أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - من دفاتر الذكريات ... (4)















المزيد.....

من دفاتر الذكريات ... (4)


أحمد الشحماني

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 21:18
المحور: الادب والفن
    


الشرطي الذي شطب والغى عراقيتي بقرار صادر من بنات اوهامه..

حدث يوماً اني كنت في زيارة قصيرة لبغداد سنة 2006, وفي اثناء تجوالي في احدى ضواحي منطقة الكرادة في بغداد لمحتُ شخصاً جذبتني فيه ملامحمه وذكرَّتني بأيام الزمن الجميل ..
اقتربت منه اكثر فأكثر لأدقق تفاصيل ملامح وجهه الذي لونتهُ علامات الزمن المفترس, نعم هو من ظننتهُ. يقف بالقرب منه شاباً وسيماً في مقتبل العمر تبدو على محياه الوسامة والجاذبية ..

حاولت أن اتحدث معه, ولكن كيف لي ذلك؟ – كيف استطيع ان اقحمه واجعلهُ يمنحني وقتاً للتحدث إليه وهو لا يعرفني؟ ..
* * *
وقفت خلفه مباشره بينما كان هو مشغولا مع الولد الشاب يتجاذبان اطراف الحديث بهدوء تام - وقفت خلفه وقلت بصوت عالٍ لأجذب أنتباهه: ماذا يفعل اهل البصرة في بغداد؟
التفت إلي بسرعة وتبسم وقال: يبدو انك تعرفني ..
- نعم وهل يخفى القمر؟
- معذرة ولكني لا اعرفك ..
- هل تقابلنا من قبل؟
- ارجوك ممكن اعرف اين وكيف ومتى؟ ..
- قلت له انت لا تعرفني شخصيا لاننا لم نتقابل من ذي قبل ولكني اعرفك جيدا, فأنت (عصام) ابن البصرة الفيحاء وخريج نفس الكلية (كلية الآداب) التي درست انا فيها ولكنك سبقتني في الدراسة وايضا انت زوج الأخت (هدى) زميلة الدراسة الجامعية وكنت اراك عندما تأتي لتصطحبها معك من وقت لأخر ..
تبسم عصام ووضع ذراعه على كتف الولد الشاب الوسيم الذي يقف بقربه وقال: وهذا ابنها (كمال) ..
ما شاء الله ما اروعه, ما اجمله, ما ابهاه, كأنه قمر 14 .. (الله يحفظه لكم) ..
* * *
اتسعت اجواء المحادثة إلى ذكريات وذكريات واحداث ومغامرات وقال لي بأنه ترك البصرة منذ سنين ويسكن حاليا في بغداد ومعه زوجته هدى وابنه كمال وعرف من خلال حديثنا بأني في زيارة قصيرة إلى بغداد, ثم حاولت ان استأذنه بالأنصراف فأمسك يدي واقسم ان لا يتركني اغادرهم وقال انت اليوم ضيفنا ولن ادعك تفلت فهذه مناسبة طيبة ان نلتقي برجل يعرفني وزميل زوجتي في الزمن الجميل - واكيد السيدة (هدى ام كمال) ستفرح كثيرا لرؤيتك بعد كل هذه السنوات.

عزيزي ابو كمال اشكر لك هذه المشاعر الطيبة ولكني استمحيك عذرا لان وقتي ضيق ويجب ان اغادر بغداد واعود الى مدينتي الجنوبية قبل الغروب ..
- طيب اعطني رقم تلفونك لكي نتواصل ..
- تبادلنا ارقام التلفونات وشكرته ثم انصرفت ..
بعد اقل من نصف ساعة وانا في طريقي الى مرأب السيارات رن تلفوني واذا بها (هدى) ..
- هلو احمد .. كيف حالك .. يا عيني عليك شنو هالمصادفة الحلوة مع زوجي عصام, بس انا زعلانه منك, لماذا لم تأتي لزيارة بيتنا؟, ارجوك حاول ان تؤجل سفرك وترجع إلينا الآن لأني مشتاقة لرؤيتك جدا ..

اعتذرتُ لها مثلما اعتذرتُ لزوجها عصام, ووعدتها بأني حالما ارجع مرة ثانية لزيارة بغداد سأزورهم ..
شكرتني وشكرتها على هذه المشاعر الجنوبية الرائعة التي فعلا اشعرتني بطيبة العراقيين وكرمهم واصالتهم ..
* * *
بعد اقل من اسبوعين, حلّق قلبي صوب بغداد ولحقته قدماي كأنها عاشقة له ..
كنتُ معتاداً ان اقيم في احدى فنادق السعدون (شارع المشجر) عندما آتي لزيارة بغداد لأني الفت طبيعة هذه المنطقة وفنادقها لسنوات ..
ما إن حجزت غرفة في الفندق الكائن في منطقة شارع السعدون وإذا بالمصادفات القدرية تتفاعل مع الحدث حيث رن التلفون واذا بها (هدى) ..
- هلو احمد .. كيف اخباركم .. كيف اخبار الأهل؟ ..
- متى تأتي لزيارة بغداد؟
تفاجئت بسؤالها وحاولت ان اختلق عذرا لأهرب من الحاحها ولكني لم استطع ..
- قلت لها انا الآن في بغداد .. لقد وصلت للتو ..
- واين انت الآن؟
- انا .. انا نا نا .. تلعثمت . . يا إلهي كيف اهرب من سؤالها؟
لا مفر من قول الحقيقة ..
- انا الآن في الفندق, لقد حجزت غرفة للتو ..
- ماذا في الفندق؟
- اترك الفندق فورا وتعال إلى بيتنا ارجوك ارجوك ..
حاولت أن اخلق لي بعض الاعذار والحجج الوهمية (منا منا)..

