أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل محسن - ليلة البصراوي















المزيد.....

ليلة البصراوي


جميل محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 08:20
المحور: الادب والفن
    


هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان واتي
الليلة الاخيرة ّّ!!الفجر للناس , ولي التراب والفناء ! لماذا؟ ماالذي حصل ؟ من ؟ أتى؟ بي؟ الى؟ هنا؟
انا جمال معشوف حسناواة البصرة , شع صيتي في الخليج , وتقاطر اهل الكويت يخطبون ودي , ويدخلون بيتي , تتمايل اخواتي حوريات الجنة , نهب السعادة والحب ماء صافيا رقراقا يحيل صحارى وجدب جنوب الميناء غابات وبساتين خضر , نعيد الحياة والطراوة واللين الى هذه الاجساد المتخشبة اليابسة المتكسرة .
ضابط الخفر- غدا فجرا يتم التنفيذ , اعذرنا عن اي اسائة , ولكن الموت للعملاء والجواسيس.
- جمال - عمي! من هو العميل؟
- - كل ماعندي لك هو تنفيذ امنيتك الاخيرة, اي طعام تطلب ؟
- - اطلب الرحمة ! الفهم ! بس اعرف ليش؟
- - هذا زبار خارج الزنزانة , ارسله لي عندما تقرر .
- يبتعد الضابط , جمال مناجيا نفسه .
- عجبا ! امنياتي الان بعدد نخيل ابي الخصيب , هل حلمت او تمنيت ونسيم العشار يدخل رئتي ؟ ويجعل وجنتاي حمراوان ! عطر النساء من حولي كان يخدرني ويبعدني عن احلام العجزة وامنيات المفلسين , الوقت يمر لا فائدة , قضي الامر , هي امنية واحدة تخنصر الزمن من حولي , هذه الباب ! تفتح الان واخرج ! ومعي روحي , ويتوالى صرير فتح كل الابواب الحديدية , واشم الدنيا من بعد كبراهن ! هاهي الحرية ! اذهب ولا تعد ثانية.
- زبار- ها قررت ؟
- جمال- عن ماذا؟
- - الاكل كباب دجاج؟
- - نادي عمك .
- يأتي ضابط الخفر لايبدو عليه كراهية المحكوم
- جمال- هل هي النهاية؟
- - عادة يأتون فجرا , قضيتك محسومة.
- - لا اريد الموت .-
- -اطلب ما استطيع توفيره لك , الليل طويل , املأ معدتك , قد تنام .
- - هي الليلة الاخيرة؟
- - اهلك بالبصرة؟
- - اريد كاسيت .
- - بالك طويل
- - ومسجل, اغنية الساعات الاخيرة .
- -بسيطة سيارة الدائرة ستتكفل بالأمر , والاكل ؟
- - بمعدة فارغة ستكون النومة الابدية بلا كوابيس .
- -سيسر زبار بالأمر , لحم وفير سيشكرك عليه .
- تراجع جمال ابتعد عن الباب انين صامت خافت ترتفع حدته , وكأن صفعة قوية من كف ثقيل هوت على خده اللين وجبينه الوضاء , وانطفأ وهج عينيه الزرقاوان , وغادر البحر ميناء البصرة , وانحنت قامته ولم يسقط , اندفع نحو السرير وتهاوى , تمدد , اغمض عينيه , وضع يديه على اذنيه ضغط عليهما , صر بأسنانه , دفن رأسه في الوسادة القذرة , تمنى ان تذهب لحظاته الحالية كلها صوب الحلم والكابوس ثم يعود وينهض ويبتسم ويلتفت الى سعاد او هناء وتردد شفتاه كلمات الامل , الحمد لله على الاستيقاض من هذا المصير ! رائحة الوسادة النتنه ضربت حلم الخلاص بقسوة , ابتعد عنها قليلا , اعتدل ثم جلس على حافة السرير , سمع صوت الريح , فتح عينيه , وانتبه للنجوم كانت صافية لامعة من خلال فتحة الشباك الصغير .
- - روحي نجمة تبتعد وتبتعد وتهيم , تفارق الخليج وتضرب في البحر المحيط , وفي اعماق الليالي يهدأ البحر وينام ويلف الصمت السفن ولا تسمع غير صفير الريح , للبحر ايضا انين خافت , لم ار حزنه ولم اسمع دموعه تنساب !
- في بحار تئن فيها الرياح ضاع فيها المجداف والملاح
- - رياح العمر , رياح الشباب , ماذا لو طلبت قنينة خمر؟ اليوم خمر وغد امر ! موت معلق في حبل في عمود .
