أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث














المزيد.....

لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث


فارس إيغو

الحوار المتمدن-العدد: 6025 - 2018 / 10 / 16 - 15:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كيف ينجح الواعظ الديني في استمالة الجماهير ويفشل المثقف الحديث عن التأثير الا على نخبة النخبة وخاصة الخاصة ؟
يتكئ الواعظ الديني على المخيال الشعبي الديني الذي ما زال مشبعاً بأحاديث العصور الاسلامية الكلاسيكية، بالإضافة الى امتلاكه ماكينة البلاغة اللفظية المُفتنة للأسماع والتي تؤدي الى تحييد كل آليات العقل النقدي، زائد توفر الدعم المادي و فتح كل أبواب الاعلام والمنصات التي توفرها السلطة السياسية والمؤسسة الدينية، بينما تغلق الابواب أمام المفكرين النقديين أو تقنن لدرجة كبيرة.
لنأخذ مثال السيد طارق رمضان ــ ذو الشخصية المزدوجة الواعظ الديني لجمهور المسلمين والمفكر للجمهور والاعلام الاوروبي ــ حفيد مؤسس الاخوان المسلمين حسن البنا والسويسري الجنسية الذي يواجه حالياً تهماً في الاغتصاب و التحرش الجنسي في فرنسا، فقد فتحت له كل الابواب، حتى من قبل الحكومات الاوروبية والسلطات المحلية، حيث كان نجم التجمعات للجاليات الاسلامية في اوروبا في العقدين الأخيران، وكان يدعو في محاضراته الى العفة والطهرانية التي كان أول من إنتهكهما، ولقد كانت قصة مغامراته النسائية سراً شائعاً ومعروفاً للكثيرين، رغم ذلك استمر في القاء محاضراته الوعظية، وأدار العديد من المعاهد والندوات البحثية بدعم البترودولار القطري.
هل ستتغير هذه المعادلة، لصالح المثقف في العصر الإعلامي المعلوماتي؟
لا أظن أن الأمر سوف يميل بسرعة لصالح المثقف في عصر الثورات الإعلامية المعلوماتية، الأمر الإيجابي الوحيد هو أن الاعلام البديل على الشاشة الافتراضية يعطي صوتاً أكبر للمثقف التنويري للتعبير عن آراءه وبحرية أكبر من قبل، بعد أن كان مقصياً عن الاعلام المكتوب والمسموع في العصر ما قبل الرقمي الذي سيطرت فيه وسائل الاعلام الرسمية التي مارست كل أشكال الرقابة والمنع ضد الفكر التنويري؛ حالياً، مع انتشار الاعلام البديل على الشبكة النتية، يوجد فرصة أفضل للمثقف النقدي لتوصيل رسالته بعيداً عن الرقابة السلطوية والدينية، وإن كان ليس بعيداً عن المضايقات والملاحقات القانونية، وحتى القضائية والتعرض للاعتقال بسبب رأي أو فكرة تجرأ على التعبير عنها.
ما زلنا بعيدين عن العصر الذي يفقد فيه الفقيه السياسي سلطته على الجمهور لصالح المثقف التنويري، فتجربة الانتفاضات العربية التي اندلعت في العديد من البلدان العربية تشير الى استمرار هيمنة الفقيه على صناعة الذهنية العربية وتوجيهها الوجهة التقليدية، والتجربة السورية أثبتت أن القيادة الفكرية للجماعات المسلحة في غرب سورية لم تكن لشي غيفارا سوري، بل للشيخ السعودي الوهابي عبد الله المحيسني.
والعبرة الكبرى التي يجب استخلاصها من تجربة الربيع العربي، هو أن الشباب العربي الثائر، لم يتخلص بعد في بنيته الفكرية العميقة من تأثير خطاب الفقيه ومدونته القائمة على الحلال والحرام، لذلك لم يستطيعوا الموائمة بين تطلعاتهم الصادقة نحو نظام سياسي يحترم كرامة الانسان العربي وحريته، وقدرتهم على تجاوز دين الجماعة إلى ديانة الضمير الفردي (كما يقول المفكر التونسي محمد الحداد)، أو التدين الليبرالي الفردي. لقد أرادوا الحرية السياسية بغنى عن مفاهيمها المحايثة في الواقع الاجتماعي، فكان المترجم العملي عن هذه الفوضى الفكرية هي تيارات الاحيائية الإسلامية، أو العودة لنقطة الصفر، أي السلطوية الجديدة كما حدث في مصر.



#فارس_إيغو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لينين والعمل العلمي الذي أسسه ماركس
- ظاهرة الالحاد في العالم العربي بين التضخيم والتهويل
- اليسار الاوروبي وتحديات العولمة
- هل العلمانية إلحادية ؟
- المجتمع المدني في سورية بين المفهوم الإحيائي والمفهوم السياس ...
- الديمقراطية و التنمية
- المجتمع المدني في سورية و جدلية الشكل والمضمون


المزيد.....




- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فارس إيغو - لماذا ينجح الواعظ الديني حيث يفشل المثقف الحديث