أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!















المزيد.....

الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!


زهور العتابي

الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 23:51
المحور: الادب والفن
    


قصة ليست بالقصيرة ...
لم تكن امل بالبنت الشقية ابدا ..كانت طالبة هادئة مؤدبة ذكية متفوقة لماحة ومرتبة لحد المبالغة في هندامها وحسن مظهرها ولها مقبولية وحضور كبير لدى نظرائها من الطلاب ...لاسيما الطالبات منهن فكلهن يتوددن اليها ويعشقن صحبتها. ....
مدرسة الغزالي الابتدائية المختلطة النموذجية لاتعنى بالتدريس والعلم فقط بل لها نشاطات أخرى تساهم فيها المدرسة على مستوى المحافظة...فهناك فرق رياضية وفرقة للتمثيل المسرحي وفرقة للإنشاد والباليه ..وتختار إدارة المدرسة لهذه الفعاليات الطلاب المتفوقين حصرا ومتى ما احست أن الطالب انخفض مستواه العلمي تبعده فورا عن الفرقة ....كانت أمل في فرقة التمثيل والإنشاد أيضا بل كانت عنصرا مهما في الكورال على الرغم من صغر سنها لما تمتلكه من صوت عذب و جميل .... هي سعيدة جدا بمدرستها وصديقاتها وبكل الفعاليات التي تقوم بها ولكتها كانت تضيق ذرعا بماهر محمد الطالب الذي يقاسمها الرحلة لانه دائما ماكان يستفزها ...هي لاتدري لما يفعل هذا !؟ ربما هو التنافس إذ أنهما الاثنان من الأوائل دائما في مرحلة الأول والثاني ثم الثالث ...هي من جانبها كانت طبيعية جدا معه لانها ترعرعت وسط ظروف عائلية صحية لاتعرف ابدا معنى الكره والبغضاء فانعكس هذا على شخصيتها وتصرفاتها فكل من حولها يحبها بشدة ..الا ماهر هذا !! سبحان الله...فمثلا ..سألها يوما بينما كان الجميع ينتظر دخول المعلمة ...
- اكول امل أبوج شنو يشتغل ...إجابت
- بابا رئيس عرفات وحدة ..
_ رئيس عرفات وحدة وخابصتنا بي !؟اني ابوية امر سرية ..تدرين إذا يدخل أبوج على أبويه لازم يأخذله تحية ويبقى مينزل ايده إلا بابا يخلص الجاي مالته ......... ثارها ما سمعت .. فردت عليه بتساؤل وهدوء ...
_ ليش أبوك ميتريك بالبيت ؟ حتى يشرب جاي بالمعسكر !؟ ثم اني شوكت خابصتك بابوية !؟
لم يأبه لما قالته ولا لصوت المعلمة التي دخلت وهي تأمر الجميع بالسكوت....استمر باستفزازاته قائلا ....والله يا الله رئيس عرفاء ومتباهية بي !؟ إجابته بثقة
_ رئيس عرفاء وخله مدرستنه احلى مدرسة ملاها بالورد والمزروعات وصارت عدنه أحلى حديقة ...لو انت متشوف حديقة مدرستك !؟
اجابه بامتعاض
_طبعا يتلوك للمديرة حتى يطلعوج أولى ....هالها ما سمعت ....
_ ماهر عيب هيج تكول ...تسكت لو أكول للمعلمة ؟
هذه إحدى استفزازات ماهر واخواتها كثر...وكانت هذه وغيرها كافية لأن تجعلها تمقنه وتبتعد عنه تماما لكنها كانت ملتزمة ولا تقوى ابدا أن تطلب من المعلمة يوما ان تغير مكانها ....
في أحد الأيام جاءت المعينة إلى الصف تطلب طلاب فرقة التمثيل كالمعتاد فخرجت هي وماهر واثنان آخران من الطلبة ..لم يبتعد الجميع كثيرا عن الصف حتى وضع رجله أمامها بطريقة أسقطتها على الأرض وسط ذهول اقرانها وصوت المعينة وهي تقول .. الله ..الله كومي حبيبتي ..ليش هيج ماهر ؟ قامت أمل وهي تتألم ليس من الجرح الذي بأن في ركبتها إنما خجلا من سقوطها أمامه وأمام البقية ...تمالكت نفسها ونظرت إليه بأزدراء ولكنها لم تنطق ببنت شفة ودخلت القاعة حيث دخل الجميع وكانت المديرة حاضرة لمتابعة التدريبات إضافة لمخرج المسرحية من خارج المدرسة ومساعده ومدربة الفرقة الست ختام التي كانت تحب أمل كثيرا وتتباهى بها امام الاخرين وتثني عليها ...