أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة التخيلية















المزيد.....

إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة التخيلية


متعب أنزو

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 08:25
المحور: الادب والفن
    


تجاوز اثنين من مريدي التعبيرية الحديثة _ التي كان المعلم " الياس زيات " أحد المؤسسين الأوائل لها في التشكيل السوري , في أكاديمية الفنون الجميلة في ساحة التحرير إبان سبعينيات القرن الماضي _ إلى الضفاف الغنية التي كان فن الإيقونة قد مر إليها بسلام , عبر" زيات"أيضا,الذي عاد بها إلى أصولها السريانية المشرقية وفضائلها النقية , محررا إياها من هجانة التناول التي بعثرت قيمها التشكيلية بإملائات من تعاليم الكنيسة الأوربية,وتحت عين وسقف البابوية اليقظة التي استمالت ثراء الفن وعلو كعبه الجمالي في عصر النهضة وماتلته من والسكونية المطبقة التي هيأته فيما بعد للاكتشافات الحديثة على أيدي الانطباعيين وأبحاث المدارس الباريسية التي استقطبت المعلمين الكبار في التشكيل الحديث .
فعل ذلك" زيات" ويفعله باستيحاء من فهم عميق و سلطة ريادية مزمنة, اهلتة فيما بعد ليكون احد أركان المحترف السوري إضافة إلى " فاتح المدرس ولؤي كيالي ومحمود حماد ونذير نبعه " فضلا عن كونه بقي محصننا من سلطة اطلاعه على اكتشافات التعبيرية الغربية الثرية .بحكم تحصيله الفني من تلامذة المجددين في الفنون الغربية .
أحد هذين المريدين كان إدوار شهدا الذي مرت إليه تعاليم " زيات "بداية السبعينيات بأمان و بطاقتها التعبيرية الكامنة , بينما تجاوز الثاني " نزار صابور" بفعل احتكاكه الغير مباشر بإلياس زيات إلى العبور بالشكل التقليدي للأيقونة إلى فضاء رحب شكل فيما بعد تمايزا عن سياق قراءاتها اللونية في التشكيل السوري , الامر الذي هيأه هو الاخر للمرور تاليا باتجاه معالجة فكرة الأبواب والمقرنصات المشرقية, والذهاب بعيدا من هذه الزاوية إلى مشروعه المهم " حياة في الرماد "
اليوم ولمناسبة العرض التشكيلي الفردي الثالث لأدوار شهدا في غاليري اتاسي, "العرض الاول بداية التسعينيات بينما استضاف العرض الثاني مرسم فاتح المدرس بداية الألف الثالثة " تبدو إحدى الملامح الأكيدة التي تقود إلى قراءة المحترف التشكيلي السوري الذي أنفجر عدد فنانيه من العشرات إلى المئات في زمن قياسي حسب تعبير" اسعد عرابي " محترف يعاني اليوم من محنة مزدوجة ترتبط بآلية تفريخ الفنانين(كنظام كمي في الأكاديمية وسواها) والية تسويقه( من خلال سيطرة أذواق أصحاب الصالات ) وهو لذلك
يقع بين نارين:النمطيةالاجتراريةالتي تقلد أساليب المعلمين الأوائل والحاليين ( كما تطلب الأذواق المخملية ) ، والمحابه المؤسساتية التي تساوي بين المحترف والهاوي ناهيك عن تهجين أساليب بعض الفنانين المغتربين الذين يصدرون سياحات أعينهم واختلاساتهم إلى الداخل ثم يتحولون بقدرة قادر إلى نماذج ثقافية تتعالى على رموز المحترف لتحل نموذجها الحداثي ( المنسق) تحت دعوى الشمولية والعولمة والخروج من قدر التخلف بأي ثمن حتى أصبحت دعوى الحداثة ذريعة من اجل إحصاء أية ذاكرة ترتبط بالوعاء الفني الثقافي "أيضا حسب تعبيرأسعد عرابي "
الأمر الذي يحَييد الكثير من الأسماء التشكيلية السورية من ذريعة الاتهام , ومن بين هذه الأسماء حتما " إدوار شهدا الذي يأخذ عبر تجربة طويلة تكاد تمتد إلى ثلاثة عقود إضافة إلى تنصيبه كأب روحي لإحدى المجموعات التشكيلية التي لاتزال باقية إلى الآن وتضم " غسان نعنع وعبد لله مراد وكرم معتوق وعبد القادر عزوز " يأخذ على عاتقه مسؤولية عالية, هي مسؤولية الموقف الفني "بمعنى ما"، ومن هنا بدأت سلسلة تفاعلاته مع مسكوناته الذاتية وانعكاساتها في الذاكرة التخيلية للمكان ومفرداته الإنسانية على الرغم من بلوغه تخوماً تجريدية عالية طبقاً للمنظور الغربي" أذَكر هنا بالوشائج المتينة التي تربطه بشاغال لناحية الوحشية التي تظهر عليها تكويناته الإنسانية و بونار لناحية النسب والأمزجة اللونية الحادة وترتيب فضاء العمل إضافة لتدخل تمارين بيكاسو الغرافيكية في اختصاراته على الشكل البشري "عرض بعض من نتاجاته في هذا النسق على ورق الأرز في فضاء معرضه الحالي "
إلا أن شهدا ظل دائم القلق إزاء هواجسه المرتبطة بمقتضيات "زمكانية" اللوحة، ورتب الرمزية الحية التي تعكس نزقه الهادئ والرتيب , وبصورة أملاءات مبيتة وتونات لونية متنوعة.
