أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد في رواية -سقراط والمرآة- ديما الرجبي














المزيد.....

السواد في رواية -سقراط والمرآة- ديما الرجبي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6027 - 2018 / 10 / 18 - 04:04
المحور: الادب والفن
    


السواد في رواية
"سقراط والمرآة"
ديما الرجبي
أن تُفتتح الرواية بهذه العبارة : "تبا من أنت؟ (أنت يا ابن ال...) ص15، اعتقد أن هذا يشير إلى حالة الغُل عند السارد، وهذا ما وجدنا في الفقرة التالية والتي استخدم فيها هذا الألفاظ: "تدعي البلاهة والخرس، ...لتضايقني، يزيدك بلاهة، ... أيها ال ..." ص15، كما أننا نجد العديد من الفقرات التي تؤكد على أن هناك حالة احتقان عند السارد يحاول أن يعبر عنها في هذا العمل، فنجده يتحدث عن البراز بهذا الشكل: "وجد نفسه محلقا بالسماء، لونها بني خانق يشبه البراز" أن نجد الفضاء بهذا الشكل اعتقد بأنه يؤكد على وصول السارد إلى ذروة الحنق على الواقع، بحيث انعكست مشاعرها على الفضاء فجلته بهذا القتامة وهذه الرائحة الكريهة.
لهذا جعلت البطل "هو يكره الفضاء ويكره الضوء.,, والشمس آه من الشمس!! نظارتي تدعني أرى بوضوح، وأنا أكره الوضوح وأكره الوجوه، وأكره الحديث" ص18، كل هذا يجعل من احداث الرواية غارقة في السواد، فالفضاء/الطبيعة تشكل حالة من الضغط على بطل الرواية بدلا من أن تمنحه مساحة من الهدوء والصفاء.
الحيوان
كلنا يعلم أن السارد عندما يتناول الحيوان في عمله الأدبي فإن هذا يشير إلى حالته الصعبة ما يمر فيه من ضيق، وهذا ما وجدنا في هذا العمل: "... وكأن مجزرة خنازير قد وقعت" ص16، السارد تستحضر أشد الحيوانات قذارة وهذا يعطينا مزيدا من الوضوح عن الحالة التي تمر بها بطل الرواية.
"...فأرسلوا حشراهم لتأكل أمعائي، أصبحت أتبول دما، ورائحتي كانت مثل رائحتهم (رائحة الموت" ص22، وهنا أيضا تأكيد على الحالة الصعبة والقاسية التي يمر بها البطل.
"ـ ها إنهن يأكل القطط، نعم" ص41، كثرة الاستخدام للحيوان تشير إلى الحالة غير السوية التي يمر تتغطى على الرواية،

