أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف الغزاة














المزيد.....

أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف الغزاة


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 429 - 2003 / 3 / 19 - 02:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أرض السواد
           " برسم معشر الحربية و ضباع  السياسة الزاحفة خلف الغزاة "

                                                                    علاء اللامي

   لم يثر اسم بلد ما أثاره اسم العراق من خلاف وتعدد وتنوع في وجهات النظر قديما وحديثا . فلنلق نظرة على آراء الأقدمين المتنوعة لنعلم من " لسان العرب " وغيره من موسوعات اللغة والمعاجم أن العراق - بكسر العين - هو شاطئ الماء، وقد سمي العراق بذلك لأنه شاطئ دجلة . وقيل أيضا : سمي عراق لقربه من البحر ،وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عراقا .وهذه وجهة نظر ضعيفة ؛ إلا إذا أخذنا بكلمة البحر كتسمية للنهر كما يقول المصريون اليوم في لهجتهم المحكية، وثانيا فهي تفترض أن التسمية قادمة من الحجاز ولا يوجد مسوغ معقول لذلك . وقيل سمي العراق لأنه استكف أرض العرب أي أنه كفها وصار منتهاها ،وقيل سمي العراق لتواشج عروق الشجر والنخل . وقيل سمي به  تعريبا عن تسمية فارسية هي "إيران شهر" والتي تعني كثير النخل فعُرِبَ فقيل عراق . قال شاعر يدعى أبو زبيد :
 ما ينعي باحة العراقِ من الناسِ
                                 بجردٍ تغدو كمثلِ الأسود .
   أما ابن بري فيقول بأن اسم العراق جاء من فناء الدار وهو قول غامض ،وقال آخر هو من عراق المزادة ، و المزادة هي الجلدة التي تجعل على ملتقى الجلد إذا خرز في سفلها لأن العراق بين الريف والبر ،وهذا رأي لا يقل غموضا وضعفا عن سابقه ، ونحن نورده على سبيل الاطلاع ، أما الرأي الجدير بالانتباه والذي شكل لي مفاجأة كبرى فهو ذلك الذي أورده ابن منظور ويقول فيه حرفيا ( العراق معرب وأصله إيراق فعربته العرب فقالوا عراق )   هذا الرأي  يتاخم رأي علماء فقه  اللغة والصوتيات المعاصرين والذين يعتقدون بأن اسم العراق جاء من اسم مدينة عراقية قديمة هي أوروك السومرية الجنوبية التي مرت بأطوار من تبديل وتحريف ونحت فانقلبت الهمزة عينا واستحالت الواو ألفا وهكذا تحولت الى أوروك ،إيراك ، إيراق ،عوروق ، عوراق واستقرت أخيرا عراق . أقول إذن ،  ثمة لهذا التفسير الحديث مسوغ قوي نجده فيما رواه ابن منظور .
  ومن الأسماء الأخرى للعراق أرض السواد ويحلله علماء فقه اللغة بتحليل تواشج عروق الشجر والنخل القديم ذاته لقرب اللون الأخضر والقاتم منه خصوصا من الأسود .ويميل العراقيون المعاصرون من أدباء ونخبة مثقفة الى الجمع بين أحزان أهل العراق العريقة والمتأتية من الظلم والقهر وبين هذا الاسم الحزين .ومن أروع الأعمال الأدبية الروائية تحديدا تلك الرواية الفذة التي أصدرها الروائي العربي عبد الرحمن منيف قبل بضعة أعوام وتحمل الاسم ذاته " أرض السواد " وعبد الرحمن  حجازيُّ الأبِ عراقيُّ الأم  و يتقن اللهجة البغدادية الجميلة والتي يصفها بأنها ( لهجة مليئة بالكثافة والظلال ) إتقانا عجيبا وأكثر من كاتب هذه السطور  العراقي الجنوبي بل إنني توقفت مطولا عند عبارات عديدة من هذه اللهجة  التي كتب منيف الحوار بها  لأنني لم أفهم معناها على الرغم من أني أكملت دراستي الجامعية في بغداد ذاتها  ولكن لهجتي لم تتبغد  بشكل جيد كما يبدو .
  واختم بأسوأ تفسير لاسم العراق أورده كاتب عراقي معاصر أعد قبل بضعة أعوام  كتابا  جميلا ربما كان الأول من نوعه و يضم مئات الصور الفوتوغرافية  القديمة والحديثة عن العراق ، فقال معد الكتاب "الإلبوم" ما معناه أن اسم العراق معرب من كلمتين فارسيتين تعنيان  ( البلاد البعيدة ) وقد وصفت هذا التفسير بأسوأ التفاسير ليس لأنه يشير الى مطامع عنصرية فارسية معروفة في العراق وحسب  بل لأنه يحيل  مرجعية الاسم الى الجار الإيراني الذي أطلق اسما على بلاد يخيل للقارئ أنها دون اسم فوصفها بأنها( البلاد  البعيدة ) والسؤال الذي يجعل من هذا التفسير بائسا وعديم القيمة هو لماذا أطلق الفرس القدماء هذا الاسم  على العراق الذي يجاورهم وأقرب الى بلادهم من حبل الوريد ولم يطلقوه على الصين  البعيدة مثلا ؟
سؤال أخير لمعشر الحربية أي المؤيدين للحرب ضد العراق   : ترى هل سينطبق الاسم أرض السواد " على المسمى " العراق " بعد أن تقع الحرب ؟ أم أنه سينطبق أيضا على وجوه " معشر الحربية " فتقول الأجيال القادمة :
- وجوه السواد أيدت الحرب على أرض السواد !؟


