أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلية والأقليمية والدولية















المزيد.....



عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلية والأقليمية والدولية


خالد يونس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 429 - 2003 / 3 / 19 - 02:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


         

 
 تعيش تركيا حياة خاصة غريبة عن الأنظمة التي تحكم المنطقة، مما يجعلها تتردد بين العلمانية الإستبدادية والإسلاموية العلمانية والإنتماء الشرق أوسطي الأوربية، وأوربا الشرق أوسطية، والديمقراطية الشكلية وحكم العسكر  الفعلي. الهوية الثقافية غير واضحة، والضعف الثقافي يجعلها تخشى من ظلها، وتخشى من التطورات التي تحدث في المنطقة بغض النظرعن إيجابيات هذه التطورات أو سلبياتها، وعدم قدرتها بالتعامل معها دبلوماسيا وحضاريا.
   تتعرض تركيا بفعل هذه التركيبة المعقدة إلى ضغوطات متناقضة من عدة جهات أهمها الولايات المتحدة الأمريكية بالسماح لحوالى 62 ألف جندي أمريكي مع معداتهم بالإنتشار في أراضيها لفتح الجبهة الشمالة بضرب العراق مقابل إمتيازات إقتصادية وسياسية وأمنية. كما تتعرض لضغط فرنسي ألماني برفض الطلب الأمريكي وإتخاذ موقف رفض الحرب وتأييد جبهة إعطاء فرصة أطول للمفتشين الدوليين، وإغراء تركيا بمساعدتها بالإنضمام إلى الإتحاد الأوربي وتخفيض ديونها. كما تتعرض تركيا لضغط عراقي ومنحها النفط مقابل رفض قرار الحرب، بينما تجد تركيا نفسها قلقة إزاء طموحات الكرد بإحتمال تشكيل دولة كردية وتأثيرها على الشعب الكردي في تركيا. وفي الداخل يواجه النظام التركي معارضة شعبية قوية بعدم الدخول في الحرب. كل هذه السيناريوهات تختلط مع التردد الثقافي السياسي التركي، وصعوبة إتخاذ قرار حاسم، والتحول من قبول هذا القرار ورفض الآخر، والتراجع عن الموقف المتخذ إلى موقف آخر. والدول الجارة والأقليمية والأوربية وأمريكا والدول الأخرى تفهم بجلاء هذا التردد السياسي التركي تحت مظلة ضعف الهوية الثقافية الإجتماعية. وفي كل الأحوال فإن المال والإمتيازات الإقتصادية قد تتحكم الموقف بالتفاعل مع التردد الثقافي والخوف من الوعي المتنامي لدى القوميات الأخرى كالكرد والأرمن والآشوريين في تركيا، إضافة إلى الخوف من الفكر الديمقراطي وإحتمال تكوين عراق ديمقراطي يثبت بأن الديمقراطية التركية الحالية بحاجة إلى تطور بشكل تصبح ممارسة ديمقراطية بالمفهوم الحضاري بضرورة الإعتراف بحقوق الشعوب الأخرى المتواجدة في حدود تركيا المصطنعة اليوم. ناهيك عن خوف تركيا من التجربة الديمقراطية الكردستانية في كردستان العراق, وإحتمال تقسيم العراق، وتغيير خارطة المنطقة بشكل تؤثر على الدولة التركية ذات التركيبة المتعددة القوميات, وذات الثقافات المتناقضة والمعادية لبعضها البعض بحكم إنعدام الاسس الأساسية للديمقراطية والتي تتطلب الإعتراف بحقوق الشعوب والأقليات القومية وحقوق الإنسان. مؤكدا للشعب التركي نفسه، بأن الديمقراطية لا تعني مجرد إجراء إنتخابات برلمانية، والتصويت في البرلمان في الوقت الذي يتمسك العسكر بمقاليد السلطة، وأن مسرحية التصويت ليست إلا صورة مشوهة للديمقراطية.
   هناك في الحقيقة والواقع إشكاليات عديدة في الهوية الثقافية التركية وتركيب الدولة التركية المعقدة والتي تتضمن مجموعة كبيرة من التناقضات التي تحكمها، مما تجعلها معرضة للإنهيار أما العواصف التي تجتاحها في العصر الحديث، وهذا ما يجعل تركيا تخشى من الجميع، وتخاف من الذات مثلما تخاف من الآخر. ومن الصعوبة تحديد جميع هذه التناقضات لكن يمكن حصر أهمها في ثلاثة خطوط رئيسية:

