أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - العرقية وحقوق الانسان














المزيد.....

العرقية وحقوق الانسان


خليل الشيخة
كاتب وقاص وناقد

(Kalil Chikha)


الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 08:37
المحور: حقوق الانسان
    


قال مرة مؤسس الدولة الأمريكية جورج واشنطن بأن الناس سواسية أمام الله والقانون، وليس هناك أحد باستطاعته أن يرفض مقولة عادلة كهذه. لكن في الوقت نفسه كان الرجل يملك العبيد كجزء من أثاث البيت وبذلك تسقط مقولته كونها لا تعمم العبارة على الجنس البشري، بل تخصص على نخبة من البشر البيض (الانلوساكسن) الذي وفد من بريطانيا في فترة تكوين الدولة.
بالطبع لم تتغير هذه المقولة بالنسبة للدول الأوروبية التي حملت أفكارا تتضح بالمفاهيم الإنسانية وخاصة بعد الثورة الفرنسية والتي مارست ضد الشعوب عكسها تماما. بل احتكرت هذه المفاهيم لصالحها فقط. وغدا الإنسان في نظر أوروبا الغربية هو الرجل الذي ينتمي إلى العرق الأبيض. وكل ما عداه هي مجتمعات ماتحت الإنسانية وإلا كيف باستطاعة أوروبا تفسير الاستغلال الهمجي لشعوب العالم في القرن التاسع عشر والعشرين. فالأوروبي وقع في تناقض مابين مفاهيم حقوق الإنسان وتحرره ومابين مصالحه الاقتصادية التي تتطلب استغلال الشعوب الضعيفة. مما حثه على الخروج بفلسفة جديدة تقضي بأن المجتمعات مراتب والإنسانية عروق. فهناك مجتمعات في مراتب السيادة وأخرى في مراتب الخدمات للأسياد. وهكذا شجعت بريطانية على تجارة العبيد واستخدامه في الزراعة وشحن المواد والمعادن النفيسة والاتجار بها من دول العالم وافريقية من أجل أغناء ثروتها القومية.
والمدهش في الأمر أن بريطانيا أيضا هي أول من شجع على حمل شعار تحرير العبيد. وهذا لسبب واحد هو أن قوى الإنتاج أصبحت تتطلب قوة عاملة صناعية بدل من رقيق الأرض. وهذا مافعلت الولايات المتحدة في الحرب الأهلية بتحرير العبيد في الشمال كي يعملوا في مصانع الرأسمالي الجديد.
ومازالت الدول الغربية وفي مقدمتها أمريكا تعلمنا بالكتب حول حقوق الإنسان وتعلمنا حول الحرية والديمقراطية. وتبدو بأنها نظريات أنيقة تحتكرها هي لشعبها وليس لشعوب المعمورة كلها. والدليل الواضح هو الدعم المطلق لأنظمة عربية ليست ديمقراطية ولا تؤمن بحقوق الإنسان ولا تعامل شعوبها كناس بل كأعداد.
وتزيد الولايات المتحدة على حقوق الإنسان بحقوق الحيوان. أي أن الحيوان يجب أن يكون له صبغة إنسانية بسبب أنه يمتلك مشاعر فرح وحزن، سعادة وتعاسة. فعلينا أن نكون لطفاء في التعامل مع كائنات تشترك معنا في كوكب واحد. كل هذا كلام حضاري لاغبار عليه ، إلا إن رجال من أوروبا وأمريكا شجعوا على قتل الأفيال من أجل العاج وزيادة الإرباح وقتلوا أكثر من 90 بالمائة من الجواميس من أجل الأرض في أمريكا. هذا هو الشمال (أوروبا وأمريكا) الذي يعلمنا شيء ويمارس نقيضه.
قالوا لنا سابقا عندما شنوا حربا ضد العراق بأنهم يريدون إخراجه من الكويت، وخرج العراق من الكويت والحرب لم تتوقف. وقالوا لنا أن الرئيس العراقي دكتاتور واستولى على الحكم غصبا عن شعبه. والشعب لا حيلة له مع الطاغية ، فلماذا يشنون حرب تجويع ضد هذا الشعب الذي لا حيلة له وهم عارفون أن النظام العراقي لن يتأذى بذلك. ونعرف أن أكثر البشر تضررا في العراق هم الأطفال، أليست هذه جريمة وتناقض تام مع ما يعلمونا به في الكتب.
لا يستطيع المرء أن يفهم مقدار الجدية التي يغوص بها الاتحاد الأوروبي في الوعظ عن حقوق الإنسان وحقوق الحيوان في العالم ويترك وعلى مرأى من البشرية جمعاء أطفالا يموتون جوعا في العراق وفلسطين.



#خليل_الشيخة (هاشتاغ)       Kalil_Chikha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأم والزوجة
- السرقة المشروعة
- الإرهابي
- الجالية العربية في الولايات المتحدة
- جذور هلوين
- مراجعة في كتاب الفصام الديني والوطني د.نضال عبد القادر الصال ...
- العربان وضرب النسوان
- تكفير علم التاريخ
- فتوحات كولومبوس
- طابور الفوضى
- الإنتحار على الطريقة اليابانية
- أسلمة العلوم
- لقطات من الماضي والحاضر ومابينهما
- مجموعة نخلة بدر القصصية
- هذا الجنوب
- زيارة أمنية
- سيد قمني والتنحي عن الكتابة
- القص عند أكرم إبراهيم
- العاصي المسافر
- الموت والحزن في مجموعة سائر قاسم


المزيد.....




- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- أبو الغيط يأسف لاستخدام ‎الفيتو ضد العضوية الكاملة لفلسطين ب ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - خليل الشيخة - العرقية وحقوق الانسان