خبرته التي كانت يومها حديث المرحلة..
وأذكر انني لم اجد أي غضاضة.ولم اشعر بأدنى تململ عند مايطلق عليه علماء النفس اسم علم يملأ الفم(الضمير)..ذلك ان القانون يومها كما اسلفت كان لا يحاسب على ذلك..وأظن الآن بعد اربعة عقود احيل فيها القانون على الرف,ان تنعيس الضمير كان سياقاً انخرطت فيه نخبنا الثورية على استحياء قبل ان تنفجر لهذا الأخير كل شرايينه..
على كل ليس هذا حديثنا رغم انكم ستكتشفون لاحقا ان هذا هو لب الحديث!!
قي صيف العام -1969- قررت مستفيدا من ازدواجيتي التنظيمية ان استبدل معسكر الفتوة اللذي لامفر منه ,بمعسكر للصاعقة كانت تنظمه (طلائع حرب التحرير الشعبية) الدلو الذي دلاَه حزب البعث بين الدلاء في الجب الفلسطيني.في اول عطلة أسبوعية يممت وجهي السفارة الصينية يحدوني الأمل في ان انهل(كالعنزة الجرباء ) من اول النبع..واين يمكن ان تعثر على هذا الأخير في دمشق الا في سفارة مكنسيان الماركسية اللينينية,الذي برهن بما لايدع شكا لمدع بأن السوفييت قد حرَفوا الإنجيل فاستحقوا بامتياز هذا اللقب الشديد الوطأه (التحريفيوووووون)..
عدت يومها بما لذ وطاب من كراريس العم ماو .كللها مطبوعة على ورق صقيل ومزدانة بصورته في بزته المزيج من ذوق بروليتاري مصبوب في صحفة طعام عسكرية.نضارة التغذية كانت تشاغب بما لايكفي لإيقاظ الإسئلة..وأشهد ان ما بين عقلنا وأسئلته لم يكن أبعد مما بين دوما وحرستا..ولكنها استغرقت منا
بضعة عقود..ذلك اننا بدلنا عدة مكنسيانات حتى اكتشفنا ان اخوات الشليته كانوا يضعون التراب في الكربرتير بدلا من ان ينظفوه!!!
تكررت زياراتي الى مركز اشعاع الماركسية –اللينينية طبعة الرفيق ماو حتى اصبح لدي شوال ابو ميل أحمر من الكراريس اللامعة. تطل من اغلفتها ذات الصورة لماو.. تظن انه يبتسم ولاتستطيع ان تحلف على ذلك .وتظن انه سعيد ولا تملك ما يثبت ذلك رغم نضارة التغذية الواضحة .لعله يعاني من مشكلة في حذائه,الا انك لاتملك دليلا ..فالصورة لاتسمح لحذاء ماو بالظهور خوفا من تحريفية ما يمكن ان يستغلها اعداؤه على المقلب الآخر من الماركسية –اللينينية..
بعد اختتام الدورة.وتأكد المدربين من جاهزيتنا العالية على مقارعة الإمبريالية وربيبتها (دولة شذاذ الآفاق) الإسم المعتمد يومها لإسرائيل..عدت الى سلمية بالبوسطة التي ادخلها زياد الرحباني وأمه عالم الأغنية الملتزمة
بعد ان خلصها من قلة الهيبة التي الحقها بها انصار دمج الطربية بالوطنية(الفرع الموسيقي من نظرية دمج الثورتين القومية-الإشتراكية,التي هي بدورها :الفرع المحلي لنظرية حرق المراحل اللينينية الشهيرة)
شوال الرفيق ماو كان نصيبه ان يتمدد على ظهر البوسطة تحت الشمس. ضاربا المثل لأمتنا العربية كي تحتل مكانتها (تحت الشمس),بينما حشرت نفسي في المقعد الأخير ضاربا الحائط بما ستؤول اليه أمور الرفيق ماو على السطح..في اول التنايا وكان يومها الاوستراد دمشق –حمص في رحم الغيب,جأرت البوسطة كما لو جاءها المخاض ومالت عن جذع الطريق الى حاشيته وتوقفت ...لوح رجل امن من ثلاثة بكلاشنكوفه للركاب بالنزول الى الأرض ,فنزل قلبي الى اخمص قدمي رعبا رغم التدريب القاسي على مواجهة الامبريالية والصهيونية الذي تلقيته بالدورة..كان واضحا من يومها على الأقل ان الأمن في مضمار اثارة الفزع (يعلو ولا يعلى عليه)..ولم يكن لدي آنذاك القدرة على التحليل السريع للموقف. فقد كانت ماركسيتي اللينينية في مطلع شبابها..بالإضافة الى انها كما اكتشفت لاحقا تميل دائما الى دمج الإحتمالات في احتمال واحد على جاري جنوحها المرضي الى الدمج..كان الاستنتاج الصارم الذي لايقبل الجدل هو انكشاف امر التنظيم الماوي الذي اسسته في سلمية!! على الأرض توصلت غريزيا الى ضرورة الإفتراق عن عن شوال الرفيق ماو لكي لانمسك بالجرم المشهود..تسللت بهدوء من بين الركاب وانضميت الى راعي ماعز كان يشبع فضوله بالفرجة على مايجري لركاب البوسطة,منفذا اول تكتيك من تكتيكات حرب الغوار : الإختفاء في الشعب كما تختفي السمكة بالماء..
عدت الى سلمية بدون الرفيق ماو ..ظل على ظهر البوسطة ممددا لم يزعجه احد ..لم يكن مطلوبا كما تخيلت.كان المالبورو هو المطارد آنذاك..وما زال كلما دق الكوز بالجرة بيننا وبين الإمبريالية ..
لم تهتز علاقتي بالرفيق ماو كثيرا..اعتبرت ما جرى لحظة ضعف يمر بها المناضل ينبغي تجاوزها .. وليتني فشلت..

-التنايا:مرتفعات على طريق دمشق-حمص



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دمعة لا تخجل من الإبتسامة في موكب تشييع الماغوط
- هوامش على خواتم انسي الحاج
- نقاش حول الأولويات
- تحية لمحمد الماغوط
- رسالة
- رمضان كريم
- محاولة للخروج من فخ المكان
- قراءة تحت السطح
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية
- الاستبداد ودور النخب في اعادة انتاجه
- ذبابة خيل
- تعلبق على مقالة جهاد الزين
- عينان فارغتان ومظلمتان
- ممانعة الديمقراطية
- حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق
- ازمة الحداثة -مقاربة للجذور


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامي العباس - وقت ضائع