أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - عولمة الخناثة..















المزيد.....

عولمة الخناثة..


وديع العبيدي

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 21:05
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


وديع العبيدي
عولمة الخناثة..
(1)
ما هي الخناثة: هي رجولة تستأنث، وأنوثة تسترجل!.
بكلمة واحدة تصح على الاثنين ، هي: (شخص هجين)، مخالف للطبيعة، ليست فيه رجولة، ولا أنوثة!.
السؤال هو: متى وأين ظهرت هاته المفاهيم، وكيف تحولت الى حقائق قهرية مقدسة؟..
أما الهدف منها فلن يعرف أحد النطق به، بغير كلام ضبابي ومتاهات لغوية وفرضيات فارغة!.
المنطلق الأساس في قراءة العصر، هو شيء واحد، الغاء ثقافة الشرق وتسييد ثقافة الغرب، تفنيد الفكر الديني/(الشرقي الأسس)، وتصنيم وتقديس عقائد اوربية وضعية، يتم فرضها على العالم بقوة كولونيالية امبريالية منظمة.
الشرق الذي يشكل ثلاقة ارباع المسكونة، يتعرض للتهميش والتقزيم والاستغلال والاستعباد، تحت سلطة وسيادة مشروع النهضة الاوربية والغربية، التي تقل مساحتها عن العالم العربي!. وإذا كان عمر العالم/(الشرق) يعود إلى الاف السنين وعديد المدنيات والحضارات والثقافات المنسجمة مع بعضها، فأن ذلك يتعرض للتهميش والتزوير والابادة، من قبل اوربا التي لا يتجاوز عمرها خمسة قرون، قائمة على النهب والسلب والقرصنة والتزوير.
ان الغرب عموما، وكما قدم نفسه حتى الان، ومن خلال العولمة والخطاب الاميركي، يؤكد انفصاله التام عن العقل والسوية البشرية والقيم الانسانية، وبكلمة واحدة يقول: انا مسخ وشرير، اعتمدت الخديعة والمراوغة، وتسلطت على كل وجودكم، عقولكم وأجسادكم وصادرت حصانتكم، ومن لا يخضع لي، تنتظره الابادة والمحو، باسم الدمقراطية وحقوق الانسان. هاهاهاها..!
(2)
نحن نعيش في عصر هجين.. صنعناه بأيدينا!..
نحن بحاجة لمراجعة ذواتنا، والتخلص من عقدة (الدونية) وتقريع الذات أو احتقارها الذي سوغته ثقافة الحداثة في أمخاخ الكثيرين ولا وعيهم..
نحن بحاجة للعودة الى أنفسنا، ومن له الارادة والابداع تطوير امكانياته واصوله التاريخية، بدل وصف ماضيه بالجمود والتخلف. فالحقيقة نحن المتخلفين والجامدين، والطفيليين على منتجات وأسواق خارجية. وكل أفكار العرب ومواقفهم في كل مجال صغير وكبير، هو دالة افلاس. ثيابنا وطعامنا وكلامنا هي دالة افلاس، ومغالاة في الافلاس. والافلاس هو الجمود والموت أو التصحر العقلي.
الموقف العربي المتأخر في الانحياز للعدو، ليس من باب العصرنة، ولا حب الغرب، وانما الانحياز للقوي، والبحث عن الرعاية والحماية من قبل الامبريالية المتسلطة، دون نظر الى وحشيتها وعدوانها على بلادنا. ولو توفرت قوة عربية مستقلة عظمى، لامتصت معظم جيال الضياع والجدب. وهو ما يذكر بمصر الناصرية، ولحد ما عراق صدام.
ادونيس لديه جهد تشخيصي رائع في كتابه، (الثابت والمتحول- الابداع أو الاتباع)، لكن هذا الكتاب لم يتجسد في حياة وشخصية ادونيس الذي هو هالة براقة أكثر منه مضمون. كان ادونيس، باستثناء اسمه الغرباوي وثيابه الخارجية وشاله الذي قلده فيه بعضهم، كان بمكنته، التأسيس لحداثة عربية ونهضة فكرية نابعة من طين التراث والتاريخ والارض العربية أو السورية القومية، تأكيدا لرؤيته في الكتاب المذكور.
