أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان














المزيد.....

محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018 / 10 / 7 - 18:24
المحور: الادب والفن
    


كتابة السيرة الذاتية لأي منا تحمل شيء عن ذكرياتنا عما كان، عما حصل، رؤيتنا في ذاك الزمن، عن الأحداث، الأفكار التي نحملها، المحطات المهمة في حياتنا، تأثيراتها علينا، "شريف سمحان" يقدم لنا سيرة مختصرة، مختزلة، يحكي فيها عن المراحل المهمة التي مر بها، فهو يتجنب الخوض في التفاصيل، لكنها محطات مفصلية بالنسبة له، فمن تلك المحطات حديثه عن أول حالة حب عاشها، خلال عمله في احدى الشركات التي يمتلكها "إخوتنا المسيحيين" الذي كانوا يوزعون "5 دنانير عيدية لكل عام في المصنع" وأرتأ الكاتب أن يشتري لمحبوبته بهذا المبلغ هدية، عبارة عن "زجاجة عطر وأشياء أخرى من مستلزمات الصبايا" لكن عدم حضور الحبيبة، إلى الشركة، جعله يرسلها "مع صبية أخرى تسكن في مكان قريب من سكناها" ص37، وبعد أن انتهى عيد الميلاد ولم تحضر أيضا، علم بأنها توفت، لكن بعد شهرين يأتيه شاب ويخبره بأن "أهل الصبية التي احببنها يريدون رؤيتي يوم الجمعة القادم" ص40، وهنا تأخذ الهواجس فعلها عند الكاتب، فذاك الزمن لم تكن فيه حرية الفتاة مباحة، لكن المفاجأة كانت عندما وجد هؤلاء الأهل بهذا الشكل: "استقبلتني والدتها واحتضنتني، وهي تقبلني في كل مكان، من وجهي، كانت تبكي بحرقة وصرت ابكي لبكائها عرفتني على زوجها وأخبرتني أن الله لم يرزقهم سوى ب (...) وامسكت بيدي واصطحبتني إلى عرفة ابنتها، لأجد هديتي بمناسبة اعياد الميلاد، اجلستني كطفل وديع على حافة السرير، وأخرجت علبة حديدية من خزانة ملابس ابنتها، وراحت تقلب الرسائل التي كتبتها ابنتها لي عن حالها ومرضها، وانتظار ساعة الموت، لكنها لم تجرؤ أن توصل لي تلك الرسائل، اعطتني والدتها كل العلبة، وهي تبكي، وتقول لي، هذه الرسائل من حقك أن تقرأها حتى تعلم ماذا كنت بالنسبة لها، إن شئت أرجعها لنا، وأن لم تشأ فهي لك" ص41 اعتقد بأن اجمل وأهم ما في هذه السيرة هذا الموقف، عائلة مسيحية تفقد وحيدتها وتقدم الرسائل، الذكرى الأهم بالنسبة لها إلى شخص مسلم احب ابنتهم، وهذه المشاعر تبين أهمية العلاقة الإنسانية والاجتماعية، فليس هناك أي موانع أو حواجز أمام الحب، أمام العلاقة الإنسانية مهما كانت لمعتقدات الدينية، فالعلاقة الإنسانية أهم وأقوى من تلك القادمة من العرف والعادة.
من خلال متابعة كتابات "شريف سمحان" "نقوش من الذاكرة، أيلول الأسود، نقش على جدار الزمن" نجده يكتب بطريقة سهلة، يستخدم لغة بسيطة، يقدم المعلومة/الفكرة بشكل واضح، بعيد عن التعقيد، من هنا يمكن لأي قارئ أن ينهي أي عمل للكاتب في جلسة واحدة، مستمتعا فيما قدم لها من افكار، وإذا عدنا إلى هذه البساطة سنجد جذورها قادمة من خلال عمل الكاتب في مجلة "الزيزفوفة" فهي مجلة مختصة باليافعين، وهذا يفرض على الكاتب أن تكون لغته مناسبة لهؤلاء، من هنا وجدنا هذه البساطة وهذه اللغة السهلة فيما قدمه لنا "شريف سمحان".
هناك بعض النقص فيما قدمه لنا الكاتب في سيرته، محطات أعتقد بأنها مفصلية لكن فلسطيني، منها حصار بيروت وسقوطها في يد المحتل عام 1982، واحتلال بغداد عام 2003 من قبل قوات الغزو الامريكي والقوى العربية المتخاذلة معها، وهنا نقص متعلق بالكاتب نفسه، حيث أهم/تجاوز/قفز عن أهم حدث في حياته، زواجه من شريكة العمر.
ولكن لي ملاحظة عندما تحدث السارد عن موقفه من التنظيمات الفلسطينية قال: "..بعد أن تيقنت أن طرد مثل هؤلاء من الأردن في حرب (أيلول الأسود) كانت خطوة في مكانها الصحيح فكيف لمثل هؤلاء تحرير فلسطين" ص43، اعتقد أن مثل هذا الطرح يحمل المباشرة، موقف منحاز للسارد لطرف بعينه، دون أن يدخل إلى تفاصيل ما جرى في أيلول" وكان عليه وإن كان لا بد من ذكر هذا الموقف أن يقدمه على صيغة سؤال للقارئ، لكي يبحث ويقرر إلى أي طرف يقف.
الكتاب من منشورات الزيزفزنة لتنمية ثقافة الطفل، بيتونيا، فلسطين، الطبعة الأولى 2017.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن وترامب وسليمان
- حالة الكتابة في -تغريبة خالد أبو خالد-
- سلاسة اللغة في ديوان -حفيد الجن، سيرة شعرية- راشد عيسى
- مناقشة كتاب نقوش من الذاكرة
- الاشتراكية في -رباعية- إسماعيل فهد إسماعيل
- قوة الأفكار وتواضع الأسلوب في رواية -صوت- إبراهيم غرايبة
- الكلمة وأثرها في قصيدة -حقا قامت- سيلمان أحمد العوجي عندما ي ...
- الشاعر والمخزون الثقافي -مكابدات زليخة- ريكان إبراهيم
- -أوغاريت ذاكرة حقل- زهيرة زقطان
- فدوى طوقان -الرحلة الأبهى- محمود شقير
- إيللي كوهين من جديد -محمد جلال كشك-
- المعنى والكلمة والحرف في قصيدة -أحبتنا الأهل- أحمد بن عبد ال ...
- مناقشة كتاب في جريدة
- -يو توبيا الدولة الإسلامية- سعادة أبو عراق
- التتار الجدد في كتاب -الناجيات بأجنحة مكسرة- خالد تعلو القائ ...
- كتاب في جريدة -شعراء فلسطينيون من تشيلي-
- الفانتازيا في مجموعة -تقاسيم الفلسطيني- سناء شعلان
- المراحل في كتاب -نسوة في المدينة- للكاتب فراس حج محمد
- اليأس في قصيدة -لا جديد في عالمنا- خالد قاسم
- المرأة في قصيدة -من قبل ومن بعد عينيك- أسامة مصاروة


المزيد.....




- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - محطات في -نقش على جدار الزمن- شريف سمحان