أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - بقايا من الذكريات















المزيد.....

بقايا من الذكريات


شعوب محمود علي

الحوار المتمدن-العدد: 6016 - 2018 / 10 / 7 - 04:41
المحور: الادب والفن
    


بقايا من الذكريات
سقطت
نهضت
احترقت
انطفأت
فررت
فعدت أطمئن نفسي
وأكتم أجراس حسّي
خلال المتاه بتلك الدروب
فمن يتكفّل
من يرسم الخارطة
والعلامات للدرب قبل الوصول
أنا المبصر القلب ما أفلت في الظلام عيونيّ زرقاء
هذي الأزقة مضروبة القفل بالتعمية
وهذي القناديل مكبوتة ومصابة
بعمى كلّ ألوان قوس قزح
غصت في الظلمات
وصفّارة بحّ فيها الصفير يلاحقني
رجل الليل عبر الأزقة لاحقني
كأنّي لصّ يجوس خلال البيوت
فخفت
هلعت
قلقت
انكسرت
وفي الدرب
ظلّ صفيرك يا حارس الليل وانتهكت حرمتي
لم أكن لصّ لم أمتهن
سرقات البيوت
تظاهرت إنّي لست من الخائفين
ولم أرتعش
أنكمش
ورأسي يرتفع
وقلبي لم يضطرب
قدمي ثابت
ولم ترتعش شعرة
وفرائصي لم تختلج
فكدت أعدّ النجوم
ولم ينتهي العدّ
أخطأت
ثمّ رجعت الى العدّ
أمسكني مطبقاً قبضة
فقلت لنفسي
علام على الوجه لاح اصفرار
ولم يره حارس الليل
غطّى عليه الظلام
فبادرني من علوّ هبطت
من التحت قلّي صعدت
تلوح عليك سمات اللصوص
وإلّا فقلّي
بعد منتصف الليل
كيف أتيت
لماذا
تدور هنا
ما تروم
تدور كأنّك مخمور فأمشي معي
أنت متّهم بالعبور
والتسلّق
لجدران هذي البيوت القديمة تبقى
ملاجئ للفقراء
وفي المخفر انتابني الخوف قلت
من بلاد الجليد أتيت
أنا الآن أبحث عن بيت أهلي
فقهقه والنجمات على الكتفين لمعن
قال لصّ
قديم
جديد
معي لعبة القط والفأر لا تنجدك
فالتمس غيرها
ربما زرت بعض المخافر
وكم مرّة
كنت تنزل ضيفاً
وكم لك
من سنوات
شهور قضيت
وأنت نزيل السجون اعترف
قبلما تتراقص تلك
العصا
والسياط
وخرائط بغداد ترسم من فوق جلدك
ففكّر هل جئت تتعبنا
نحن لا نتعبك
فهيّا اعترف
بعد ان عجزت رهبة الخوف
عاد يغازلني بحلاوة سيل اللسان
والكلام المنضّد
والمفردات التي كان يطلقها
بسلاسة أنت لطيف أمين
لعنت الظروف التي دفعتك الى وسط
انت تنبذه
وتدين الذين تجانسوا والسرقات
أجل سيّدي
إذن فاعترف
اكتويت
غلى
مرجلي
وبصوت جهوري صحت
سيّدي
بعد أن عدت من غربتي
في الأزقّة درت
اتلمّس بيتي
فكان الذي كان يا سيّدي
لست لصّاَ
قميصي أبيض مثل الحليب
وكفّي تدفّق منها الينابيع
مثل هطول المطر
أناملي ما لمست
مياهاً لمستنقع آسن
وقد عشت في وطن
زرائب كلّ خنا زيره في الجوار
قبيل الحصار وبعد الحصار
وقد كنت يا سيّدى
أدور مع الشمس
عند الهزيع الأخير من الليل تحت القمر
وكل البيوت هنا مثل بيتي
ترحب بي
وتجل الغريب
القريب
محلّتي تلك التي وصفت
بالكرم
ونبل المشاعر
ولست اغاير وجه الحقيقة
لست اجاهر
إذا قلت حجّي حميد
كان مختارها
كان يحدب يحمي سماها
فسل ايّهم لتكن في مقامك تحمد
والحمد لله جئت ولست غريباً
فجذري كنخلة بيت الوقف
وكتوتة بيت الوقف
ولو كنت كلّفت نفسك
فاقرأ بقايا الصحف
فبيتي هناك
في نهاية ذاك الزقاق
المسمّى (بدربونة) الكلبة
تحشم يا سيّدي الضابط الشهم
كعبك
أعلى
وأنقى
وأبهى
وأنبل
ممن على ذروة العرش ينتشرون
كذبابك بغداد ينتشرون
حكايا تهم سوّدت صحف العصر يا سيّدي
وأن شئت فاسأل
نخلنا والقوارب
ودجلة والنسوة الجالسات على الجرف
يرسلن عند المساء الشموع
لعلّ الإجابة تأتي
يا محمّد ص
وقت المساء
يا يسوع الرجاء
لبيوت بها الفقر جاورهم
وعطر من الله عند المساء يضوع
وشعب العراق يجوع








