أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الشبيبي - القضية الوطنية أولاً!؟















المزيد.....

القضية الوطنية أولاً!؟


محمد علي الشبيبي

الحوار المتمدن-العدد: 6015 - 2018 / 10 / 6 - 00:56
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


كتب الدكتور نائل زامل مقالة بعنوان (نحن البصريين ... العزل) قال فيها الحقيقة بألم موجع يمزق القلب ... نشرتها اليوم الجمعة الاستاذة سناء عبد الرحمن على صفحتها في الفيس بوك، في الأسفل يجد القارئ الكريم رابط المقالة. لقد تأثرت فعلا بصرخته هذه المحبَطه النابعة من الحرص والاعتزاز بمدينته البصرة وأهلها. تشعر في كلماته الاحباط الذي يعانيه المحتجون ليس في البصرة فقط وإنما في كل المحافظات. فحفزني مقاله لكتابة تعليقي على صفحة السيدة سناء عبد الرحمن، وأعيد نشره الان مع الاضافات والتعديلات الضرورية ... كنت أقرأ مقالة الاستاذ نائل الزامل (رابط المقال في الأسفل) وأنا استذكر وقفة امهات شهداء سبايكر وهن يتظاهرن بمفردهن ولم تحاول اي جهة سياسية ان تحشد لهن تجمعا يتناسب وعظم الجريمة وبشاعتها! ولم اشهد يوما تظاهرة جماهيرية من أجل المطالبة بالإفراج عن المتظاهرين المخطوفين وتقديم المسؤولين للمساءلة! فما ان يتم إخفاء المتظاهر حتى يتم نسيانه (جلال الشحماني، الشهيد محمد الحلو وغيرهم من مغيبين). وحتى مع احتجاجات البصرة طرحت على صفحتي بالفيس بوك بوستات تنبه البصريين الى ضرورة ان يطالبوا بإطلاق سراح المعتقلين والمطالبة بمحاسبة المسؤولين الذين امروا بإطلاق الرصاص والقتل العمد، وعدم التساهل وتأجيل هذه المطالب. لكل هذا وجدت من واجبي وهذا اقل ما يمكنني تقديمه وأنا في العقد الثامن من عمري ان ادون ملاحظاتي عن الاحتجاجات في البصرة او في اي محافظة عراقية املا ان تسهم في تطوير الحراك الاحتجاجي وتنقله نقلة نوعية فاعلة تتناسب والتضحيات.
وأحب ان اضيف ملاحظة مهمة حول اسلوب الاحتجاجات (سلمية او عنفية)، ففي دولنا حيث التخلف وانعدام القانون والتدني المتباين في القيم والأخلاق -بسبب ثقافتنا الموروثة- والنظرة لحقوق الانسان وإشاعة الفكر الاستبدادي وملازمته للفرد منذ طفولته وحتى موته، حيث الاستبداد في كل مكان وزمان، في البيت من افراد العائلة، في الشارع، في المدرسة، وفي العمل، حتى اصبح الاستبداد جزء من تربيتنا بنسب متفاوتة، اضافة الى فعل الفساد المالي وسلطة المال وما تمتلكه من سلطة سلاح ومليشيات منفلتة وعصابات ... فأن هذا التخلف في وقعنا يجعل اي تحرك شعبي سلمي لن يهز ضمائر المستبدين الفاسدين ولن يرهبهم التظاهر ولم يقلقهم ما داموا في حماية السلطة، هذه السلطة عملت كل جهدها للتأثير على القضاء والضغط عليه لحرفه عن مهمته الاخلاقية والإنسانية في نشر العدل وحماية حقوق المواطن، فأصبح القضاء حاميا للفساد وللفاسدين، ومن يتصدى من القضاة لملفات الفساد الكبيرة يتعرض لمختلف أساليب الترهيب حتى من قبل المؤسسة القضائية أحيانا كما في حالة القاضي رحيم العكيلي والقاضي عبد الأمير الشمري! ما يقلق المستبدين والفاسدين فقط عندما يدق المحتجون ابوابهم عن قرب ويصرخوا في اذانهم حينها سيهربوا كالجرذان ويبحثوا عن جحور تخفيهم، ولدينا امثلة كثيرة (مثلا يوم أجتمع جميع أعضاء مجلس النواب وأقروا إصلاحات العبادي بدون نقاش وبالإجماع، أو هروب محافظ الناصرية ....) . اما حرق الدوائر ومؤسسات الدولة ونهبها فهذا عمل تخريبي مرفوض كما انه يقدم خدمة مجانية لسلطة الفساد والاستبداد ويشوه وطنية وأحقية الاحتجاج.
منذ بداية الاحتجاجات قبل سنوات وفي كل تعليقاتي وكتاباتي كنت ادعو ان لا تتحدد مطالب الاحتجاجات بمطالب فئوية او مناطقية او اجتماعية ضيقة وإنما ان يكون الشعار الرئيسي والهدف وطنيا عاما، يشخص الداء الذي يعاني منه الشعب وهو إنهاء المحاصصة الطائفية والسياسية المقيتة وان يبنى الحكم فعليا على اسس المواطنة والعدالة الاجتماعية ليكون قادرا على الاصلاح، وتوفير الخدمات، ومحاكمة الفاسدين، والتمتع بالحرية، وسيادة القانون والقضاء العادل ... مثل هذه المطالب تجمع كل العراقيين من الشمال لجنوبه ، وترفع من وعي الشعب، مثل هذه المطالب (إنهاء المحاصصة وتوفير العدالة الاجتماعية) لو عولجت ستحل مشكلة البطالة، الصحة، الماء، الكهرباء، الفساد ....الخ بينما ان تكون المظاهرات تتعلق فقط بقضية الماء، والكهرباء، او البطالة، أو بضحايا سبايكر والأمهات يتظاهرن لوحدهن، او من اجل صرف رواتب معلمين في محافظة محددةأ أو المطالبة بتبليط شارع وهكذا... فهذه المطالب سيتفاعل معها فقط المتضرر (في تلك المحافظة او حتى فئة اجتماعية ضيقة ولا تتحول الى قضية وطنية شاملة) ليس هذا وحسب وإنما هذا التوجه يحمل نعش هذه المطالب لأنها لا تعالج اساس المشكلة وإنما نتائج المشكلة وهي مشكلة وطنية عامة اسس لها الاحتلال بعملية سياسية فاسدة وفاشلة كان يراد منها تدمير ما تبقى من العراق ... كان المفروض ان تتم المطالبة في جميع الاحتجاجات بمعالجة الاسباب والتركيز على انهاء المحاصصة الطائفية المقيته وتشكيل حكومة وطنية ومن كفاءات نزيهة وشجاعة تعتمد العدالة الاجتماعية لتكون قادرة على الاصلاح وتوفير الخدمات وحل مشكلة البطالة وغيرها من مشاكل ... لقد كتبت كثيرا وطالبت ان ترتفع قيادات الاحتجاجات الى مستوى المهمة وتطوير نضالها والتنسيق الجيد والواعي بين المدن لتوحيد المطالب وترك المطالب الفرعية الضيقة والتي هي نتائج للمشكلة التي اسس لها الاحتلال (المحاصصة الطائفية) ولكن للأسف لم اجد اي صدى لطرحي، ولا ألوم قيادات الاحتجاجات الشابة فهي تفتقد للتجربة كما ان بعضها ربما يتمتع بنرجسية العمل الوطني وبالتحدي ... وللأسف ان دور السياسيين (احزابا وتيارات وشخصيات) من ذوي الخبرة المكتنزة منذ الاربعينات من القرن الماضي ايام وثبة الشعب وانتفاضاته كان دورهم ضعيف ومحدود جدا في التأثير على قيادات هذه الاحتجاجات لأسباب لا مجال في هذا التعليق تناولها ... لذا ادعو قيادات الاحتجاجات في كل انحاء العراق التنسيق الجدي ذا الطابع الوطني العام ودراسة درس البصرة المكلف ونتائجه الباهضة، والاستفادة من تجربة الحركة الوطنية العراقية والعربية في نضالها من اجل قضاياها الوطنية بعيدا عن الانانية والنرجسية وضيق الافق والغرور.
محمد علي الشبيبي
السويد/ العباسية الشرقية
الجمعة 05-10-2018