حتى أن الأثر الفني في سلوكه ومدركاته يأخذ طابع السيرة المشهدية وصبوة الطقس والمنحى الروحاني الذي يعمد شهدا إلى تهذيبه بتساؤلات وجودية معلقة لا تنتهي, هذا بالتحديد ما جعل تجربته متماسكة رغم كل الظروف التي تدخلت في حياكة عمله الطويل سواء في روسيا" أقام فيها لأربع سنوات" أو في دمشق.
كذلك يعرج إدوار شهدا بوهج التساؤلات من حصار الذات إلى الحصار الشمولي الذي ينبئ بافتراضات الانفعال الداخلي ومشهدياته على السطح .وهكذا يخرج الأثر الفني من البصمة الشخصية إلى الطابع الجمعي، فيسقط من خصائص الطراز والقاعدة والأبعاد، ويأخذ منحنى إشكالي وفلسفي ليتمنطق داخل ارتيادا ته للشكل الإنساني كموضوع وحامل أساسي لفكرة العمل ,
الأمر الذي يلخص وحدة الفنون التي يلقي بها وكأنها تعبر عن انصهار مع مادة الروح في عملية سيميائية مركبة ومعقدة في آن.
فيما عدا ذلك يحزم شهدا قلق متراكم وتردد مسؤول من مواجهة النخب في عرض فردي " شيء من هذا القبيل كان قد قاله لي في وقت سابق " ولربما حمل العرض الآني في غاليري اتاسي شيئا من هذا القلق , وبذات الدرجة من المسؤولية التي يعتمدها دائما في عمله, مجموعة من أخر نتاجاته الفنية التي يتعمد من خلال معظمها بمادة الأكريليك التي يجيد شهدا قيادة افتراضاتها بحرفية العارف , وضمن حجوم منوعة "متوسطة وكبيرة " إضافة لبعض الاعمال الغرافيكية المنفذة بقطوعات طولانية على ورق الأرز , الذي كان قد أحضر نماذج منه من الصين بعد عودته من المشاركة في بينالي الفنون الضخم الذي استضافته إحدى المدن الصينية .
الكثير من الدفء والروحانية العالية والسلوك الفني الناتئ الحامل لمنظومة معرفية بجذر تراكمي ومكنون, في تجربة التشكيل السوري.معادلة تتمنطق داخل هذه الحدود والمفردات
في أعمال شهدا التي تضفي الكثير من حضورها في فضاء الغاليري ,وتقود القراءات المشهدية المسننة والمشفرة إلى طرائق عمله واختصاراته في الشكل والخطوط التي تقود بدورها إلى الحميمية الواضحة التي تغلف كامل اللوحات . والمنفذة " حسب ما أشار إلي شهدا " بانفعال متراكم , و بتحضير معظمها وفق اسكيتشات مصغرة تمهد لخروجها إلى السطح الأبيض.
المعرض الذي شكل برأي الكثير ممن تابعوه تعزيزاً للحضور التشكيلي، وحسماً مطلقاً لصالح فن يتجه بكليته إلى محيط الحداثة ومنجزها البصري، فيما يغير الزمن إيقاعه، ويستحيل الفن شيئاً فشيئاً ضمن هذا الموكب الاستعراضي من تقنيات بصرية متكاثرة بشكل متسارع إلى ممارسة خارقة في النقص والاختلاف، حيث تعلن فنون التصوير في أكثر من مكان التخلي عن شكلها التقليدي والسلفي لصالح المنجز التقني والروحي المتصل بحدس اللحظة، دون استثمارها بشكل كلي، مع إفساح المجال لذائقة المتلقي باستكمال دائرة الإحساس الذي يغلف تأثيرية اللوحة.
وإدوار شهدا من القلائل الذين يجيدون إلتقاط الحضور الجمالي للفن و بذات الدرجة من المتعة المتأنية من لوحته التي تعلن عن روح صناعة عالية وتشي بعلو ريشته وسط هذا الركام الهائل من التجارب التشكيلية... وهو بذلك يقف في موقع متقدم من مشروعه الطويل ولغته اللونية المحكمة المضافة إلى نسق عروض ومشاركاته السابقة وآنياً في العرض المميز لأعماله في غاليري اتاسي .



#متعب_أنزو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - طربق قصيرة إلى عراس - .....أو هي كذلك ......حازم العظمة من ...
- موسم باريس التشكيلي....يستضيف السوري سبهان أدم ... في أربع م ...
- فرنسيس بيكون... التدخل لدى افتراضات القبح
- استعارة النص من المتخيل اللغوي ...سليم بركات ينشط مجددا في - ...
- التمسك بأسوار الشعر الغربي.....- بلامغفرة- تكرار مهذب لأبحاث ...
- رهاب بزوايا مختلفة
- - رهاب الموصوفات ......عازفة البيانو -رواية ألفريدة يلينيك
- رؤية محرفة......عن علاقة الحدس باللوحة
- فن الأفكار ..ثلاث مشاهد منصبة في دمشق
- حوار مع التشكيليي العراقي هاني مظهر
- حوار فني مع الشاعرة اللاتينية أستري دي لوس ريوس
- يوسف عبدلكي


المزيد.....




- فنان إيطالي يتعرّض للطعن في إحدى كنائس كاربي
- أزمة الفن والثقافة على الشاشة وتأثيرها على الوعي المواطني ال ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - متعب أنزو - إدوار شهدا في غاليري أتاسي ....المرور بالأخرين إلى الذاكرة التخيلية