الخط الأول: على الصعيد الداخلي

هناك سوء فهم الديمقراطية، والخوف من ممارسة الديمقراطية، وتحريم جميع الشرائح القومية الغير تركية من ممارسة أبسط حقوقها كالتعليم بلغتها أو إستعمال ثقافتها وعاداتها وأعيادها الشعبية، والتعبير عن إرادتها. فالكرد والأرمن والآشوريون وغيرهم محرومون من أبسط حقوقهم الإنسانية، إلى درجة لا تعترف القوانين التركية بوجودهم، بل تعتبرهم أتراك. ومن هنا فقد أفرغت القوانين التركية، الممارسة الديمقراطية من مضمانيها الأساسية، مما جعلها معرضة للنقد والرفض من قبل الدول الأخرى بما فيها الإتحاد الأوربي، ومطالبتها بإحترام حقوق الإنسان.
   من جانب آخر يجد المراقب بأن السلطة الحقيقية بيد العسكر، أو ما يسمى بمجلس الأمن القومي الذي يقود الجيش والبيت التركي، في حين أن البرلمان والأحزاب السياسية هي واجهات تتحرك في إطار دائرة مرسومة لها من قبل مجلس الأمن القومي. وإذا ما خرجت تلك القوى من دائرتها فأن العسكر يتولون السلطة من خلال إنقلاب عسكري وهذا ما حدث مرات عديدة في تاريخ تركيا المعاصرة.
  المشكلات الأثنية الداخلية عديدة وخاصة مقاومة الكرد وحركتهم المسلحة ضد النظام التركي من أجل حقوقهم القومية، إضافة الى المقاومة الأرمنية ذات الطابع الأقل عنفا، ولكن ذات طابع سياسي قوي ومناهض للنظام التركي، في حين نجد المعارضة الآشورية منظمة بعيدة عن العنف، ولكن قوية في الخارج.
   إزاء هذه التناقضات الداخلية يعيش المواطن في تركيا من ترك وكرد وأرمن وأشور وسريان حالة إقتصادية مزرية. فتركيا اليوم إحدى أكثر دول العالم فقرا، وتصنف ضمن الدول التي لها أكبرعجز في الميزانية، والعملة التركية منهارة ولا تصرف في الأسواق العالمية بشكل مضمون لعدم الإعتماد عليها. كما أنها تعتمد بشكل رئيسي على المساعدات الأمريكية والإسرائلية. ويخشى الإتحاد الأوربي قبولها كعضو بسبب إحتمال غزو العمال الترك لأراضيها بحثا عن العمل، وبسبب إمكانية إنهيار المنظومة الديمقراطية الليبرالية الغربية للإتحاد الأوربي فيما إذا دخلت تركيا هذه المنظومة بهذه الحال.
 