- صرير فتح الباب المتجهة نحوه تجلب من الممر هواء اشد عفونة .
- زبار - انهض جائك الطرب المسجل والكاسيت .
- ينهض جمال بتثاقل .
- زبار-هذه ليلتي! البصرة ام الفن والطرب وتطلب اغنية مصرية
- يبحث جمال عن زر الكهرباء يجده .
- زبار-لاتوجد به بطارية احمد ربك على نعمة الكهرباء . سأذهب الى طعامك .
- زبار-هو لي اعلم سيصيبني خدر لذيذ مع الكباب والطرشي .
- يجلس جمال مرددا مع نفسه
- فليكن ليلنا ليلنا طويلا طويلا فكثير اللقاء كان قليلا
- - لنبدأ من اول الشريط , الموسيقى هي محرك العالم , لايهتز بدن ولا ينفرج ثغر عن ابتسامة ولا يزول تعب ولا تمتد يد الى كأس ولا نحو جيب لتبذخ الا بعد السماع, ودوزنة العود , ونقر الدف , ودق الطبلة , وتبدأ ليالي شهرزاد. الخليج ملك اناملنا بعد اللحن والكأس والرقص نصنع الامراء والسلاطين من ابسط الناس , ويخرج الدينار والريال والربية .
- يصمت جمال ويتشنج , ثم لايملك غير الصمت واللهفة ويبدأ الشريط بالدوران , وحشة قاتلة لاول مرة في حياته (هو) وحده والموسيقى ,تمايل رأسه والشريط يدور يبعث البهجة والحياة في غرفة لا يصاحبه فيها غير سرير وطاولة وباب ونافذة .
- هذه ليلتي وحلم حياتي بين ماض من الزمان واتي
- نهض تحركت ساقاه لو كانت سعاد هنا لألتفت الغتر حول مؤخرتها , مااحلى بخ الماء على فستانها الحريري , يبتل ويبتل ويترطب ويلتصق بجسدها ويمتزج بعرقها بين الافخاذ , وتبرز المفاتن ! وتدعوني للنهوض والمشاركة , من يحرك الجو من يقود ؟ من له هزة الرأس الى كل النواحي التي املكها ؟ من يستطيع ان يلامس زوالي الكاشان بكتفيه وهي تهتز تهتز تهتز
- وليكن ليلنا ليلنا طويلا طويلا فكثير اللقاء كان قليلا
- هناء جالسة تنتظر , اصابع لعينة تمتد الى سيقانها تعبث بأفخاذها , تلامس هذا السهل البصري الواسع وتلتقط من اعشابه سنبلة , يد اخرى تتحرك تقدم كؤوسا شفافة رطبة صفراء باردة تتسابق قطع الثلج فيه للالتصاق بشفاه وردية اوحمراء دافئة .
- وليكن ليلنا ليلنا طويلا طويلا فكثير اللقاء كان قليلا
- ينتبه جمال فجأة الىصوت موسيقى الاغنية يحاول حساب عدد الالات العازفة وانواعها هم لا يحتاجون لهذا الكم ولكن الطرب واحد , سكت الشريط هدأت الروح قليلا , تقطع حبل الافكار, من يعطيه جناحان , من يمنحه الخيال ,من يجعل يداه صاعقتان ؟ ضربة او اثنتان وتتطاير الحجارة من حوله ويمتد السهل متدحرجا نحو البصرة !!
- ياحبيبي طاب الهوى ماعلينا لو حملنا الايام في راحتينا
- طرق عنيف على الباب , تفتح الطاقة الصغيرة المربعة ويضهر وجه زبار يرعد ويزبد .
- زبار-راح الاكل طار
- جمال-لا اريد.
- زبار- مو انت اني , رحل الضابط ولم يوصي على عشائك , خاب الامل ,طارت الوليمة.
- صمت جمال يزعج زبار اكثر.
- ياحبيبي طاب الهوى ما علينا لو حملنا الايام في راحتينا
- صدفة اهدت الوجود الينا واتاحت لقائنا فالتقينا
- هدأ زبار قليلا توجه بالسؤال الى جمال
- - خواتك حلوات؟
- زبار- اعرف ادري , شفت فايلك حتى الصور , ملك زمانك مو؟ تريد اوصل اي خبر رسالة ؟ مستعد.
- تراجع جمال
- في بحار تئن فيها الرياح ضاع فيها المجداف والملاح
- كم اذل الفراق منا لقاء كل ليل اذا التقينا صباح
- زبار- غدا فجرا ستأتي فرقة الاعدامات اعرفهم سيجرونك ويبدأ التوسل لافائدة , سيخرج لسانك الصامت الان , ستعضه بأسنانك , ستضل تضغط بلا صوت .
