أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - خاشقجى : درس المعارضة السطحية















المزيد.....

خاشقجى : درس المعارضة السطحية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 6028 - 2018 / 10 / 19 - 14:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


خاشقجى: درس المعارضة السطحية
طلعت رضوان
كان الصحفى السعودى جمال خاشقجى، يتصوّرأنّ الملوك والحكام المُـستبدين، تصلح معهم (النصيحه) ولم يتعلم من الدرس التاريخى، كما حدث مع ابن المقفع الذى كتب رسالته الشهيرة (رسالة إلى الصحابة) وأرسلها إلى خليفة المسلمين، وبسببها لقى حتفه . ووصلت بشاعة اغتياله لدرجة تقطيع أعضاء جسده وهو حى ينظر إليها ثم إلقائها أمام عينيه فى النار..وكل ذلك لمجرد أنّ ابن المقفع تصوّرأنّ الحاكم سيتقبل النصيحة.
وإذا كان ابن المقفع انطلق بطبيعته الفطرية..وحبه للإنسانية بشكل طفولى ساذج، ربما يتلاءم ويتناسب مع عصره، فكيف غابت تلك الحقيقة عن خاشقجى ونحن فى القرن الحادى والعشرين؟ خاصة وأنّ أمهات كتب التراث العربى / الإسلامى زاخرة بالكثيرمن الأمثلة، عن كراهية خلفاء المسلمين لأى شكل من أشكال المعارضة (حتى ولوكانت سطحية وشكلية) كما حدث مع الخليفة عثمان بن عفان الذى ضرب عماربن ياسر..وضرب أبا ذرالغفارى ونفاه.
000
مع بداية إختفاء الصحفى السعودى خاشقجى، لم أهتم بالكتابة عنه لكثرة المقالات التى تناولتْ إختفاءه فى مقرقنصلية السعودية بتركيا..ونظرًا لأنّ معظم تلك المقالات كانت بعيدة عن الموضوعية، حيث طغتْ الأيديولوجيا (سواء سياسية أودينية على التناول الموضوعى) وهوالأمرالذى برزبشكل أكثروضوحـًـا فى الفضائيات، وعلى سبيل المثال فإنّ قناة الجزيرة، نظرًا للخصومة بين السعودية وقطرفإنّ القناة القطرية استغلتْ موضوع خاشقجى بأسلوب إعلامى يـُـشيربلا مواربة إلى إدانة السعودية ومسئوليتها عن إختفاء خاشقجى..ونفس الشىء فعلته القنوات التى تــُـبث من تركيا ويعمل بها مصريون وعرب أصحاب توجه أصولى.
وكان عزوفى عن الكتابة مع بداية إختفاء خاشقجى، وعيى بأنّ ما يحدث أشبه بمسلسل بوليسى تافه، فشل كاتب السيناريوالسعودى فى إحكامه..ولم يفعل- طوال أحداث المسلسل- إلاّ الإدلاء ببيانات النفى..ولم يـُـفكــّـرمخرج تلك الميليودراما فى السؤال الذى دارفى عقول الأحرار: إذا كان جمال قد خرج من القنصلية السعودية سالمًـا، فلماذا لايظهرفى وسائل الإعلام؟ وإذا كان قد قــُـتل- كما تزعم وتــُـرجـّـح الفضائيات المعادية للسعودية- فأين جثته؟
وسمعتُ فى القنوات التى تــُـبث من تركيا، أنّ خاشقجى جلس مع القنصل السعودى بتركيا (محمد العتيبى) ثم دخل المكتب مجموعة من الشباب مفتولى العضلات- أقرب لأجساد أبطال المصارعة الحرة- واقتادوا خاشقجى بالقوة وبمظاهرالعنف- إلى حجرة مجاورة لمكتب القنصل..وأنهم قطــّـعوا جسده..ودفنوه فى حديقة القنصلية..وأنّ القنصل يعيش فى حالة رعب..واعتكف فى منزله..ويخشى الرجوع إلى القنصلية..إلخ.. وبعد ذلك انتشرتْ التسريبات فى الكثيرمن الفضائيات، مصحوبة بالفيديوالذى صوّب المعلومات السابقة، حيث جاء فى الفيديوأنّ قتل خاشقجى تـمّ فى مكتب القنصل السعودى..