أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - كسر احتكار السلطة














المزيد.....

كسر احتكار السلطة


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


بريق العبارة وفقر المعنى!

في التوضيحات المتتالية للناطقين باسم إعلان دمشق خرجت علينا عبارة [ كسر احتكار السلطة ] كشعار مرحلي أم استراتيجي أم أنه حلقة من حلقات إفراغ إعلان دمشق من آخر مضامينه التي تدعو للتغيير السلمي الديمقراطي؟ كما جاء في النسخة الأصلية للإعلان قبل سلسلة التوضيحات التي صدرت عن اللجنة المؤقتة لإعلان دمشق.
بين الخوف على وحدة المجتمع السوري والخوف من تجاوز الخطوط الحمر للسلطة مسافة مهمة علينا النظر فيها كي لا ندخل المواطن السوري الذي يغيب عن لوحة الحسابات السياسية للمعارضة السورية.
إذا كان الخوف من السلطة مبررا إنسانيا وسياسيا وهذا حق وطبيعي لمعارضة الداخل التي تعاني من قمع السلطة وشراستها الأمنية، ولكنه غير مبرر لقيادات أو بعضا من قيادات إعلان دمشق في محاربة قسما من معارضة الداخل ومعارضة الخارج التي تدعو لتغيير النظام وتخوينها بحجة أنها تدعو لخيار أمريكي!! والحجة الأخرى أيضا جاهزة وهي أن التغيير يمكن أن يدخل المجتمع في حرب أهلية أو الفوضى. بالتالي نخرج باستنتاج بسيط وهو: على المعارضة أن تتبنى شعار الإصلاح السياسي / ومن ضمنه إصلاح السلطة. ودون اللعب على ألفاظ خالية من المعنى الاستراتيجي ماهو حدود كسر احتكار السلطة هل هو بتغيير المادة الثامنة من الدستور السوري التي تنص على أن البعث هو قائد الدولة والمجتمع وإجراء انتخابات رئاسية تنافسية؟
أم هو سن قانون أحزاب جديد؟ أم هو قوننة أكثر للاستبداد؟ ما هو المقصود التجريبي من هذا الشعار [ كسر احتكار السلطة ]؟
وهنا لابد لنا أن نقف عند مخاتلة تاريخية في سوريا منشأها المفهوم الغيبي حول شمولية النظام السوري كنظام شمولي بالتوصيف الحديث لأطياف المعارضة؟
كسر احتكار السلطة يتناسب اشتقاقيا مع المفهوم الذي تم تداوله منذ تسعينيات القرن المنصرم بديلا لمفهوم الديكتاتورية والاستبداد وهو مفهوم النظام الشمولي الذي ترافق تداوله مع انهيار الأنظمة الشمولية للمنظومة الشرقية والسوفييتية، ودون الدخول على الحيز النظري للشعار/ المفهوم. نود فقط أن نشير إلى أن النظام السوري وإن كان يستغرق بعض دلالات النظام الشمولي وهي دلالات ثانوية مثل القمع وآلياته لكنه يبتعد عن هذه الدلالات في الجوهر:
1ـ الأنظمة الشمولية هي أنظمة علمانية بامتياز والنظام السوري نظاما ذو أصولية طائفية لاتمت للعلمانية بصلة.
2ـ الأنظمة الشمولية ليست لديها سوى أيديولوجيات شمولية / أممية أو قومية / أما طائفية فهذه تحتاج لقراءة الواقع السوري عيانيا. والدليل البين في ذلك هو خوف المعارضة من حرب طائفية في سوريا وهذا يدل على عمق المشروع الطائفي عند السلطة الذي تحول إلى مشروع عائلي وليس على الخوف من المجتمع أن يدخل في حرب أهلية مع الطائفة العلوية لأن المجتمع السوري لا توجد فيه الكثير من المقدمات التي تسمح بمثل هذه الحرب الطائفية وهنا لاأتحدث عن السلطة وعسكرها بل أتحدث عن نقطتين هما غياب أي مظهر من مظاهر العسكرة في المجتمع ماخلا السلطة وغياب أي حامل سياسي داخلي أو دولي لقيام حرب أهلية ماعدا السلطة إذا شعرت أن التغيير الفعلي قادم إذن الخوف من السلطة على المجتمع وليس العكس. لهذا السلطة السورية تحاول تنمية تيارات سلفية كي تكون مادة لحرب أهلية ضد السلطة نفسها ـ وهذه المفارقة التراجوكوميديا في الواقع السوري ـ تفتح لها الجوامع وربما تغض الطرف عنها في حصولها على بعض التسليح أيضا..! كما يقول بعض المراقبين للوضع السوري، ثم يخرج علينا بعضهم ويقول هنالك مد أصولي في سوريا!!! وتصدقه بعض قيادات إعلان دمشق!! وأعتقد أن المد الديني يختلف عن المد الأصولي ولهذه القضية مبحث آخر في سوريا سنتناوله في مقالة قادمة.
3ـ لدينا حالة معقدة من الاستبدالية في سوريا تنفي شمولية السلطة والتي تتجلى بتداخل / نسق أيديولوجي ـ مع التحفظ على المصطلح ـ شفاهي طائفي يتحكم فعليا في انتاج المعنى الاستبدادي / ولدينا أيديولوجيا بعثية هي مظهر شكلي من مظاهر عدم قدرة النسق الشفاهي الطائفي أن يحكم بالعلن لأنه أقلاوي بامتياز لهذا خرجت علينا دوما التوجيهات الشفهية للقائد منذ عام 1970 هذه التوجيهات هي الحاكم الفعلي للدولة وليس القرارات المكتوبة. كما لدينا قطاع خاص وعام وتشارك مافياوي من طراز سوري خاص أيضا..!! العامل الاقتصادي غائب في سوريا عن تأسيس نظاما شموليا فعليا.
وفق هذا المنظور السريع الذي يحتاج لدراسات مطولة كيف يمكن كسر احتكار هذه السلطة في حال سقطت أيديولوجيا البعث!! لأنها ساقطة أصلا بمعنى أن النظام هو نظام مقاولات شفهية تارة قومي وتارة اشتراكي وتارة مع الخصخصة والسوق الاجتماعي وتارة مع القطاع العام..الخ
هذه الطبيعية الزبائنية والمقاولة لا يمكن لها أن توجد في أنظمة شمولية تحتكر الاقتصاد عبر قطاع الدولة [ النظام الكوبي مثالا ].
وبالعودة لكسر احتكار السلطة أي سلطة يراد أن يكسر احتكارها؟ هل هي سلطة البعث!!؟ أم السلطة الفعلية؟
ومع ذلك مبررة كل التخوفات ولكن ماهو غير المبرر أن يشن أصحابها هجوما شرسا ربما أشرس من هجوم النظام على كل من يريد غير هذا..!