- لاعشاء لارسالة!! ستذهب الى جهنم وبئس المصير , عندما ستموت سيكون جسدك ملكا لي , تصور
- يغلق الطاقة
- يتوجه جمال صوب الشباك الصغير , لاتزال عدة نجمات لامعة بأنتظاره , تحسس جسده , مساحات ملساء ناعمة , زغب طفولي , لحية جديدة تنبت .
- سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعال احبك الان اكثر
- بين كراهية زبار ومحبة سعاد تقف هناء تثير الشجون
- سهر الشوق في العيون الجميلة حلم اثر الهوى ان يطيلا
- وحديث في الحب ان لم نقله اوشك الصمت حولنا ان يقولا
- الشريط ينتهي للمرة الثانية , وبين زبار وام كلثوم تمتد اصابعه لتعيد النبض
- ياحبيبي وانت خمري وكأسي , بدأ يردد الكلمات ولا يهمه كونها صادرة من داخله او من المسجل
- ملأ قلبي شوق وملأ كياني
- الليل حالك السواد تطرزه النجوم , انه ملكه وغد يوم اخر , تمدد على السرير وعينه على البصرة , سيارة مكشوفة في عصرية العشار , تتهادى للشارع الوطني , يرفع يسراه للتحية ولا يخفضها , تبتسم هناء اليوم هو لها , يتوقف عند بناية حنا الشيخ , يتجه نحو الساعاتي , يلتمع حول معصمه السير الذهبي ثانية , يقرأ الوقت مرارا , هو الان جاوز منتصف الليل , الساعة خلعوها من يده , ماذا لو اخذها زبار وترك جسده ؟ حلم هيفاوات البصره , ومشاري السعودي ومشاريع للدراسة والتنفيذ , ملاهي وسينمات , وزجاجات خمر وسهرات وصداع مزمن عند الاذان وبزوغ الفجر ثم نوم ثقيل,
- سيتكرر المشهد غدا
سوف تلهو بنا الحياة وتسخر فتعال احبك الان اكثر
- صرخت سعاد ---- انهض ---- اجابها تعالي ---- واحتضن جسد التف به حتى الضهيرة , عندما تتشابك صفارات السفن الراسية والمقلعة , يبدأ نهار خليجي اخر, من سيتولى المشروع من بعدي ؟ سيهرب مشاري وريالاته , سيضيع جهد الاخوات , قد تعود هناء الى الناصرية ,
- صدفة اهدت الوجود الينا واتاحت لقائنا فالتقينا
- تحتويني كأبن وليس عشيق تقدم صدرها قبل فخذاها تدفعني نحو السرير , تهبط كالنسر الجارح , تمزق ماعلي من ملابس , تمسكه تقلبه تضعه في ماطاب لها , تجلب كأسا باردا .
- فأدنو مني وخذ اليك حناني ثم اغمض عينيك حتى تراني
- زبار- ماشبعت ؟ دوختني , لولا الواجب لتغيرت معاملتي لك , يقرع باب الحديد بقدمه للتشويش , يمل ثم يذهب ويصرخ .
- - مابقى الا القليل .-
- صداع النهار تقتله القهوه ثم الحمام والفطور , تجلب هناء الروب , احاول ارتداء ملابس الخروج.
- هناء- روح لها روح ! اعبر لها الشط! ؟
- - بيت سعاد في التنومة , وراحتها في ابو الخصيب , وعملها في العشار , وبين العبارة والماطور والماء والنخيل والسيارة تمضي الساعات وينتصف الليل !
- فأملا الكأس بالغرام وهات .
- قرع متواصل
- زبار- خفف الصوت اريد انام .
- وليكن ليلنا ليلنا طويلا طويلا
- زبار- لاتجيب ! حسنا انا من سينقل جسدك الدافئ الى ساحة التحرير , شنق فوق شنق , سيعلقونك وتستطيل رقبتك ياعميل . ياجاسوس .
- جمال- ثمانية عشر عاما اشعلوا شموعها , والاصح اشعلن, شلة الفتيات المتعبات , السنه القادمه من سيقرأ الفاتحة على قبري !؟ كل يوم في حياتي هو ممارسة حلوه , لايحيطني غير الحب والجمال , واليوم زبار!! فقط زبار , ومنه الى قبر مجهول في الكوت او العمارة او البصرة او عندهم مدفن خاص ؟ اريد البصرة انام هناك.
