أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - دعني أعمل وأكسب بالقانون .. ولا تمُن عليا بحفنة دولارات!














المزيد.....

دعني أعمل وأكسب بالقانون .. ولا تمُن عليا بحفنة دولارات!


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 14:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فلا يمكن بعد التضحيات التي قدمها شباب فبراير في 2011 أن تضيع طموحاتهم وأحلامهم التحرُرية هباءً منثورا. فمن وهبوا دمائهم الزكية في انتفاضة فبراير، ودفعوا اليسر اليسير من أموالهم لخدمة فبراير ودعمها، كانوا ينشدون الحرية والعدالة الاجتماعية .. أما المتسلقون، "والمتفبريريون" اليوم فلا علاقة لهم بالقيم والشعارات التي رفعها أحرار فبراير.. والسؤال اليوم: أين احترام الحكومة، أو بالأحرى الحكومات، لشعارات فبراير التي رفعت من أجل كرامة المواطن/ة؟ تلك الحكومة التي استخفت وما زالت تستمر في الاستخفاف بشعبها، بعد أن فشلت في توفير الحد الأدنى من الخدمات والأمن؟! واستمرت في إسكات الشارع بمسكنات من سنة لآخرى بحفنة من الدولارات التي يرد عليها العقلاء بقولهم: "ما تجروش بيا ورا الدولار زي المجنون"!!!

الشرفاء لا ينتظرون الهبات!
لعمري تستمر مأساتنا كرعايا عند الراعي .. وبكل مرارة مازلنا نسمع الحكومة وهي تردد هتافات القطيع المغيب لجماهيرية القذافي: "يا قايد ثورتنا علَ دربك طوالي" .. فمازلنا نعيش ثقافة القطيع وراء سياج "زريبة الجماهيرية" ينتظر من الراعي أن يرمي لهم بـ "العلفه .. الكسبه" مرتبات، بدون حبة عرق تصفد على الجبين، وبلا عمل يبني أو ينتج أو يخلق تنمية واقتصاد، ويقابل المرتبات إذلال بغلاء في الأسعار. أو تكون العلفه كهبة بتصريف دولارات بإجراءات مخزية، ومذلة لا يستفيد منها المواطن العادي، ويتلقفها الحُداق الانتهازيين لتمعن في الاستهتار، والاستخفاف بآدمية الإنسان الحر الشريف!

منذ تولي الحكومة الحالية أو الحكومات السابقة لم نرى أي برنامج حقيقي يدفع للعمل والبناء، ويخلق تنمية اقتصادية حقيقية تصلح من البنية التحتية المهترئة، أو تساهم بصنع غذاء أو دواء، أو توفير خدمات. بل تضيع في ظل الفوضى وغياب المسؤولية والرقابة الحقيقية حتى الخدمات الأساسية من تعليم، وصحة ، ومواصلات عامة!

تستمر معيشتنا في ليبيا .. رعايا ننتظر من الراعي "..." أن يجود علينا بخبزٍ مغمس بالانكسار، والضياع في مستقبل دامس نترقب منه بنفاذ صبر أن توقد فيه شمعة! تستمر مأساتنا .. في انتظارٍ ممل لراتبٍ ملعون، ووقوف أمام طابورٍ طويل، ليصرف عملة ورقية نستطيع أن نقتات منها ونصبر أفواه جائعة. نعم يأتي الراتب بعد جهد جهيد والكثير منا يتسكع ما بين المقاهي، ويلف ويدور بشوارعنا المكسرة، ومطباتها المتكاثرة، نحرق البنزين بسيارتنا، والقمامة بحدائقنا، ونُلوث أبصارنا بالقُمامة ونحن نستنشق الدايوكسين (غاز سام) الصادر عن محروقات البلاستيك، بعد أن تلوثت بصائرنا من غياب العمل والعطاء والانتاج!

