أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - ظاهرة - التنمر المدرسي- ---- أسبابه وعلاجه















المزيد.....

ظاهرة - التنمر المدرسي- ---- أسبابه وعلاجه


عبد الجبار نوري
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 22:01
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


توطئة / الذي شجعني في البحث في مثل هذه الظاهرة الخطيرة والمهملة من قبل القيادات التربوية والسلطة المركزية بتغاضيها وعدم النظر أليها وهي تسير نحو النكوص بالعملية التربوية وربما كانت مهنتي كتدريسي لمدة أكثر من 35 عاما لكل المراحل ، وثمة صدفة أن أشاهد أحدى القنوات تعرض برنامجاً تربوياً تعرض صورة لمجموعة من التلاميذ يضربون ويركلون تلميذا بشدة وقساوة وهو يصرخ ويطلب النجدة من المدير والمعلمين ولا من مجيب ، فهم جماعة متنمرة ومستأسدة ومستقوية
بدأت ظاهرة " التنمر " Bullying تنتشر بكثرة في الآونة الأخيرة وأصبحنا نرى التنمر في كل مكان في الشارع في المدرسة أو الجامعة ، والمنزل حتى في مكان العمل .
أذاً ما هوالتنمر ؟! : هوشكل من أشكال العنف والأيذاء والأساءة التي تكون موجهة من فردٍ أو مجموعة من الأفراد حين يكون الفرد المهاجم أقوى من الأفراد الباقين بأستعمال لسانه بالتحرش والأستفزاز وعندما يرى الضحية تلبس الضعف والجبن عندها يستعمل يديه وربما رجليه ، فهو سلوك عدواني متكرر يهدف للأضرار بشخصٍ آخر عمداً جسدياً أو نفسياً بهدف أكتساب السلطة على حساب شخصٍ آخر وتتضمن بعض التصرفات التي تعتبر ( تنمراً) كالتنابز بالألقاب أو الأساءات اللفظية الجارحة والأقصاء المتعمد من بعض الأنشطة والمناسبات الأجتماعية ، تأخذ أحياناً الأحتكاك الجسدي الضرب والركل أو المزاح الثقيل ، ويتصرف المتنمرون بهذه الأساليب القسرية بدافع الغيرة أو ألفات النظر على أنهم أقوياء.
وهناك تنمر ألكتروني بأستغلال الأنترنيت لأيذاء الأشخاص بطريقة متعمدة وعدوانية كأستعمال الرسائل الي تسعى للترهيب والأيذاء والتخويف والقمع وتشويه السمعة ، ويتبع الأشخاص المتنمرون سياسة الترهيب والتخويف والتهديد أضافة إلى الأستهزاء والتقليل من شأن الضحية ، وقد تدفع تداعيات هذه الظاهرة الخطرة بالضحية الضعيفة إلى التسرب من المدرسة وألى العزلة والتوجد وربما حتى اللجوء ألى النهاية المحزنة ألى الأنتحار ومن تداعياته الأخرى : أن ظاهرة التنمرلا تنعكس آثارها على الضحية فقط حين أظهر ت الدراسات أن المتنمرين أنفسهم من المحتمل أن يكونوا أكثر عرضة للفشل في حياتهم المستقبلية وهم أكثر عرضة لأرتكاب الجرائم في سنٍ مبكرةٍ ، والتنمر المدرسي الذي يقوم على البلطجة والترهيب والأستئساد والأستقواء أسماء مختلفة لظاهرة سلبية مستلبة في الغرب الأوربي والولايات المتحدة الأمريكية وصلت ألينا وبدأت نغزو مدارسنا بقضل تأثيرات العولمة والغزو الأعلامي الغربي والأمريكي ، ففي أمريكا مثلاً تعتبر ظاهرة التنمر المشكلة التربوية العاصرة والأكثر حضوراً ويشار أليه بالعنف المدرسي ، وتشير الدراسات الأستبيانية للعملية التربوية الأمريكية : أن 10 من طلاب المدارس الثانوية يغيبون يوماً في الأسبوع على الأقل بسبب الخوف والأيذاء من الذهاب إلى المدرسة خوفاً من تلقي العنف والأيذاء الجسدي وأتضح أن 65% من الطلاب في النروج والسويد وآيسلاندا تعرضوا لممارسات التنمر وأظهرت الدراسة الأستبيانية أن 50% من طلاب الولايات المتحدة الأمريكية يتعرضون ألى مثل هذه الممارسات المخيفة والمرعبة من أقرانهم في المدرسة ، وأن هذه الظاهرة المخيفة تبدو وأنها تسربت إلى مدارسنا الروضة والأبتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة بنسبة تترواح بين 35- 37 % ، وتشير بعض الدراسات المسحية أن 61% من الفتيان و43% من الفتيات يعانون التنمر في مدارس العراق ، وهذه الأحصاءات المقلقة تدفعنا للتساؤل حول هذه الظاهرة وتحليلها ومعالجتها حتى لا يستفحل أمرها وتتحول إلى عامل هادم ومخرب للعملية التربوية تحت عنوان ( الهدر المدرسي )
ومن علامات التنمر للطفل الضحية : أنسحاب الطفل بشكلٍ متكرر من الأنشطة المدرسية ، وأبتعاده عن زملاءه التلاميذ ، وأهمال منظرهُ العام أي شكله الخالرجي ، أهمال واجباته المدرسية ، هروب الطفل من واقعهِ الذي يعيشهُ ، التأخر عن الدوام ، يتعرض الطفل المعرض للتنمر حالة عصبية والغضب والتوحد ، الأرق وقلة النوم ، الصداع وآلام المعدة ، وحالات من الخوف ، قد يخفي أدوات حماية نفسه كبعض أدوات جارحة ، وربما يعاني حالة من فقدان أو زيادة في الشهية والوزن .
أسبابه/ -الأسباب السيكوسوسيولوجية : وهي مجموعة موروثات جينية تتعلق بأنحداره الطبقي الموبوء ببعض الأضطرابات النفسية وليس بعيداً أن تتحوّل إلى منظمة أرهابية تحت عنوان " الجريمة المنظمة ".- الأسباب الأسرية : في ترك المتابعة وعدم معرفة ما يدور حولهُ في المدرسة ، ولتكن العلاقة بين الطفل وأبويه علاقة صداقة لمعرفة ما يعاني في المدرسة ، وقد تكون العلاقة بين الزوجين متنافرة تسودها أشكاليات العنف الأسري حينها تقلد من قبل الأطفال واليافعين المراهقين فيطبقونها على زملائهم .- الأسباب المرتبطة بالحياة المدرسة : أنحدار العملية التربوية بعد الأحتلال إلى وضعٍ غير مسبوق في ظاهرة تدخل أولياء الأمور وأعتداءهم على ملاك المدرسة مما أدى إلى تراجع هيبة المعلمين وعدم تمكنهم من التأثير على الطلاب ، والخطأ الأخر حين يفوّض المعلم المركزية في التحكم ربما يستعمل العنف حيث يقلد من قبل المتنمرين في ساحة المدرسة والشارع ، أساليب التعليم التقليدية المرتكزة على العقاب المهين تزيد من عدوانية أصحاب الشخصية المتنمرة ، مع غياب (الأنشطة الموازية) داخل المدارس وأختزال برامجها في تحفيظ المناهج المقررة . - الأسباب المتعلقة بالأعلام والثورة التقنية : كالأدمان على (الآي بات) ومشاهدة أفلام العنف ، وما يعرضه الأنترنيت وما تعرضه قنوان الدولة الفضائية من أفلام الجريمة ، وخصوصاً أذا ما أستحضر الطفل ميله الفطري إلى تصديق هذه المشاهد ينحو إلى التقليد وأعادة الأنتاج.
علاجهُ/- دور الأسرة : في وضع خطة جادة وفعالة مع مدرسة الطفل للأطلاع على سلوك التلميذ ومدى أستيعابه للمواد وعلاقاته مع أقرانه .- متابعة الضحية والمتنمروأفهامهما بالسلوك السوي .- التحكم في مشاهدة الطفل لبرامج العنف والجريمة ، أشراك الأطفال في نوادي رياضية لتقوية الأجسام للدفاع عن نفسه فقط.
دور المدرسة :- سن قوانين حازمة تمنع الأيذاء سواء كان بدنياً أو نفسياً.- تكثيف المراقبة داخل الصف وفي الساحة المدرسية .- أعداد الكادر التعليبمي من خريجي المعاهد والكليات التربوية المختصة بالعملية التربوية .- تنمية ثقافة الصداقة بين الطلاب ، وتقويم الوازع الأخلاقي لدىهم وعزيز قوة الشخصية وعوامل القة بالنفس والكبرياء لدى الطفل ، وعلى الدولة الأشراف الكامل على عروض القنوات ودور السينما ، وأستثمار الفراغ في العطلات المدرسية في أشغال الطفل في السفرات القصيرة لأكتساب خبرات حياتية ولملآ الفراغ ، أعادة العمل بالبطاقة المدرسية التي فيها معلومات مستفيظة عن التلميذ مستواه العلمي وعلاقاته وتوازنه النفسي وعنوان مسكنه وهاتف ولي أمره .