العنف
نجد العديد من أعمال العنف في الرواية من هذا الحدث: " ...سيسلخون فروة رأسي" ص20، مثل هذا الفعل بالتأكيد يعطينا دلالة إلى أن هناك كوابيس يعيشها بطل الرواية لهذا يستخدم مثل هذه الأفعال ليعبر عما يشعر به.
والعنف لم يطل الفعل الجسدي فحسب، بل ينال من الجسد والنفس معا، كما هو الحال في هذا الموقف: "ها ...آه تبا، الآن، قالوا لي أنني إذا لم أحسن التصرف سيسلخون فروة رأسي وسيضاجعون أختي وينجبون ابني؟" ص20، يبدو لنا أن البطل ابله لهذا لا يحسن التعبير جديدا عن الأحداث، أو أن حالة الضغط التي يمر بها جعلته يتحدث بهذه الطريقة غير المنطقية.
وهذه البلاهة نجدها في هذا المقطع: "ـ إذا تكلمت، سنقطع لسانك، سنحرق مكانك، وسنضاجع عمتك لتلد ابنتك" ص35، تكرار فعل المضاجعة يشير إلى أن السارد يتعرض لفعل تهديد من الآخر، وعلى أنه ضعيف لا يقوى على المواجهة أو لا يمتلك القدرة على التصدي أو الرد على المُهدد له.
والراوي لا يكتفي يما قاله الآخر عنه، بل هو نفسه يحدثنا عن فعل الجنس لكن بلغته هو: "
هم من اغتصبوا أمي لتنجب زوجتي
وأنجب ابنة أخي" ص53و54، لقد تم تحويل وصف فعل المضاجعة إلى اغتصاب، وهذا يعني تطور الأحداث سلبيا على السارد، وهذا ما سيجعله يهلوس بكلام غير منطقي.
هلوسات
يقدم لنا الراوي مجموعة من الهلوسات والتي تشير وتؤكد إلى حالة الصعبة منها: "... وابنة عمي هي أختي وجارتي كانت ابنتي، وأنا لست متزوجا، وأنتم قتلتم قطتي" ص42، لا يمكن أن يتم تركيب هذه العلاقة بشكل منطقي، واعتقد أنها جاءت لتؤكد على الحالة غير السوية.
الثورة/التمرد
بطبيعة الحالة لا بد من الرد على هذا العنف والقسوة بطريقة ما، فكانت:
"ـ انظر، سأحطم تلك الملعونة، وسأخرج سقراط منها.... وبقوة لم تعلم بأنها تمتلكها، وبضربة واحدة حطمت المرآة، وسال الدم على ذراعيها" ص63و64، جعل فعل الثورة يأتي من المرأة يعطي اشارة إلى أن هناك ميل عند السارد للمرأة لهذا اعطاها دور الثائر ولم يعطيه للبطل/سقراط، الذي كان أسير المرآة، وكان مجرد متحدث عن حالة راكدة وبليدة تصف البلاهة والجمود والجنون السلبي، إن كان هناك جنون إيجابي.
اتعقد أن السارد يميل للمرأة ويتحامل على الرجل، لهذا جعل نهاية البطل بهذا الشكل: "فما كان من سقراط إلا الانهيار، والنواح الشديد، ليرفع قطعة زجاج ويوجهها إلى قلبه.... وزرعها بقلبه دون تردد ودون عناء وسقط أرضا راحلا عن هذه الكوكبة المشوهة" ص92، وهنا نتساءل: إذا كان السادر/ة متعاطف مع المرأة لماذا جعل غالبة السرد للذكر وليس للمرأة، علما بأن الكاتبة هي امرأة وليس رجل؟، وهل هناك علاقة بين حالة الجنون والهلوسات ـ الفانتازيا ـ بالفكرة التي تطرحها الراوية؟ أم أنها جاءت لتعبر عن حالة نفسية يمر بها السارد؟.
اعتقد أن هناك اجابة في هذا المشهد: " ...حاول أن يمسك يدها، فلم يبخل على نفسه، شعر بنقائها وحلاوتها، ضمها إلى صدره، زادت نبضات قلبه، وارتفع أنين صوته، وما عادت عيناه الدموع، وهي تبتسم وهم يرونه ولا يفزعون منه، أحاطوه بقوة أثلجت ناره، اشتم رائحة الأمل، واستداروا من حوله وجلسوا وإياه" ص33، كل هذا التحول في الأحداث وفي الألفاظ كان بسب المرأة وأثرها على البطل، لهذا نقول أن السارد ينحاز للمرأة ويميل إليها، لهذا أحدثت ثورة في الفعل وفي اللغة التي يستخدمها السارد.
شكل وعناصر الرواية
اعتقد أن هذا العمل هو أقرب إلى مشاعر نفسية غير محكمة الحبكة، وأن زمانها محدود جدا وكذلك حجمها، وعدد شخصياتها الثلاث لا تكفي لنقول عنها رواية، وايضا غياب المكان أو أية تفاصيل عنه تجعل هذا العمل أقل من رواية ولا يستوفي عناصرها. لكن اللغة السلسة ـ رغم قسوة الأحداث ـ والفانتازيا جعل من العمل سهل التناول ويُستمتع به.
الرواية من منشورات دار ورد الأردنية للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2014.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفعل الماضي في قصيدة -قد كنت- عبد الكريم موسى
- مناقشة تغريبة خالد ابو خالد في دار الفاروق
- -أمشي إليها- سامح أبو هنود
- الواقع والفانتازيا في رواية -أوبرا القناديل- مشهور البطران
- محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان
- نحن وترامب وسليمان
- حالة الكتابة في -تغريبة خالد أبو خالد-
- سلاسة اللغة في ديوان -حفيد الجن، سيرة شعرية- راشد عيسى
- مناقشة كتاب نقوش من الذاكرة
- الاشتراكية في -رباعية- إسماعيل فهد إسماعيل
- قوة الأفكار وتواضع الأسلوب في رواية -صوت- إبراهيم غرايبة
- الكلمة وأثرها في قصيدة -حقا قامت- سيلمان أحمد العوجي عندما ي ...
- الشاعر والمخزون الثقافي -مكابدات زليخة- ريكان إبراهيم
- -أوغاريت ذاكرة حقل- زهيرة زقطان
- فدوى طوقان -الرحلة الأبهى- محمود شقير
- إيللي كوهين من جديد -محمد جلال كشك-
- المعنى والكلمة والحرف في قصيدة -أحبتنا الأهل- أحمد بن عبد ال ...
- مناقشة كتاب في جريدة
- -يو توبيا الدولة الإسلامية- سعادة أبو عراق
- التتار الجدد في كتاب -الناجيات بأجنحة مكسرة- خالد تعلو القائ ...


المزيد.....




- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - السواد في رواية -سقراط والمرآة- ديما الرجبي