كفالة فرصة عمل وليس راتب بذُل!
بعد انقلاب سبتمبر الأسود جاء الراعي الدكتاتور معمر القذافي وحرص على أن يجمع الجميع في زريبة الجماهيرية! وعوضاً أن يلعب الجميع أدوارٌ مختلفة في البناء، والعمار، والإنتاج خارج زريبة الجماهيرية حرم على الليبيين والليبيات كل عمل خاص باسم شعارات الزريبة: "شركاء لا أجراء" .. "السيارة لمن يقودها" .. "التجارة ظاهرة استغلالية" .."الأجراء مهما تحسن أجورهم فهم نوع من العبيد" .. "الأرض ليست ملكا لآحد" .. "التصعيد الشعبي" وبذلك قضى على جميع المصانع المنتجة، وشركات المقاولات المساهمة في البناء والعمارة، والزراعة والتجارة المحركة للتنمية والاقتصاد، ليتحول الجميع إلى متسولين على أبواب زريبة الجماهيرية!!! نعم قبل الدكتاتور معمر كانت فرص العمل متوفرة سواء خاصة أم عامة والتي أستطاع بها كل فرد أن يكتسب فرصة عمل، وعلى قدر حرصه وتفانيه في العمل كان كسبه للمال. فبقدر جده واجتهاده تتوفر فرص أفضل للحريص على العمل وعلى راتب أعلى. بعدها جاء الراعي بالشعارات أولا ثم بالقانون 15 وقتل روح التنافس، والتفاني في العمل وحول الجميع إلى طاقات معطلة، وبطالة مقنعة لا انتاج ولا تقدم، ولا أي خدمات بل تسول من الجميع على أبواب الزريبة تنتظر صرف "المعاش" حتى لا تموت ولو أنها ميتة الوجدان بعد أن قتل الراعي معمر روح التنافس الشريف، والكسب الحال بعد أن جعل المال العام المصدر الوحيد للسراق قبل الشرفاء.

واليوم تستمر نفس المأساة بالأمس، ولكن بنسخة مطورة بعد أن استمر تلقي العلفه "المرتبات" بمذلة الطابور وغياب السيولة، وغلاء الأسعار. واستمر توزيع الهيبات"الدولارات" بمشقة، وسمسرة في الفقراء داخل الزريبة نفسها. وبذلك أعطت الحكومة الفرصة للحداق أن يرفعوا من مرتباتهم، والسراق من قضم الحصة الأكبر من دولارات ليبيا ومن الدخل الأوحد، والوحيد النفط . وتستمر لعنة الحكومة تلاحقنا باقتصارها على تغيير أسماء للوزراء بدون الإعلان عن سياسات، وتشريعات واضحة للإصلاح تحفظ كرامتنا كمواطنون أحراراً، ووقف مهزلة معاملتنا كرعايا في زرية الجماهيرية معمر.

كلمة أخيرة:
بدون سياسيات حقيقية تنعش الاقتصاد وتخلق تنمية وترجع أكداس العملة المخفية، والمهربة خارج ليبيا، وفي غياب خطط محكمة تدفع في اتجاه العمل والإنتاج وتشجع روح التنفاس على الكسب الحلال .. ستظل زريبة الجماهيرية تلاحقنا وقد تصبح قدرنا لو لم نصنع قدراً يحقق المواطنة بكرامة.. فلتتقي الحكومة الله في شعب تعداده لا يتعدى انشغالات رئيس بلدية بمدن كثيرة حولنا وبالعالم البعيد القريب ! تدر ليبيا تادرفت!
عاشت ليبيا حرة



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأنا أصلي .. اتهمت الطفل العبث بأرجلي فاكتشفت أنه رجُل
- إعادة النظر في هيكلة الرئاسي واختصاصاته
- التظاهر لمشروع انقاذ أم لاستغلال العقل الجمعي
- خطيب مسجد (مقّر)يدعو لرفض تهريب الغاز والبنزين ولو بمقاطعة ص ...
- الحكومة والتأسيس لمستقبل المصالحة مع المواطن/ة
- الواقعية مع مشروع الدستور
- السياسة الدفاعية والأمنية في ظل حكومة أزمة
- ميزانية لخلق فرص عمل وليست للصرف!
- تكهنات للحل السياسي في ليبيا
- 7 أبريل المشئوم واللاعنف عند مارثن لوثر كينج
- احتضار التعليم وطريقة مارن للاستمتاع بتعلم الأمازيغية!
- انطباعاتي عن المؤتمر العلمي الأول للمصالحة 2018
- هل تستحق ليبيا هذه الفوضى عملا بتوجيهات الدكتاتور معمر؟
- مع تكفيرهم .. الأمازيغ الأباضية مفتاح السلم في طرابلس
- تحطيم العقل .. تعطيل الإرادة .. غياب الإدراك .. والأزمة اللي ...
- الانفراد بالذئب المنفرد .. وبراءة الذئب من دم ضحايا أرينا ما ...
- طردت درنة داعش فقصفت بعد مذبحة داعش بالمنيا
- ما بعد نفعية لزيارة ترامب وغربة حوار الاديان!
- الصراع في ليبيا وآثاره على التعليم (0)
- وتستمر براكين الكراهية والانتقام لتخريب الوطن ..طرابلس


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فتحي سالم أبوزخار - دعني أعمل وأكسب بالقانون .. ولا تمُن عليا بحفنة دولارات!