أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسليماني رضوان - محاولة تأصيل علم اللسانيات من خلال دي سوسير وتشومسكي















المزيد.....

محاولة تأصيل علم اللسانيات من خلال دي سوسير وتشومسكي


اسليماني رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 18:11
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


محاولة تأصيل علم اللسانيات
من خــــــــــــلال دي سوسيــــــــــر وتشومســـــــــــكي

لابد من الإشارة إلى أن تيار فيرديناند دي سوسير يختلف كل الاختلاف مع تيار نعوم تشومسكي على مستوى تناولهما لدراسة اللغة، فقد كانت نظرية تشومسكي نتاج ناتج نظرية دي سوسير. لكن قبل أن نتناول نظرية كل منهما على حدة بالتمحيص، وجب العودة إلى الوراء قليلا قصد تأصيل علم اللغة والبحث في أغواره. والبداية تكون من التعاريف التي أعطيت لعلم اللغة أو على الأقل محاولات التعريف التي سعت للإحاطة بهذا الأخير. يقينا منا على أن تجاوز تعاريف اللغة من خلال القدماء أو المحدثين أمر متجاوز من لدن الكل. لكن سنحاول أن نورد تعريفا بسيطا يعفينا من سياط النقد بخصوص عدم (تجاوز) تعريفها.
فاللغة حسب الإمام ابن جني "عرف اللغة بأنها مجموعة من الأصوات التي يُعبر بها كل قوم أو مجتمع عن أغراضهم واحتياجاتهم" فبهذا الصدد وحسب مفهوم ابن جني فاللغة؛ مجموع الكلمات والمفردات التي بفضلها يستطيع الإنسان أن يعبر عن أغراضه وحاجاته، بمبرر أنها وسيلة تعبيرية تستعمل لهذا الغرض بالإضافة إلى مجموعة من الأغراض الأخرى.
أما فيما يخص تعريف المحدثين للغة فدي سوسير يراهن على أنها " نتاجٌ اجتماعيٌّ لملَكة اللسان ومجموعة من التقاليد الضرورية التي تبنَّاها مجتمعٌ ما؛ ليساعد أفراده على ممارسة هذه الملَكة"، فبهذا الخصوص يختلف تعريف القدماء عن المحدثين في طبيعة تحديد ماهية اللغة من خلال مجموعة من السمات التي يخص القدماء اللغة بها عن المحدثين.
يأتي الآن دور الحديث عما جاء به كل من فيردنارد دي سوسير و نعوم تشومسكي من أفكار أغنت الساحة العلمية، من خلال نموذجيهما ونظريتهما بخصوص علم اللغة.
ماذا ومن دي سوسيــــــــــــــر ؟
ولد فيرديناند دي سوسير في جنيف (سويسرا) يوم 26 نفمبر1857، التحق بجامعتها عام 1875، ليتخصص في دراسة الفزياء واختلف بين الحين والآخر إلى حلقات البحث في النحو الإغريقي واللاتيني، وقد شجعته هذه البحوث على قطع دراسته ومغادرته إلى جامعة ليبرغ ليتخصص في اللغات الهندوأوروبية.
بعد إحدى عشر سنة (عام 1887)، أصدر أول كتاب له في اللغات وهو كتاب (النظام الصوتي في اللغات الهندوأوروبية القديمة). وبعد أربع سنوات أصبح عضوا في الجمعية الألسنية الفرنسية، وعند عودته إلى جنيف شغل كرسي أستاذ اللغات لسنوات طويلة، قدم فيها سلسلة من المحاضرات نشرت بعد وفاته، وقد تُرجم إلى العربية بعنوان (محاضرات في الألسنية)( ).
بدأ دي سوسير كتابه المذكور بتعريف اللغة ذاتها مميزا بين ثلاث مستويات من النشاط اللغوي (اللغة، واللسان، والكلام)، فاللغة عنده "نظام من الرموز المختلفة التي تشير إلى أفكار مختلفة، وهي مجموعة المصطلحات التي تتخذها هيئة المجتمع بأكمله؛ لإتاحة الفرصة أمام الأفراد لممارسة ملكاتهم"( ). أما اللسان فيعني عنده نظام اللغة التيمن خلاله تُنتَجُ عملية المحادثة( ). أما الكلام فيعرف بأنه "التحقق الفردي لهذا النسق في الحالات الفعلية من اللغة"( ).
يعد دي سوسير أيضا عالم لغويات، والمؤسس للمدرسة البنيوية في اللسانيات فهو من أشهر علماء اللغة في العصر الحديث، حيث اتجه تفكيره نحو دراسة اللغات دراسة وصفية باعتبار اللغة ظاهرة اجتماعية، حيث كانت اللغات تدرس دراسة تاريخية.
ماذا ومن تشومســــــــــــــــكي ؟
تشومسكي أستاذ اللسانيات في معهد ماساتشوستس التقنية في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، وليس بالإمكان الحديث هنا عن آثاره، فهي من الكثرة بمكان، ويحسن بالقارئ الاضطلاع على كتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاب
E. F. Konrad Koerner and Matsuji Tajima. Noam Chomsky: A Personal Bibliography, 1951-1986. Amestrdam, Pheladelphia John BenjaminsPublishing Co. 1986.
الذي يحتوي ما كتبه تشومسكي منذ 1951ـ 1986م في اللسانيات وغيرها، ومن الجوانب التي لابد من ذكرها هنا فيما يخص تشومسكي مواقفه وكتاباته السياسية؛ إذ اشتهر بتلك الكتابات والمواقف منذ أوائل الستينات. وله كتب مشهورة في هذا الموضوع( ).