- وديار كانت قديما ديارا ستراها كما نراها قفارا
- دود البصرة ارحم , نمل البصرة اوجب , تراب البصرة اطعم , به ملوحة الماء , وملاحة وسمار سعاد , وغيرة هناء , سيغار القبر علي هناك , سيحفضني , يعرفني يضمني , , وقد انبت يوما سنبلة او شجرة باسقة .
- - قال المحقق عند رؤيتي (هذا شنو الزعطوط جايبينه؟) تكملةعدد؟
- - هذا ينقل رسائل سيدي .
- - بين من ومن؟
- - بين افراد العصابة الجواسيس , يجتمعون في بيته , يأتي اهل الخليج ويبذخون من اجل اخواته , سهرات حتى الصباح!
- - اتكلم عن الرسائل , انطق ياجمال من نظمك؟
- -اين ياسيدي؟
- -ارتباط خارجي عمالة جاسوسية؟
- - مامعنى هذه الكلمات سيدي؟
- - لك ----- انا اسأل وانت تجيب , ماعلاقتك بأذناب الاستعمار والصهيونية؟ -
- - اي اذناب سيدي؟ -
- - زلخة وجماعته , التجار , المتأمرين , اعداء الحزب والثورة ؟ يجتمعون في بيتكم !
- - سيدي هذا زلخا بالبصرة قبل ابوي وامي , اغنياء هو وغيره واهل الخليج , نوفرلهم الحفلات والراحة في البيت والملهى. -
- - توفرون لهم اتصالات بأهل الخليج ورسائل متبادلة وبيوت وبساتين وعلاقات. ؟
- - هي البصرة سيدي ! ونحن دلالين وعلى باب الله نوفر العمل والرزق للفقير والمحتاج والسعادة والراحة للغني.-
- -قوادة وجاسوسية. -
- - سمها ماشئت سيدي , افهم الكلمة الاولى سمعتها مرارا , هي حياتنا , ولكن اشرح لي الكلمة الثانية!؟ -
- - اعدام -.
- - ماذا؟ -
- - شنقا حتى الموت -.
- - الرحمة -
- - !!!سترافق اليهود والعملاء الى جهنم وبئس المصير . عود دبر لهم حوريات من الجنة -
- ضجت قاعة المحكمة بالضحك , ارتفعت القهقهات ,رغم قلة الموجود! كان هنالك الحرس والاسلحة , ورئيس المحكمة ومساعداه , ومحامي الدفاع المعين , الذي (خصم) الموضوع كله بالقول في مطالعته ان التهم ثابته على هؤلاء الجواسيس وهم يستحقون العقاب ! ثم قفص صغير في الوسط احتوى المتهمين
- ثم اغمض عينيك حتى تراني
- قرع مستمر على الباب , كان جمال في غفوه , يستعيد ذكريات المحكمة , والان حل زبار , ملك الموت ارحم من رؤيته , فتحت الطاقة واطل رأس زبار
- زبار- ها نايم؟
- ياحبيبا قد طال فيه سهادي وغريبا مسافرا بفؤادي
- زبار- جيت اصالحك.
- زبار- واريحك .
- زبار - واجعل ليلتك سعيدة.
- زبار- الك والي.
- وفيك نطقي وهمسي وغدي في هواك يسبق امسي
- صمت طويل
- زبار - والنواسي عانق الخيام , انا كذلك افهم الشعر , اخذك باحضاني وانسيك الدنيا , والفرج عند ربك.
- صمت الغرفة اصبح اثقل من صخرة سيزيف.
- زبار يمد رأسه الى الداخل وقد احمر وجهه وفتح فمه .
- جمال- افتح الباب .
- زبار- ها؟؟
- جمال- لو كنت رجل افتح الباب وادخل.
- زبار- ماذا دهاك؟
- جمال-اثبت رجولتك يازمال ! افتح الباب وتعال .
- زبار - اسمي زبار على كيفك!!
- جمال يستعدل في جلسته , ينهض الان احس ان امنيته الحقيقية هي الامساك برأس زبار الممتد لداخل الغرفة من الطاقة .
- تراجع زبار سريعا اصطدم رأسه بالحائط المقابل .
- جمال- كن رجلا يازبار , تعال.
- اخرج جمال رأسه من الطاقة المفتوحة نحو الممر , صرخ مرارا يطلب زبار . ثم هدأ وصمت, وتماسك , وتراجع , وصحا, واحس وكأنه كبرعشر سنوات طائرا فوق شط العرب متوجها صوب الخليج .