لكن ادونيس الذي خرج من سوريا الى بيروت ومنها الى اليونان وفرنسا وبعض عواصم الغرب، نفض ثيابه القديمة، وتنصل عن رسالة انطون سعادة للرقص في كرنفال االحداثة والعلمانية واللبرالية العولمية، شأن كثيرين، من شيوخ وأمراء الحداثة والعولمة، امثال الراحل جورج طرابيشي نفسه.
ثمة ثلاثة فرق من العمالة الغربية: الأدباء والكتاب، الأكادميون والكادر التعليمي، الساسة والحكام.
كل من هؤلاء وزر وزره ويزر حتى الآن، متحذلقا على المجتمع ، مستهلكا الكثير مما يردده خوسوخانات العلمانية واللبرالية ومثلها من مفاهيم ومصطلحات سفسطية خاوية، رغم انفتاح المدارك والأبواب أمام الجميع.
من الضرورة هنا التمييز بين ثلاثة مراحل ثقافية عربيا: النصف الأول من القرن العشرين، ما بعد الخمسينيات، ما بعد السبعينيات. وقد تطورت الانساق الثقافية والأكادمية سلبيا من جهة النوع، وتضخمت مجانيا من جهة الكم.
هذا يتطلب من المستهلك الثقافي والأكاديمي العربي، بدل ان يكون ببغاء أو اسطوانة ترديد لما انتجه الغرب، أن يعيد بناء نفسه بشكل يجعله منتجا فكريا وثقافيا، على قدر من الاصالة والاستقلالية، بحيث يشكل اضافة لثقافته الوطنية والقومية. من المؤسف، ان مئات ألوف الدرجات الاكادمية، - ربما ملايين- تدخل في باب الهدر القومي العربي فكريا واجتماعيا وماديا، ولا تختلف في شيء عن ترسانات الاسلحة التي تتعرض للصدأ والسقوط في البلاد العربية، دون أن تخدم الأمة في شيء، أو توفر ذرة حماية للعالم العربي.
فماذا نفعت ترسانة القذافي، وماذا نفعت ترسانة مصر وترسانة الاسد وترسانة صدام وترسانة السعودية والخليج، بالمنظور الأمني الستراتيجي، مجرد هدر قومي ونزيف أموال وقدرات. ومثله يقال عن طوابير الاكاديميين العرب، الذين انتهى معظمهم للرقص والتغريد في سوق الغرب، دون أن يفلحوا في تطوير امكانياتهم، وتطوير القاعدة الفكرية لمجتمعاتهم. ثمة بعض العراقيين يشيدون ويسشهدون بعلماء الهند ومدارسة الرياضيات الهندية، في سياق الغزل والتصفيق لامبراطورية العجوز.
لكن المدرسة الهندية – وهي مدرسة قومية رافضة لللاحتلال-، هي مدرسة هندية أصلية وليست تابعة أو مجرد بوق، مثل الاقطاع الثقافي والاكاديمي العربي. ولابد من تذكير بعراقة علوم الرياضيات الهندية التي تتلمذ عليها فيثاغورس الاغريقي والخوارزمي المسلم، وهيمنة علماء الرياضيات الهنود في العالم المعاصر، وفي قطاع الكمبيوتر والنت، ليس من باب التبعية، ولا بركات الكولونيالية. فالتزوير والقفز على الحقائق، الجهل بها أو تجاهلها لا يصلح بينة علمية، للترويج لعدو البشرية. والمجتمع الهندي اليوم أكثر اصالة من الموقف العربي.
هل العقل العربي عاجز وعاطل؟..
هذا مما قاله الاستشراق، وبعدما وجد معارضة في حينه، تحول الى حقيقة على يد الأحفاد. والأحفاد هم الجيل العربي الطالع في مرحلة سقوط الدولة الوطنية، وهو جيل تسليمي منجرد، بين ذروة التطرف الديني وذروة التطرف العولمي. وكل مظاهر الانخلاع والزراية بالعروبة والوطنية والدين والتراث هي من مظاهر الازمة وفقدان الهوية.
