أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - كيف كان يفكر السادات في يناير 1974 ؟














المزيد.....

كيف كان يفكر السادات في يناير 1974 ؟


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6020 - 2018 / 10 / 11 - 16:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأنا أقرأ كتاب الكاتب الراحل أحمد بهاء الدين (محاوراتي مع السادات) توقفت أمام هذه السطور الشديدة الدلالة والتي تلقي الضوء علي شخصية السادات وطريقة تفكيره في عام 1974 ، وفي هذه اللحظة التي أعقبت الإنتصار العسكري في (معركة أكتوبر العسكرية) والتي فتح بها السادات الطريق إلي عكس الإتجاه المتوقع تماماً لتكون سنة 1974 هي سنة الإعداد الفعلي للتحولات السياسية والمجتمعية الخطيرة التي ضربت مصر وألحقت بها ماألحقت من متغيرات وأزمات هيكلية مازلنا نعاني منها حتي اليوم

.. كل ما ارجوه من القراء الأعزاء هو القراءة الصبورة لكل جملة وردت في هذه السطور التي قررت أن أنقلها نصاً وحرفياً دون أي تعليق مني ..
يقول أحمد بهاء الدين :

" ورويت للسادات قصة الرحلة والمقابلة كاملة (الرحلة قام بهاء الدين إلي طهران ، والمقابلة كانت مع شاه إيران) .. ثم أخذ ينهال علي بالأسئلة التي تنطوي إجاباتها علي ثناء من نوع أو آخر علي شاه إيران من نوع : ولكن ألم تلاحظ أنه خارق الذكاء ؟ .. أو : ألم تجد ثقافته واسعة ؟ .. ألم تجد أن فكره الإستراتيجي شديد التفوق؟ ..
كان السادات يسألني بروح من الإعجاب الهائل عن شخص لم يكن يعرفه .. فهو لم يره إلا في مؤتمر في الرباط أيام عبد الناصر ، وتشاجرا ، وتبادلا الإهانات في جلسة واحدة عامة للمؤتمر وانتهي الأمر !

وبدأت أقول للسادات أنه ذكي وكفء بلاشك ، ولكن السؤال هو في أي شئ يستخدم ذكاءه ؟
فقد أدهشني أن أجد طهران عاصمة البترول في أحيائها الشعبية أفقر من القاهرة ! ومجاريها مازالت مفتوحة !
وقلت له أن طهران لأنها مرتفعة كانت في عز الشتاء تحت درجة الصفر ، وأرضها مغطاة بالثلوج ، ومنظر الحفاة بملابس مهلهلة علي الجليد كان أقسي علي نفسي من نفس المنظر لو رأيته في بلاد دافئة كمصر ، واعترفت له بأن الدعاية الغربية للشاه قد خدعتني ..

قاطعني السادات قائلاً في اقتناع نهائي :
ـ أتعرف أنني أعتقد منذ زمان أن مثلي الأعلي بين كل زعماء العالم الثالث هو شاه إيران ؟

وابديت دهشتي الشديدة بالطبع وتساءلت عن الأسباب فاستطرد السادات قائلاً :

زعماء عدم الإنحياز بتوعك الذين ملئوا الدنيا ضجيجاً منذ سنوات :
نهرو ، ونكروما ، وسوكارنو ، وحتي عبد الناصر ، وحتي تيتو اللي لسه عايش .. أين هم الآن ؟
راحوا فين ؟
: اللي مات ، واللي انهزم ، واللي راح في انقلاب ، واللي انكمش داخل حدوده ذي تيتو !
واحد بس من هذا الجيل وهذه المرحله كلها باق علي مقعده ، بكل سلطانه وهيلماناته ، والدنيا تسعي إليه ،
هوه شاه إيران .

وقبل أن التقط أنفاسي استطرد يقول في حماسة :
ـ والسبب بسيط .. كل هؤلاء تصوروا أن العالم قوتين عظميين هما روسيا وأمريكا ، حاولوا التعامل معهما علي قدم المساواة ، والحقيقه غير ذلك تماماً ، فهناك دولة عظمي واحده هي أمريكا ، وروسيا ليست حتي دولة عظمي ثانية ـ إنها تأتي بعد أمريكا بعشر أو بعشرين درجة ، وبعدها دول أوربا واليابان إلي آخره ..
، وقد كان شاه إيران هو الوحيد الذي أدرك هذه الحقيقة ، قام عمل إيه ؟
قعد علي حجر أمريكا ، ومسك في هدومها !
وأديك شايف :
كل اصحابك راحوا والشاه عملتلوا أمريكا اللي هوه عاوزه !
قامت ثوره وهرب إلي إيطاليا .. الأمريكيون جابوه ، ورجعوه ، وقعدوه علي العرش لحد دلوقت ..
علشان كده بقولك إني أعتقد إنه راجل خارق الذكاء ، وغير عادي "

إلي هنا انتهت تلك السطور التي كتبها أحمد بهاء الدين في كتابه (محاوراتي مع السادات )
وأتركها لكم لقراءتها والأهم قراءة مابينها ومابين عباراتها ومفرداتها من دلالات ..
ـــــــــــــــــــــــــ



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البنا وحارة السقايين
- اعداء محمد عثمان إسماعيل ورفاقه
- أخرة خدمة الغز
- فى حارة السقايين
- الظواهرى وحصاده المر
- أنظمة ومؤسسات داعمة ، ومصالح طبقية دافعة
- بيراميدز .. إسلوب حياة ..
- فى وداع إنسان وفنان جميل
- فيالق الوهابية الأم
- رئيس الجمهورية فى مواجهة من ؟؟؟
- تلميذ لمدرسة الديمقراطية الساداتية ذات الأنياب والأظافر
- يسيرون بالجميع في اتجاه الخطر !!!!
- مؤتمرات ، وحقائب ، وفنادق ، ثم لاشئ ..
- فعلتها حنين
- يوم الولس
- قناعات الماضي التي لم تبرح الحاضر
- دمشاو وغيرها ..
- فالق عظيم تحت السطح تكشفه شربة الماء
- تيار وحيد
- خطابنا الإعلامى وتشوهاته


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حمدى عبد العزيز - كيف كان يفكر السادات في يناير 1974 ؟