أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مثنى راضي فرهود - الدين ينجب اطفالاً















المزيد.....

الدين ينجب اطفالاً


مثنى راضي فرهود
(Muthna Reda)


الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 12:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدين ينجب اطفالاُ
الدين هو العنوان الرابط الاهم في اغلب المجتمعات فالاديان وان اختلفت وتناقضت حد الصراع تبقى هي عنوان من عناوين الجمع الاجتماعي , فلم يحدث عبر التاريخ ان وجد مجتمعا لادينيا ,فالاديان عادة ماكانت تستهدف في خطابها الجموع لا الافراد ولا تعامل الفرد الا كجزء من مجموعته والشذوذ عن المجموع يعتبر لعب في النار”فمن شذ شذ الى النار" ممايؤدي الى تطور الولاء لدى الفرد وبمرور الوقت يصبح الارتباط الديني لايختلف كثيرا عن الارتباط العشائري ,والقصد هنا هو عدم البحث عن جدليات المقارنه والتاكيدات التي تبرر التفضيل الانتمائي فلا احد يكون بحاجة لتبرير اعتقادة بتفوق عرقه او بتفوق نسبه القبلي او الابوي وان حدثت فهي نادره حتى وان تظاهر البعض بالعكس فهو يعتقد بوجدانه بانه متفوق وهذا هو اساس الحرص على الحفاظ على المنجز الثقافي او الاجتماعي للوحدات الاجتماعية فدينه عادة يشكل بنيته الثقافية التي ينظر بها للاطر والانماط الفكريه المغايره ففي الغالب تكون النتيجه لصالح فهمه الديني الموروث ,لكن كيف تحافظ المجتمعات الدينيه على هيمنتها السكانيه عبر العصور ؟!
يبدو ان السر يكمن في النظرية البنائيه للوحدات الاجتماعيه المتدينه التي تقدم الكثير من التحفيزات لبقاء وتطوير الهيمنة الاجتماعيه للتدين !
حيث دائما ما تجد ان المجتمعات الدينيه اعطت اولوية للانجاب فاصبح الانجاب في كثير من الاديان واجب مقدس يساهم في الحفاظ على الدين ,ان هذا الواجب هو مخرج ذكي من مخرجات الاديان للحفاظ على هيمنتها فهذه الطريقه هي اكثر فعاليه للهيمنه من فعالية الحروب والفتوحات فالارض التي يتم فتحها في الغالب تفقد دينها بمجرد انحسار المد العسكري للمبشرين فالاندلس التي سيطر عليها المسلمون اكثر من قرن انحسر الاسلام فيها بمجرد اعلان هزيمتهم ! فتأثير الديني يرتبط ارتباط مباشر بالوعي الثقافي والاثني فمثلا الاسلام كان له تثير كبير على المجتمات المقاربه له ثقافيا بينما لايملك الكثير من التاثير على المجتمعات المباعده له ثقافيا ,كذلك الاديان ادركت هذا السر فقامت بعملية تغير ديموغرافي للاراضي المفتوحه حديثا فتم نقل الكثير من القبائل العربيه على سبيل المثال الى الاراضي المفتوحه حديثا لزرع بذور الايمان معها حيث السرعه في الانجاب والقدره على التكاثر باقل الموارد اعطى لهم فرصة السيطره على البلدان الجديده بسرعه فائقه وهذا ماحدث في المغرب وافريقيا .
ان الاسلام قبل ان يبدأ بعملية الفتوحات الكبرى كان لديه مخزون بشري جاهز ليتم زرعه في المستعمرات الحديثه فالخطاب الاسلامي ادرك منذ البدأ حجم الدور الذي يلعبه الانجاب في انتشار الاسلام فعبقرية الرسول "ص" وقيادته الفذه كانت مدركه لمايجب ان يكون عليه المستقبل فحث على استغلال عملية الانجاب فاباح تعدد الزوجات ورفض الزواج من النساء الغير قادرات على الانجاب فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني أصبتُ امرأةً ذات حسب وجمال، وإنها لا تلد، أفأتزوَّجها؟ قال: لا، ثم أتاه الثانية، فنهاه، ثم أتاه الثالثة فقال: ((تزوَّجوا الودود الولودَ؛ فإني مُكاثر بكم الأمم)).