ولما طال تعذيبه صاح القنصل فى فريق التعديب: خذوه بعيدًا عن مكتبى..وافعلوا به ما تشاؤون..وكان الفضل فى تسريب المعلومات الجديدة، بعض الصحف الأوروبية (مثل الجارديان وغيرها) عن أسلوب التعذيب البشع الذى تعرّض له خاشقجى قبل قطع رأسه (ربما لإرسالها للملك السعودى وابنه محمد) كما تـمّ إرسال رأس الحسين بن على بن أبى طالب إلى خليفة المسلمين..وكذلك كان الفضل لمنظمات حقوق الإنسان العالمية، فى انتشار المعلومات عن النهاية المأساوية لخاشقجى.
هذه النهاية المأساوية، على المستوى الإنسانى (بغض النظرعن الاتفاق أوالاختلاف مع توجهات خاشقجى السياسية) تجعل العقل الحريتذكرمآسى حدثتْ فى الماضى القريب (رغم الاختلاف فى التفاصيل) كما حدث مع المناضل الشيوعى اللبنانى (فرج الله الحلو) الذى ذاب جسده فى الأحماض الكيماوية، بمعرفة المخابرات السورية..وبأوامرمن عبدالناصر(فخرى لبيب: الشيوعيون وعبدالناصر- ج1- شركة الأمل للطباعة والنشر- عام1990- ص59، 552) وكما حدث مع الصحفى الأهرامى رضا هلال الذى اختفى فى عهد مبارك ولم يظهرحتى وقتنا هذا، الأمرالذى رجـّـح رواية وضعه فى الأحماض الكيماوية.
المشهد الأخيرفى أحداث (مأساة إختفاء أوقتل خاشقجى) شجـّـعنى على الكتابة لأتناول زاوية لم يتطرّق إليها الإعلام (سواء السعودى أوالتركى) ولم يتطرّق إليها معظم من كتبوا عن إختفاء خاشقجى (سواء كانوا مع النظام السعودى أومع النظام التركى) بإستثتاء الباحث والشاعرالمغربى محمد بنقدورالوهراتى، الذى ذكرأنّ المخابرات السعودية والمخابرات التركية، مرتبطتان بأبيهما الروحى..والأدق بأمهما الروحية (المخابرات الأمريكية) وذكرأنّ خاشقجى من المحسوبين على مؤسس المخابرات السعودية الأميرتركى بن فيصل..والذى تـمّ تهميشه بشكل ملحوظ فى العهد السعودى الجديد..فهل دفع خاشقجى ثمن انصياعه فى اتجاه تأسيس مركز استشارات ودراسات، حول القضايا المهمة فى الشرق الأوسط، تكون تركيا هى مركزه..وأردوغان هوالراعى الرسمى له؟ وهل أدى خاشقجى ثمن مغامرته فى لعب دور رأس الحربة، فى التعبيرعن جهة أخرى داخل المخابرات السعودية، وأزيحتْ من مركزها..وتـمّ تهميشها بإرادة الحاكم السعودى الجديد..وأنّ السعودية كانت ترصد تحركات80شخصية سعودية، مشاركين فى مركزالأبحاث المقترح، فهل يعقل (فى دولة بوليسية/ قمعية مثل السعودية) أنْ تصمت ولاتتحرك؟ وهل كان على النظام السعودى الاكتفاء بالنظرإلى أنقرة..وهى تشكل نواة معارضة..ومن أبناء سعوديين داخل تركيا؟
وأضاف ذلك الشاعرالمغربى (صاحب العقل الحر) أنّ خاشقجى ((داسته أرجل التدافع الاستخباراتى..وسواء استطاعتْ المخابرات السعودية أوالتركية وقف مشروع إنشاء مركزالأبحاث، فإنّ (مجرد) محاولة تشكيل استخبارات جديدة (فى شكل مركزللأبحاث) قد تكسّـرتْ، حتى ولوكان الصـُـناع من طينة اللاعبين الكبارأمثال محمد بن سلمان وأردوغان وترامب..ولكن بعد اختفاء جمال أوقتله، هل سيختفى مركزالاستشارات، الذى كان من المُـفترض أنه سيضم معارضين سعوديين؟ ومن المؤكد أننا لن نجد الجواب عند قناة الجزيرة، التى تتمسك بجريمة قتل مفترضة أويقينية، لغاية فى نفس يعقوب..وتتبنى قضية خاشقجى بإستماتة وشماتة..وكأنه مواطن قطرى مفقود، لمجرد النيل من السعودية، فهل يستحق خاشقجى كل هذه الضجة؟ (هسبريس12أكتوبر2018)