#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية - بائع الحليب - لآنا بيرينز / مقاربات تراجيدية في مفهو ...
- مسلسل أذلال أمريكا للنظام السعودي
- أمريكا في العراق / صراع على النفوذ ومآلات السيطرة !؟
- تشظّ اليسار وتحوله من نظرية التحرر إلى طلب سلطة
- - أدلب -السورية ---- الفاتورة الملغومة الأخيرة !؟
- فوبيا حمى اليمين المتطرف في العالم الغربي ؟!
- الليرة التركية /بين التراجع والهشاشة الهيكلية
- أضواء على كتاب - ما بعد الرأسمالية المتهالكة - للدكتور سمير ...
- تأثير العقوبات الأمريكية على العراق ؟!
- قانون - القومية- لليهود / أبارتهايد أسرائيلي ؟!
- هيروشيما والحصار الأقتصادي على العراق / وتزامن الأحداث المفج ...
- قراءة في كتاب -محطات من حياتي - للدكتور الرفيق خليل عبدالعزي ...
- غلق مضيق هرمز --- التحديات ورهانات المستقبل !؟
- توفيق الحكيم / روايته -عصفور من الشرق - وصراع الحضارات !؟
- الأقتصاد العراقي ---- إلى أين ؟!
- التصحّرْ --- قاتل يتمدد بصمت!؟
- التصحر قاتل يتمدد بصمت Silent Killer
- وتُسرقْ الأسلاميّة!؟
- - قمة سنغافوره - / ورهانات التوظيف السياسي للسلاح النووي!؟
- المونديال تمازج ثقافات/ أين العرب منها؟!


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - عبد الجبار نوري - ظاهرة - التنمر المدرسي- ---- أسبابه وعلاجه