أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الرئيس يستثمر في الإنسان في مؤتمر شرم الشيخ














المزيد.....

الرئيس يستثمر في الإنسان في مؤتمر شرم الشيخ


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6017 - 2018 / 10 / 8 - 04:23
المحور: حقوق الانسان
    


إذا أردتَ أن تحكم على مستوى تحضُّر مجتمع ما، انظرْ رأسًا إلى منظومة التعليم في ذلك المجتمع. من حيث آلية التدريس، تأهيل المعلّم، تجهيز المدارس، طبيعية المناهج، وأسلوب ترقّي الطلاب من فصل دراسي إلى آخر. ثم مستوى الطالب الأخلاقي والثقافي والأكاديمي والنفسي والصحي، ومدى تطوره بعد كل فصل دراسي. أما إن أردتَ أن تُدقّق حكمَك على ذلك المجتمع، فعليك النظر إلى حال ذوي الاحتياجات الخاصة من الأطفال والنشء، على اختلاف ذلك الطيف الواسع المُتشعِّب. تأملْ حجم الرعاية المُقدّمة لهم من مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني، منذ ميلادهم، ثم تطوّر تلك الرعاية طبيًّا ونفسيًّا وفكريًّا وتوعويًّا، يومًا بعد يوم مع تقدّم أعمارهم حتى الوصول إلى سن الدراسة، ثم نوعية التعليم المقدّم لهم في المدارس، وهل يُعزلون عن المجتمع، أم ينخرطون في نسيجه، حتى يكون بوسعهم أن يشيدوا ذلك المجتمع مع أشقائهم الطبيعيين، يدًا بيد.
ولو علمنا أن بمصر الطيبة ما يربو على الاثني عشر مليون شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، وفق ما أعلنت الإحصاءات الرسمية؟! فذلك يعني أن هناك اثني عشر مليون أسرة تحتاج إلى دعم للنهوض بأبنائها لتعليمهم والارتقاء بقدراتهم حتى يصبحوا تروسًا فعّالة في عجلات تطوّر الوطن، بدلا من أن يتحوّلوا مع الوقت إلى عبء ثقيل ينوء كاهلُ أيّ مجتمع عن حمله.
لكل ما سبق، فإن النهوض بمنظومة التعليم في مصر، والاهتمام بأبنائنا "الاستثنائيين"، كما أسميهم، كان بالحقّ حُلمًا شخصيًّا لي، لإيماني بأن ارتقاء مصر لن يبدأ إلا بارتقاء منظومتها التعليمية. ولهذا كانت سعادتي فائقة حين بدأت أرى أن خطواتٍ جادة للتطوير تجري في حقل التعليم. وتُوجّت تلك السعادة بذلك الحفل الثري الذي حضرته قبل يومين في مدينة شرم الشيخ، حيث، من أرض مصر، تنطلق مبادرة عملاقة لدمج طلاب التعليم الخاص مع التعليم العادي حتى تنهدم جُدُر الشرانق التي يكوّنها حول نفسه الطفلُ الاستثنائي، لكي يعزلَ نفسَه عن المجتمع الذي قد يرفضه إن كان مجتمعًا جاهلاً، وكذلك حتى تنهدم الصورةُ المُتحفّظةُ المستريبةُ التي يكوّنها الطفلُ الطبيعي عن شقيقه الاستثنائي من ذوي الاحتياجات والقدرات الخاصة، فيذوب كلاهما في الآخر ويتعاونان على صنع الحياة. يفعلُ الغرب المتقدم ذلك في المدارس؛ بأن يكون لكل طفل "استثنائي"، رفيقٌ دائم اسمه: "مدرّس الظل" أو Shadow Teacher، وظيفته مساعدة الطفل على التعامل مع المجتمع، وتوعية المجتمع للتعامل مع ذلك الطفل.
من داخل قاعة المؤتمرات بشرم الشيخ، أول أمس، كنتُ أتأملُ يدَ الرئيس عبد الفتاح السيسي تُربّت على رؤوس أبنائنا وبناتنا "الاستثنائيين"، فيما الصبايا في فساتينهن الفيروزية، والزهور البيضاء منثورة فوق صدورهن، يتحلّقن من حوله كالفراشات. رحتُ أردِّدُ في قلبي: "طوبى لأنقياء القلب،" وأنا أُنصِت للكلمة الافتتاحية التي ارتجلها الرئيسُ لبدء فعاليات الدورة الأولى من الملتقى العربي الأول لأنشطة مدارس التعليم الخاص والدمج، الذي أطلقته وزارة التربية والتعليم، والتعليم الفنيّ، بقيادة وزير التعليم د. طارق شوقي وحضور وزراء دول عربية عديدة شاركت في هذ المشروع الحيوي العظيم، الذي انتظرناه عقودًا طوالا. لقد بدأت مصرُ في الاستثمار في الإنسان. وذلك هو الاستثمار الذي لا يخيب. والمبهج أن ينطلق ذلك المشروع من مصر، قبل أن يحمل عام 2018 عصاه ويمضي، وقد أعلنه الرئيس عامًا لذوي الاحتياجات الخاصة. والأكثر إبهاجًا هو إعلان الرئيس أن عام 2019 سيكون "عام التعليم" في مصر، الذي نرجو ألا ينتهي إلا وقد تقدمت مصرُ لتحتلَّ مركزًا متقدمًا في منظومة التعليم بين صفوف دول العالم.
خرج حفل الافتتاح بمستوى فائق يليق باسم مصر. من حيث التنظيم والإخراج والإضاءة والصوت والملابس والغناء والموسيقى والتصوير والشاشات وأجهزة البث وتصميم شعار الملتقى. كل شيء كان دقيقًا وجميلا، يسرُّ الناظرين ويجعلك تفخر بمصريتك التي لا يستحقها إلا الجادّون.
شكرًا على تلك الأمسية العظيمة التي ملأت قلوبنا بالرجاء في غد أفضل. وشكرًا على شعاع ساطع انطلق من سماء بلادي. وشكرًا على المفاجآت التي أعلنها الرئيس في الحفل لدعم التعليم.


