أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مكطوف - التداول السلمي لسرقة المال العام تقليد راسخ لأحزاب السلطة














المزيد.....

التداول السلمي لسرقة المال العام تقليد راسخ لأحزاب السلطة


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 14:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد يقود الخيال الجامح والمفعم بالرومانسية، بعض الاشخاص او الاحزاب الى تصورات تفوق قدراتهم وامكانياتهم المتاحة فتتعزز لديهم بشكل مأساوي فكرة القدرة على تغيير العالم بمجرد التفكير بتغييره، دون السعي ولو لخطوة واحدة باتجاه ذلك الهدف، ولعل الحكومات العراقية المتعاقبة بعد الاحتلال الامريكي كانت ملتصقة بهاجس تغيير العالم الى النموذج الامثل القابع في مخيلة (ممثلي السياسة الامريكية في العراق)، وهو ان العالم عليه ان يشبه تجربة العراق الديمقراطي الفدرالي الموحد، تلك التجربة الفذة التي ليس لها مثيل في المنطقة بل في العالم اجمع.
تجد هذه القناعة متواترة بشكل جلي وواضح لدى (الشلّة السياسية) التي ادمنت على خداع الناس واستفزاز مشاعرهم الطائفية والقومية كل ما اقتضى امر المصالح ذلك، ولاسيما في موسم القطاف وهو موسم الذهاب الى صناديق الاقتراع متخذة منه وسيلة للوصول الى النموذج الخيالي الامثل وهو كون العراق مركز للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة، والحقيقة الكامنة تحت ذلك التصور هو ان العراق في تداول سلمي للفساد وتداول سلمي للسرقات والتقاسم الهادئ لثروات المجتمع بين مافيات وحيتان تضخمت بعد ان كنت لا تساوي شروى نقير.
وكنموذج لهذا التداول السلمي نرى سكوت الجميع عن الاتيان بـ (عادل عبد المهدي) دون اثارة الاشكالات التي يمكن ان تؤخر التداول السلمي، لان عدم الاتيان به ضمن (المدد الدستورية) ـ باعتبار الشلّة السياسية مهتمة كثيرا بالقضايا الدستورية ـ يؤخر التداول السلمي للفساد والسرقات ويمكن التأكد من خلال وقائع السنوات التي خلت كم هو مقدار السرقات لهذه الشلّة التي جاءت وكذلك رسّخت اقذر المفاهيم واجهزت على المتبقي من قيم في المجتمع العراقي.
ان التطاحن الذي اقلق المجتمع وحشد للتخندق الطائفي بالأمس القريب بين المالكي وعلاوي على موضوع الكتلة الأكبر كانت مبرراته عدم وصول البعثيين ممثلين بأياد علاوي الى السلطة وكان المالكي وشلّة الاحزاب الشيعية تطبل وتزمر وتحذر من مؤامرة وصول البعثيين للسلطة وقد وصل الامر الى حد تسيس القضاء واستغلال الضغوط في هذه المسالة حيث تم حسم موضوع الكتلة الاكبر وجاء المالكي وشهدنا في عصره ما شهدنا، واليوم كاد الاخوة الاعداء ان يتطاحنوا ايضا على تسمية الكتلة الاكبر وخصوصا بين كتلتي سائرون والفتح وشهدت الاشهر السابقة منافسات مستعرة وتسقيط سياسي منقطع النظير ولكن فجأة هدئت الامور هذا الهدوء يعني العودة الى العقل والمنطق التداولي.
ان بديل الحصول على وزارات (للشِلل البرلمانية) بشكل هادئ دون اثارت زوابع كبرى او صغرى قد تؤدي الى تعطيل التداول السلمي للسرقات، هو الذي ادى الى ترسيخ مفاهيم المودة والاخوة المفاجئة بين هادي العامري وخميس الخنجر وبين سائرون والفتح والقائمة تطول لتدلل على وداعة اقطاب الحروب الطائفية لذا نرى ما يتبع ذلك منذ تأجيل الحجج المتعلقة بالولاءات الاقليمية لإيران او السعودية بين اعداء الامس كمأخذ يتم استخدامه للتفاوض على حصص الوزارات. ليس هذا التقارب محض صدفة وانما جزء كبير منه يرجع الى بروز الرفض الشعبي لهذه (الشِلل) والاحزاب فكان لابد من اعادة الحسابات والالتفات الى هؤلاء غير المحسوب حسابهم والتخطيط الى اسكاتهم بكافة الوسائل التي ربما تصل الى الخطف او القتل، واصبح اهالي البصرة المعترضين على عدم صلاحية المياه للاستهلاك الآدمي والحيواني اعداء لهذه الاحزاب ولم تتساءل هذه الاحزاب عن كيفية وصولها للحكم عن طريق (الانتخاب) فالناخب معترض فمن اوصلهم والجواب المتفق عليه والبديهي لدى الجماهير هو تزوير الاصوات لذا فلا يعتبر هؤلاء المعترضون قاعدة جماهرية للأحزاب الطائفية. ان التداول السلمي للفساد والسرقات هو توافق بين احزاب السلطة ويطلقون عليه مصطلح (الديمقراطية التوافقية) فهدف هؤلاء ليس خدمة المجتمع وليس لتوفير فرص العمل للعاطلين عن العمل ليس لتوفير الخدمات او تبليط الشوارع والاهتمام بمظهر المدن، ان هدفهم افقار المجتمع وسرقته بكافة الوسائل والحيل



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمة حول استقلال القضاء في العراق
- صور من سياسات إنتهاك حقوق الإنسان في العراق في زمن النظام ال ...
- دور التشريع في ترسيخ المنظومة العقابية في زمن النظام السابق
- مقاربة العدالة الاجتماعية لدى احزاب الإسلام السياسي (العراق ...
- ملاحظات على قانون التظاهر المصري
- قرار المصادقة على اسماء السجناء السياسيين قضائيا، وليس اداري ...
- ماذا تبقى من (الوطنية) ومفهوم المصالحة (الوطنية) في العراق
- ملاحظات حول الرسالة المفتوحة للرفيق رزكار عقراوي الى حميد مج ...
- حكومة المالكي تستغل عواطف الناس للحصول على البيعة
- لن تكون للدموع بقايا
- برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظ ...
- حول اعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي
- ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)
- عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مكطوف - التداول السلمي لسرقة المال العام تقليد راسخ لأحزاب السلطة