المسرحية هذه المرة كوميدية تتلخص بعائلة تتكون من الآب والام وخمسة من الأولاد..العائلة كلها مشهود لها بالكذب والمباهات أمام الآخرين إلا اصغرهم الذي كان يكشف زيفهم ويفضح اكاذيبهم أمام الضيوف ...السيناريو كتب بعناية وفيه الكثير من القفشات وألاسلوب الفكاهي المضحك ...فمحور المسرحية يتلخص بشخصية الطفل (سمير )..الذي يقوم باداءها ماهر ....أما أمل فكان دورها بسيط جدا بهذه المسرحية مقتصر على فتح الباب للضيوف وبعض من كلمات هنا وهناك خلافا لما تعودت عليه حيث كانت أدوارها أكثر مساحة في المسرحيات السابقة..المهم بدأت التدريبات ..المشاركون بالمسرحية لايتحاوز عددهم الخمسة عشر طالب وطالبة ..بينما اخذ الطلاب يؤدون ادوارهم..احتج المخرج منفعلا وكذا المديرة على اداء ماهر إذ لم يكن بالمستوى المطلوب مما جعل المديرة تسأله وتقول ...ماهر انت مضحكتنه احنه شلون راح تضحك الجمهور !!؟ وأكد عليه المخرج أن يعيش الشخصية ليؤدي الدور أفضل و طلب منه ان بعيد المشاهد فاعادها لكن دون جدوى ....لم يتمكن ماهر ان يسرق من احدهم ولو ابتسامة.... أمل كانت تحفظ اغلب الادوار لكثرة التدريبات واهمها دور ماهر حيث كانت تحفظه عن ظهر قلب فما ان رأت أن الجميع لم يقتنع باداء ماهر رفعت يدها متسائلة ..ست اسوي الدور اني ؟؟ صاحت ست حذام معقولة أمل انتي فعلا حافظه الدور ؟ ردت بكل ثقة نعم ست.....رحب المخرج بالفكرة..يله شوفينه ادائك قالها المخرج مرحبا بالفكرة.....أدت الدور على احسن وجه اعتمدت في ادائها على بعض الحركات وخفة الدم فاستطاعت ان تذهل الجميع وأشاد المخرج باداءها واستطاعت ان تضحك الحضور بما فيهم طلاب المسرحية ... لكن المخرج وقف امام مشكلة وهي أن الدور كتب لولد وليس لبنت ...شلون نحلها قالت ست ختام مقاطعة ...بسيطة نلبسها باروكة. ..علقت المديرة ضاحكة وهي تلعب بخصلات شعر امل ... .كيف تخفي شعرها الذيل حصان هذا !؟ أجابت امل على الفور ست مو مشكله اكصه .. وفعلا حينما عادت الى البيت لم يتردد أباها في طلبها هذا لانه كان يحبها حب لاحدود له ولا يرفض لها طلبا ...أخذها لأفضل صالون في المدينة قائلا لصاحبه وهو يضحك ...ابريل قص شعرها حولها إلى ولد ...هههههه... ما أن دخلت المدرسة في اليوم التالي لمحتها ست ختام من بعيد ...حائت مسرعة....هاي شنو معقولة سويتيها وكصيتي شعرك حتى تصرين سمير !؟ قالت هذا وقبلتها وأخذتها بين ذراعيها وهي تضحك بملا الفم...وهكذا أصبحت أمل بطلة المسرحية .....أما ماهر فاعطي له دورها السابق الذي لايتعدى فتح الباب وبعض من كلمات..والغريب انه بدأ صامتا هادئا على غير عادته !! لكن لم يمر يوم الأ وحضرت والدته إلى المدرسة واقتحمت الصف دون أستاذن وما أن وقعت عيناها على ابنها حتى أتت نحوه وسألته بعصبية.... هيه هاي أمل ولك انتي المفعوصة شلون تاخذين دور ماهر بالمسرحية ؟ قالت هذا وهي تجر إذن أمل بقوة وسط ذهول المعلمة التي جاءت مسرعة وقالت لها وهي تسحب يدها ...انتي بأي حق تعتدين على طالبة من طالباتي ؟ وأرسلت بطلب المديرة حالا ...وجاءت على الفور وعمت الفوضى المكان وأمرتها المديرة بالخروج فورا لكنها لم تخرج بل علا صوتها قائلة..انتوا الظاهر متعرفون ماهر ابن منو !! ردت عليها المديرة.. لا كلش زين نعرف ابن منو ماهر لكن بالمدرسة الكل عندي سواسية ثم انتي ممريتي اساسا علإدارة وبعدين مو من حقك ابدا تمدين ايدك على طالبة .. اطلعي برة رجاءا ...وخرجت وخرج الجميع معها وسط غضب وثورة المديرة ...