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية بوصفها نموذجا استبداديا
- الوضع السوري المعارضة والمجتمع
- الممارسة السياسية والكتابة السياسية
- صباح الخير للمناضلين سوريا لغير المناضلين أيضا
- المشهد الشرق أوسطي
- نوروز لكل السوريين مثل عيد الأم
- إلى يوسف عبدلكي رفيقا وصديقا وأشياء أخرى ..
- وقفة خاصة مع السيد عبد الحليم خدام
- ملالي طهران والدور المذعور
- المرأة تكتب عن المرأة لكن الرجل دوما يكتب للمرأة
- في كلمة السيد الرئيس بشار الأسد ثمة أسئلة كثيرة
- إلى مؤتمر الأحزاب العربية المنعقد في دمشق غدا
- النظام السوري يزيد من عدد الممنوعين من السفر
- فوز حماس ..نقطة نظام
- الجولان ينتظر
- القوى اللبنانية والملف السوري
- حداثة بلا نهاية ..عولمة بلا حدود
- أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟
- تصدير الخوف
- التغيير الرئاسي السوري


المزيد.....




- ولاية أمريكية تسمح للمعلمين بحمل الأسلحة
- الملك السعودي يغادر المستشفى
- بعد فتح تحقيق ضد زوجته.. رئيس وزراء إسبانيا يفكر في تقديم اس ...
- بعد هدف يامين جمال الملغى في مرمى الريال.. برشلونة يلجأ إلى ...
- النظر إلى وجهك أثناء مكالمات الفيديو يؤدي إلى الإرهاق العقلي ...
- غالانت: قتلنا نصف قادة حزب الله والنصف الآخر مختبئ
- بايدن يوقع قانون مساعدات كبيرة لأوكرانيا والمساعدات تبدأ بال ...
- موقع أمريكي ينشر تقريرا عن اجتماع لكبار المسؤولين الإسرائيلي ...
- واشنطن.. التربح على حساب أمن العالم
- السفارة الروسية لدى سويسرا: موسكو لن تفاوض برن بشأن أصول روس ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - غسان المفلح - كسر احتكار السلطة