أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - من هو جمال خاشقجي؟















المزيد.....

من هو جمال خاشقجي؟


السيد شبل

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 14:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جمال خاشقجي هو صحفي سعودي يحمل أصولًا تركية، معبأ بأفكار الإخونجية وبالتالي مقرب من الدوحة وأنقرة، عاش طوال عمره مقربًا من منظومة الحكم السعودي، وكان يكتب في الحياة اللندنية المملوكة لأحد أمراء آل سعود، وهو "خالد بن سلطان آل سعود"، حتى سبتمبر 2017، كما كان في أواسط العقد الماضي، بالفترة ما بين 2004 وحتى 2007، ملازمًا لأحد أخطر أمراء آل سعود "تركي الفيصل"، وهو نجل الملك فيصل، وصاحب العلاقات المتينة مع "السي آي إيه"، ورئيس المخابرات السعودية بين عامي 1977–2001، حيث عمل "خاشقجي" مستشارًا إعلاميًا له عندما كان سفيرًا في لندن، ثم تبعه في واشنطن، وبعد مغادرة تركي الفيصل منصبه كسفير، تم تعيين "خاشقجي" رئيسًا لتحرير جريدة "الوطن" التي يملكها "خالد الفيصل"، وبقي بالمنصب حتى استقالته في 2010 بعد أن أزعجت الصحيفة الجماعة السلفية بالسعودية، ثم شغل منصب المدير العام لقناة "العرب" التي يمتلكها الوليد بن طلال، وتبث من البحرين، لكنها واجهت مشكلات إلى أن انتهى المشروع كليًا.

خلافه مع بيت الحكم السعودي، مرتبط بإخوانيّته وليس انطلاقًا من أي موقف مبدأي مضاد للأفكار الحاكمة للسعودية (الاعتماد السياسي والعسكري على واشنطن – توظيف الدين – التبعية الاقتصادية – الرجعية الاجتماعية)، ومرتبط أيضًا بالخلاف الأخير بين الرياض والدوحة، حيث يتصاعد وزن الأخيرة خليجيًا وإقليميًا، وتحاول وراثة دور السعودية كليًا سواء في الوكالة للمصالح الأمريكية أو في رعاية الإخونج، أي أن هناك مباراة بين الطرفين حول أي منهما سيكون "فيصل" القرن الـ 21، كما مرتبط أيضًا بانحياز الرياض للقاهرة ما بعد الإطاحة بحكم الإخونج.

خاشقجي لم يكن معارضًا بشكل جذري أو خطير للرياض كما تحاول فضائية "الجزيرة" القطرية إيهام متابعيها الآن، وصفحته على موقع التغريدات "تويتر" موجودة، وآخر منشوراته فيها عطف واضح على الرياض، وثناء على سياستها، وربما تمهيد للصلح. ولا يمكن الجزم بأي شيء بخصوصه حتى الآن سواء الاختفاء أو الموت أو الجهة التي تقف خلف اغتياله (في حال كان قد اغتيل فعلا!). هذا مع تثبيت حقيقة أن تصفية المعارضين نهج ليس بمستغرب بالنظر لتاريخ نظام الحكم السعودي، لكن تلك الحقيقة لا تعني أوتوماتيكيًا أنها الفاعل.

برنامج عمل خاشقجي السياسي كان يتمحور حول شيء أساسي في السنوات الأخيرة، وهو أن يلعب دور الجسر في العلاقة بين السعودية وتركيا، ويحفّز الرياض دومًا على الارتماء في أحضان أنقرة (الناتاويّة – الإخونجيّة)، فيتأسس بهذا تحالف يكون قادر على تهشيم سورية، وعلى تحدي إيران (التي كانت مستهدفة من خاشقجي على الدوام). وهذا التحالف لم يكن يثير غضب خصوم السعودية فقط، بل حلفاءها أيضًا (كالإمارات).

سيرة خاشقجي تقول أنه ذهب في الثمانينيات لأفغانستان، وانضم لمسيرة الجهاد الأمريكي ضد النظام الأفغاني وداعميه السوفيت، وكان مقربًا من عبد الله عزام، وتم السفر تحت عين وبصر أجهزة الأمن السعودية، كما كان نشطًا في ملف البوسنة بداية من 1992، وهو الملف الثاني الذي تبنته "السي أي إيه" بغرض إتمام تفكيك يوغوسلافيا، وحشدت لصالحه العناصر السلفية والإخونجية، وقد أيّد خاشقجي تدخل الناتو لقصف الجيش الاتحادي اليوغوسلافي/الصربي في 1995 (على خلفية نزاع البوسنة)، وفي 1999 (على خلفية نزاع كوسوفو). كما قام ضمن مهام صحفية بتغطية الأحداث في أفغانستان والجزائر والكويت والسودان من عام 1991 حتى عام 1999.