- زبار- جاسوس , عميل , متأمر, بصراوي, قواد , اخو العاهرات , هل تحسبني اخاف منك ؟
- اصبح صوته بعيدا, ضحك جمال , ضحك حد البكاء, لاحظ صمت المسجل , قلب الشريط واعاد الاستماع , الاغنية الان له , ام كلثوم تصدح لتطربه.
- في بحارتئن فيها الرياح ضاع فيها المجداف والملاح
- اخر مايتذكره وساطة اخواته لاعفائه او تأجيله من الخدمة العسكرية , كان سيفقد شعره !
- امن المعقول ان تحط راحة يد سعاد على رأس اصلع خشن ؟ بدل ان تلف سبابتها خصلات طويلة من شعر ناعم كالحرير ؟ كانت يده حينها تلهو عند شعر اخر يمتد فوق وتحت وعلى جنبات مثلث ينتفخ ويصيبه البلل ويلعق اصبعيه الوسطاني والسبابة يخرجهما من شق ضيق مكتنز يتخدر طارف لسانه بحموضة تجعله يطبق بشفتيه وفكيه على اصبعان يبتعدان لينزل هو ويتوجه بذلك السان المخدر نفسه والشفتين وحتى الرأس ليمتص رحيق لحم طازج طري ترتفع حرارته ويصاب هو بالاغماء يرفع رأسه وقد تحولت اعصابه وعضلاته الى حديد وراحتها تحيط بصغيره تعتصره بحنان وكأنها لاتريد فقدانه يحمر وينتفخ تسحبه وتعانقه ويذوبان .
- رب من اين للزمان صباه ان غدونا فصبحه ومساه
- نحن ليل الهوى ونحن ضحاه
- ملأ قلبي شوق وملأ كياني هذه ليلتي فقف يازماني
- لن يقف الزمان , الليل في اخره يعرف ساعاته , هو نائم النهار , سهران الليل , يشمه ليفهم اين هو الان منه ! ايختلف الليل في بغداد عن البصرة؟ تطلع الى النجوم من خلال شباك الزنزانة هي نفسها في سطحهم , وفي جزيرة السندباد , وكل انحاء الخليج , الفرق في مساحة الرؤيا ! اقترب من الشباك ,امسك باعمدته الحديدية , هاهي النجمات تكبر مادام القمر غائب , وعمره يذوب , قالوا النهاية فجرا , فجر بلا خمر ولا صداع , ولا رطوبة ريح الخليج ! الى هناك ينتمي , ماله وبغداد؟ التي لم يفكر بها يوما ! تسحبه بغداد ثم تسلبه حياته ! لم يعادي اهلها يوما ! ربما كانو دوما درجة ثانية في عمله , ولكنه الرزق والماده , اعطى دوما اكثر مما اخذ واحب كما احبه الناس, وغدا يلتف حبل خشن حول رقبته ! من اجل رسالة! اي رسالة ؟ ومن يشهدله؟ ومن يشهد عليه ؟ ايجب ان يتطلع الى السماء ليسأل وينتظر الاجابة ! هاهي كعادتها سوداء عميقة مرصعة بالنجوم , التي احبها دوما , وعندما ستغيب اليوم لن يقابلها ثانية ! ربما سيتحول هو ذاته الى نجمه , اطلب من الله ان يكون موقعها البصرة , ناصعة البياض لامعة ترشد زوارق الصيادين من الفاو الى المعقل , ويعرفها الناس اهل بلدتي , يؤشرون بأصابعهم اليها , تلك نجمة الجمال ,ذاب وهوى كالشهاب ولم يعبر الثامنة عشر , عيناه بزرقة السماء ومياه المحيط الصافية , ولو امتد به العمر لكانت روحه لاتزال خضراء فلم يصل ال60 بعد وبصرته هي درة الخليج ولن يتوجه يوما الى بغداد خاطفة الارواح , والذكريات , ماله ولها ؟ من هي لتعدمه صبيا ؟ وتنزل قطرات من الدمع تهطل مدرارا وتصل ارض الزنزانة لتختلط بغيرها سبقتها لتسقي الالم وتكبر المأساة لتخرج غدا صارخة كفاك يابغداد! اطلقي سراح جمال ابن البصرة.



#جميل_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة السندباد
- فكرنا الديني والفكر السياسي المعاصر
- الاسود والابيض
- تاريخ الحركة الشيوعية في العراق من يكتبه؟؟
- يوميات عاطل عن العمل
- ستالين تروتسكي والسلطة
- مسرحية محكمة السيدة العجوز
- ( حول ( مشاكل الحزب الشيوعي العمالي
- الظلام


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل محسن - ليلة البصراوي