لم استطيع اقناعها ..
- قلت لها طيب سأزوركم ولكن ليس الآن, الآن متعب بسبب طول السفر, سأفعلها غدا صباحا ان شاء الله تعالى ..
* * *
لم تقتنع – ولم تريد ان تسمع اعذاري الوهمية, نريدك ان تأتي الآن فورا وإذا لم تأتي سوف نشطب رقمك واسمك من التلفون يا احمد ولن اتحدث معك ابدا بعد هذه المرة.

يبدو ان محاولاتي بالهرب من زيارتهم لم تتوج بالنجاح .. عمي اوكي (امري إلى الله)
اوكي لا تزعلي ولا تشطبي رقمي واسمي .. (لقد شطبتني الأيام من دفاتر ذكرياتي) ..

- سآتي لزيارتكم الآن ..
- ابعثي لي عنوان السكن ..
بعد لحظات استلمت العنوان من على شاشة هذا الملعون الأحمق الذي اسمه الموبايل .. الويل له كم احرجني مع الأصدقاء ..
* * *
نزلت إلى استعلامات الفندق وتحدثت مع الشخص المسؤول وقلت له بأني سأترك الفندق الليلة واعود غدا ..
تركت حقيبة السفر في الفندق واخذت معي فقط محفظة صغيرة فيها المستمسكات الشخصية ..
* * *
الوقت اقترب من الغروب.
أستأجرت سيارة إلى المنطقة التي يسكن فيها عصام وهدى ..
قلت للسائق اريدك أن توصلني إلى اقرب سوق لبيع الفواكه قبل ان نكمل مشوارنا إلى بيت ابو كمال, فعاداتنا الجنوبية تلزم الشخص الذي يزور عائلة لأول مرة - يستحسن منه ان يجلب بعض الفواكه وهذه العادات والاعراف لها نكهه محببة وجميلة عند الكثيرين من العراقيين – وفيما بعد عرفت بأن هذه الظاهرة ليس فقط يستحسنها العراقيون وانما الكثيرون من العرب ايضا..
انزلني سائق التاكسي مشكورا في منطقة صغيرة لبيع الفواكهة ..
* * *
ملئت ثلاثة اكياس بالموز والتفاح والبرتقال ..
وبينما انا في طريقي إلى السيارة التي ينتظرني سائقها في مكان يبعد قليلا عن مكان بيع الفواكه واذا بمفرزة من الشرطة تصادفني ..
- تقدم احد رجال الشرطة نحوي وقال: (هويتك اخي)
انزلت اكياس الفواكه من يدي ارضا وراحت يدي تجوب الجيوب بحثاً عن تلك التي اسمها الهوية..
- ناولته هويتي الشخصية ..
- نظر الشرطي إلي قبل ان يدقق في الهوية وقبل ان يتهجى حروف اسمي وقال: هل انت سوري؟
- سوري؟! ههههههه
- يمعود على بختك لو يمني هم بيها مجال هههههههه
- يا رجل اقرأ هويتي جيدا لتعرف هل انا سوري ام عراقي ..
لم يقتنع بجوابي لانه اصلا لم يقرأ الهوية ..
- هل لديك مستمسك آخر يثبت عراقيتك؟
الحمد لله من محاسن الحظ أن كل مستمساتي الشخصية كانت معي وكأن الله احاطني بلطفه ولم يتركني فريسة سائغة في عالم التيه والحيرة ..
ناولته هوية الأحوال المدنية ..
- كرر نفس السؤال .. انت سوري؟
ناولته شهادة الأحوال المدنية .. وهذه آخر ما احمله من مستمسكات عراقية ..
لم يقتنع هذا الشرطي المتعجرف بمستمسكاتي الشخصية وكأني بي قادم من وراء الضباب ولم تعد هذه المستمسكات تقنعه البته بعراقيتي التي افنيتها في بلد الحروب والحصار والمعاناة والقهر - بلاد الأنظمة البوليسية القمعية ..
* * *
غرباء نطوف المدن ..
تسبقنا آهاتنا ..
تقيدنا خطواتنا ..
غرباء تتقاذنا ايادي الطغاة ..
غرباء لا احد يعرفنا ..
غرباء الكل ينكرنا ..
كأن المدن بساطيل عساكر خلعها الغزاة..
* * *
وبينما انا اتحدث معه وامواج مضطربة من المد والجزر من الأسئلة المضحكة التي تثير السخرية من قبيل: لماذا انت في بغداد – مالذي تفعله في بغداد - وهل لديك اقرباء في بغداد - وإذا بالشرطي ينهزم ويخطف معه كل مستمسكاتي الشخصية ..
واو .. إلهي ما العمل؟ ماذا افعل .. تسمرت قدماي واصبحت يالخيبتي (Motionless) ..
التفت يمينا وشمالا واذا بالشرطي يهرول صوب مفرزة واصوات وصياح وهيجان هنا وهناك ..
* * *
الغروب بدأ يخيم بأجنحته, ويلبس ثيابه المظلمة بعدما لملمت الشمس اشلاءها النهارية واغلقت نوافذها وبدأت تنسحب شيئا فشيئا ..
* * *
هرولت صوب الشرطي لأعرف ماذا يجري ..
وجدته واقفا بصحبة مفرزة يقودها ملازم اول ..
وصلت اليهم بأنفاس متقطعة .. الهث من التعب والحيرة تغلفني ..
بادرني الملازم اول بالسؤال:
- ها خير, خو ماكو شيء اخي؟
ولاني متعب ومازلت الهث, اشرت بإصبعي صوب الشرطي ..
- قال الشرطي للملازم اول :
- سيدي هذا الشخص ليس عراقيا, انه سوري, وهذه مستمسكاته الشخصية ..
- ناولني مستمسكاته الشخصية .. قال الملازم اول للشرطي ..
قرأها الملازم أول .. اعاد النظر فيها مرة أخرى
التفت إلى الشرطي واهداه ((راشدي محترم)) - وصرخ بوجهه قائلا: كلب ابن الكلب ..
لماذا هذا التجني على المواطنين كذباً ..
الرجل عراقي .. ملامحه عراقية .. عراقي اللهجة .. عراقي المستمسكات .. كل شيء فيه عراقي .. لماذا تحاول ان تطعن بعراقيته وتشكك به؟
ناولني الرجل الملازم أول المستمسكات وقبلني واعتذر لي عن تصرف هذا الاحمق الغبي ..
هنا قفز إلى رأسي ومخيلتي هذا التساءل: عندما يكون الشرطي مراهقا وغبيا ومتهورا وأمي لا يجيد القراءة والكتابة – كيف يكون شكل الوطن؟
فلا غرابة ان يتسلل الإرهابيون ولا غرابة ان يضيع الوطن ويتحول الى غابة من ذئاب متصارعة..
اكملت مشواري الى سائق التاكسي ليوصلني بعد ذلك الى المنطقة التي يسكن فيها عصام وهدى ..
وجدت عصام قلقا لأني تأخرت عليه في الموعد ..
حكيت لهم قصتي مع هذا الشرطي الذي حولني من عراقي الى سوري بلحظة واحدة وبقرار صادر من بنات اوهامه, وشطب تاريخ حياتي وسجلي العراقي الزاخر بالمعاناة والضياع والألم ..
استقبلني عصام وهدى وابنهم الشاب الوسيم كمال في شقتهم الصغيرة المتواضعة ..