على الصعيد الأقليمي
تشعر تركيا بأنها تنتمي إلى أوربا بحكم موقعها حيث يقع جزء صغير منها ضمن الخارطة الأوربية، في حين أنها من الناحية الثقافية بعيدة كل البعد عن الحضارة الأوربية. فتركيا لم تترك ورائها آثار أية حضارة حتى عندما كانت الأمبراطورية العثمانية تحكم أجزاء من أوربا مثل أسبانيا والنمسا إضافة إلى الشرق الأوسط والعالم العربي كله. وتقع تركيا جغرافيا ضمن خارطة الشرق الأوسط أيضا لكنها لاتنتمي إلى ثقافة المنطقة بشكل منسق رغم أنها كانت قائدة للأمبراطورية العثمانية المسلمة. لكن الولايات العثمانية المسلمة من عرب وكرد، والولايات الغير مسلمة من أسبانيا والنمسا وغيرها قاومت الأمبراطورية العثمانية وطالبت بالتحرير والحرية. وهنا تكمن الحقيقة التي مفادها أن الولايات المسلمة رفضت حكم الترك العثمانيين ثقافيا وسياسيا ودينيا، بسبب الإختلافات في الطبيعة السيكولوجية والمعلوماتية والممارسات التي لم تكن تلائم العقليات الغير تركية حتى لقبت الأمبراطورية العثمانية بالرجل المريض مثلما يلقب اليوم تركيا بالرجل الغريب. أي أن طبائع الشعب التركي غريبة في ممارساتها إلى درجة ترفض دول الشرق الأوسط إعتبارها دولة شرق أوسطية، مثلما لا تتقبل الدول الأوربية إعتبارها دولة أوربية.
   لجأت تركيا مؤخرا إلى إسرائيل وعقدت معها إتفاقيات عسكرية وأمنية، كما أن يهود الدونمة لهم دور كبير وفعال في النظام التركي. وتجري تركيا مناورات عسكرية مشتركة مع القوات الإسرائيلية، كما أنها نسقت جهودها مع الموساد الإسرائيلي بخطف عبد الله أوج آلان زعيم حزب العمال الكردستاني المعارض لتركيا، والعمل بالقضاء على الحركة التحررية الكردية.
   وترفض تركيا وحدة قبرص، وتتدخل في الشؤون القبرصية بحجة الدفاع عن الأقلية التركمانية هناك. وهي ترفض اليوم الفيدرالية لعراق المستقبل وترفض وجود اقليم كردستان العراق في إطار عراق ديمقراطي تعددي برلماني فدرالي موحد. وتريد التدخل في شؤون العراق بحجة الدفاع عن التركمان، والعمل بتجريد الكرد من سلاحهم مقابل تسليح التركمان وجر المنطقة لحرب أهلية لاتخدم العراقيين بكل طوائفهم وقومياتهم، كما لا تخدم تركيا نفسها. كما تعمل للقضاء على التجربة الديمقراطية الكردستانية، وحجب الديمقراطية عن الشعب العراقي كله. والسؤال الذي يتبادر إلى ذهن كل إنسان هو: أين كان النظام التركي حين قال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز أثناء زيارته لتركيا، بعدم وجود تركمان في العراق؟ كيف يمكن للنظام التركي الدفاع عن حقوق التركمان في الدول الأخرى في الوقت الذي يشعر التركمان في قبرص مثلا بما لهم من إمتيازات أكثر مما للترك في تركيا؟ وكيف يمكن للنظام التركي أن تدافع عن تركمان العراق في الوقت الذي يطالب الشعب العراقي بعربه وكرده وتركمانه وأشورييه وكلدانه بعراق ديمقراطي يكون للتركمان حقوقهم كما للعرب والكرد وغيرهم من الأقليات المذكورة؟ وتحت أية ذريعة تتدخل تركيا في شؤون العراق وكردستان العراق بالذات، في الوقت الذي يطالب أغلب الأحزاب التركمانية في كردستان بعدم تدخل تركيا، وهذه الاحزاب تتضامن مع قوى المعارضة العراقية بكل فصائلها وقومياتها لبناء عراق ديمقراطي؟ بل الأهم من كل ذلك، كيف تبرر تركيا تدخلها لحماية تركمان العراق وهي تضطهد جميع القوميات والاقليات القومية الاخرى في تركيا وتحرمها من أبسط حقوقها، وتحكمها بالعلاقات الإستعمارية الداخلية؟
    لماذا تخاف تركيا من حق الشعب الكردي في كردستان العراق؟ هل بسبب وجود الشعب الكردي في كردستان المركزية؟ أليست الحقيقة هي الخوف من الهيمنة الثقافية للشعوب الأخرى على الضعف الثقافي التركي؟ فإعتراف تركيا بحقوق الكرد والأرمن والآشوريين وغيرهم في تركيا ودول الجوار تقوي ثقافات هذه الشعوب أكثر فأكثر، وتسير تركيا على خطى الأمبراطورية العثمانية المنهارة إذا ما عجزت عن مواكبة الحضارة.
    الحل لا يكمن بممارسة سياسة التطهير القومي والإضطهاد والظلم والقتل، إنما يكمن بضرورة تحديد الهوية الثقافية التركية، والتعامل مع الثقافات الأخرى في المنطقة والتفاعل معها، على أساس الإعتراف المتبادل والمساواة، وتأسيس دولة تركية ديمقراطية تعددية فدرالية تعم فيها الشعوب التركية والكردية والأرمنية والآشورية كأخوة. وإلى جانب دولة عراقية تتمتع بنفس الصفات الحضارية وعلى أساس حسن الجوار وبناء السلام والإستقرار في المنطقة، حيث التقدم والإزدهار بدلا من الملاحقة والعداء والخوف من الذات ومن الآخر.
 