* رابط مقال الدكتور نائل الزامل:
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=480752145668201&id=100012002596044



#محمد_علي_الشبيبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سرقة أم خطأ بريء يا سعد الزبيدي!؟
- نداء من أجل إنقاذ الوطن!
- مقاطعة الانتخابات!؟
- الانتخابات وشروط مقاطعتها!
- وداعاً أبا ظافر (جبار خضير الحيدر)!
- ساعة مع مومس
- دموع اللقاء
- الأكراد بين الطموح القومي وشهوة الفساد المالي والإداري والعش ...
- السر الرهيب
- مطلوبة نِذِر!
- حصيد الترف
- الثالوث
- بنت الشيخ
- تحية وفاء ومحبة الى الدكتور الجراح اسامة نهاد رفعت
- لا إصلاح في العراق دون إصلاح النظام الإداري العراقي!؟
- البناء في العراق بدون رقابة وفضيحة هندسية في كربلاء!؟
- النضال من أجل المبادئ والقيم ليس تهورا ولا مشروع قتل!
- أي إصلاح نريد!؟
- في طريق الإصلاح والبناء!
- قطار الموت احدى صفحات البعث السوداء


المزيد.....




- التنظيمات الليبراليةَّ على ضوء موقفها من تعديل مدونة الأسرة ...
- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد علي الشبيبي - القضية الوطنية أولاً!؟