|
عادل عبد المهدي والاخوة الاعداء
ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)
الحوار المتمدن-العدد: 6030 - 2018 / 10 / 21 - 14:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حاول رئيس الوزراء المكلف عادل عبد المهدي ان يظهر بمظهر الرجل المستقل عندما رفض ترشيح وزراء مستقلين من قبل احزاب السلطة . وفتح باب الترشيح عن طريق النت . فتفائل الناس بهذا الخبر على اعتبار ان الحكومة الجديدة ستكون حكومة تكنوقراط مستقلة لاعلاقة لها بالاحزاب او بالفساد السياسي والاداري المستشري في جسد الدولة العراقية او ماتبقى منها . ولكننا سرعان ما اكتشفنا ان كل الاحزاب والكتل التي تدعي فوزها بالانتخابات الاخيرة المزورة تطالب بعدد من الوزرات حسب استحقاقاتها النيابية . ومنهم من طالب بوزارة الداخلية على اساس نجاح الوزير الحالي بعمله . هكذا . والجرائم منتشرةفي كل انحاء العراق مسجلة ضد مجهول . ومنهم من طالب بوزارات سيادية . وهم لايعرفون معنى السيادة والا لما وصل العراق الى الدرك الاسفل من التدخلات الاقليمية والدولية . حتى ان البعض منهم حدد عدد الوزارات لتكون من حصته لما فيها من موارد يمكن الاستفادة منها في تمويل احزابهم وفضائياتهم ورواتب ميليشياتهم . كوزارة الصحة ووزارة التربية . وترك المواطنين بلا مستشفيات ولا مدارس وكثير من الطلبة جالسين على الارض دون رحلات او كتب مدرسية . ومازال رئيس الوزراء المكلف يمني النفس بحكومة قادرة على معالجة الازمات والاختناقات ، ويحاول الحصول على الدعم من كتل لاتريد مغادرة المحاصصة ولا الفساد وتعتبر وزارات الدولة ملكا لها . حيث ان المنظومة السياسية تحكمها المصالح الحزبية والفئوية الضيقة . وهذا ليس محصورا بطائفة معينة حيث يستوي في ذلك كل الاحزاب والكتل المشاركة في العملية السياسية على اختلاف طوائفها . وهكذا غاب الحديث عن الفضاء الوطني ورفض المحاصصة . فتشكل محورين متنافرين في المنهج والاسس ايضا ولايمكن التوفيق بينهما . محور صغير يقترب من الشارع وينادي بتشكيل وزارة بعيدا عن التأثير المباشر للاحزاب في محاولة لانقاذ مايسمى بالعملية السياسية ، واخر يمثل ضغط الاحزاب والكتل التي لاتقبل التنازل عن حصصها وتطالب بوزارات تسترزق منها وترك المواطن في العراء ، ولاننسى البعد الكردي ايضا بحزبيه المتنافسين على عدد الوزارات بعد ان حسم منصب رئيس الجمهورية للاتحاد الوطني . حيث يطمحون بوزارة سيادية واخرى دسمة مثل النفط او المالية او كلاهما . وفي خضم هذه الصراعات ، ربما يستطيع رئيس الوزراء المكلف تحقيق تفاهمات على تعيين عدد قليل من الوزراء خارج المنظومة الحزبية الفاسدة ، ولكنه سيواجه الفساد وجها لوجه رغم ذلك لقد سبق وان اعطينا محددات عملية لمدى نجاح رئيس الوزراء الجديد تنحصر في مدى تحقيقه لهيبة الدولة فقط . وبعد ذلك يمكن ان نحكم عليه وعلى المسيرة القادمة في مدى التقدم الحاصل في تطوير العمل السياسي والاداري للدولة ، خصوصا وان احزاب المنظومة السياسية متغلغلة في كل مفاصل الدولة ، كما لها الحرية المطلقة في الشارع ايضا ان قادة الاحزاب والتكتلات قد صدعوا رؤوسنا بالشعارات والخطب حول حكومة التكنوقراط المستقلة وحكومة ابوية والشلع قلع وغيرها من الخطب للاستهلاك المحلي . ولولا انتفاضة البصرة الفاعلة لما قدم منصب رئيس الوزراء للسيد عادل عبد المهدي كمرشح تسوية بين كتلتي الاصلاح والبناء المتنازعتين على مركز الكتلة الكبرى . ولكنه بالمقابل يفتقد الى قاعدة جماهيرية تضمن استمرارية بقاءه بالسلطة ، اللهم الا اذا قدم انجازات ملموسة وفاعلة خلال فترة قصيرة ليكون الشارع سندا ومعينا له في خلافه المتوقع مع الاحزاب الحاكمة . . او اذا ما وجد الشارع العراقي تحسنا في الوضع الامني والاقتصادي ، وهذان احتمالان ضعيفان لعدم وجود رغبة حقيقية بحلول جذرية ، ومن ذلك يتضح ان المهمة ليست باليسيرة امام رئيس الوزراء الجديد ، وانه آيل للسقوط لامحالة من خلال سحب الثقة منه ، او استقالته . . واننا سنشهد في قابل الايام شتاء عاصفا . او انصياع رئيس الوزراء المكلف الى صوت الاخوة الاعداء لتذهب الدولة مجددا في مهب الريح ، وحينئذ لن يكون هناك من مخرج الا حكومة طوارئ . كان الله في عون العراق وشعبه ادهم ابراهيم
#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)
Adham_Ibraheem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نصيحة لرئيس الوزراء المكلف
-
الفوضى السياسية في العراق
-
حزب الدعوة ومابعد سقوطه
-
تعددت الولاءات والعراق واحد
-
من يشكل الكتلة الاكبر في العراق
-
العودة الى موضوع حكم الشيعة
-
الموقف الامريكي في العراق
-
ويسألونك عن قطر
-
الخلاف الامريكي الايراني والنتائج المتوقعة
-
تطور الذكاء الاصطناعي
-
الاعتذار السياسي
-
انتفاضة الجنوب . . ارادة التغيير
-
المسلمون يخربون بيوتهم بايديهم
-
ثورات الربيع العربي . . وارتداداتها
-
فوضى لانتخابات . . وحتمية التغيير
-
تحالف الصدر العامري . . الى اين؟
-
ايران . . هل هي بديل العدو الاسرائيلي
-
مقاطعون وفاشلون . . وحكومة قادمة
-
ازمة وطن ام ازمة مثقف
-
خطاب الكراهية سلاح ذو حدين
المزيد.....
-
إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
-
القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة
...
-
دراسة جدلية: لا وجود للمادة المظلمة في الكون
-
المشاط مهنئا بوتين: فوزكم في الانتخابات الرئاسية يعتبر هزيمة
...
-
ترامب: إن تم انتخابي -سأجمع الرئيسين الروسي الأوكراني وأخبر
...
-
سيناتور أمريكي لنظام كييف: قريبا ستحصلون على سلاح فعال لتدمي
...
-
3 مشروبات شائعة تجعل بشرتك تبدو أكبر سنا
-
آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /19.03.2024/
...
-
إفطارات الشوارع في الخرطوم عادة رمضانية تتحدى الحرب
-
أكوام القمامة تهدد نازحي الخيام في رفح بالأوبئة
المزيد.....
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
-
شئ ما عن ألأخلاق
/ علي عبد الواحد محمد
-
تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|