أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - عقدة النقص والسلطة















المزيد.....

عقدة النقص والسلطة


مازن الحسوني

الحوار المتمدن-العدد: 6033 - 2018 / 10 / 24 - 01:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يتفق علماء النفس على أن النفس البشرية معقدة جدأ بسبب عوامل كثيرة تؤثر عليها سواء كانت وراثية أو مكتسبة فيما بعد نتيجة الحياة وظروفها ولهذا تتكون عند الأنسان مشاعر مختلفة وموضوع حديثي هو عقدة النقص .
*بعد دراسات كثيرة على شخصية الدكتاتور صدام حسين والأسباب التي دعته الى التعامل الوحشي مع من يعاديه أو يختلف معه بالفكر أتفقت أغلب الدراسات الى تشوه النشأةًالأجتماعية له حيث وفاة أبوه وتعدد زوجات أمه وعدم قبوله من قبل هؤلأء الأزواج وتنقله من بيت لبيت أثناء الطفولة جعل كل هذا ينشأ بداخله مجموعة من العقد واخطرها كانت (عقدة النقص) حيث يجد أقرانه يعيشون بكنف الأبوين الأ هو وأنعكس كل ذلك فيما بعد عندما أستلم السلطة كقائد أوحد وهو لم يكمل أية دراسة أو لديه منشأ اجتماعي سوي يعتز به .
-عقدته تلك جعلته اولأ يتخلص من المقربين منه والذين يشعر أمامهم بالضعف لأنهم كانوا ذوي الشأن الأجتماعي والمهني الأفضل منه (حسب تصوراته) أمثال عدنان حسين وغيره وبنفس الوقت بدأ بتقريب أشخاص ذوي شأن بسيط ودفعهم الى الواجهة ليكونوا بدلاء لهؤلاء ولكنهم يعرفون قيمتهم الحقيقية الضعيفة امام الدكتاتور وفضله الكبير عليهم أمثال علي حسن المجيد ،حسين كامل وغيرهم العشرات .
*نشأت بعد سقوط الدكتاتور بداخل حزبنا حالة جديدة لم تكن مألوفة من قبل الأ وهي عودة الكثير من الرفاق الذين أضطرتهم ظروفهم الخاصة في السبعينات والثمانينات الى التخلي عن العمل الحزبي مكرهين للحفاظ على أرواحهم وعوائلهم .هذه العودة المرحب بها كثيرأ كانت سببأ مباشرأ بعودة الحياة للحزب من جديد بداخل البلد خاصة وان أغلب بقية الرفاق كانوا بالخارج ولم يستطيعوا العودة للوطن بسبب ظروف البلد غير المستقرة أو لأسباب أخرى.
هؤلأء العائدون كانوا على فئتين .الفئة الأولى وهي الأغلبية الساحقة لم تؤثر على دواخلها النظيفة سنوات البقاء تحت رحمة النظام الدكتاتوري وبالتالي عادت للعمل بكل سلاسة وصدق رغم أن البعض منهم يشعر بحالة من الضعف نتيجة سنوات الأنقطاع تلك ولكن التعامل الجيد مع من يقودهم والرفاق الأخرين هو من جعل ويجعل هذا الأحساس يتلاشى وهم مطالبون كذلك بعدم الشعور بالذنب (رغم أن القضية ليست بالبساطة ) وبالتالي نراهم اليوم يقودون العمل بكل أمانة وفي أكثر من مكان .
الفئة الثانية هي من كانوا قد تعاونوا مع الأجهزة الأمنية وعادوا للعمل ولديهم هذه المشكلة خاصة وأن الجميع (قيادة وقواعد)يعرفون حالتهم تلك ،هؤلاء يمثلوا الخطر الحقيقي على العمل الحزبي أذا أمتلكوا سلطة ولو بسيطة جدأ.هؤلاء سيعملون على الضغط على الرفاق الأخرين الذين يختلفون معهم وخاصة من يعرفوا ماضيهم الغير جيد وكذلك سيكونوا اداة طيعة لمن يقودهم أذا أرادوا أستغلالهم بأي شكل وبدورهم سيبذلون ما بوسعهم لأثبات صدق نواياهم التي يغلفوها بأنها لمصلحة الحزب.
*لدينا كذلك من الكادر المختلف الدرجات الذي في ثمانينات القرن الماضي وأثناء توجه كل العمل الحزبي نحو الكفاح المسلح وذهاب المئات لتلبية ذلك النداء وترك حياتهم الخاصة ومهنهم وطموحاتهم والأنخراط بالتوجه الجديد ،تخلف الكثير منهم عن الأستجابة لهذا النداء ولأسباب متعددة ،صحية ،قناعات فكرية ،ظروف أجتماعية ....الخ وكل هذه الأسباب هي مقبولة وطبيعية بالحياة السياسية فليس من الصحيح التفكير بأن كل فكرة وموقف يجب أن تحظى بقبول الجميع أضافة الى أن العمل يحتاج الكثير من الرفاق خارج كردستان .لكن ما أريد الأشارة اليه هو وجود فئة لم تكن ضمن هذه الأسباب التي كانت وراء عدم قبولهم تلبية ذلك النداء بقدر ما كانت دواعي أخرى مثل الخوف ،التمارض ،أسباب أخرى غير منطقية .
هذه الفئة التي لم تكن صريحة مع نفسها وليس مع الأخرين فقط عندما عادت للعمل بعد سقوط الدكتاتور وأستلمت مهام قيادية لم يكن من السهل لها نسيان تلك الفترة خاصة وأن الرفاق الذين يعملون معهم ولبوا نداء الحزب يعيشون معهم كل يوم بمفاصل العمل الحزبي .
هذه الفئة تنقسم الى مجموعتين .الأولى من تجاوز تلك الحالة ويعمل بكل نزاهة وامان مع الجميع ولا يخضع عمله القيادي لمشاعر النقص من تلك الفترة وبالتالي هم يسيرون أعمالهم حسب ما مطلوب من الجميع دون عقد معينة وهو ما يمكن للجميع تحسسه بشكل بسيط وبالتالي هم موضع تقدير وأحترام الكل لعملهم الجيد.
المجموعة الثانية هي من بقيت بداخل كل فرد منهم ترسبات تلك الفترة ونزلت الى ألأعماق ولم يتجاوزوها وبالتالي تراها تطفو على السطح في كل منعطف يجب فيه أتخاذ موقف سياسي معين وبسبب أمتلاك الواحد منهم سلطة معينة تراه يعمل على أساس تلك العقدة وما تركته من مشاعر ويحاول تغليف الموقف بأطر الدفاع عن مصلحة الحزب أو القوانين التي تسير العمل الحزبي .
*هذه المجموعة تعمل على النحو التالي :
-مع الذين كأنوا بالداخل ولديهم حالة الأحساس بالذنب نتيجة ترك العمل في فترات معينة ،يحاول هؤلاء أستغلال تلك العقدة بطرق متعددة لتمشية الأمور بالطريقة التي يريدوها عبر التلويح بها كلما دعت الضرورة.
-أما مع الذين ليست لديهم مثل هذه الحالة(ترك العمل ولبوا نداء الحزب ) فيعملون على تقريب من يتفق مع توجهاتهم ويدفعوهم الى الواجهة لتبوء مراكز معينة .
-أما الذين يختلفون معهم بالتوجهات الفكرية وبالتالي طبيعة القرارات التي تتخذ فيعملون على الضغط عليهم بطرق مختلفة مثل ابعادهم عن أية مراكز حزبية سواء التي لا تحتاج أنتخابات أو أدارة الأنتخابات بطريقة لا توصل هؤلاء الى المراكز الحزبية.
*أخلص الى القول أن الحزب كأي كيان حي تتواجد بداخله الكثير من المشاكل التي تؤثر على حياته وحيويته بحاجة الى الادراك الكبير من قبل الجميع وخاصة من بيده القرار لأهمية هذه الصراعات وكيفية تسييرها لمصلحة الحزب والأبتعاد عن التخندق للفكرة الواحدة والأصرارعلى أن أصحاب المراكز الحزبية هم فقط من يفكرون بشكل صحيح ولديهم الوعي والأدراك والحرص على الحزب أكثر من الأخرين .
-الخطأ الذي يقوم به عضو بسيط رغم أذيته للحزب لكنه لأ يمكن مقارنته بخطأ عنصر قيادي أو هيئة قيادية ناهيك أذا كان الخطأ عن دراية ومعرفة مسبقة ومن منطلقات نفسية غير سليمة وبالتالي يحتم هذا الموضوع على الجميع التعامل بمنتهى الصراحة والوضوح مع كل الأفكار والقرارات التي تسير العمل الحزبي ومناقشتها بكل جدية .
- لا خلاف كبير عندما يخطأ البعض بالعمل أو لديه نقطة ضعف معينة(ان كانت نقطة ضعف) لأننا بشر ولكل منا مفاهيمه وقدراته وأولوياته بالحياة وبالعمل السياسي ومن المعيب أن يلعب البعض على ضعف الأخرين ويستغل هذا الضعف لأغراض غير محمودة أو يستغل منصبه الحزبي للثأر من الأخرين ،بل ما نحتاجه أكثر الأن هو مد يد العون لبعضنا البعض وتعزيز مكانة وثقة كل عضو وصديق للحزب بنفسه وبما يقدمه من عطاء وتثمين هذا العطاء والنظر الى الماضي بعين التحليل المفيد لمستقبل أفضل للحزب والأستفادة من التجارب السابقة لأجل رسم برامج عمل سياسية صحيحة ووضع الجميع بهذه البرامج كل حسب أمكانياته واحترام هذه الأمكانية ،عند ذاك يمكننا القول بأن أصحاب العقد النفسية سيجدون أنفسهم قد تجاوزوا تلك المحنة ويعملون بشكل سوي مع الأخرين أو تبقى عند البعض هذه العقدة لأنهم لا يريدون أن يقروا بوجود هذه العقدة وهم بهذا يعملون على الدوام من منطلق هذه العقدة وهؤلاءلابد من أستئصالهم من الجسم الحزبي بسبب خطورتهم المستمرة.
*ويبقى السؤال الأهم هل وصلت الرسالة لمن يهمه الأمر ؟