جريدة "الزمان "  عدد  الثلاثاء 18/آذار / 2003



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة عراقية صفراء !
- حوار مع زميل صحافي كردي : في وجوب عدم التفريق بين الغزاة ووج ...
- هل للسجال أصول ؟ رد غير مباشر على حزب - حرب التحرير الأمريكي ...
- المثقفون العراقيون وفن القفز على الحرب العدوانية باتجاه - ال ...
- حول مزاعم واتهامات عبد الحسين الحسيني :لماذا لا يسبح البعض ب ...
- التكتيك الأمريكي الجديد : يصرخون -حاكم عسكري أمريكي- ليمرروا ...
- أحمد النعمان و الجمع بين الصلاة خلف علي والجلوس الى مائدة كن ...
- مسئولية النظام العراقي عن الكارثة المحدقة : الأوهام الاستبدا ...
- نداء السيد نصر الله للمصالحة الوطنية في العراق وغياب الأسئلة ...
- بائعو الخس حين ينقلبون الى السياسيين !!
- تعقيبا على مقالة الأخ عبد المنعم القطان : لا ثقة لنا بالنظام ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- حقائق وتفاصيل جديدة :التيار الوطني الديموقراطي وراهن المعارض ...
- الانحطاط المضموني لخطاب دعاة الحرب ضد العراق ! - لذكرى مؤسس ...
- مقالتان من ملف مجلة - الآداب - عن الحرب على العراق
- توضيح حول ما نشره أحد المواقع العراقية على الإنترنيت : محاو ...
- رفيق شرف وتخوم الكتابة الأخرى !
- مربد الموتى ومربد الأحياء !
- خرافة العنف الدموي العراقي في ضوء العلوم الحديثة . الجزء الع ...
- آخر معجزات المجلس الأعلى : أسقطنا خيار الحرب ونطالب باستخدام ...


المزيد.....




- جبريل في بلا قيود:الغرب تجاهل السودان بسبب تسيسه للوضع الإنس ...
- العلاقات بين إيران وإسرائيل: من -السر المعلن- في زمن الشاه إ ...
- إيرانيون يملأون شوارع طهران ويرددون -الموت لإسرائيل- بعد ساع ...
- شاهد: الإسرائيليون خائفون من نشوب حرب كبرى في المنطقة
- هل تلقيح السحب هو سبب فيضانات دبي؟ DW تتحقق
- الخارجية الروسية: انهيار الولايات المتحدة لم يعد أمرا مستحيل ...
- لأول مرة .. يريفان وباكو تتفقان على ترسيم الحدود في شمال شرق ...
- ستولتنبرغ: أوكرانيا تمتلك الحق بضرب أهداف خارج أراضيها
- فضائح متتالية في البرلمان البريطاني تهز ثقة الناخبين في المم ...
- قتيلان في اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم نور شمس في طولكرم ش ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - أرض السواد - برسم معشر الحربية و ضباع السياسة الزاحفة خلف الغزاة