على الصعيد الدولي
تركيا تتردد  بين الأوربية والشرق أوسطية جغرافيا وثقافيا، في الوقت الذي تبتعد تركيا أكثر فأكثر عن القطبين الأوربي والشرق أوسطي حضاريا. كما تتردد بين العلمانية الإستبدادية والإسلاموية الحزبية العلمانوية. فمن الناحية النظرية تعتبر تركيا دولة ديمقراطية علمانية، تنوي الإنتماء للإتحاد الأوربي الديمقراطي الليبرالي العلماني، في حين أنها من الناحية البراكماتية تعتبر دولة ديمقراطية صورية لا تعترف بالأسس الأساسية للديمقراطية وهي حقوق الإنسان وحقوق الشعوب في الحرية وخاصة حقوق الأقليات، كما أن علمانيتها ليست علمانية متنورة مبنية على القواعد الأساسية للديمقراطية الليبرالية، إنما هي علمانية إستبدلدية قائمة على القهر وسلب حقوق الآخرين ليس داخل تركيا فحسب بل حتى خارجها.
  ومن ناحية أخرى تعتبر تركيا دولة مسلمة وعضو في المؤتمر الإسلامي، في حين أن الحكم التركي علمانوي إستبدادي، وتركيا هي الدولة المسلمة الوحيدة عضو في حلف الناتو، كما أنها الدولة المسلمة الوحيدة أيضا في الحلف العسكري التركي الإسرائيلي الأمريكي.
   ومن ناحية ثالثة نجد بأن الأحزاب الإسلاموية التركية، كحزب الفضيلة بزعامة أربكان، والذي تحول إلى حزب العدالة والتنمية, هي الأحزاب الإسلاموية الوحيدة التي تتعامل مع إسرائيل إستراتيجيا. فتركيا في عهد أربكان وقعت مع إسرائيل على إتفاقيات عسكرية وتجارية أكثر مما فعلتها الأحزاب العلمانية. وتركيا في عهد عبد الله غول وأوردغان تتعامل مباشرة مع المشروع الأمريكي الإسرائيلي ضد قرارات المؤتمر الإسلامي المنعقد في الدوحة في أوائل شهر آذار من هذا العام.
 
