أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يس الضاحي - :صباح الورد،:صباح الدم.














المزيد.....

:صباح الورد،:صباح الدم.


يس الضاحي

الحوار المتمدن-العدد: 6022 - 2018 / 10 / 13 - 11:48
المحور: الادب والفن
    


:صباح الورد،
:صباح الدم.
8.10.018. 10:30AM
صباح الورد امجد ، اتصل بك منذ 7:15 صباحا لكنك لاترد ، قلق جدا عليك ،لا اعلم ماحصل لك بعد ان ركضت كغزال محظوظ قفز ناجيا من فك تمساح ، رايتك تبتعد بينما انشغلوا هم بي ، لم اسمع تنبيهك لي عندما قلت لي( اشرد ولك ذول جايين علينا..)، كان الهيدفون بأذني وكنت اسمع اغنية (عشق موت)، الموت تسرب حتى للعشق العراقي ،اي حياة واي بلد هذا ، لو سامع كلامك وطالعين للخارج ، لو ولو بس.. انا صعب اترك امي ، مسكينة المرض الخبيث متمكن منها واعتقد استمرارها بالحياة فقط لأجلي ، حبيبها ووحيدها في هذه الدنيا بعد والدي المرحوم،انت بخير رسول طمني عليك قبل لا افقد شحن الموبايل وينطفئ ، انتظر مكالمتك ضلعي.
…………
8.10.018. 11:40 AM
صباح الدم رسول ،صاحبي واخي وعضيدي اعذرني لم ارد عليك ، كنت مشغول ، او الاصح كانوا منشغلين بي ، كثر الله خيرهم ماقصروا اعطوني سرير بالطابق الأخير ، فندق مجاني، لاتحتاج اكل او شرب ، مبرد وانا بكل بحياتي الماضية لم استمتع بهكذا تبريد منعش تعرف بيوتنا البصرية بالصيف تصير حرائق يومية ، 55°ورطوبة عالية وبلا كهرباء ، هنا جنة .
وقريب على ساحة سعد ، دقائق مشي ، يشمل برنامجهم السياحي
سفرة مجانية للعتبات المقدسة، لكن بدون عودة ، اتمنى ماتكون زعلان لان تركتك ، نبهتك لكنك كنت مندمج مع الاغنيه ، انا هربت منهم ومسكوني بعد نصف دقيقة ، ماتسوى لوباقي ولم اهرب لكان افضل واحد يشجع الآخر على مواجهتهم .
…………
8.10.018. 14:30PM
امجد ،اذا انت بعدك حي اولا اريد منك تطمئن أمي ، قل لها انا بخير ، مسافر ايام معدوده وارجع ، اكذب عليها انك ودعتني بالمطار و انك تتصل بي فديويا بواسطة الماسنجر
، ارجوك اقنعها انا حي باي طريقة ، واشتري (لكط)للطيور لاتنسى ، هذه ارواح بذمتي وكذلك بذمتي التشيرت الاحمر الذي تلبسة الان ، حاول ترجعه ل (حمودي) صاحبنا ،انا اخذتة امانة وملزم باعادته ، لاتنسى ضلعي اذا بعدك حي طبعا!
8.10.018. 20:50PM
هههه، التشيرت صار منخل من الطلقات ،تذكر صباح هذا اليوم المثير ، اكلنا سمبوسة من محل (ابو عباس )، ومشينا الى ساحة (ام البروم) ، كانت وجوه الناس متعبة ودبقة من الرطوبة العالية ومعرقه من الحرارة والخوف من الموت المليشياوي المقدس، كلنا أضاحي مجانية لرب اتخيلة بلحية ويحمل كلاشنكوف ويتحدث الفارسية ويوزع خبز الموت على الجميع بصيغة (ثوابات)، اجتزنا البريد المركزي أعطيت شحاذ اخر (250دينار) بجيبي ودعا لي بطول العمر ، ههه دعوة مستجابة فعلا، حدثتني ونحن نعبر كراج المربد عن حلم غريب شاهدته ليلة البارحة ،
: تبادلنا تشيرتاتنا بالشارع ، انت لبست الاسود وانا الاحمر لكن ماكان عدنا رووس ولا اطراف ، بعدها شفت ناس تجمع وتسولف بينا ويصورون ملابسنا مثل المشاهير، ضحكت طبعا ،
: هذا لان تعرف بيه احب الملابس واحب عطرايف سان لوران ، وانت؟
: انا احب ريحة امي،هههه.
وصلنا قرب الجسر الاحمر ،او الموت الاحمر ، كل شيء بالبصرة احمر دموي ، الجسر ، الشط، الغضب، الشمس، التاس، الشرطة