هذا الجيل السائد اليوم في المهجر والداخل، واللاعب على وتري (المال والشهرة)/ (البزنس واللقب)، هو طابور انجليزي أو انجلوميركي، يستند الى دعم امبريالي لتدمير المتبقي من الكيان العربي الاجتماعي والسياسي، وهي ظاهرة لم تتحقق في تاريخ الهند الكولونيالية.
انجلتره التي حكمت كثيرا من مجتمعات الشرق لم تستخدم (الضربة القاضية) على الشرق، ولم يجرؤ طابورها الخامس على التظاهر علنا، كما يحصل اللوم على العرب المتشدقين باللبرالية الأميركية. كيف نجحت الولايات المتحدة فيما لم تنجح فيه المملكة المتحدة، وبأقل التكاليف وأقصر وقت؟.. وكيف تحول عراق القومية والكرامة والعروبة والحضارة، في رمشة عين، إلى توسل الصورة النقضية، والتي كان يحتقرها ويسخر منها، هو أكثر من غيره!.
نعم. العقل العربي في أزمة، ازمة عويصة واشكالية، ضمن تعريف طرابيشي للاشكالية بوصفها معضلة ليست عصية على الحل، فحسب، وانما لا يراد لها الحل!. وعرب العولمة اليوم يسبحون على امواج من الاشكاليات، يستغلون منافعها، ويستديمون نعمهم، من دوامها وامتدادها زمنيا.
(3)
هروب في جلباب الآخر..
الجلباب هو ثياب أو كتاب. حتى زمن قريب كان البعض لا يخرج من بيته إلا وهو حامل كتابا أو جريدة، وحقيبة كتب سوداء، ويفضل أن تكون كتب أجنبية أو بلغة أجنبية. وقد أضيف لذلك الجلباب، سمة ارتداء الثياب السود ذي المرجعية الأوربية، أو وضع شال حول الرقبة، باللون الأسود أو الأحمر، فضلا عن الطاقية أو غطاء الرأس الأسود، وكله تقليد أوربي.
الانخلاع، هو التنصل من ظاهرة تراثية أصلية، وتقمص ظاهرة أجنبية مقحمة. وهو ما يحدث في حالات الضعف والتردي الشمولي في تاريخ الأمم، ولا تجد الشخصية الفردية، قاعدة اجتماعية سياسية راسخة توفر لها الحضانة والضمانة. المجتمع لا يجد القوة والأصالة في نخبه الفكرية والسياسية؟
وهكذا يغرق المركب في مستنقع الغزو والاحتلال. ليس جراء هزيمة عسكرية، وانما جراء هزيمة مجتمعية تاريخية، عاجزة عن تجميع نفسها وترميمها، في هوية وطنية قادرة على الامتداد للامام. فما حصل في العراق، ليس هزيمة عسكرية أو سياسية. وبغض النظر عن التفاصيل، فأن قرار صدام بعدم التصدي العسكري الجاد للغزاة، هو (لغز عظيم!)، لكن جانبا منه، كان تحميل المجتمع مسؤولية حماية نفسه والدفاع عن أرضه!. وللأسف، لم تظهر المقاومة الوطنية الحقيقية ضد الاميركان، كالتي كانت عام (1919- 1920م) ضد الانجليز.
الاراء المترددة تتهم النظام أو صدام شخصيا بالهزيمة أو الجبن، وكأنها تصدر عن (لاوعيها)، بأن العراق هو ملكية شخصية لصدام وحده!. صدام كان حاكما طيلة مدة معينة، وقد وجد أن المجتمع رفض حكمه وشخصه، وبالتالي، فان على المجتمع تنكب المهام والمسؤوليات التي قامت بها الحكومة دائما. ومن تلك، هي مهام الدفاع والحماية والأمان، وهو يمضي تاركا لهم كل شيء.
