أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - على تخوم مربع الإغتيال السياسي في تونس














المزيد.....

على تخوم مربع الإغتيال السياسي في تونس


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 6019 - 2018 / 10 / 10 - 09:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأن ما وقع لم يقع أو تم تـناسيه، أو بالأحرى بلغ مسح حدث الفعل الواقعي لمفهوم القوة المتخيل في الاغتيال و الإرهاب و ما حكمه سير الواقع الفعلي من جعل الاغتيال السياسي الواقعي نسفا لفكرة القوة المتوهمة، و انقيادا الى ما آلت اليه الوقائع من تبديد مشروع الاستبداد الاسلاموي بالسلطة..
تـقع حركة النهضة و الجبهة الشعبية على طرفي النقيض، و يبدو الصراع بينهما محددا لوجود أحدهما بالآخر و بالتالي في انتـفاء أحدهما انتـفاء للآخر..
تـقـف العائلة الدستورية التجمعية الندائية ماسكة بعصى السلطة..
العائلة الديمقراطية الواسعة مفتـقدة للكتلة و الوحدة و الرموز. حتى باستمرار وجود الرمز القيادي الابرز سابقا، السيد "احمد نجيب الشابي"، فانه لا يزال العمل من الاطراف جميعا على استبعاده بشكل او بآخر برغم كونه الخيمة التي كانت تضم الجميع ايام الدكتاتورية البوليسية النوفمبرية، بدعوى انحرافه او عدم استيعابه للمرحلة الآنية ما بعد جانفي 2011.
هناك تخبط سياسي عام في تونس، و من بين أهم أسبابه هو التـناقض الصارخ بين ثورة الحرية و التعبيرات السياسوية عنها، و خاصة بين الثورة و الفعل الخارجي عنها و المضيع لها و ابرز الفاعلين في ذلك هو حركة النهضة الاسلاموية..
متى تـتم القـفـزة المباشرة نحو منطق المحاسبة للجميع؟ و هل ذاك ممكن؟
مع ذلك هل يتم بصورة فعلية نزع أوهام القوة المتبادلة بصورها المختلفة في الفعل الداخلي التونسي؟..
يبدو أغلب الفاعلين السياسيـين أقـزاما أمام ثورة أسقطت دكتاتورا من أعتى الانظمة البوليسية في العالم، و امتدت بسرعة فائـقة عبر المساحة العربية و لازالت لتسقط أوتادا عاتية من الاستبداد، و أمطرت سحب الثورة على أوربا بل سافرت الى إسرائيل بل انها بلغت شوارع "نيويورك" في الولايات المتحدة، فقد أيقظت فيهم الثورة التونسية مطلب الحرية..اكتـشفوا فجأة انهم ليسوا بأحرار و طبعا عبر الطبقات الواقعية المختلفة و لكنها المتوحدة في الجوهر الاستعبادي..
و الصراعات السياسية التي تخلفت بالثورة و المتمحورة اساسا حول واقعة دخول حركة النهضة الاسلاموية في المشهد لتـشده الى الوراء و تكبحه عبر تـشريده في المسافات التائهة، كانت و لازالت ضرورية بحكم الواقع التونسي و العربي و الاسلامي و التدخلات الاجنبية.
و لكن.. و بحكم ان التونسي دوما يعتـقد ان له القدرة الخارقة على التجاوز بفضل الاحتكام الى العقل..
هل من الممكن الوقوف عند لحظة المحاسبة الشاملة من حيث الافعال و من حيث الافكار و الاتجاه الى البعد الانساني للثورة كثورة في الوعي و الواقع التونسي و العربي و العالمي؟؟..
اي..اي حرية نريد و كيف؟ اي تنمية؟ اية صورة مستـقبلية نبنيها و نناضل ككل لأجلها؟ هل يمكننا ان نتوحد باختلافاتـنا و صراعاتـنا الجزئية بعد المكاشفة العلنية و المراجعة الشاملة للجميع؟
من هناك. هل من الممكن الاضطلاع بمهمة بناء برنامج سياسي موحد يزحزح العالم عن حتمية الدمار، و بالتالي يصل فعل الثورة بأزمة العالم و المتمثلة اساسا في الرأسمالية و واقع و عقلية الربح التي تهدد الحياة برمتها في الارض و تهدد الجميع بالإفناء؟..
على هذا الأساس يتم بناء فكر و برنامج سياسي عام نتوحد فيه جميعا، و ترتـفع فيه الحياة السياسية الى القوة الحقيقية و هي القوة المناضلة من اجل خير الإنسانية..
و مما يعنيه ذلك هو التوحيد باللاه كتعبير عن التحرر من اي سلطة مادية او بشرية من جهة و اتحاد بجوهر الهوية التاريخية من جهة ثانية، و استـنهاض لعمق الثورة العربية على الاستبداد للعصابات المختلفة التي تستعبد الإنسان سواء بين التلال و السواحل و الصحاري، او بين الابراج المعانقة للسماء تريد نطحها باستعباد الانسان بالمال و مسخ إنسانيته.
بهذا تتحدد عمق الوحدة الديمقراطية الاشتراكية ذات الروحية العقلانية المتجاوزة لأجل الحرية الفعلية للإنسان بما انه روح من الله..
فأي ثورة تلتهم نفسها و تتحول الى حكومات مستجدية لبيوتات المال العالمية؟
اي ثورة تـتضاعف فيها أعـداد السيارات و الفقراء في نفس الوقت؟
اي ثورة لا تهاجم العالم بنكوصه و عدم صلاحيته للاستمرار على نهج الافقار و التهديد للمناخ و الحياة؟
اي ثورة لا تبدع وجهة اخرى لحياة الانسان؟
اي ثورة لا تـفتح عالما جديدا من الرؤى الاقتصادية و الواقعية؟
هل نريد ان نبني قوة مصنعة تساهم في اغتيال الحياة على الارض ام نريد بناء قوة الكفاف و التحفيز على حياة جماعية روحية صميمية تحقق سعادة الانسان؟
من هنا تأتي الاجابة العميقة و الكلية لما تريده الثورة بكل شهدائها بمن فيهم شهداء الاغتيال السياسي..و لكن حياة العقل تتطلب شجاعة خارقة هي شجاعة المتعلق بالحق بما هو حق...
يا للأطماع الصغيرة لصغار النفوس التي تغتال الشهداء الف مرة و تغتال الاحلام و الحياة..لا تـقل لي ان الرب معبود في هذا الظاهر.. أصنام المال و أوهام القوة هي المعبودة..



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سر اللطم الكربلائي
- الزمان المضيء و عتمة الحاضر
- هل الاسلام دين حرية؟
- أنا و أنت ( 6 )
- أنا و أنت ( 5 )
- أنا و أنت (4)
- أنا و أنت ( 3 )
- أنا و أنت (2)
- أنا و أنت ( 1 )
- المعلم - البلوزة -
- في تعقل المتاهة السياسية
- الواقعون في الفخ
- بين الله و ال
- مشهد عراقي زمن الحصار
- فيما يمكن أن يفيدنا الاستقلال؟
- بورقيبة بين التأليه و الشيطنة
- في درب الديمقراطية
- الإحتباس الحراري الإنساني
- المؤمن و الثوري
- يوم غضب الصحفيين التونسيين


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هيثم بن محمد شطورو - على تخوم مربع الإغتيال السياسي في تونس