التي تركتنا محاطين بثلاث سيارات وسبع قتلة ولم تتدخل ، لما يدفعون لهم إذا ؟ طشرو دماغك امامي عيني ، قفز الهدفون من اذنك لامتار بسبب الرصاصات التي ملأت رأسك وانا مصعوق ، غريزيا هربت ، لكن عيوني مشدودة عليك ، مذعور كارنب فاجئه قطيع فهود جائعه ، ابتعدت نصف دقيقة ، استدرت ونظرت اليك لاهثا فوقعت أرضا ، امسكوني ، سيل لكمات وانت تعرف( بوكس) واحد كافي علي، بعدما هرسوا جسدي تكرموا علي برصاصتين بالقلب وخمسة في الراس ،اسمعهم اصواتهم الى الان تكلموا علينا بسوء,شتائم بالشرف ، لم استطع ان ارد ، كان فمي ممتلئ باسناني المكسرة والمخاط والدم،
: صكوا ،، اخ الكحبة يريد يطفر ..بن ال...
القحبة اشرف منهم صديقي ، كن على ثقة هي لا تقتل ذبابة او تنظر دينيا لقتلها حتى.
8.10.018. 21:10PM
كيف أنحب عليك صاحبي ،كيف أنحب على نفسي وعيوني الآن ملقاة فوق الرصيف تشاهد المارة ولا يشاهدونها ، الا يكفي حزن (محرم) المستمر لنفجع بأنفسنا ، متى تجف مستنقعات الدم هذه ، متى ؟
اه، كم مؤلم وخز الرصاص الساخن في الرأس ، أشعر بصداع الان ، احتاج كوب شاي ثقيل لا توازن ، كيف امسك الكوب واصابعي مبتورة ومتناثرة في التراب هناك في ساحة الموت قرب مبنى (استثمار البصرة) ، عندما صوبوا على رأسي وضعت كفي على كلاشنكوفاتهم غريزيا لدرء فوهتها ،تطايرت اصابعي اولا وارتسم الأفق بعيني بالأحمر القاني ، بلون تيشيرتك صديقي ، سجل الصندوق الأسود في دماغي اخر امنيه لي، ان لا يمسكوك ويكتفون بي، سجلت شبكية عيني صورهم ، قد تنفع في التحقيقات الجنائية إذا كان هناك تحقيق اصلا، سيغلق ملفنا بكذبة حكومية ، تصفية عشائرية والسلام.
اين انت الان صديقي ، الGpsيقول انك قريب جدا ، مسافة امتار!
انين عالي ، من مكان ما ، ضحكات هلع من مكان اخر، يتعارفون بلا مصافحة، امراءه اسمها سعاد العلي ، شاب مساعد طبيب ، محامي ، طفل بعمر سنتين ، شباب من الاعتصامات ، نساء ريفيات والكثير الكثير من وارد الاخزاب والمليشيات ،
تجمعهم ثلاجات مبنى الطب العدلي التابع لمستشفى البصرة العام، يتواصلون بلغة مشفرة لا يعرفها الاحياء ، ليلا تهتز مقابض جرارات الجثث كانما يحاولوا الخروج في انتفاضة على الموت الذي اصبح استخقاق عاجل بالدفع، يسيل خيط دم على ستانلس ستيل أحد الجرارات ، جثة طازجة جاءت قبل دقائق ، وارد "مليشيات الله" المقدسة،
يعبق المكان برائحتهم وارواحهم ،تحفظ معلبات الجثث باحكام خوفا يخرجوا ليتحدثوا ويفضحون قذارة الحياة التي غادروها ، والتي نشتهيها حد موت الضمير فقط لنبقى .


يس الضاحي.






المصدر:
https://www.youtube.com/watch?v=sLgk3nMyr5Q&feature=share



#يس_الضاحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنس مثلج،بالشطة.
- مدرج الى سماء كون ما.
- اسود، ابيض، احمر
- عنصرية الحزن العراقي.
- تارة بنت فارس،يتبع..
- الرفيق (رمل)
- الرفيق (رمل).
- ازمة (الرمز ) العراقي
- ازمة (الرمز) العراقي.
- فيزياء التاريخ
- الجبل والسهل والساحل، حوارات حمه وسعد وخضير
- ملح الصمت،ضجيج الساحل
- حدث ذات حلم في (جذع النخلة)


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يس الضاحي - :صباح الورد،:صباح الدم.