أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - السياحة الصحراوية بالجنوب الشرقي التونسي:ثروة غير مستغلة في ظل غياب مقاربات شاملة للمشهد السياحي التونسي (تطاوين نموذجا)














المزيد.....

السياحة الصحراوية بالجنوب الشرقي التونسي:ثروة غير مستغلة في ظل غياب مقاربات شاملة للمشهد السياحي التونسي (تطاوين نموذجا)


محمد المحسن
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 6026 - 2018 / 10 / 17 - 00:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعتبر ولاية تطاوين من أهم الأقطاب السّياحية الواعدة لثراء مخزونها الأثري والتراثي وتنوع المناظر الصّحراوية (واحات، جبال، صحراء مترامية الأطراف، قصور صحراوية، قرى بربرية، معالم أثرية، مواقع جيولوجية، تحصينات عسكرية...) وهذا المخزون يمكن توظيفه لتنمية السياحة الصّحراوية حيث تعتبر منطقتا رمادة وذهيبة المكان المناسب لتنمية السياحة الصحراوية نظرا لما تتميزان به من محيط صحراوي رائع إلى جانب نمط عيش السكان المحليين..
ولكن
ظلت السياحة الصحراوية في تونس رغم قدمها قطاعا مهمشا غير مستغل استغلالا جيدا واقتصر دورها على إن تكون عجلة خامسة للسياحة الساحلية فمنذ سنين طويلة اعتبرت النزل في دوز و توزر حلا لتخفيف العبء على السياحة الساحلية حين تكتظ النزل في الصيف و لسنين طويلة كان السياح يأتون إلى دوز في فصل الصيف في درجة حرارة تصل إلى 45 درجة في الظل يصلون مساء و يغادرون في الصباح الباكر … هذا التصور همش السياحة الصحراوية ولم يجعل منها قطاعا حيويا ينفع المنطقة من الناحية الاقتصادية فالسائح يأتي متأخرا و يغادر باكرا فهو لا يقيم بالمنطقة و بالتالي فهو لا يستهلك ولا يشتري الصناعات التقليدية في المنطقة و في دوز وتوزر وفرة من الصناعات التقليدية التي تختص بها هذه المنطقة و لا تتوفر إلا فيها كما إن المنطقة تتوفر على مخزون ثقافي وتراثي كبير لم يقع استغلاله كمنتوج سياحي له مريدوه في السوق العالمية…
في اغلب الومضات الدعائية للسياحة التونسية التي تدفع الدولة تكاليفها في التلفزات العالمية و وسائل الإعلام الأجنبية المختلفة وفي الحملات الدعائية في المعارض والمناسبات وغيرها يقع التركيز على المنتوج السياحي الساحلي و يمكن الجزم بان هناك تأمر متعمد من اللوبي الساحلي الذي يمتلك اغلب المؤسسات السياحية الساحلية على السياحة الصحراوية …
إن السائح الغربي لا تصله معلومة إن درجة الحرارة في الجنوب التونسي في رأس السنة في ديسمبر تصل إلى 25 درجة حينها يكون هذا السائح غارقا في الثلوج و البرد في شتاء أوروبا…
إن السياحة الصحراوية هي سياحة شتاء لا سياحة صيف لكننا لم نروج لهذا ولم نستغله لنجلب السائح إلى الجنوب كما إننا لم نوظف ما تتوفر عليه مناطق الجنوب من ثراء ثقافي و مخزون تراثي لدعم السياحة الصحراوية و حتى المهرجانات كمهرجان الصحراء بدوز أو مهرجان الواحات بتوزر لم تستطع بالطريقة التي تدار بها و بالميزانيات المضحكة التي تخصص لها سواء من وزارة الثقافة أو وزارة السياحة إلا أن تكون فلكلورا …
فمن المفارقات مثلا أن وزارة السياحة التي يناط بعهدتها الترويج للسياحة الصحراوية وتطورها تعطي لمهرجان الصحراء الدولي بدوز دعما ماليا ب40الف دينار و اقل من نصف هذا المبلغ تعطيه وزارة الثقافة التي أعطت مبلغ 80 ألف دينار لدعم البوم للمطربة التونسية أمينة فاخت-وهذا موضوع آخر يستحق الحبر الغزير-..
ان المنتوج السياحي الصحراوي يعد منجما لم يقع استغلاله بعد و يعتقد كثير من المختصين في السياحة أن السياحة الصحراوية يمكن أن تكون منقذا للسياحة التونسية إذا وقع استغلالها على الوجه المطلوب لان المنافسة فيها قليلة في المتوسط وشمال افريفيا فالجزائر لا تهتم بالمنتوج السياحي و كذالك ليبيا و المغرب لديها مشكلة الصحراء الغربية و هذا يجعل المنتوج السياحي الصحراوي شيء تختص به تونس و لا منافس كبير لها فيه بينما لديها منافسين كبار في السياحة الساحلية..
قصور تحكي التاريخ
وهناك عندما يصل إلى أقصى مدينة إلى الجنوب، تطاوين، يقف مشدوها أمام ما يعيش ويرى ‏ويلمس، حتى أنه إذا كان قادما في جولة قصيرة فسيجد نفسه مضطرا لأن يجعلها تطول، وأحيانا ‏تطول أكثر، فعلى بطن الجبل يقف نزل فخم من فئة خمسة نجوم، نزل عصري امتزج بروح الجبل ‏وببشائر الصحراء وبكل خاصيات وخدمات النزل العصرية..
وحواليه داخل المدنية يتواجد نزل الغزال وهو من الفنادق العريقة يتوسط المدينة ويديره شاب (السيد خميس فرحات) عرف بدماثة أخلاقة وبراعته الفائقة في التعامل مع الوافدين إلى هذا الفندق وإن كانوا قلائل،هذا بالإضافة إلى الطاقم العامل به (عملة..إداريون..إلخ) جميعهم عرفوا بالإنضباط وحسن التعامل مع الحريف سيما الصحافيين منهم (كاتب هذه السطور يحظى بإحترام شديد من لدن السيد مدير الفندق وكذا بقية العاملين ولهم مني باقة شكر وإمتنان)..إ
لا أن ما يحزّ في النفس هو عدم التكافؤ في الفرص من حيث عدد السياح والندوات الفكرية والثقافية التي غدت حكرا على بعض الفنادق الأخرى دون سواها،في حين ظل هذا الفندق المتميز (الغزال) يشهد كسادا ملحوظا تطول أسبابه وسنتناولها لاحقا عبر مقاربة مستفيضة..
خلاصة القول أتوجه إلى سلط الإشراف بوزارة السياحة بنداء عاجل لتفعيل المشهد السياحي بهذه الربوع الشامخة(تطاوين) وتوزيع -كما أسلفت-الفرص بين مختلف الفنادق بالجهة حتى تعمّ الفائدة وتزدهر السياحة سيما أن فندق الغزال فضلا عن قربه من مختلف المرافق فهو يتضمن على فضاء أنيق:مطعم فاخر يتحوّل أحيانا إلى قاعة محاضرات وندوات فكرية وعلمية..زيادة -كما أشرت-في سياق المقال إلى حسن الإستقبال والتعامل الحضاري مع الحرفاء..
ختاما أقول تحتضن ولاية تطاوين، على إمتداد السنة، العديد من التظاهرات الرّياضية وخاصة منها السباقات التي يتم تنظيمها عبر المسالك الصحراوية والمسالك الجبلية والرحلات بالمناطيد.كما تنتشر بالولاية العديد من الشواهد التي ترمز إلى الحضارات المتجدّرة في التاريخ والتي توالت على الجهة.
هذا ونشير إلى أن مصدرا مسؤولات بوزارة السياحة أفادنا بأن الوزارة وضعت برنامج في الغرض الهدف منه الترويج للسياحة الداخلية وتدارك المواسم السياحي التي عرفت كسادا ما بعد الثورة التونسية المجيدة بسبب الإرهاب وعوامل أخرى سنتطرق إيها لاحقا عبر مقال مستفيض...