أعتقد أنّ تحليل الشاعرالمغربى لمس- بشكل عميق ودقيق- أهم وأخطرآفة، تــُـصيب كل من يقترب من سلطة الحكم فى أى نظام استبدادى..وقد أخبرتنا كتب التاريخ (فى مختلف العصور) أنه على من يقترب من سلطة العرش، عليه أنْ يعى أول وأهم شرط: ممنوع معارضة السلطة..ومنزوع منك (حق الاختلاف) وعليك أنْ تتطابق مع منظومة الحكم (تطابق المثلثات) وأنك مجرد (ترس) فى آلة الحكم. أما لوانحرفت- ولوبمقدارضئيل وسطحى وهامشى- فمصيرك الهلاك.
والأمثلة عديدة لعلّ أشهرها ما حدث مع ابن المقفع الذى أمرالخليفة المنصوربقتله..ونفذ الأمروالى البصرة، الذى أمربتقطيع الجسد..ووضع كل قطعة فى النارويراها تحترق وهوينظرإليها..والسؤال: لماذا أمرالخليفة بقتل ابن المقفع، لأنّ الأخير(بحسن نية وبطبيعة طفولية/فطرية) كتب رسالته الشهيرة (رسالة فى الصحابة) وأرسلها للمنصور..وبدأها بمدحه وأنه أفضل من الأمويين..وهكذا وقع ابن المقفع العظيم فى (فخ نصيحة الحاكم) فدفع ثمن سذاجته.
وفى العصرالحديث تمتلىء كتب التاريخ بالكثيرمن الأمثلة- سواء من الغرب أومن الشرق- عن عمليات التصفية المعنوية..والتصفية المادية لكل من اقترب من كرسى عرش الملوك أوعرش رؤساء الجمهوريات..ولعلّ أشهرالأمثلة ما فعله القذافى وصدام حسين، حيث أنّ الأخيرلم يكتف بقتل خصومه السياسيين، الذين كانوا من المقربين منه..ولكنه قتل زوجىْ ابنتيه..ويتــّـم أحفاده كما فعل مع حسين كامل وشقيقه صدام كامل..وأعدم أحد وزرائه عام1978فى فترة الخلاف مع النظام السورى حول ما عـُـرف باسم (الميثاق الوحدوى) وذكرشهود الواقعة أنّ صدام ركــّـزعينيه فى عينىْ الوزيروقال ((أنا أعرف الخائن من عينيه)) وأخرج مسدسه وأطلق عليه الرصاص فى رأسه وبين عينيه (نقلا عن الباحث والشاعرالفلسطينى الكبيرأحمد أبومطرفى كتابه: سقوط دكتاتور- عام2004- ص42، 80)
وهكذا يكتوى ويحترق بنارالسلطة، كل من تصوّرأنه سينعم بحلاوتها إلى الأبد.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلافة الإسلامية وصراعات السلطة
- أليس الجندى سليمان خاطريستحق التكريم؟
- وزارة الهجرة وترسيخ الهوية المصرية
- وزيرالتعليم بين تبديد الأموال وتدنى المستوى
- الفرق بين الموضوعية والأيديولوجية
- الصحافة ودورها الوطنى/ التنويرى
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (3)
- الأصل التاريخى للضريبة على الدخل
- ترحيل الفلسطينيين من وطنهم لصالح إسرائيل
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (2)
- كيف قرأ الباحثون كتب التاريخ؟
- صعوبة نشركل ما يمس الثقافة السائدة (1)
- التاريخ والتأرجح بين الموضوعية والأيديولوجية
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (10)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (9)
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (8)
- مواصلة الكتابة عن التاريخ والموضوعية
- الشكر للمرة الثانية
- قراءة التاريخ وحيادية الكتابة
- الاصطدام بالشخصيات المقدسة (7)


المزيد.....




- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - خاشقجى : درس المعارضة السطحية