وبالتالي اصبح هدف الزواج عند النبي هو التكاثر لاغير ,وربما سعيه المتكرر والزواج من اكثر من زوجه كان لنفس الهدف !
هذا والكثير من النصوص التي حددت صفات الزوجات اعطى فيها الرسول الافضليه للنساء الاتي ينجبن اكثر حيث قال « تخيّروا لنطفكم ، وانتخبوا المناكح ، وعليكم بذات الأوراك ، فإنَّهنَّ أنجب »
يضاف الى ذلك فان الاسلام ايضا اعطى مبررا غيبيا لعدم الخشيه من الفقر بسبب كثرة الاطفال فازال عقدة التفكير بالمستقبل وحملها على الغيب حيث اكدت الايات القرانيه على هذا الامر "وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ ۚ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا " ان بث الطمأنينه بخصوص الرزق يعطي دافعا نفسيا عظيما لنشاط الجنسي وبالتالي عدم التفكير بالمستقبل وشروره الامر الذي سيعطي الرجل دافعا اكبر نحو الزواج من نساء كثيرات دون التفكير بالمعيشه " إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ " ,فكيف يقلق بخصوص وعد الله وهناك الكثير من الايات التي تحيل قضية المعيشه لتقديرات العطاء الرباني لا مخرج من مخرجات التفكير والتخطيط والعمل !.
ليس الدين الاسلامي وحده الذي اعطي كل هذه الميزات للانجاب فان وعي القوة والسيطرة التي توفرها ميزة التكاثر ادركتها الاديان السماويه الاخرى فالعهد القديم ايضا يؤكد "أكثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض" (تكوين 9: 7).
هذا ويذكر ان الاركان الاخرى في بناء الوحدات الاجتماعيه ايضا تحث على الانجاب فان تقنين ممارسة الجنس بحدود الزواج ايضا كان دافع كبير نحو بناء الاسر وبالتالي نحو الانجاب وهذا ماتشترك به كل الاديان تقريبا ,كذلك منع وتحريم وسائل منع الحمل والاجهاض يساهم ايضا بزيادة السكان المتدينين بحكم الوراثه فالبوذيه والاسلام واليهوديه ..الخ من الاديان حرمة الاجهاض الابضرورات قصوى !
ان المجتمعات الدينيه عادة ما كانت تحارب الثروة وتحاول قدر الامكان توزيعها بين افراد المجتمع الواحد عن طريق الية التعامل مع الميراث او الصدقات وغيرها من المنافذ وبالتالي طغيان اقتصادات الكفاف بدلا من اقتصادات السوق مما ادى الى شيوع حالة الفقر بين المجتمعات المتدينه والمجتمعات الفقيره عادة تكون من اكثر المجتمعات سرعه في النمو السكاني لاسباب كثيره منها النزعه الدينيه للمجتمعات الفقيره وكذلك النظام الاسري وكذلك عدم التفكيربالمستقبل فالطفل لايكلف اهله في المجتمعات الفقيره الا رغيف فهم لايفكرون بمستقبله من حيث العمل او الدراسه ولايفكرون كذلك بتامين مستقبل للطفل اطلاقا .ان الوعي الديني الشعبي او التدين الشعبي ايضا له تاثيره في هذا المجال فهو دائما مايشجع الزواج والانجاب دون التفكير بالاوضاع المعيشيه "الجاهل يجي ويجي رزقه وياه " وبهذا نكون امام بنية ثقافية دينية تساهم الى حد كبير بزيادة السكان المتدين.واخيرا هناك دراسات بعلم النفس تشير ان الرجل المتدين يكون محط تفضيل لدى النساء فهو بنظرهن اكثر قدره على تحمل المسؤوليه واكثر التزاما بالاسره والعائله واكثر تضحيه .



#مثنى_راضي_فرهود (هاشتاغ)       Muthna_Reda#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -لهذا يجب ان نتفائل-
- عادل ,هكذا ستنجح !
- أبن الأقطاع الذي اصبح ماوياً.


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مثنى راضي فرهود - الدين ينجب اطفالاً