المسرحية التركية في منع الحرب على العراق
الجولة الفاشلة التي قام بها رئيس وزراء تركيا غول لبعض الدول العربية وخاصة مصر وسوريا والأردن والسعودية  تحت تغطية منع ضربة أمريكية للعراق، تعتبر مسرحية فاشلة. أراد غول أن يناور العرب بدعوة وزراء خارجية مصر والسعودية وسوريا والأردن ولبنان وإيران للإجتماع في تركيا بحجة التعاون من أجل مخرج للأزمة العراقية. وغول يفهم بأن الأنظمة العربية والشعب العراقي بالأساس يريد تنحية صدام من السلطة بأساليب سلمية، وتحقيق الديمقراطية في العراق، والأمان لجول الجوار. ولم يكن هدف تركيا تحقيق ذلك، إنما كان الهدف فهم المواقف العربية بشكل أكثر وضوحا، من أجل إتخاذ الخطوة المناسبة لها. وأراد غول أن يظهر للعرب سذاجتهم، في حين أنه أظهر مدى سوء فهم العقلية التركية للسماحة العربية، والكرم العربي، والإنسانية العربية في الإعتماد على حسن نية دولة مسلمة. وبدى للدول العربية طريقة التفكير التركي، حين تعاملت مع الأحداث، من أجل تسخير أراضيها للتدخل الأمريكي بضرب العراق، مقابل ستة مليار دولار، ونهب نفط العراق، والحصول على حصة منها، والتفكير الساذج بالمشاركة في حكم العراق والتدخل في شؤونه، وضرب الشعب الكردي والعمل على نزع أسلحته. وكلها مطالب أبعد ما تكون لدولة كتركيا، تفتقد لأبسط مقومات الإستقرار السياسي والإقتصادي والثقافي والإجتماعي.
   اللعبة الثانية كانت تصويت البرلمان التركي على مشروع الحكومة التركية بالسماح للقوات الأمريكية بإستخدام الأراضي التركية. ظهر التصويت في اللعبة البرلمانية التي لا تمتلك في الواقع أية سلطة، بعدم الحصول على الأغلبية. ولكن من الناحية العملية، قرر مجلس الأمن القومي التركي والعسكر مع الحكومة الإسلاموية بتجميد نتيجة التصويت، ودخلت القوات الأمريكة الجبهة الشمالية العراقية عبر تركيا. بل أن الأنكى من ذلك، مساهمة النظام التركي في المشروع المقرر بدخول القوات التركية أيضا الأراضي العراقية. في هذا الوقت قررت حكومة أقليم كردستان العراق وبالتعاون مع المعارضة العراقية برفض دخول الجيش التركي في كردستان والجبهة الشمالية، وأنه من الممكن حصول إصطدامات بين الكرد والمعارضة العراقية من جهة، والقوات التركية من جهة أخرى. وقد صرح الزعيم الوطني الكردستاني الرئيس مسعود البارزاني بأن الشعب الكردي سيقاوم الإحتلال التركي، وأن خطورة النظام التركي ومعاداتها لحرية الشعب العراقي لا تقل عن خطورة النظام الصدامي العراقي. ويبدو أن الوعي الإجتماعي لدى الكرد قد تبلور إلى درجة لا يمكن للكرد أن يخضعوا للاساليب التي إتبعتها تركيا بذر الرماد في الأعين من خلال فتح حدودها بعبور المواد الغذائية لهم. فتركيا كانت تستفيد تجاريا من ذلك، من خلال بيع منتجاتها للكرد والحصول على العملة الصعبة، كما كانت تأخذ نصيب الأسد من مساعدات المنظمات الإنسانية الدولية التي كانت تصل الكرد عبر البوابة التركية.
    خشية الشعب الكردي من التدخل التركي لها ما يبررها، فتركيا لا تنوي تحرير العراق إنما إذلالها وإحتلالها وخاصة منطقة كردستان العراق، إضافة إلى عداء النظام التركي للشعب الكردي تاريخيا وعدوانية العقلية التركية في التعامل مع الأحداث التي قد تؤدي إلى إجهاض المكاسب الديمقراطية التي حققها الشعب الكردي بالتعاون مع العرب والتركمان والآشوريين المساهمين في التجربة الديمقراطية الحالية. حتى أن المهاجرين الكرد الذين هربوا من ظلم نظام صدام حسين عام 1991، بعد ضرب الإنتفاضة المباركة بدعم من النظام التركي، والمتواجدين في مخيمات اللاجئين في أراضي كردستان تركيا التي تحكمها الترك، كانوا يتعرضون لأبشع أنواع الإضطهاد والقهر، منافيا بذلك كل الاعراف الدولية.
    تركيا التي تدعي بأنها ديمقراطية، تريد أن تحجب الديمقراطية عن الشعب العراقي من عرب وكرد وتركمان وآشوريين وكلدان وغيرهم. والسؤال الذي يتبادر للذهن هو هل أن الشعوب المتواجدة في تركيا أحرار حتى تريد تركيا تحرير الآخرين؟ طبعا لا. الكل يعرف، حتى الجهلاء في السياسات الأقليمية والدولية بأن النظام التركي لا تعترف أصلا بالقوميات المتواجدة في تركيا. تركيا تريد إحتلال أجزاء من العراق، وتريد أن يكون هناك عسكري تركي في الدائرة السياسية التي قد تحكم عراق ما بعد صدام. وفي هذا إتفقت المعارضة العراقية برفض التدخل التركي حتى وإن كان تحت القيادة الأمريكية، وذلك لعجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية، وسيكولوجية العسكرية التركية التي تحكم تركيا وشعب تركيا البائس، وتجريده من أية هوية حتى يعجز في أن يكون له وعي بالتاريخ. فالنظام التركي يخاف من حرية الكرد، ويخاف من حرية الترك والأرمن، وقد أثبت التاريخ بأن العسكر كان مستعدا دائما للإنقلابات العسكرية على السياسيين الذين يحاولون تجاوز الحدود المرسومة لهم.
      