المجتمع هنا هو.. كله وكل تياراته ونخبه وقطاعاته التقليدية حتى خنادق معارضته الدينية والعلمانية والعسكرية، المعارضين لحكم صدام، والمطالبين بحقهم في الحكم والسيادة. طيب: تفضلوا.. قدموا برهان استحقاقكم، وابدأو بحماية الوطن وتأمين حدوده وسدوده، وتحملوا المسؤولية التي تريدون نزعها من النظام!.
إذا، لماذا لم تخرج القبائل والطوائف والقوميات والتيارات والأحزاب لحماية الأرض والوطن والشرف الوطني، ما الفارق بين (1920م) و (2003م)؟.. هل كانوا ينتصرون للحكم العثماني أمس، ويخذلون الحكم البعثي الوطني!..
إذا كان هذا السؤال مصدر اشكالية محرجة، فلماذا تستمر الفوضى الأمنية والمجتمعية والحكومية في العراق بعد عقد ونصف من الأمركة، ولماذا تتولى قوات سليماني ادارة الأمن العراقي، وتحرس حدوده الغربية والجنوبية، ولماذا لا تتوفر قوة حماية عراقية لأمنها الداخلي والخارجي!.
أليس الأمن الداخلي والخارجي مهمة اساسية لكل حكومة وطنية حقيقية، أم أن الحكم الحالي ألغى فقرة الضرائب من الميزانية العامة، باعتبار ان الضريبة هي مقابل توفير الحكومة للأمن والامان والنظافة والنظام، وكلها محذوفة في القاموس السياسي الجديد.
(4)
ابراهيم الحيدري (مواليد كاظمية- 1936م) من المتخصصين الاكادميين في علم الاجتماع، نال الدكتوراه في الاثنولوجيا من المانيا عام (1974م). وله كتابان يتعلق بموضوعنا هنا، اولهما: بقايا النظام الأمومي عند الطوارق/(1986م)، النظام الأبوي واشكالية الجنس عند العرب/(2003م). فما هي رؤيته الخاصة في هذا المجال.
أول الكلام، ان كلا من فكرة (بطرياركية) و (مطرياركية) ليست عربية الأصل والبيئة، وانما هي من منتجات الحداثة الغربية. كتابه الأخير (النظام الأبوي) هو أدنى للتصنيف منه إلى التأليف، خاضع في معظمه لعرض الأفكار الغربية والطروحات الواردة في هذا المجال. فعلى شاكلة الاطاريح الأكادمية العربية، يتناول النصف الأول أو ثلثا الكتاب عرضا للمدونة الغربية حول الفكرة، وما يتبقى منه يخصص لتطبيق المنظور على واقع محلي.
من المعروف تاريخيا، ان البشرية – وليس العرب أو الغرب فقط- تدرجت اجتماعيا، من مرحلة لأخرى. ويرى كثير من المؤرخين، ان تأسيس (علم) الاجتماع كان على يد المرأة، وذلك بقيادتها ثلاثة معالم رئيسة تاريخيا: الزراعة ، الاسرة ، الجماعة المستقرة.
وهذا يعني ان بدايات الاجتماع البشري كانت بادارة المرأة، وهو ما تعورف مؤخرا بالمرحلة الامومية/ الاموية. وقد وجدت اثار متفاوتة لبقايا النظام/ المجتمع الأمومي في التاريخ المعاصر. ورغم تركيز الضوء على (الامازيغ) في شمال أفريقيا، فأن اغلب المجتعات القديمة في بداياتها كانت اموية. ومع تطور النظام الاموي الى الابوي، نتيجة تعقد نظم العلاقات الخارجية وظهور الحروب الفانية بين البشر، استمرت الاموية كثقافة اجتماعية متوارثة كما في شمال أفريقيا ومنها مصر وايران والهند، حيث تحوز المرأة سلطة ومرجعية اسرية واجتماعية رغم كون السلطة العليا بيد الأب/ الرجل.
هذا المنظور التاريخي للنظام الاجتماعي والسياسي يختلف تماما، عن النظرة المشوهة/ المنحرفة لاحقا للموضوع، وأدلجته في ضوء مفهوم (النسوية)/(fiminism).