تعريف اللسانيات: (Linguistique / Linguistics) يعرفها حافيظ إسماعيلي علوي بأنها علم انبثق عن الحوض المعرفي الغربي، وفيه تهيأت لـه كل شروط الإمكان والتحقق ليغدو معرفة طيعة وآلة ذلولا آتت إخصابها في مجالات معرفية شتى . وقد كان من نتائج ذلك أن اللسانيات عرفت طريقها إلى ثقافات إنسانية متباينة، فكان للثقافة العربية حظها من هذا العلم الوافد.
غير أن المتتبع لخريطة البحث اللساني في المجال التداولي العربي، يجد أن اللسانيات العربية مازالت لم تبلغ مستوى نظيرتها في الغرب؛ وذلك على الرغم من مرور ردح من الزمن على تعرف ثقافتنا على اللسانيات، و على الرغم أيضا من وجود أبحاث لسانية عربية لا تقل شأوا ومنزلة عن مستوى نظيرتها في الغرب.( )
بالتالي فاللسانيات هي العلم الذي يعنى بدراسة اللغة دراسة علمية من خلال مجموعة من النقاط وبوجود مجموعة من المعايير التي تحكم اللغة وتحكم هذه الدراسة، والتي لا تستقيم الدراسة إلا من خلالها. كما تختلف طبيعة الدراسة من موضوع إلى آخر بمبرر أن اللسانيات تعمل على الإحاطة بكل الجوانب التي تساهم من قريب أو بعيد في سمو مكانة اللغة والدراسة اللغوية، فتتعدد المواضيع بتعدد الدراسات اللغوية، لهذا نجد أن اللسانيات على مجموعة كبيرة من الفروع ( اللسانيات العامة، اللسانيات الخاصة، اللسانيات الداخلية، اللسانيات الخارجية، اللسانيات الاجتماعية، اللسانيات البنيوية، اللسانيات التوليدية، لسانيات الجملة، لسانيات النص، لسانيات الخطاب، اللسانيات التطبيقية، اللسانيات الحاسوبية، ... الخ ).
المنهج البنيوي والمنهج التوليدي:
المنهج البنيوي بزعامة دي سوسير: اعتمدت النظرية البنيوية على مجموع السمات والمقومات التالية غاية سبر أغوار اللغة من الناحية البنيوية (البنية)، بحيث أنها اعتمدت منهجا وصفيا يرتكز على الاستقراء Inductive يعنى بالبناء السطحي للكلام، كانت النزعة التجريبية Empirisme، اعتبرت اللغة في كنف هذا الأخير عملية آلية، كان الغرض منه وصف الوحدات اللسانية وتصنيفها (مورفيمات ـ فونيمات)، عمل على إهمال ولإقصاء الدور الإيجابي للمتكلم، وقد اهتم بمظهر اللغة السلوكي محاولا الإجابة عن سؤال ما هي اللغة؟( )
المنهج التوليدي التحويلي بزعامة تشومسكي: انتقلت اللسانيات من البنيوية إلى التوليدية بفعل مجموعة من التراكمات الكمية والكيفية التي أدت بها إلى الاعتماد على مقومات مخالفة لمقومات الأولى، بحيث أنها اعتمدت منهجا نظريا تفسيريا يركز على الاستنتاج الاستنباطي Déductive يعنى بالعمليات الداخلية التي تسبق الكلام، تميزت بنزعتها الذهنيةMentalisme أو العقلية Rationalisme، تعتبر اللغة في كنف هذا المنهج عملية إبداعية حيوية، عمل هذا المنهج على تفسير الآلية الكامنة في الذهن البشري، والقادرة على تكوين وتوليد عدد غير محدود من المتواليات (الجمل)، ومجال اهتمامه ينصب على الخلق اللغوي اللامتناهي للمتكلم، ويبحث عما هو كشترك في كل اللغات (الكلية اللغوية) من خلال تفسير العمليات الداخلية من خلال الاهتمام بمظهر اللغة الحركي داخل ذهن المتكلم محاولا الإجابة عن سؤال كيف يتم إنتاج اللغة وإبراز المعنى؟
لقد حظيت النظرية التوليدية التحويلية في اللسانيات العامة والمعرفة الآنية بمكانة ورتبة هامة أهلتها لتحتل الصدارة في الدرس اللغوي، نظرا لما قدمته من نتائج تنظيرية وتطبيقية حول طبيعة اللغة الإنسانية، كما لا تقتصر فاعليتها على الدرس اللساني وحسب، بل هي نظرية تفيد منها العديد من المجالات الإنسانية كالفلسفة وعلم النفس والمنطق.
إذا تأملنا المسار اللساني وتعقبناه منذ بدايته التأسيسية إلى التبلور القاعدي ندرك دون شك أنه كان موسوما ومسيطرا عليه قبل البنيوية، ذلك أنها الاتجاه الذي كان سائدا قبل. فقد تشكلت أفكاره ونمت في ظل عقليات وسمت بالانفتاحية والأكثر دراية. لكن كان من المفترض لهذا الامتداد الفكري من اتجاه آخر يكون بمثابة النزعة المجابهة أو التكميلية، وما يقصد به هو النظرية التوليدية التحويلية.( )



#اسليماني_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطيف الهذوي
- قصيدة


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسليماني رضوان - محاولة تأصيل علم اللسانيات من خلال دي سوسير وتشومسكي