أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - يا حادي العيس















المزيد.....

يا حادي العيس


كمال تاجا

الحوار المتمدن-العدد: 6037 - 2018 / 10 / 28 - 14:21
المحور: الادب والفن
    


يا حادي العيس

يا حادي العيس
لا تعرج
على مساكن
شعب
سويت أسطح بيوته
بالأرض
~
فضل كل مواطن فيها
عن الرشد
في مدن خيام
الشتات
~
وتعثر ذكرهم المذري
في كل أصقاع الأرض
وفي إنكار تام
لوجودهم كبشر
وعلى كل الحدود الأممية
~
ولا تبحث عن رمة
وطن
دهسته
ثعالب الفلاة
~
ولا تفتش عنهم
وقت الزوال
بين تضاريس خرائط
عيش ولى
في أطلس البلدان
~
لا بأس يمكنك
أن تشاهد
هذه الوحوش البريئة
المطلة بسحنة
وجه متجهم
على شاشة الأحداث
وهم يقتنصون
عقارب ساعة
عيل الصبر
في شباك
فت العضد
~
وتشاهدهم وبأم العين
وهم يمضغون
مر العبرات
مع انسدال الدموع
فوق جروح وهن
مجرى الدم
~
وتغض النظر عنهم
وهم يتناثرون
كذر رماد الفصول
بالعيون
على واجهات
التمدن
~
و ترد الطرف
ليتوارون
كوخز ضمير غائب
عن التنهدات
~
وتدعهم يتراكمون
كضياع رشد
وراء نفر عبرات
كحشد شتات
بشر
على أكتاف
مواسم بور
~
وتراوغهم وهم يذوون
في أرض يباب
والتي ذهبت
أدراج رياح
قحط
سبع سنين عجاف
~
وأنت تعجز
عن التقاطهم
كوخز بالعيون
وبأشواك واخزة
عالقة بأجفان
إنسانية
تفقأ زبد
الحسرات
على شواطئ
انخفاض حدة
النظرات
~
وبالكاد تلحق بهم
في انجرافهم
المنفلش
من قبضة
دهر
يبحث عن
قوم قوت
على مقالب الإنسانية
~
ولا سبيل لأن تجاريهم
في طوافهم المتواصل
كريشة
في مهب ريح
لا تستريح
في حط رحال
ولا مستقر لها
فوق كثبان
الانجراف
~
عبثاً
تواصل فلول
رحلة
حط رحالهم
المطارد للبر
والبحر
وعلى كسر حدة
تضاريس العناء
~
ولا سبيل لانتشالهم
من الغرق
في لجة
أمواج عاتية
لخضم
محض خيال
دون أي وسيلة
نجاة
~~~
وأنت ياطائري
المنتوف الريش
توقف في شق صدر
خيام مهلهلة
لتجهش ببكاء
الانصراف
الأممي
عن نصرتهم
كخلجة
موجة خائرة
في عرض
بحر ثائر
من التوسلات
~
تروّ
دون أن تفك
عقدة
ضيق صدر
سكان خيام
في رحلة
شتات
وحيف
مع كل دواعي قهر
~
عبورهم الموصول
لضفة سلامة
مرهونة بسياسة عالمية
في يد
حيل متقنة
للمؤامرة الدولية
على طرحهم أرضاً
~
تواريهم والذي
يتراخى من شد حبال
أمم مراوغة
على جعلهم
فريسة
لوحوش ضارية
على كل الحدود الدولية
ليصبحوا طرائد
متوارية
لأنسانية ناشبة
لمخالب
الاستقواء
على شعب
قام يحتطب
حرية
من يد سلطة غاشمة
فتحطمت شوكة ثورته
على يد أشرس العتاة
~
والذي ضاع نسبه
في رحلة شتات
وحيث لا يأنس صحبتهم
إلا زمهرير
يطارد انكماش
رجفة أولادهم
~
ويعانون من
توقف أنفاس
عدم الترويح
عن النفس
بين صعوبة تضاريس
تبدل الطقس
~
وأنت أيها المواطن
الشامي
يا صائد النسيم
الفاقد الأثر
والذي يزوغ
من التربيت
على كتف
جائع
بين مكبات
العفار
~
غيابهم المجهول
الحط
في بيداء العدم