ان مفهوم البطركة والمطركة اليوم، يخرج عن اطار السياق التاريخي لتطور نظام الاجتماع البشري، واقساره ضمن مفهوم عدواني ضيق، مخالف لحركة التاريخ والطبيعة السوية.
فكرة النسوية ظهرت في الغرب من قبل محامي وسياسي انجليزي، يعتبر مؤسسا لفكرة (المثلية) والشذوذ. وكما سبق الحديث في اشاعة الدارونية لخدمة عقيدة العنصرية الغربية، تم نفخ فكرة (المثلية) الانجليزية، واشاعتها وفرضها في مجال العلوم والاكاديما، وصولا الى تحويلها الى فكرة طبيعية عادية، وما يخالفها استثناء ونشازا.
وهذا مغزى هذا الموضوع وغيره، حول تشوه أسس وفرضيات وأطر وخلاصات المعرفة البشرية، والانحراف الراديكالي لمسخ العلوم والمعارف والأديان أولا، تمهيدا لمسخ وتهجين الانسان.
(5)
ان الغرب الذي يتحكم بسيادة العالم سيادة شمولية، عازم على تدمير أسس البشرية والطبيعة الانسانية، لانتاج بشرية مسخ/ (نصف بشرية)، لها هيئة بشر وطبيعة همجية، يتم ترويضه وتدجينه وفق نظام بافلوف.
هذا يعني، ان البشرية تنقسم إلى نوعين من البشر، بشرية نخبة غربية قليلة العدد، وبشرية عامة هي كل سكان الأرض. والاقلية السيادية تتحكم في الاكثرية الهمجية العاجزة عقليا والمشوهة نفسيا. ومن الغريب وغير المعقول، مرور هذا المشروع، ليس في جهل، انما في تصفيق النخب الثقافية والاكادمية التي لا ترى قبلة غير الغرب الانجلوميركي.
ليس المثقف والاكاديمي بوقا أجوف، وانما عليه مسؤولية ابداعية تاريخية، تجعله يتفطن للانحراف في أي مجال. ومن المخزي، ان يجري تقديس المقولات والأفكار الغربية، وقهر الانسان عليها، من دون أي قدر من اكاذيب الحرية والدمقراطية التي تبرقع بها الغرب لتضليل البشرية.
أين كانت الحرية والدمقراطية، عندما جرى طرح النت في العالم. وكيف تم تمرير نظام النت المخالف للحريات والحقوق والأعراف التاريخية، وسط صمت وخنوع العرب؟..
ولماذا لا تتشكل هيئة حقوقية للدفاع عن حرية الانسان وادانة السياسة الالكترونية؟.. بل لماذا لا تتشكل جبهة شبابية جماهيرية من المتيقظين حول العالم تندد بانتهاكات حقوق الانسان في النت؟..
لقد جرى فرض التعامل الالكتروني فرضا سياسيا، مقترنا بتهديدات البنك الدولي والعقوبات الاقتصادية، وبنفس الشروط جرى فرض الدمقراطية والانفتاح وسياسة السوق على البلدان العربية. عمليا لا وجود لميثاق حقوق الانسان في العولمة، الا في صورة الافتعال والمراوغة وبما يخدم ولا يتعارض مع مصالح الغرب.
الجريمة والانحراف والعدوان هي النظام الطبيعي السائد في العالم، وسيما في الغرب، وصولا للسياسات والتعاملات الدولية، وذلك في خدمة المركزية الامبريالية المستمرة في نزع مجسات الحصانة والتحسس والكرامة في جينات البشر.
(6)
من الجراحة البلاستيكية الى المسوخ البيولوجية..
في التسعينيات، شاعت جراحة البلاستك، كجزء من مصطلح جراحة التجميل. وصار المرء في شك، من مدى طبيعية المرأة المقابلة له أو التي تقاسمه الفراش. ما هو الطبيعي وما هو البلاستيكي في جسدها. دخل البلاستك في الاثداء والأرداف والخدود والشفاه. ثم استبدل البلاستك بزرق السوائل. وفي كل الأحوال، كانت تلك بداية انقراض المرأة الطبيعية، وكما يجري في جراحة ترميم البكارة، والتظاهر بالعفة والعذراوية، تحولت المرأة الى (شك) و (كابوس)، و(سلعة رأسمالية) فاقد للمصداقية والطبيعة السوية.