بقايا من الذكريات
سقطت
نهضت
احترقت
انطفأت
فررت
فعدت أطمئن نفسي
وأكتم أجراس حسّي
خلال المتاه بتلك الدروب
فمن يتكفّل
من يرسم الخارطة
والعلامات للدرب قبل الوصول
أنا المبصر القلب ما أفلت في الظلام عيونيّ زرقاء
هذي الأزقة مضروبة القفل بالتعمية
وهذي القناديل مكبوتة ومصابة
بعمى كلّ ألوان قوس قزح
غصت في الظلمات
وصفّارة بحّ فيها الصفير يلاحقني
رجل الليل عبر الأزقة لاحقني
كأنّي لصّ يجوس خلال البيوت
فخفت
هلعت
قلقت
انكسرت
وفي الدرب
ظلّ صفيرك يا حارس الليل وانتهكت حرمتي
لم أكن لصّ لم أمتهن
سرقات البيوت
تظاهرت إنّي لست من الخائفين
ولم أرتعش
أنكمش
ورأسي يرتفع
وقلبي لم يضطرب
قدمي ثابت
ولم ترتعش شعرة
وفرائصي لم تختلج
فكدت أعدّ النجوم
ولم ينتهي العدّ
أخطأت
ثمّ رجعت الى العدّ
أمسكني مطبقاً قبضة
فقلت لنفسي
علام على الوجه لاح اصفرار
ولم يره حارس الليل
غطّى عليه الظلام
فبادرني من علوّ هبطت
من التحت قلّي صعدت
تلوح عليك سمات اللصوص
وإلّا فقلّي
بعد منتصف الليل
كيف أتيت
لماذا
تدور هنا
ما تروم
تدور كأنّك مخمور فأمشي معي
أنت متّهم بالعبور
والتسلّق
لجدران هذي البيوت القديمة تبقى
ملاجئ للفقراء
وفي المخفر انتابني الخوف قلت
من بلاد الجليد أتيت
أنا الآن أبحث عن بيت أهلي
فقهقه والنجمات على الكتفين لمعن
قال لصّ
قديم
جديد
معي لعبة القط والفأر لا تنجدك
فالتمس غيرها
ربما زرت بعض المخافر
وكم مرّة
كنت تنزل ضيفاً
وكم لك
من سنوات
شهور قضيت
وأنت نزيل السجون اعترف
قبلما تتراقص تلك
العصا
والسياط
وخرائط بغداد ترسم من فوق جلدك
ففكّر هل جئت تتعبنا
نحن لا نتعبك
فهيّا اعترف
بعد ان عجزت رهبة الخوف
عاد يغازلني بحلاوة سيل اللسان
والكلام المنضّد
والمفردات التي كان يطلقها
بسلاسة أنت لطيف أمين
لعنت الظروف التي دفعتك الى وسط
انت تنبذه
وتدين الذين تجانسوا والسرقات
أجل سيّدي
إذن فاعترف
اكتويت
غلى
مرجلي
وبصوت جهوري صحت
سيّدي
بعد أن عدت من غربتي
في الأزقّة درت
اتلمّس بيتي
فكان الذي كان يا سيّدي
لست لصّاَ
قميصي أبيض مثل الحليب
وكفّي تدفّق منها الينابيع
مثل هطول المطر
أناملي ما لمست
مياهاً لمستنقع آسن
وقد عشت في وطن
زرائب كلّ خنا زيره في الجوار
قبيل الحصار وبعد الحصار
وقد كنت يا سيّدى
أدور مع الشمس
عند الهزيع الأخير من الليل تحت القمر
وكل البيوت هنا مثل بيتي
ترحب بي
وتجل الغريب
القريب
محلّتي تلك التي وصفت
بالكرم
ونبل المشاعر
ولست اغاير وجه الحقيقة
لست اجاهر
إذا قلت حجّي حميد
كان مختارها
كان يحدب يحمي سماها
فسل ايّهم لتكن في مقامك تحمد
والحمد لله جئت ولست غريباً
فجذري كنخلة بيت الوقف
وكتوتة بيت الوقف
ولو كنت كلّفت نفسك
فاقرأ بقايا الصحف
فبيتي هناك
في نهاية ذاك الزقاق
المسمّى (بدربونة) الكلبة
تحشم يا سيّدي الضابط الشهم
كعبك
أعلى
وأنقى
وأبهى
وأنبل
ممن على ذروة العرش ينتشرون
كذبابك بغداد ينتشرون
حكايا تهم سوّدت صحف العصر يا سيّدي
وأن شئت فاسأل
نخلنا والقوارب
ودجلة والنسوة الجالسات على الجرف
يرسلن عند المساء الشموع
لعلّ الإجابة تأتي
يا محمّد ص
وقت المساء
يا يسوع الرجاء
لبيوت بها الفقر جاورهم
وعطر من الله عند المساء يضوع
وشعب العراق يجوع



#شعوب_محمود_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على سكّة الغدر والقتل
- القرون وسدرة جدّي
- فاتحة القاتل للقتيل
- غزا العراق الشيب
- غزا العراق الشيب
- لغة الرمز
- حين يحزن نخل العراق
- فاتحة القاتل للقتيل
- الهمس وعيون الترقب
- وطني سجين
- من صبح قابيل الى الطوفان
- وطن الورود والقدّاح
- على الجرح كنت تعض
- الإزميل والمطرقة
- الريشة والوتر
- ادبج في قلمي
- نشك في خلاصىة النسل وفي الهويّة
- هذيان حد الاختناق
- وكلّ القوم قد كفروا
- أردّد بغدادمرحى


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شعوب محمود علي - بقايا من الذكريات