مواقفه في السبع سنوات الماضية على الصعيد العربي تتسق مع إخوانيته، ومع سيرته:

- فهو مؤيد بقوة لتدمير ليبيا في 2011 بيد القوى السلفية الجهادية، وطائرات حلف الناتو، واعتبر، بحسب حواره على قناة العربية، أن تدخل الأوروبيين والأمريكين ليس غرضه نهب ثروات ليبيا وتدمير الدولة الوطنية والمؤسسات الحديثة، ولكن غرضه إنساني يتمثل في "إنقاذ الشعب الليبي من الإبادة"!!، وحرّض لإنهاء حكم معمر القذافي بالطريقة التي حصلت، ولم يتردد في توجيه التحية للقاعدي/ عبد الحكيم بلحاج عندما دخل طرابلس في أغسطس 2011، وبقي داعمًا لإخونج ليبيا وقاعدييها حتى اليوم، ولهذا كان شرسًا للغاية في معارضة التدخل المصري في ليبيا، والذي هو أفضل ما قام به نظام ما بعد 30 يونيو في مصر، وهو المسار الذي تم كبحه وتعطيله رضوخًا لرأي السعودية والدول الغربية.

- يعتبر من أشد داعمي المؤامرة على سورية، ولم يفوّت شهر تقريبا منذ 2011، دون أن يغرّد أو يحرر مقالًا، داعمًا للعصابات السلفية الجهادية التي تقاتل الجيش العربي السوري، واعتبر أن الحرب ضد النظام السوري مقدمة على الحرب ضد "داعش"، وعندما قطع هذا التنظيم السلفي الجهادي رؤوس ضباط وجنود سوريين اعتبر الأمر وحشي لكن له ما يبرره تكتيكيًا، وأن قادة التنظيم يعرفون ما يفعلون!!، وعندما تصاعد الغضب الشعبي العربي من ممارسات "داعش" روّج لأن هذا التنظيم السلفي ليس سوي أداة إيرانية- سورية!!. و"خاشقجي" معروف بكونه مساند بشكل قوي لـ "جيش الإسلام"، وحركة "أحرار الشام"، كما من أكبر المدافعين عن التدخل التركي الناتاوي في سورية، سواء في ملف تمرير المقاتلين وتسليحهم، أو في مسألة قضم الأراضي العربية وضمها لتركيا.
كذلك لم يتردد في تأييد دونالد ترامب عندما قصف سورية، بل ودعا للتصعيد، وحثّ ترامب على أن يكرر ما فعله بيل كلينتون في يوغوسلافيا بـ 1995، وأن يستمر القصف حتى إجبار النظام السوري على الرضوخ!!، وفي إبريل 2018 هتف على تويتر قائلًا: (( كلنا ترامب ))، بسبب تطاول الرئيس الأمريكي على النظام السوري، وتلويحه بالعقاب. وكان همّ خاشقجي، كما سبق وأوضحنا، تأسيس تحالف سعودي قطري تركي ضد سورية.
وقد عالج خاشقجي قضية سورية كثيرًا من منظور طائفي، وله مقال بعنوان "دافع عن السُنّة.. ولا تبال"، وجاء المقال في إطار الحملة الإعلامية التي انطلقت لمنع استرداد حلب لحضن الدولة السورية، وإن كان قد حجّم "خاشقجي" من انجراره كثيرًا إلى هذه الزاوية الطائفية، نظرًا لأن الإخوان يحاولون إظهار أنفسهم أقل سلفية وأكثر حداثة وانفتاحًا من الوهابية، كما تجمعهم علاقات مباشرة مع المؤسسات الغربية العلمانية.

- أيّد جمال خاشقجي بقوة العدوان السعودي على اليمن في ربيع 2015، وبشّر بعاصفة حزم قريبة ضد سورية، كما تلك التي انطلقت ضد اليمن، واعتبر أحداث 21 سبتمبر 2014 (تاريح دخول تحالف "صالح – الحوثي" إلى صنعاء) بمثابة انتكاسة، وذلك بسبب أنها كسحت حزب الإصلاح الإخونجي من السلطة. ونهج خاشقجي هنا، هو ذات نهج توكل كرمان كما سائر الإخونج كما فضائية الجزيرة (التي تولت مسؤولية شيطنة تحالف "21 سبتمبر" إعلاميًا)، ولم ينقلب خاشقجي على التدخل في اليمن، إلا مؤخرًا بعد انسحاب قطر من العدوان، وبسبب تصاعد دور الإمارات التي تعارض أن تصبّ العمليات في اليمن لصالح حزب الإصلاح الإخونجي، وعلى أية حال فقد تحقق المخطط الأمريكي في اليمن، وهو الحيلولة دون توحيدها في 2014/2015، وتدميرها كجمهورية، وتعميم الانقسام فيها، وإنتاج مناخ حرب وتوتر دائمين.