كفص رمل
وذاب
~
وانفقاعهم
كغبش في عيني
أمم
مناهضة
لوجودهم
على أرصفة
حضارة دونية
نسيت إنسانيتها
على مقالب القمامة
وفوق محطات أنظار
التعالي والفوقية
على أطيب الناس
~
وجودهم في برك
العسرات
كنقيق ضفادع
قارصة للنظر
~
وهم يقبعون خلف
رمال صحراء
~
وفي مواصلة الطواف
كرقاص ساعة
التمسك بمكان
لا علاقة له
بمسقط رأس
ولا بحط رحال
في مسيرة قوافل
سكان
نهبتها رمال
اللاانتباه
في مواصلة
الترحال
~
وبعد أن اتضح من أنهم
مشروع عبور
فيافي
سبع سنين عجاف
لم تنتهي بعد
على خارطة
الكثبان
~
لشعب يتنقل
على وقع أنين
مزمار ريح
يردد صفير
رمال رائحة
غادية
تتجاوز دق
كل أوتاد
الحرية
على ظهر الأعتاق
~
مع تلاشيهم
كنغزة
في قلب عباد
الاستبداد
~
ولديهم أسباب
لفضح أسرار
في محراب
واحة سراب
طقس عالمي متقلب
لإخلاء سبيل
عار عن الصحة
في مطاردتهم
لجيوش الخذلان
~
وعندهم منافع آخرى
ليديروا لها مؤخراتهم
بالفراغ
~
صحراء
ينبع من بين أصابعها
جدول ضئيل
لزواغ بصر
~
وبإشارة واضحة
عن عدم وجود
بشر
بين أحضان أمم
غير مؤهلة
لارتقاء جدارة
~
وهي تعرض
مشكلتهم
ومن خلال
دمع رقراق
مع فارغ صبر
لطهو غبش
الغشاوة
على مجرى عبرات
العيون المدرارة
~
ومع وجودهم الغائب
في محاجر
عبرات
غير سالكة
ولم يشق لها
غبار
بعد
على الصراط
~
وهم يغتسلون
أمام سكان عالم الفيء
بتصبب ماء الوجه
على عرق الحياء
من عظمة
وعلو الحضارة
المنافية لحشمة
الجدارة
~
ويعانون من التقلص
الودي
مع احمرار وجنة
طقس
نهض
بنخلتين شاردتين
فوق شاربي
أقداح
تنسكب من دنان
ووريت الثرى
لثمالة
غير مكترثة
بخمرة
الشعور بالخجل
ولا في ضبط
وعورة المكان
مع سلاسة
معقودة على
تباطئ الزمان
حتى اهترأت
حبال الخيام
~
وهم يصوبون ألحاظ عطشى
يخيل لها
أن تدعو طير شعب
منهك
حتى يلتقط أنفاس
متوقفة
من الظمأ
لترويه
من دموع
مجرى ماء
العبرات
~
ودون أن ندري
كانوا يتلوون من ظمأ
فوق مشارب
جف منها
ماء العين
حتى ذوت
مطامحهم
ناضبة
من سل سيوف
النظرات
التي تقتحم
بؤبؤ الأحداق
كوخز بالعين
~
وهم يشربون كأس المنية
دون أن يرتوون
من كفي
إسالة دم
ومن جروح جارية
لا تروي غليل
~
ليخدعون بها
غلاصم سمك
العطش
ومن الغرق
في أعالي البحار
طلباً للجوء الإنساني
~
ويتركون سعف النخيل
يراقص الريح
دون تصفيق
أو تهليل
لقدوم بعيد
لم يعصف بعد
على مسح
خفي
ضياع الأثر
بين كل أنواع
البشر

كمال تاجا



#كمال_تاجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياة جديرة
- ضربة شمس
- ضد مجهول
- أحلام يقظة
- في فلك المحظور
- عصر البذاءة
- أنثى ناعمة
- على حلبة الدقة
- جريمة شرف
- في ريعان الصبا
- غانية
- عقارب ساعة الفقد
- رأب الصدع
- أمومة
- 00 صفر اليدين
- رص الصفوف
- نساء صغيرات
- حلم وردي
- طيف غارب
- صرح مائل


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - كمال تاجا - يا حادي العيس