أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سندس القيسي - في وداع لندن














المزيد.....

في وداع لندن


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6018 - 2018 / 10 / 9 - 14:57
المحور: كتابات ساخرة
    


في وداع لندن

هنا في لندن أودع حياتي وأراها تذوي أمامي. شيئًا فشيئًا بدأت الأشياء بالتلاشي. قريبًا سأترك هذا البيت. سأودع أصدقائي على مهل وسأرحل عن قريب في غضون شهرين، تؤرقني إجراءات الرحيل وموسم الهجرة إلى الوطن وكلي أمل بأن أعود واكمل ما تبقى لي من عمر فيه.
لكن شكوكًا بدأت تراودني حينما أجمع أصدقائي وتراهنوا على عودتي إلى لندن مجددًا، كما حصل مع بعضهم. أنا لا أخفي أني أحرق الأخضر واليابس لكي لا أعود، لأنه بتصوري حياة العائلة والدفء الشرقي سيعوضانني عن لندن. بطبيعة الحال، بدأت أفتقد لندن وهل لندن تنسى؟ إن هذا الإنتقال من لندن إلى عمان لهو موجع. أمشي في شوارع لندن وأركب قطاراتها تحت الأنفاق وفوقها. أسمع موسيقى وأغاني الفنانين المهمشين. استمتع بمتنزهاتها وأحظى بعروض سفرٍ رخيصة أتاحت لي جوب بلادٍ في هذا العالم. لا مزيد من كل هذا ولا مزيد من الإسترخاء للتفكر في أمور الدنيا بطريقة تخص هذا المكان. لقد أخذني وقت طويل لاتخاذ القرار منذ عام 2006 ولغاية الآن. وجاء حظي مع brexit الذي صاحبه هبوط في أسعار العقار وتداعي في العملة البريطانية. لهذا كان من الأفضل أن يأتي رحيلي عن لندن في وقتٍ مبكر ولهذه الأسباب. لكنه جاء في أسوأ الأوقات وفي أحلك الظروف.
أنا أتفهم لماذا يراهن أصدقائي على عودتي إلى لندن وأنا لم أخرج منها بعد. فأول ما يتبادر إلى ذهنهم العقلية واختلافها ما بين بلداننا ولندن. وثانيًا النظام الموجود بمعنى the system فبريطانيا فيها قانون ونظام ونحن ليس عندنا ذلك. ورابعًا القذارة الموجودة في كل مكان مع أننا أمة تؤمن بأن النظافة من الإيمان. وخامسًا تعاملات الناس فيما بينهم. كل هذا يعني أني بحاجة لإعادة تأقلم.
انا متوجسة قليلاً من رحيلي إلى عمان إذ أني لا أعرف كيف ستتشكل حياتي فيها وهل سأجد مبتغاي. في الحقيقة، أنا عائدة لأني أخترت شكل موتي بين أناسي وأحبائي بعد أن سمعت عن الجثث التي تتعفن داخل الشقق بعد أن يموت أصحابها وحيدين في هذا العالم، وبعد أن فكرت في أين أريد أن أدفن على هذه الأرض. فبرأيي المتواضع ليس المهم فقط كيف يحيا الإنسان بل أيضًا كيف يموت، فإذا كانت بريطانيا تهيئة واستعداد لكي أؤمن حياتي، فإني أتمنى أن يكون الأردن كذلك أيضًا بقدر ما سيكون تهيئة واستعداد لموتٍ طبيعي في بيئة طبيعية. وأكون بذلك قد هربت من حقيقة مرة وبشعة ألا وهي الوحدة القاتلة والكآبة التي أعيشها مع كثيرين في بريطانيا والتي لا بد أن نحاربها يومًا بيوم. وذات يوم علمت بالصدفة أن جاري مات وحيدًا ومن قبله جارتي. هذه كلها جعلتني أفكر بالموت، هذا عدا عن أن الوحدة فيها شيء من الموت. ألهذا قالوا أن الوحدة عبادة؟ ووحدتي التي أقصدها هنا هي
كوني بدون عائلة في لندن. وحين ترحل أمي، التي هي أكبر سبب لرجوعي إلى الأردن، سأصبح وحيدة إلى الأبد.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- باي باي لندن
- القمة التركية الروسية الإيرانية الثالثة
- تركيا وإيران : الأخوة الأضداد
- معناش شحدتونا: هكذا رد الأردنيون على فرض الضرائب غير المبرر
- أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور
- هل الإسلام ستر وغطاء على المرأة والمجتمع فعلاً؟
- أنا لست حرة
- المسلمون مسيرون ومخيرون في آن
- الثورة الفلسطينية العظمى
- العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات
- لعنة الله على الفيس بوك وأخواته وإخواته
- هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر


المزيد.....




- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر
- صورة الممثل الأميركي ويل سميث في المغرب.. ما حقيقتها؟
- بوتين: من يتحدث عن إلغاء الثقافة الروسية هم فقط عديمو الذكاء ...
- -كنوز هوليوود-.. بيع باب فيلم -تايتانيك- المثير للجدل بمبلغ ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سندس القيسي - في وداع لندن