لقد استقبلتني قلوبهم ومشاعرهم الجنوبية الرائعة وكأني قادم إليهم من القمر ..
فكان كرم الجنوب وحفاوة الجنوب وطيبة الجنوب وضيافة الجنوب تترجمه عائلة عصام ابو كمال وزوجته الرائعة هدى وابنهم الوسيم كمال ..
قضيت معهم ليلة ليلاء بكل ساعاتها ودقائقها وثوانيها ..
ولأن قلوبهم البيضاء النقية احاطت بي مثل فراشات الصباح واشعرتني بالأرتياح, فأستمتعت بأحاديثهم الطيبة حيث استعدت وإياهم جانبا رائعا من ذكريات الزمن الجميل – تلك القلوب البيضاء النقية انستني فعلا حادثة الشرطي الذي حاول شطب والغاء عراقيتي الأصيلة بقرار ارتجالي صادر من بنات اوهامه ..



#أحمد_الشحماني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دفاتر الذكريات .. (3)
- برهم صالح وعادل عبد المهدي وحكاية وطن
- أنا لستُ يوسف
- من دفاتر الذكريات ... (2)
- الطغاة والفاسدون يتشابهون في سلوكياتهم
- المتباكون
- الناخب العراقي بين العاطفة والعقل
- الحقيقة المؤلمة . .
- الثلوج هي بكاء الطبيعة بدموع بيضاء
- مارين لوبن وعاصفة الإستياء اليهودي . .!
- دونالد ترمب وبداية المشوار. . .!
- «باراك أوباما في دائرة الأتهام» . . .
- خالد العبيدي . . . «لقد كنت متأخرا في هجومك»
- كونوا نيلسون مانديلا . . .!
- تراتيل في معبد السياسة العراقية المضحكة . . . !
- السياسة في العراق ولعبة الحية والدرج . . .!
- ماذا تعني استقالة وزراء التيار الصدري . . ؟
- هل سيصلح العبادي ما افسدته العملية السياسية . . .؟!
- أيها المتظاهرون: الدموع لا تمسحها مناديل الكلمات . . !
- كامل سواري . . . وصلاة الفقراء. . .!


المزيد.....




- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الشحماني - من دفاتر الذكريات ... (4)