***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس يستثمر في الإنسان
- مُعلِّمةُ البيانو
- كمال الجنزوري …. فارسُ البسطاء
- الطريق إلى العمّ نجيب
- دولة الأوبرا في حضن البتول
- يهودُ مصرَ …… المصريون
- دمشاو هاشم …. احذروا القُبلَةَ الخائنة
- رجاء الجميلة … سلامتك
- طوبَى لصُنّاع الفرح
- أشهرُ صفقة باب في التاريخ
- هرمُ الإسكندرية ... والشيخُ سيد
- حين يفترسُنا العشقُ سرًّا
- دموعٌ على جديلة … وآيسبرج على حُفاة!
- بوق نذير: -أنتِ ماحساش بالناس-!
- هل تعرفون المصريين الأرمن؟
- أسئلةُ -جوجان- الصعبة
- المتحف الكبير … هديةُ مصرَ للعالم
- نادي الشرق الأدنى للأرمن
- قواعدُ الرجال … يا نساء العالم!
- ه. ق. … أقصر رسالة في التاريخ!


المزيد.....




- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...
- بايدن و17 من قادة العالم يناشدون حماس إطلاق سراح الأسرى الإس ...
- البيت الأبيض يدعو حماس لـ-خطوة- تحرز تقدما في المفاوضات حول ...
- شاهد.. شيف غزاوي يعد كريب التفاح للأطفال النازحين في رفح
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات مستقلة في المقابر الجماعية بغزة ...
- بلجيكا تستدعي السفيرة الإسرائيلية بعد مقتل موظف إغاثة بغزة
- العفو الدولية: الحق في الاحتجاج هام للتحدث بحرية عما يحدث بغ ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - الرئيس يستثمر في الإنسان في مؤتمر شرم الشيخ