مر اليوم ثقيلا على أمل ولكنها رغم ما حصل تمالكت نفسها وحبست دموعها عنوة لتطلق لها العنان في طريق العودة إلى البيت ...حينما وصلتلم تخبر أهلها قط بما حصل فهي غالبا ما تميل إلى الكتمان بهكذا مواقف بل إنها حمدت ربها لاول مرة أن أختها الكبرى ( في الخامس الابتدائي ) لم تكن معها في نفس المدرسة ..كم كانت تتمنى دائما ان تكونا معا .لكن هذه المرة لا لأنها لاتريد أن يعرف الاهل لاسيما والدها بما حدث اليوم ..بل إن كل مايفعله ماهر معها لم تنقله حرفيا في البيت كل ما يعرفونه انها ينافسها ولا ترتاح إليه ......في اليوم التالي أرسلت المديرة بطلبها و سألتها ما إذا اخبرت اباها بما حدث ...إجابتها بالنفي أصرت المديرة أن تعرف لماذا لم تخبر اهلها.. إجابتك...ست أحسن انتي بداال اهلي دافعت عني ليش اقهرهم ...نظرت اليها المديرة مليا وهي تقول....عفية عليك امل عاقلة وسباعية ...عالعموم أمل راح انقل ماهر لغير رحلة وانتي راح تبقين تأخذين دور سمير بالمسرحية ...وفعلا نقل ماهر من جنبها وجييء بطالب آخر وهكذا تنفست الصعداء من متاعبه واستفزازاته.. ..وماهو إلا شهر حتى تأهلت المسرحية للمنافسة مع مسرحيات لمدارس أخرى وجاء يوم الحسم وفازت المسرحية بالمرتبة الثانية من مجموع عشر مسرحيات مشاركة...كان يوما جميلا مميزا حيث كات العرض على أكبر القاعات في المحافظة حضرها أكبر الشخصيات في التربية والمحافظة بما فيهم أبو ماهر برتبته العسكرية والذي كان جالسا وعائلته في الصف الأول من القاعة ...
عاشت امل اسعد اللحضات فللفوز نشوة التقدم بثمن ولكن أكثر ما اسعدها أن أباها واخاها الاكبر واختها حضروا العرض وشاركوها فرحة الفوز وتسلمها وإقرارها الجائزة وسط تصفيق الحاضرين ...نعم فهي تعرف جيدا انها أسعدت والدها كثيرا فهو يريدها هكذا ناجحة ابدا ومتألقة ..وفرحتها الاخرى إنها بالتأكيد هي ومن معها في المسرحية ادخلوا البهجة والسرور للمديرة المميزة والإدارة والمعلمات وحتى المخرج الذي بدأ مزهوا جدا بالفوز ...
في نهاية هذه المرحلة ونهاية العام الدراسي لتلك السنة ودعت امل وإلى الأبد مدرستها الجميلة و صديقاتها ومعلماتها ومديرتها الأم حيث موعد انتقالها وعائلتها للسكن في العاصمة بغداد ....كان وداعا مؤثرا حزينا ترك بصمته طويلا على أمل فهي لاتنسى مسحة الحزن تلك التي ارتسمت على وجوه صديقاتها المميزات الحبيبات وكان أشدهم حزنا وألما لفراق أمل هو المشاكس أبدأ ....ماهر محمد ....
هذه



#زهور_العتابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرة أخرى ....صديقتي الراحلة
- صديقتي الراحلة .....
- الطفولة في ظل حكومة ديمقراطية !!!
- الصحبة النقية.....
- جدحَة من امل !!!
- يَدنيا.....ليش !؟
- ياله من شَجن !!!
- شكرا للصُدفة !!
- ااااسف ....!!
- انشودة الصدفة !!!
- متى ينتهي الوَجع ؟
- ومِن الآراءِ مايُحبِط !!!
- الحسينيوون على طريق الحق ثابتووون ....
- اه ياهيبة وطنَّه !!!
- الحلبوسي ...وتداعيات الفوز !!!!
- الشيوعيون ...الى أين !؟
- حِكايةٌ ثَكلى !!
- امل وما لها من ذكريات لا تنسى !!!
- رسالة للوطن من مغتَرب !!!!
- لكِ وحدكِ أيَّتها المراة ....


المزيد.....




- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...
- كأنها من قصة خيالية.. فنانة تغادر أمريكا للعيش في قرية فرنسي ...
- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - زهور العتابي - الطفولة الجميلة تبقى أبدا محفورة بالذاكرة !!!