أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ايات محمد سعود - المحكمة الاوربية لحقوق الانسان والتوازن بين حرية التعبير وحقوق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية القضية المتعلقة بالاساءة للرسول الاعظم - محمد عليه الصلاة والسلام-














المزيد.....

المحكمة الاوربية لحقوق الانسان والتوازن بين حرية التعبير وحقوق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية القضية المتعلقة بالاساءة للرسول الاعظم - محمد عليه الصلاة والسلام-


ايات محمد سعود

الحوار المتمدن-العدد: 6035 - 2018 / 10 / 26 - 15:19
المحور: حقوق الانسان
    


المحكمة الاوربية لحقوق الانسان
والتوازن بين حرية التعبير وحقوق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية
القضية المتعلقة بالاساءة للرسول الاعظم " محمد عليه الصلاة والسلام"
لاشك ان حرية التعبير" Freedom of expression" امر ثابت ولا غبار عليه وقد رسخت هذه الحرية بموجب القوانين الداخلية والاتفاقيات الدولية لحقوق الانسان العالمية منها والاقليمية ، وهذه الحرية مرتبطة بالعامة اذ بدون هذا الارتباط تكون الحرية سائبة مما تعني الفوضى والخطر المحدق، وفي سابقة قضائية فريدة من نوعها اصدرت الخميس المصادف 25/10/2018 محكمة العدل الاوربية مايؤكد على ضرورة الموازنة مابين حرية التعبير واحترام عقائد وتعاليم الاخرين؛ الامر الذي يعني ان ممارسة الحريات ليست مطلقا وسائبا بل يخضع الى التنظيم الذي لابد منه ، حيث تتلخص وقائع القضية بان سيدة نمساوية قد عقدت ندوات تحت عنوان "معلومات اساسية عن الاسلام" واتهمت في واحدة من هذه الندوات الرسول الاعظم بالميول الجنسية للقاصرات كونه قد تزوج عائشة وهي بعمر التاسعة ، وفي عام 2011 تم اتهام هذه المرأة بمخالفة احكام المادة 188 من القانون الجنائي بالاستخفاف او الانتقاص من التعاليم الدينية كونها اتهمته بالولع الجنسي بالاطفال دون ان تقدم الدليل على ذلك الاهتمام وهذا مايعد تشويه للسمعته فحكمت المحكمة النمساوية عليها بدفع غرامة قدرها 480 يورو، أو تخدم 60 يومًا في السجن في حالة التخلف عن السداد وجاء حكم محكمة العدل الاوربية مؤيدا لحكم المحكمة نمساوية لانها حاولت ان تشوه صورة الرسول الاعظم دون الاستناد الى الى دليل واقعي يبين تلك الميول مع عدم اعطاء الجمهور خلفية تاريخية حيادية عن الموضوع وهو ما لم يسمح بإجراء نقاش جاد حول هذه المسألة هذا من جانب ومن جانب اخر فان الموضوع ذات طبيعة حساسة وبالتالي للسلطات المحلية تقدير واسع في تقييم اي من العبارات التي من الممكن ان تزعزع السلام الديني في بلادهم فبينت المحكمة ان " عرض المواضيع الدينية بطريقة استفزازية يؤدي الى إلحاق الأذى بمشاعر أتباع ذلك الدين، كما انه يشكل انتهاك لروح التسامح التي كانت واحدة من أسس المجتمع الديمقراطي في النمسا.
فيما يتعلق بالحجة المقدمة من قبلها بأنه يجب التسامح مع بعض التصريحات الفردية خلال مناقشة حية فقد رات المحكمة انها لا تتفق مع نص المادة 10 من الاتفاقية، واشارت بأن ذلك يجعل التصريحات تتجاوز الحدود المسموح بها لحرية التعبير، وانتهت المحكمة ان تلك التصريحات من المحتمل أن تثير الاستنكار المبرر من قبل المسلمين فضلا عن ذلك لم يتم صياغة التصريحات المطعون بها بطريقة محايدة تهدف إلى أن تكون مساهمة موضوعية في نقاش عام يتعلق بزواج الأطفال ، ولكنها تصل إلى تعميم بدون أساس واقعي، وطالما ان موضوع التصريحات يتجاوز الحدود المسموح به في المناقشة الموضوعية فتم تصنيفها على أنها هجوم مسيء على نبي الإسلام ، الذي كان قادراً على إثارة التحامل وإخضاع السلام الديني للخطر ، وعليه فإن المحاكم المحلية قد توصلت إلى استنتاج أن الوقائع موضع النقاش تحتوي على عناصر للتحريض على التعصب الديني وقدموا أسبابا ذات صلة وكافية ولم يتخطوا هامش تقديرهم الواسع ثم كان التدخل في حقوق مقدم الطلب بموجب المادة 10 يتطابق بالفعل مع حاجة اجتماعية ملحة ، الا وهي اقرار روح التسامح بين مكونات المجتمع النمساوي
في الواقع نجد ان المحكمة قد عملت على ايجاد الموازنة بين حرية التعبير وحقوق الاخرين في حماية مشاعرهم الدينية فحرية التعبير حق ثابت غير ان ممارسة هذه الحرية يجب الا تؤدي الى انتشار روح الكراهية بين الاديان او الاساءة لمشاعر الاخرين في معتقداتهم أو مذاهبهم ، كما ان المحكمة قد اكدت على اهمية تنظيم هذه الحرية بتعليلها ان الهدف من تدخل الحكومة بتنظيم هذه الحرية يكمن بمنع الفوضى عن طريق حماية السلام الديني وحماية المشاعر الدينية لكافة الاديان ، وهو ما ورد في المادة 10 من الاتفاقية والتي تنص على ان " هذه الحريات تتضمن واجبات ومسؤوليات. لذا يجوز إخضاعها لشكليات إجرائية، وشروط، وقيود، وعقوبات محددة في القانون حسبما تقتضيه الضرورة في مجتمع ديمقراطي، لصالح الأمن القومي، وسلامة الأراضي، وأمن الجماهير وحفظ النظام ومنع الجريمة، وحماية الصحة والآداب، واحترام حقوق الآخرين، ومنع إفشاء الأسرار، أو تدعيم السلطة وحياد القضاء.






#ايات_محمد_سعود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حظر الاتجار بالبشر في ضوء المواثيق الدولية
- حظر الاتجار بالرقيق في القانون الدولي
- شرط مارتينز في القانون الدولي الانساني
- مبدأ مسؤولية الملوث في القانون الدولي للبيئة
- قراءة في قانون اقامة الاجانب الجديد رقم 76 لسنة 2017
- جريمة الاتجار بالبشر -مفهومها- اركانها - اسبابها - الاتفاقيا ...
- المسؤولية المدنية عن الاضرار النووية في البروتوكول المعدل لا ...
- أثر التطور الصناعي والتكنولوجي على البيئة:
- التحفظ على المعاهدات الدولية
- نظرة عامة على الجرائم السيبريانية
- تأثير الأسلحة النووية على البيئة
- الية معالجة الفساد الاداري


المزيد.....




- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...
- يديعوت أحرونوت: حكومة إسرائيل رفضت صفقة لتبادل الأسرى مرتين ...
- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ايات محمد سعود - المحكمة الاوربية لحقوق الانسان والتوازن بين حرية التعبير وحقوق الآخرين في حماية مشاعرهم الدينية القضية المتعلقة بالاساءة للرسول الاعظم - محمد عليه الصلاة والسلام-