أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كَهِينَا (9)














المزيد.....

كَهِينَا (9)


سلام محمد المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 21:17
المحور: الادب والفن
    


أمام منزل كريمة توقفتُ، نزلتُ وعقدها في يدي، اتصلتُ بها وأنا أنظر إلى الأرض.. إلى رجليّ. لم تُجبْ وجعلتني أنتظر حتى سمعتُ أغنية بلغةٍ أحبها تقول أنه سينتظرها إلى الأبد، وقفتْ أمامي وقالتْ: "اتصل مرة أخرى" ففعلتُ، لم تقل شيئا وكذلك أنا، وضعتْ الموبايل على السيارة وقالت: "هل أستطيع؟"، لم أفهم قصدها فسألتُها: "تستطيعين ماذا؟" فأجابتْ: "بالتأكيد أستطيع!" و.. حضنتني..
في يدي اليسرى الموبايل، وفي اليمنى الياسمين وبينهما.. كريمة.. ضغطتْ بقوة بيديها على ظهري حتى شعرتُ أن ثدييها قد سُحقا على صدري، حَضرتني بعض اللباقة في تلك اللحظات السريعة فأبعدتُها عني إلى الخلف لألبسها قلادتها، لكنها تداركتْ لباقتي وعادتْ إلى حضني، نظرتُ إلى منزلها أمامي لأرى أمها واقفة في الطابق الثاني تنظر.. ارتبكتُ قليلا، وبسرعة حوّلتُ نظري بعيدا عن تلك النافذة، ولأبعد الشبهات عني، وضعتُ يداي كل يد على كتفٍ واكتفيتُ بذلك هامسا لكريمة: "أأأ.... أمكِ وراء النافذة.."، ضحكتْ دون أن تُغادر مكانها: "لا تهتمّ، إنها الخادمة"..
كانت لحظات جميلة، لا أُنكر ذلك.. لكني لم أسمح لها بأن تَفعل ما فعلتْ، ارتمتْ عليّ بغتة! لم يعجبني كثيرا أن أشعر بثدييها، بل شعرتُ بكل شيء وهي أيضا! التصقتْ بي بشدة حتى شعرتُ بها قد صافحتْ الرفيق الأسفل! أنا رجل وتعودتُ ألا ألصق فخذيّ ببعضهما عندما أجلس أو أقف، لو كنتُ امرأة لتعلمتُ أصول الشرف والعفة وكيف ألصقهما ببعض وأقطع كل سبيل على المغامرين المُعتدين.... لكنها كانت لحظات جميلة، لا أستطيع إنكار ذلك..
سألتها: "أين نذهب؟" فقالت أنها تريد أن نمشي، لا تحب السيارات.. قالت أنها كانت ستركب لو كانت سيارتي لكنها لن تفعل لأنها تريد أن يكون لقاؤنا فريدا، قالت أنها لو ركبتْ ستكون القصة ركيكة ككل الناس؛ قالت أنها لا تريد أن تعيش كالناس ولذلك لم تختر ابن شرف ونسب بل اختارت ابن عاهرة..
ابتسمتُ، قلت لها أنها ليست فريدة في اختيارها فهي أيضا مثلي ابنة عاهرة ولا أمل عندها في أن يرضى بها أبناء الشرف والنسب..
عند إجابتي تغيرت ملامح وجهها، فتيقنتُ أن اللباقة جافتني مرة أخرى؛ كريمة تعرف كل شيء عني وتعرف أني تعودت على تلك المسبة حتى صارت لا تعني لي شيئا وربما أضحكتني، الجميع يعرف أني بلا أب أي كما يقولون "ابن عاهرة"، أما بالنسبة لها فلا أحد يعرف أنها متبناة غيري علاوة على اهتمامها بمعرفة أبويها الحقيقيين عكسي أنا الذي لا يعني لي الأمر أي شيء.. اعتذرتُ منها فقالت: "لا يهمك، ثم أنا من بدأتُ.."
كنا بجانب السيارة أمام منزلها، لم نتحرّك بعد فسألتها عن اسم أمها، فاستغربتْ وسألتْ عن الإضافة التي سأجدُ من وراء سؤالٍ كسؤالي! اعتذرتُ مرة أخرى وقلتُ أني سأسكتُ أحسن لكي لا أغرق أكثر.. قالت أن لا مشكلة عندها، أنها لم تُخفِ عني أي شيء ولا تريد إخفاء أي شيء عنّي، وقالتْ الاسم!
قالت أن أبويها أعلماها أنهما لم يُغيِّرا الاسم الذي اختارته أمها الحقيقية، كانت تلك رغبة الأم.. تركَتْها لمن سيتبنّى ابنتها.. لم أُفكّر كثيرا، وقلتُ لكريمة مازحًا أنّ الاسم الي ذكرَتْه هو نفس اسم رفيقة كهينا وأننا بذلك نصبح إخوة.. كنتُ أمزح لكنّ كريمة لم تكنْ...



#سلام_محمد_المزوغي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبيبتي متى ستستيقظينْ؟
- كَهِينَا (8)
- كَهِينَا (7)
- كَهِينَا (6)
- كَهِينَا (5)
- كَهِينَا (4)
- كَهِينَا (3)
- كَهِينَا (2)
- كَهِينَا (1)
- كنزة (3)
- كنزة (2)
- كنزة (1)


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام محمد المزوغي - كَهِينَا (9)