- في العراق لعب جمال خاشقجي دورًا نشيطًا وملحوظًا في تجميل وجه تنظيم "داعش"، من زاوية أنه لو مضر، فهو ضرر أخف من ضرر، عازفًا على وتر "المظلومية الطائفية"، وساهم بقوة في مجهودات شيطنة الحشد الشعبي العراقي أثناء التصدي لداعش بـ 2014 - 2015 - 2016، وانضم للميليشيات الإعلامية التي سعت لتلطيخ سمعته من المدخل الطائفي/المذهبيـ والحقيقة أن أي شيطنة لهذه المجموعات أو عرقلة لجهودها، كانت تعني أوتوماتيكيًا تمدد داعش، وعودة الاحتلال الأمريكي الصريح للعراق، هذا بصرف النظر عن أي نقد يمكن توجيهه بسياقات أخرى للحشد.

- موقفه من مصر مساند للإخونج بكل قوة، وعارض إزاحتهم عن السلطة، وهاجم مظاهرات 30 يونيو 2013، وهلل للموقف الأمريكي السلبي منها أو المؤيد سابقًا لبقاء محمد مرسي، ويبرز "خاشقجي" بفعالية في ملف سيناء، حيث يهاجم "عنف" قوات الأمن والجيش هناك في تغريدة، ثم في التغريدة التالية يتهكم على قوات الأمن ويسخر من ضعفها في حال وقوع عملية إرهابية (وهذه وصفة إخونجية يتبعها كل أنصار الجماعة على مدار الخمسة أعوام الماضية). ومن المؤكد السياق الفكري العام لخاشقجي سيتضاد مع الزعيم جمال عبد الناصر، وما يمثله، فهو ينتهز أي فرصة للهجوم عليه، كما يصف نهجه الاقتصادي المستقل والمنحاز للكادحين، بالشمولي، ويسخر من القطاع العام والتأميمات، ويقرّ بميل الإخونج لاقتصاد السوق (الاقتصاد التابع للمنتجات الغربية)، وهذا كان بنظره سبب كافي لعدم تأييده تقارب الإخونج مع حمدين صباحي في 2012.

- بخصوص لبنان، فقد حرّض "خاشقجي" بكل قوة ضد المقاومة العربية "حزب الله"، واشتبك في كل حملات تلويث صورته، واتهمه بأنه قوة احتلال، ودعا السعودية لتحجيم قوة الحزب في لبنان!!.

وهذا غيض من فيض..



#السيد_شبل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وكالة ناسا الأمريكية: خلفيتها، وجرائم (دوايت آيزنهاور) الرئي ...
- محاولة اغتيال مادورو: الإمبريالية الأمريكية مستمرة في عدوانه ...
- منتدى أمريكا والعالم الإسلامي: بوابة للاختراق، وحلقة وصل لتع ...
- -السلفية الجهادية- بليبيا.. والدعم البريطاني
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع الرئيسة الكرواتية
- المصالح السياسية خلف حملات تلميع كرواتيا ورئيستها
- من شينجيانغ إلى إدلب.. كيف اجتمع العرب والصينيون بمعركة واحد ...
- جيش تحرير كوسوفو، ما هو ؟
- جون فوستر دالاس.. وتوظيف -الدين- لخدمة مصالح واشنطن
- تفكيك الدولة المصرية.. بيد النظام ؟
- عن اقتصاد القوات المسلحة: عارضوا النظام حتى لا يبيع ما تبقى. ...
- مهاتير والصين (2)
- مهاتير.. والصين (1)
- بيريزوفسكي.. ذلك الملعون
- مصر.. وتسويق النماذج الخطأ (كوريا الجنوبية وسنغافورة..)
- استهداف نيكاراجوا - أورتيجا: عصابات كونترا أمريكية جديدة ؟
- الدعم الأمريكي لتايوان ومناكفة الصين
- مؤامرة على فنزويلا.. وليس شيئًا آخر
- -مفهوم الحريّة- يتبع مصالح البيت الأبيض!
- شينجيانغ مخلب القط الأمريكي لإزعاج الصين: تمويلات غربية وحمل ...


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - السيد شبل - من هو جمال خاشقجي؟