الحلقه الثالثة عشر من مذكرات جنين عراقي في فترة احتلال الطاغيه للجاره الشقيقه الكويت

ناديه كاظم شبيل

الحوار المتمدن-العدد: 1513 - 2006 / 4 / 7 - 10:31
المحور: حقوق الانسان
    

تسببت الهجمات في استشهاد عدد كبير من الجنود العراقييين والسبب ان الامريكان استعملوا القنابل العنقوديه المحرمه فاخذت جدتي ترتعش جدا جراء ذلك وخيل لوالدتي بان الشلل سيكون من نصيبها فاخذت تهون عليها الامور وتقول لها بان الموت ارحم بكثير من معاناتنا لهذه الغارات فنحن نموت في كل ثانية حينما نسمع صوت الانفجارات الهائل ويعصر الحزن العميق قلوبنا عندما نسمع باستشهاد الاحبه واحدا بعد الاخر ولكن ادراك جدتي كان قد ذهب في اجازة لحين انتهاء الغاره وسماع صوت البوق الذي يعلن ذلك. ان هذا الصوت فيه الكثير من المفارقات والغرابه فعندما يطلق الصرخة الاولى معلنا بدء الغاره يخيل للسامع انه يسمع صوت الموت اتيا اليه بشكله القبيح مكشرا عن ا نيابه الطويلة الحاده فيصاب الانسان بالارتعاش والمغص والقئ والذهول ويحاول الهروب الى حيث لا يعلم ودقات قلبه تكاد ان تفر من بين اضلعه اما حين يسمع الصرخة الثانيه فان التوتر والخوف يختفيان دفعة واحده ليحل محلهما السلام المؤقت ويتنفس الانسان حينها الصعداء اخذت جدتي تصب جام غضبها على الدجاجات والاطفال فدجاجاتها اصبن بالكابة والجوع الشديد فاخذ ريشهن يتساقط واخذن ياكلن البيض الذي يضعنه ويحرمن الجميع منه فكانت جدتي تكيل لهن الشتائم وتحاول ان تخطف البيضة من تحتهن ولكنها لم تفلح في انقاذ ها بسبب منقار الدجاجه المؤلم فقامت بلف يدها بالخرق ونجحت في ذلك قليلا ولكن شراسة الدجاجات وقيامهن باللحاق بجدتي لنقر ساقيها جعل جدتي تهددهن بالذبح ونفذت جدتي التهديد ولكنها ما ان قامت بنزع الريش حتى اخذت تولول وتبكي حزنا عليهن من شدت معاناتهن من الجوع فلقد اصبح حجم الواحدة بحجم الحمامه لقد تسائلت والدتي في سرها ان كان سبب دموع جدتي الغيض من الدجاجات لانهن صغرن بهذه الصورة ام حزنا لما عانينه من الجوع والخوف كبقية البشر. بعد ان استراحت جدتي من ازعاج الدجاجات ابتدا صراعها مع الاطفال فان ابن خالتي الصغير اخذ برش مساحيق الغسيل في حديقة الدار وعندما شاهدته جدتي خافت كثيرا على اشجار الحديقة المثمره لان حديقتها هذه تسد الكثير من احتياجاتنا فوبخته بشده ثم التفتت الى اخي الاوسط الذي كان يستعمل كمية كبيرة من السكر لتحلية الشاي ووبخته هو الاخر فعلا صراخهما معا وما هي الابرهة حتى ضج الجميع بالصراخ فلقد ابتدات الغارة من جديد. اشتد القصف لساعات طويله هذه المره وخيل الى الجميع بان نهايتهم ستكون في هذا اليوم ولكن ما ان انتهى القصف حتى امطرت السماء مطرا اسودا معتما فعم الهلع ,والوجوم الجميع فلقد كان المطر في ايام السلم يحمل في قطراته الفرح والانشراح اما هذا المطر فلقد اثارت كل قطرة فيه الف علامة سؤال فهل يا ترى ان السماء اصابها الحزن الشديد نتيجة العدد الكبير من الضحايا فبكت من الحزن ام ان هذا المطر يحمل في قطراته سموما وسيتسبب بامراض وكوارث ام انه انذار من الله بحلول عذاب شديد يصيب الطغاة واعوانهم والناس جميعا لقد ترك هذا المطر اثاره السوداء على شرفات المنازل الزاهيه فبدت وكانها اتشحت بالسواد ولبست ثوب الحزن والخراب . لقد خذت الكوابيس تلاحق والدتي في كل ليله ففي كل صباح جديد تقص علينا كابوسا جديدا وتؤكد بانها ستموت في هذا اليوم فيحاول جدي مواساتها بان ما تراه هو انعكاس لحالة الهلع من الحرب وان كل شئ سيكون على ما يرام عندما تطفا نار هذه الحرب اللعينه . لقد تسبب انقطاع الماء والكهرباءوشحة الغاز بمشاكل صحية كثيره اولها اصابة الاطفال بحكة غير عادية في الراس فترى الطفل يحك راسه باستمرار وبعنف فتصورت والدتي ان الامر قد يكون سييه حاله نفسية تعبر عن القلق والخوف ولكنها بدات وجدتي تعانيان من هذه الحالة بشده ثم انتقل الامر الى جدي وخالتي. لقد كان هناك شعور بان ضيفا غير مرغوب فيه قد فرض نفسه على الجميع ثم اعلن هذا الضيف عن نفسه عندما تمادى في غيه واخذ بالتجول على رقبة واذن المضيف لقد عم الذعر الجميع فاخذ كل فرد في العائله يحاول طرد ه بشتى الطرق منها التمشيط بمشط دقيق الاسنان او قتله حال الامساك به اذ يوضع على ظفر الابهام ويقوم الظفر الاخر بالضغط عليه فتسمع صوت طقة تثير الاشمئزاز والسرور. لقد كان هذا الضيف بالرغم من حقارته وازعاجه الا انه قد شغل حيزا من التفكيرفينسى الانسان حالة الهم الذي يعانيه حينما يفكر باصطياده ليفركه بلذة يصحبها الاشمئزاز حينما ينفر الدم على مكان الجريمه اما المشكله الثانيه فهي ظهور بقع بنيه على اليدين فسرها الطبيب بان السبب هو تراكم الاوساخ على البشره بسبب انعدام النظافه. لقد قررت والدتي ان تصعد الى سطح الدار لغرف الماء من الخزان بسبب شحته فلاحظت وجود اعداد هائله من الديدان الصغيره تسبح بنشاط في الخزان فصعقت وقررت غلي الماء ولكن ما اثار استغرابها ان الديدان لم تمت في درجة الغليان فخيل لجدتي انها نوع من الشياطين مختباة بهيئة الديدان فاضافوا الشب الى مياه الشرب لان نسبة الطين كانت فيه عالية جدا

#ناديه_كاظم_شبيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات