أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - ذبول الحب بعد الزواج .














المزيد.....

ذبول الحب بعد الزواج .


يوسف حمك

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


حضور الزوجة في الشعر قديماً و حديثاً ما كان و لن يكون كثيفاً
كالحبيبة أو العشيقة .
و الشعراء لم يركبوا موجة حب زوجاتهم ، و لم يمخروا به في
عباب قصائدهم الغزلية ، أو يغوصوا في المياه الضحلة لذاك الحب
الذي طالته البلادة ، و لامسه الكسل و الترهل .

الحب بعد الزواج ينحسر ، و جمرته تكاد تخبو في أزقة القلب
و دهاليزه ، و لظى ناره يوشك أن يهمد في الصدور .
فلعل وجود الزوجة الدائم و حضورها معظم الأوقات لم يعد يشعل
الحماسة في الصدور .
الفتور يدب القلوب بفعل الخلافات ، و عاصفة الهياج تهدأ بعد تكرار
تحقيق الرغبات ، و إشباع الشهوات .
و الحب يفقد قدرته على التحليق بالزوجين عالياً إلى حيث كان يوصلهما
قبل الزواج .

الحياة الزوجية شراكةٌ طويلة الأمد ، بل أبديةٌ . فيها الخسارة و الربح
بين شريكين دفعتهما الحماسة في البدء لإنشاء تلك العلاقة الثنائية ، بعد
أن وقعا في فخ مصيدة الحب ، و حبائل شباك العشق .
شراكةٌ غالباً ما يكون مصيرها الفشل ، لعدم تجانس الشريكين فكراً و قيماً ،
كما تباين نظرتهما لكل جوانب الحياة و أولويات كلٍ منهما .
مع ديمومة تلك العلاقة رغم هشاشتها . ولا تخلو من انشقاقاتٍ تؤدي إلى
فض الشراكة و التفريق ، فتنتهي بالطلاق .

و نادراً جداً ما تكون الشراكة رابحةً مستديمة النجاح فتيةً لا تطؤها الشيخوخة . كالعلاقة التي وصفت بالاسطورية بين الأديبة الثورية
المتمردة سيمون دي بوفوار ، و الفيلسوف الوجودي جان بول سارتر .
حيث خاضا معاً معارك فكريةً ضد الخطط الاستعمارية ، و تعايشا مع
الأفكار الشيوعية ، و وقفا مع المرأة و حقوقها .

أما الحب قبل الزواج و خارج مؤسسته فهو منشطٌ يتدفق من خارج الجسم
ليصب في القلب فينشط نبضه ، و به ينتعش .
و سهمٌ عابرٌ للجسم يستقر في جوف الصدر .
و نداءٌ للروح يهمس برقةٍ و لطافةٍ ، يقترن بالأنفاس .
يرسم خيال المحبوب على كل ما يبدو لناظريه . فيغدو جزءاً من ابتسامةٍ ناعمةٍ .
وحده الحبيب يملآ مساحة فكرك ، فلا حيز من الفراغ يتسع لغيره ، و أمره
يعنيك أكثر مما تعنيك نفسك . فتهمل الآخرين أسابيع و شهوراً لانشغال تفكيرك به في كل لحظةٍ . و القلب به ينبض في كل ثانيةٍ .
بعشقه يسري الدم فيملأ العروق ، و يعيده إلى القلب ليكمل دورته الأولى .
فتتالى الدورات ، و تتواصل تباعاً .

بغياب الحبيب يتأزم الفكر ، و يضطرب القلب ، و النفس تثلم بلا سكينةٍ
أو توازنٍ . حتى محاولات ترويضها تغدو غير مجديةٍ . و الأحشاء تختلج و تتأجج
حنيناً .
كل عضوٍ من الجسد ينجذب نحوه بتلهفٍ لأخذ حقه الكامل من الشغف . و كان باب مخزن العشق سيغلق أبدياً بعد برهةٍ . وما بحوزته من رصيد الحب قليلٌ لا يفي غرضه ، فيعرج نحوه يسابق الريح لعله ينال مأربه ،
قبل أن يدركه الوقت ، و يخونه الزمن العاق ، فيمر بمحطات الفشل و اليأس ، أو يطول وقوفه في مؤخرة طابورٍ مديدٍ أمام باب المخزن . فيبحث عن طريقٍ مختصرٍ ليغلب على الوقت ، و يفوز بحبٍ لا يعاب فيه طالما هو فطرةٌ لا يد له في صنعها .



#يوسف_حمك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعوبٌ تشنق ذاتها .
- حبس المرأة لمشاعرها حياءٌ أم مكابرةٌ .
- حينما يتجمد الشوق .
- لشبكة الانترنت فوائدٌ جمةٌ ، و متاعبٌ كثيرةٌ .
- أوطانٌ مفخخةٌ ، و شعوبٌ تهذي .
- عمل المرأة خارج المنزل نعمةٌ لها ، أم نقمةٌ .
- بلادٌ تبيد العقول ، و تقتل الأحلام .
- خنوع الفتاة لسطوة والدتها جريمةٌ بحق نفسها .
- يومٌ لك ، و يومٌ عليك .
- مهزلة الخلافات الحزبية .
- حلمٌ يخذل وعده .
- طغاة الشرق ، جلادو شعوبهم .
- الصمت هو البعد الأعمق للروح .
- من شب على شيءٍ شاب عليه .
- قادة الشرق على أنفاس شعوبهم كاتمون .
- طغاتنا لم يتركوا لنا فرصةً لنتنفس .
- كن جميلاً بصمتك ، أو تُمْرَغُ أنفك ، و تُدْعَسُ .
- لا مكان للكرامة في مجتمعاتنا البائسة .
- السباحة مع التيار ، سحقٌ لمقومات الحياة الكريمة .
- طغيان رجال السياسة و الدين جهلٌ ، و قتلٌ للحياة .


المزيد.....




- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...
- الرئيس الايراني يصل إلي العاصمة الثقافية الباكستانية -لاهور- ...
- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يوسف حمك - ذبول الحب بعد الزواج .