أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - الاتحاد الاوروبي يتضرر من العقوبات الاميركية ضد روسيا














المزيد.....

الاتحاد الاوروبي يتضرر من العقوبات الاميركية ضد روسيا


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6036 - 2018 / 10 / 27 - 15:37
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: جورج حداد*


تواصل اميركا سياسة "تصدير" ازمتها الداخلية الخانقة الى الخارج، بتعميق وتوسيع سياسة فرض العقوبات الاقتصادية ضد روسيا والصين وايران وغيرها. ويتسابق الرئيس ترامب والكونغرس الاميركي، كما يتسابق السيناتورات واعضاء الكونغرس فيما بينهم على اقتراح مزيد من "قوانين" العقوبات.
وفي هذه السياسة العقوباتية تنتهج اميركا خطا عدوانيا انانيا لا يقيم اي اعتبار لمصالح الحلفاء التقليديين لاميركا وعلى رأسهم دول الاتحاد الاوروبي.
وتتفق غالبية الخبراء ان العقوبات ولكي يكون لها نتيجة ملحوظة ينبغي ان تنضم اليها مختلف الدول الى جانب اميركا. ولهذه الغاية فإن الادارة الاميركية لم تتورع عن ان تقرر تطبيق العقوبات ايضا على الدول والشركات التي لا تلتزم بالعقوبات الاميركية ضد الدول المغضوب عليها اميركيا، وعلى رأسها روسيا التي استطاعت حتى الان بنجاح ان تتكيف مع العقوبات وان تخفض الى الحد الادنى من اضرارها عليها.
وعلى هذه الخلفية كان من المهم جدا لاميركا ان تحظى بدعم سياستها العقوباتية المتصاعدة، من قبل حلفائها وعلى رأسهم الاتحاد الاوروبي.
ولكن على هذا الصعيد بالذات اصطدمت اميركا بعقبات تضع كل سياستها العقوباتية ضد موسكو تحت خطر الفشل.
ويقول العديد من الخبراء ان الانعكاسات السلبية لسياسة العقوبات الاميركية تضر بالدول الحليفة لاميركا 10 و20 مرة اكثر مما تضر باميركا ذاتها. وهذا يمس بشكل خاص الدول الاوروبية التي لها مصالح وعلاقات اقتصادية مع روسيا اكثر بكثير مما لاميركا.
وهذه السياسة تلحق الضرر مباشرة بالمصالح الاقتصادية للعديد من الدول الاوروبية الرئيسية.
وابرز مثال على ذلك هو المحاولات الدؤوبة لاميركا لمنع تنفيذ مشروع انبوب الغاز الروسي المسمى "السيل الشمالي ـ 2" الذي يصل الى المانيا (عبر بحر البلطيق) ومنها يتم التوزيع الى مختلف الدول الاوروبية الاخرى.
ونشير هنا الى مقالة كتبها كلاوس ستراتمان وموريس كوخ في Handelsblatt الالمانية جاء فيها: "ان الحيرة والحذر اللذين يبديانهما السياسيون الالمان حيال الاجراءات الاميركية، ينموان باستمرار، لان القوانين العقوباتية الاميركية تضرب ليس فقط خصوم اميركا بل واصدقاءها ايضا... وهي تريد ان تجبر الاوروبيين ان يلتزموا بالخط الذي تضعه".
ويتخوف الاقتصاد الالماني اكثر ما يتخوف على البيزنس مع روسيا، لانه ترتهن بها ليس فقط آفاق تطور هذا الاقتصاد، وانما ايضا وجوده بحد ذاته.
ومن المعلوم ان قطاع الطاقة الالماني هو موجه نحو روسيا، بوصفها المورد الاول لحاملات الطاقة، والضغط الاميركي انما يهدد المشروع الرئيسي لالمانيا الذي تبلغ قيمته مليارات الدولارات ونعني به مشروع "السيل الشمالي ـ 2".
ومن حيث المبدأ تمتلك برلين رأيا سلبيا حيال السياسة العقوباتية الاميركية، لانها ترى ان اميركا تضع اشكالا من الحصارات التي ينبغي ان يدفع ثمنها الالمان.
وحسب رأي المحللين في جريدة Handelsblatt سالفة الذكر "ففي وزارة الخارجية الالمانية يؤكدون بقلق ان السياسة الخارجية الاميركية تقوم على اللامأسسة وتفتقد الى الكوادر، وترتبط بنزوات الرئيس الاميركي ترامب".