قراءة التاريخ واللاوعي بالتاريخ
لا شك أن تركيا تقرأ التاريخ بإمعان، لكن الإشكالية تكمن في اللاوعي بالتاريخ. فالنظام التركي لا يعي ما حل بشاه إيران عندما إستيقظ الوعي الإجتماعي لدى الشعوب الإيرانية في ثورتها، فتخلت عنها الولايات المتحدة، رغم وجود أربعين ألف جندي أمريكي في إيران. ومعروف مقولة بريجنسكي مستشار الرئيس الامريكي الأسبق كارتر حين قال بضرورة تبديل العسكر برجال الدين. ووجدت الولايات المتحدة من مصلحتها بالتخلي عن الشاه عام 1979 مثلما تخلت عن القضية الكردية لصالح إيران عام 1975. وولى الشاه المقبور، وسيندحر كل الذين يعادون حرية الشعوب، فلا يمكن لأية قوة بشرية معاداة حق الشعوب، حين تجد هذه الشعوب ضرورة التعاون مع الأحداث والأطراف الدولية لتحقيق الذات بالنضال الحضاري البعيد عن الإرهاب.
   على النظام التركي أن تأخذ العبرة من يوغسلافيا المنهارة، والتي تحولت إلى دول مستقلة، رغم المساندة الكبيرة التي كانت تحظى من روسيا الإتحادية. وتمكنت الشعوب المتواجدة ضمن يوغسلافيا والتي كانت تحكمها
العلاقات الإستعمارية من تحرير ذاتها وأرضها.
   وعلى النظام التركي أن تأخذ العبرة من صديقه نظام صدام حسين الذي مارس الظلم والإضطهاد بحق الشعب العراقي واستخدم السلاح الكيماوي بحق الكرد في كردستان, وبحق العرب الشيعة في الجنوب، لكن إرادة الشعوب أقوى من الدولار ياسادة. فقد تأخذ الدولار اليوم كما كان يأخذه شاه إيران وصدام بالأمس.
   على تركيا الحديثة أن تفكر بالأمبراطورية العثمانية التي كانت تُحكَم من قبل الترك، والتي كانت أكثر تقدما نسبيا من تركيا اليوم، ولُقبت بالرجل المريض وانهارت أمام ضربات الأحرار من الشعوب الأخرى.
   على النظام التركي أن يعي بالتاريخ، ولا يحجب الحرية عن الشعوب المتواجدة في تركيا الحديثة، ويبني الحضارة حتى تدخل تركيا البيت الأوربي الحر. فكل عاقل يدرك بجلاء بأنه لا يمكن تحقيق العضوية في الإتحاد الأوربي بدون ديمقراطية وحرية لكل الشعوب والأقوام التي تعيش في الدولة العضوة. كما أن الإتحاد الأوربي لا يقبل بدولة تكون جيرانها عامل شغب وإضطرابات، وأنه لا يمكن حل مثل هذه الأزمات إلا بالحرية والديمقراطية.
    إنني شخصيا أعتقد بأن حصول تركيا على عضوية الإتحاد الأوربي سيكون إنتصارا للكرد والقوميات المقهورة الأخرى، لأن عشرين مليون كردي في كردستان المركزية التي تحكمها تركيا سيجدون أنفسهم ضمن الإتحاد الأوربي مما يجعلهم يتوجهون إلى المحكمة الأوربية ليشكوا من الإضطهاد. كما أنهم سيضعون الإتحاد الأوربي أمام الأمر الواقع بضرورة حصولهم عل حقوقهم وحريتهم طبقا للقوانين المرعية للإتحاد الأوربي، حيث تجد تركيا نفسها ملزمة بتطبيقها. فهل يمكن للنظام التركي أن يقرأ التاريخ عن وعي، أو أن قراءة التاريخ بدون وعي ستجعل من تركيا معرضة لمهب الريح حين يأتي دورها؟ وربما كان مقولة أربكان، رئيس الوزراء التركي الاسبق صائبا حين قال بان تركيا ستقع ضمن مسلسل خارطة الشرق الأوسط الجديدة، وستكون معرضة للضرب والخسارة. فمن سيبكي على تركيا يومئذ في وضع يجد الشعب التركي والشعب الكردي والشعب الارمني والشعب الآشوري في وضع تحكمها العلاقات الإستعمارية؟
   حين لا تكون لتركيا هوية ثقافية بحكم قهر الشعوب الأخرى في تركيا وإعتبارهم أتراكا وهم ليسوا بأتراك، ستجعل من تركيا أسيرة الثقافات المشتتة. وإذا ما إعتبرنا الثقافة وعاء الأمة وجوهر الحضارة، فإننا نفهم بوضوح الأسباب التي تكمن وراء عجز تركيا في بناء أية حضارة منذ أن تبوأ عثمان بك الحكم بعد الهجرة الطورانية قبل بضعة مئات من السنين إلى بلاد الاناضول، وأسسوا الأمبراطورية العثمانية بأسم الإسلام، بالسيف والقتل، ومن ضمنها إحتلال كردستان في حربها مع الأمبراطورية الفارسية في معركة جالديران عام 1514. فحتى ذلك الحين كانت كردستان الشمالية والجنوبية والغربية والتي تقع اليوم ضمن الحدود المصطنعة لتركيا والعراق وسوريا موحدة مع الجزء الشرقي ضمن الأمبراطورية الفارسية. لكن هزيمة جيوش الشاه إسماعيل الصفوي أدت إلى تلك النكسة التي قسمت كردستان. وقد وجد العالم شرقا وغربا نفسه في مواجهة ممارسات الأمبراطورية العثمانية عندما تعاونت تركيا العثمانية مع ألمانيا ضد دول الحلفاء وخاصة بريطانيا وفرنسا وروسيا، والتي قادت إلى إتفاقية سايكس بيكو بتقسيم الشرق الأوسط بين فرنسا وبريطانيا العظمى ، وكذلك تقسيم كردستان العثانية بين تركيا والعراق وسوريا، وبقاء كردستان إيران ضمن حدودها. وبعد ذلك جاء كمال أتاتورك وأسس تركيا الحديثة، وألغى معاهدة سيفر الدولية لعام 1920 والتي إعترفت  بحق الشعب الكردي في كردستان العثمانية في الإستقلال، وجاء بإتفاقية لوزان عام 1923 والتي إعترفت بحقوق بسيطة للكرد ولكن هي الأخرى سُلبت من الشعب الكردي. وأصبح الحكم علمانيا إستبداديا، واعتبر أتاتورك القرآن "الكتاب الأسود" ومنع إستعمال الحروف العربية لأنها كانت حروف القرآن، وبدلها بحروف لاتينية.
  