اين هو دور عقل الفرد وحاسة الذوق والارادة والحرية والاختيار، أمام منتجات السوق الرأسمالية؟.. وأين انتهت حاسة الدفاع عن الوجود والبقاء والهوية الطبيعية في كل مخلوق؟.
اذن، فكرة الحرية والاختيار الربانية المختصين بها البشر، تعرضت للمصادرة على يد النظام الرأسمالي/(وكيل الله!). والطريف، ان برامج التشويه البيولوجية والنفسية هاته، ذات اتجاه واحد، مثلها مثل البكارة والكرامة والشرف، ان فقدت، لا تستعاد!.
في مجتمع لندن اليوم كثير من الظواهر المريضة والمشوهة، وكثير من مثقفي العرب واكادمييهم يعيشون في لندن ايضا، والكل يتحلون بروح رياضية، بضمنهم رجال الدين، حول ظواهر المثلية والنسوية، فترى جماعات وجمعيات نسوية مغلقة.
ولم يخطر للان سؤال، ما علاقة المرأة العربية والمسلمة بفكرة (المثلية النسوية) ذات الأصول البيئية الغربية الخاصة بتعقيدات الثورة الصناعية والنظام الرأسمالي. وكيف دخلت المحجبات في ثنايا التعقيدات العولمية؟.
الحذر هو المطلوب. الحذر والتعفف والتعقل امام منتجات السوق، والموقف الحازم امام وكالات الاعلان الرخيصة.
نعم. انقاد البعض للاعلام الغربي وسياساته، صدقوا المزاعم الامبريالية، ان بعض الحكام والانظمة العالمثالثية شيطانية وجهنمية، ولا بد من القضاء عليها فورا قبل أن تنشر عدواها. وهكذا قضى العرب على عبد الناصر وأمثاله، حتى بلغوا اليوم، ان ينتظروا زعيما بارا، وحكومة طاهرة عفيفة، على غرار العفاف الاميركي والبر الانجليزي، يلبي تصوراتهم.
الواقع انهم لا ينتظرون ولا يتصورون، انهم يكررون ما تفوح بها صحافة الغرب وتغريدات فلان.
ان عرب اليوم في أزمة، والازمة هي تحول أكثرهم سيما الشباب الى مصداق مزاعم الاستشراق وافكاره العنصرية.
ان العالم العربي والاسلامي، في حاجة ماسة لثورة ثقافية واجتماعية، لاستعادة الذات والاصالة والرجولة.
الاعلام العولمي يندد بالارهاب والتطرف وانتهاك كيان الانسان، وينسى نفسه.
هل يجوز لهم ما لا يجوز لغيرهم.
مجرد دعوة للصحو.. قبل انقراض الانسانية..
ولا ثقافة بغير هوية، ولا هوية بغير اصالة!



#وديع_العبيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دارون والعنصرية الانجلوميركية..
- دولة بلا أخلاق/ Amoral State
- من دولة العسكر إلى دولة المأفيات..
- البلادة/ ASimpathy
- علم بلا أخلاق/ AMoral Science
- عولمة بلا أخلاق/ AMoral Globalization
- ما قبل الكولونيالية..
- ما بعد الامبريالية..!
- من رأسمالية الدولة الى دكتاتورية الرأسمالية..
- عولمة.. فوضى ونفايات
- اكذب تضحك لك الدنيا!..
- عن اليتم والبصرة والشارع الوطني..
- القرصنة الثقافية وتهجين العقل
- المكان هو اليوتوبيا
- كاموك- رواية- (78- 84)- الاخيرة
- كاموك- رواية- (71- 77)
- كاموك- رواية- (64- 70)
- كاموك- رواية- (57- 63)
- كاموك- رواية- (50- 56)
- كاموك- رواية- (43- 49)


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - وديع العبيدي - عولمة الخناثة..