وفي الواقع لا يمكن الان الحديث عن سياسة اميركية حيال روسيا، بالمعنى الكلاسيكي لهذا المفهوم. وعلى الاقل بسبب وجود سياستين على هذا الصعيد، احداها للرئيس ترامب، والاخرى للكونغرس. وهناك تناقض بين الاثنتين. وهذا يعني ان السياسة الالمانية، وكذلك مختلف دول الاتحاد الاوروبي، تصبح ضحية لتناقضات السياسة الداخلية الاميركية.
ويعترف الخبراء الاقتصاديون الالمان ان المخاوف تجاه الضغوطات الاميركية لاجل مشروع "السيل الشمالي ـ 2" تزداد، ولكن هؤلاء الخبراء مقتنعون ان الحكومة الالمانية لن تتراجع بتاتا عن موقفها حيال هذا المشروع.
وتجدر الاشارة الى ان الدول الاوروبية هي مقتنعة انها تتضرر اكثر من الاميركيين ليس بسبب سياسة العقوبات ضد روسيا فقط، بل وضد ايران ايضا. هذا بالاضافة الى الفرص الضائعة في احتمالات انضمام الدول الاوروبية الى المشاركة في اعادة اعمار سوريا، فيما لو انضمت الدول الاوروبية الى سياسة العقوبات الاميركية.
والسؤال الكبير امام الدول الاوروبية الان هو: هل ان فوائد الرفض المحتمل لسياسة العقوبات الاميركية ضد دول رئيسية كروسيا والصين وايران هي اكثر او اقل من خسائر الانضمام الى تلك السياسة.
ولكن منذ الان يمكن التأكيد ان اليورو يقف امام احتمال خسارة امكانية التحول الى عملة رئيسية تحل محل الدولار في الفضاء الاقتصادي والمالي الاوراسي الواسع الذي يقوم على كاهل دول كبرى كروسيا والصين والهند، والتي تنضم اليها ايران، وهذه الدول اخذت تنتهج طريقة التعامل بالعملات الوطنية بدلا عن الدولار، في العلاقات الاقتصادية والمالية والتجارية الضخمة فيما بينها.
لم يفت الوقت بعد لامكانية حلول اليورو محل الدولار. ولكن هذا يتطلب من الدول الاوروبية ان تتخلى نهائيا عن سياسة العقوبات الاميركية.
مما تقدم يمكن ان نستنتج ان حبل العقوبات ضد روسيا والصين وايران، الذي تريد اميركا ان يلتف حول عنق الدول الاوروبية، يمكن ان يرتد ليلتف حول عنق اميركا بالذات التي تزداد عزلة يوما بعد يوم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعد نجاح تجربة سوريا... هل تتدخل روسيا عسكريا في ليبيا؟
- الحرب التجارية الاميركية ضد الصين ...الى الفشل
- العقوبات ضد ايران ستزعزع الدولار والنفوذ العالمي لاميركا
- ترامب ونتنياهو يهربان الى حافة الهاوية
- حول مفهوم الطليعة – (الجزء الاول)
- لا نظرية ثورية بدون حركة ثورية
- عشر دقائق فاصلة في تاريخ العدوانية الاسرائيلية
- اميركا تصعّد المواجهة ضد الصين
- السعودية تنتظر زيارة الرئيس الروسي
- الحرب التجارية الاميركية ضد روسيا والصين والعالم
- أضخم مناورات عسكرية روسية منذ 40 سنة
- تركيا و-الصدام الختامي في سوريا-
- انبوب الغاز الروسي -السيل الشمالي – 2- وصل الى بحر البلطيق
- غالبية الاميركيين تعارض سياسة ترامب
- واشنطن تنتهج سياسة السير على حافة الهاوية
- الدولار ينزل عن عرشه
- بعد قمة هلسنكي: ترامب يوقع اضخم ميزانية حربية اميركية
- يوغوسلافيا: من -اتفاقية يالطا- اللصوصية الى -جمهورية كوسوفو- ...
- اميركا تفشل في كسر شوكة الثورة الايرانية
- الازمة المصيرية الاميركية والخطة السرية لكيسنجر


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - الاتحاد الاوروبي يتضرر من العقوبات الاميركية ضد روسيا