إسرائيل تحكم العالم لذاتها وتركيا تعجز في حكم نفسها
يتصرف النظام التركي كيفما يريد بشكل يجعل تركيا أكثر إنعزالا. ويبدو أن تركيا تريد أن تقوم بممارسات من منطلق القوة كإسرائيل، لكن تركيا تقع في الهاوية في ممارساتها الإستبدادية، كما أن إسرائيل واقعة في مستنقع العدوان. فإسرائيل بحكم قوتها الإقتصادية الكبيرة في حكم إقتصاديات العالم، وتنظيمها السياسي والمخابراتي وقوى الضغط الموزعة بشكل منظم في الدول صاحبة القرار تعطيها القوة الكافية لإختيار رؤساء دول، والتأثير على الأحداث العالمية، ومناهضة قرارات الأمم المتحدة، ودورها المأثر على السياسات الأمريكية، ومع ذلك فإنها عاجزة في توفير السلام لشعبها لعدم قدرتها في الإعتراف بحرية الآخرين. فإسرائيل ليست صديقة لأحد سوى مصالحها.  وحلف تركيا العسكسري مع إسرائيل هو في خدمة إسرائيل وليس في خدمة تركيا. وتركيا تعجز في حكم نفسها ولذلك لا يمكن مقارنة تركيا بإسرائيل في التأثير على الأحداث على المدى البعيد. وقد تربح تركيا معركة معينة لكنها تخسر الحرب في النهاية.
 