#محمد_المحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باقة شكر وتقدير إلى المندوب الجهوي للتربية بمحافظة تطاوين با ...
- رسالة إعتذار إلى السيد والي تطاوين..في شكل نقد ذاتي
- سؤال لجوج:ما هي المحصنات التي يجب أن تتوفر حتى لا تفقد الثقا ...
- على الطالبي: الإبن البار لمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التون ...
- رسالة مفتوحة إلى سيد البيت الأبيض:-المتعجرف-دولاند ترامب
- على هامش -الحرب المفتوحة على الإرهاب:سؤال لجوج ما فتئ يقض مض ...
- ليذهب في الأخير الخطاب السياسي المتشنّج جفاء..وما ينفع التون ...
- كاتب صحفي تونسي يثمّن مجهودات رجال أفذاذ شدوا آزره في محنته
- لمَ لا تأخذ السلط الجهوية بمحافظة تطاوين بالجنوب الشرقي التو ...
- رسالة مختزلة إلى والي تطاوين بالجنوب الشرقي التونسي..أرجو اس ...
-  الإرهاب الصهيوني:جرائم منقلتة من العقال..دون عقاب
- ..حين يرخي البؤس الإجتماعي بظلاله القاتمة على جهة تطاوين..وي ...
- تونس:كاتب صحفي بجهة تطاوين تتجاهله السلط الجهوية..ويعيش معان ...
- حين يصوغ الدّم الفلسطيني ملحمة الإنتصار
- حتى لا يتغلّب الفتق على الرتق: القضايا المنتصرة تحتاج إلى ال ...
- هل نحن قادرون على بناء نظام عربي وفق أسس وقواعد تكفل التضامن ...
- أزمة المثقف العربي..في ظل إشراقات ما يسمى ب”الربيع العربي”وا ...
- حين تجردنا الثورة التونسية.. من أدواتنا اللغوية والبلاغية
- تونس/منتزه-درة-بمحافظة تطاوين:وسيلة لإمتصاص الضغط..وملء الفر ...
- كاتب صحفي تونسي يروي معاناته:شموخ..فوق زخات الوجع (الجزء الأ ...


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد المحسن - السياحة الصحراوية بالجنوب الشرقي التونسي:ثروة غير مستغلة في ظل غياب مقاربات شاملة للمشهد السياحي التونسي (تطاوين نموذجا)