#مازن_الحسوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أللي ما يعجبه يطلع!!!
- أستقلالية الفكر والموقف لا تقل أهمية من أستقلالية التنظيم !! ...
- هل من دور للشيوعيين بما يدور في الساحة العراقية من أحداث؟
- المرتجى من لجنة الرقابة المركزية وواقع الحال
- لقد جعلتمونا أضحوكة يا رفاق!!!!!
- هل حان وقت تعديل المسار؟
- قم للمعلم ........سعد ناصر نموذجأ
- لا للحل الامريكي
- مقاطعة الأنتخابات اولأ،الأنتفاضة ثانيأ.ماذا تريدون أكثر؟
- دموعك يا رفيقة غالية
- لمصلحة من ما يجري داخل الحزب ؟
- أداء الحزب الانتخابي تحت المجهر (الجزء الرابع والأخير)
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر الجزء الثالث
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر( الجزء الثاني)
- أداء الحزب الأنتخابي تحت المجهر
- هل حقأ فزنا بالأنتخابات يا رفاق؟
- لماذا ترك التنظيم الحزبي عشرات المناضلين؟
- قيادة الحزب عندما لاتحترم النظام الدخلي ، من سيحترمه؟
- هل هي حملة ضد الحزب أم لتصليح المسار؟
- قضية هيفاء الأمين


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن الحسوني - عقدة النقص والسلطة