الديماجوجية التركية تكشف أوراقها
النظام التركي يمارس سياسة الديماجوجية لخداع العالم. فالجاهل يعتقد بأن الناس كلهم جهلاء، كما قال شاعر المعرة أبو العلاء:
إني رأيت الجهل بالناس فاشيا     فتجاهلت حتى قيل أني جاهل
من المضحك، وشر البلية ما يضحك، أن تدعي تركيا بأن تشكيل دولة كردية في كردستان العراق ستكون إسرائيل ثانية في المنطقة. فالقيادات الكردية في كردستان العراق لم تطالب بدولة كردية إنما بعراق ديمقراطي تعددي فدرالي برلماني، كما أن تركيا نفسها في حلف مع إسرائيل عسكريا، وبوجب هذا الحلف تجد تركيا نفسها ملزمة في مساندة إسرائيل. وعليه فإن إستخدام لغة الخداع في غير محلها، رغم أن المجتمعات الشرق أوسطية لا تجدها غريبة حين تصدر من المسؤولين الترك. فحزب غول الديني العلماني قد منح الولايات المتحدة حق إستخدام الأراضي التركية في حربها على الشعب العراقي، رغم رفض البرلمان التركي بدخول تركيا الحرب. فالقوات الأمريكية دخلت الأراضي التركية، والممارسات اليومية وعدسات الصحفيين تلتقط الحقائق التي تؤكد ديماجوجية النظام التركي في خداع شعبه والشعوب المجاورة. كما أن إنتقادات رئيس البرلمان التركي ضد تفريغ السفن الأمريكية من معداتها الحربية في ميناء الأسكندرون وتوجهها صوب قواعدها العسكرية المتمركزة أصلا في تركيا تدخل ضمن سياسة تشويه الحقائق. فالعقلية العسكرية تحكمها يهود الدونمة بأثواب تركية ، والبرلمان التركي لعبة جميلة في مسرحية "الديمقراطية" الإستبدادية على الطريقة التركية.
   وفي كل ذلك يتساءل المرء مَن يهدد الأمن العربي؟ الشعب الكردي المغلوب على أمره، والشعب العراقي الفقير المشرد المعرض للقهر والجوع في ظل الحصالر الدولي، وممارسات صدام حسين الظالمة أم تركيا الحليفة لإسرائيل؟ هل قوات المعارضة العراقية من عرب وكرد وأقليات تنوي إحتلال الأراضي التركية أو القوات التركية هي التي تطالب بالأراضي العراقية وتنوي إحتلالها.
   مَن يريد إحتلال أراضي الغير الترك أم الكرد؟ ومن يعمل على تفريغ القضية الفلسطينية والقضية العراقية، الترك أم العراقيين؟ مَن يستخدم الأسلحة الفتاكة ضد الشعوب المقهورة على أمرها في بلدها ياعالم؟ الجواب واضح وهو أن القابض على السلطة هو الذي يملك القوة في إضطهاد الآخرين، وأن مقاومة المحتلين أمر مشروع ومقدس، فالحرية جزء من قيم الإنسان وشخصيته، ولا يمكن أن تكتمل إنسانية الإنسان في ظل العبودية.
 
 الثقافة وعاء الأمة والحرية جزء من قيم الإنسان
 لايمكن لأي شعب من الشعوب أن يدعي بالحرية حين يضطهد شعبا آخر. فالأحرار لايخافون من الحرية، والحرية لا تُكتسب إلا بالعلم والمعرفة والنضال. وعلى تركيا أن تحدد هويتها الثقافية دون فرض ثقافة غريبة على غير الترك في تركيا ودول الجوار. فالثقافة جوهر حضارة كل شعب وأمة، ولذلك لابد من الإعتراف بثقافة جميع الشعوب حتى تحترم الشعوب الأخرى ثقافات بعضهم البعض.
   الحرية للجميع، والشعب العراقي مصمم على تنحية صدام حسين ودائرته المستبدة أو عزله وملاحقته، لكنه يفضل تحقيق ذلك بتجنب الحرب إن أمكن. والشعب العراقي الذي عانى الكثير من القهر والحرمان مصمم في تحقيق الحرية والإستقلال، وعدم الإفراط بشبر واحد من أرضه. فلا كركوك ونينوى للترك، ولا العراق لأمريكا، ولا العبودية للشعب العراقي، ولا تبديل حاكم دكتاتور بحاكم آخر. كلنا أحرار، ولا نريد أن نعتدي على أحد ونرفض قطعا الإعتداء من أحد. هذا شعب العراق بكل قومياته وأقلياته، حرا أبيا في عراق الغد، عراق ديمقراطي تعددي برلماني فدرالي. فمثلما نريد الحرية لنا كعراقيين، فإننا نريدها للآخرين بلا إستثناء على أساس العدالة والمساواة.
إذا الشعب يوما أراد الحياة    فلا بد أن يستجيب القدر
هذا هو تيار التاريخ الذي يسير إلى أمام، ولا يمكن أن يسير بإتجاه حلزوني إذا توفرت الإرادة الحرة في الحرية.
 
باحث وكاتب صحفي عراقي مقيم في السويد

 نشر في إيلاف الأربعاء 12 مارس 2003  20:45

 



#خالد_يونس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خالد يونس خالد - عجز تركيا في تحديد هويتها الثقافية في أنظمة العلاقات الداخلية والأقليمية والدولية