أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند زكي - من اين نبدأ ...؟















المزيد.....

من اين نبدأ ...؟


مهند زكي

الحوار المتمدن-العدد: 6012 - 2018 / 10 / 3 - 03:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فالحال اصعب من ان يقال , من اين نبدأ ؟
فالنبدأ من العراق , حيث توقف الزمن هناك , ولا اقول رجع الى الوراء , لانه لو رجع لكان الحال افضل
العراق هذا البلد الذي حكمته ثلة لصوص ومجرمين , تفننوا في دثر العراق , ارهاب العراق , قتل العراق , ولم يكتفوا بسرقة كل شيء
بل تجاوز الامر ذلك , ان ما يعيشه العراق اليوم ماهو الا نتاج سلوك هذا الشعب الذي لا وجه له , تارة تراه منفتح وتارة اخرى تراه متدين , واخرى تراه لا يعرف ما يريد
هذا الشعب الذي يعاني كل الامراض النفسية التي عرفناها ولم نعرفها , هذا الشعب الذي ما ان قتل احد وقام ب( سحله ) في شوارع بغداد , عاد وترحم عليه بعد سنوات
الحيرة كل الحيرة من الحضيض الذي وصلنا اليه , العجب كل العجب من الازدراء الذي حط علينا فجأة , العجب كل العجب من التدين ( الارهابي ) الغير مبرر
هذا الشعب الذي كان يعشق الحياة والبذخ , صار مجرم , سفاح , يكره الحياه ويقتل كل مظاهر الحياة , كل جميل , كل رقيق
هذا الشعب الذي حول كل العراق الى سواد في سواد , وكأنهم فعلا حققوا مقولة ( كل يوم عاشوراء وكل ارض كربلاء )
الدم اصبح رمزا من رموز الحياة بدل حياة بغداد الجميلة , الاسود اصبح لون التفائل بدل الوان الربيع , والنياح واللطم واصوات المعممين و ( القرايات ) اصبحت بدل اغاني فيروز واغاني الصباح في صوت الجماهير وامل المدرس , الخرافات والدجل والشيباني واحمد الوائلي وكل برامج المعممين القذرين اصبحت برامجهم بدل العلم للجميع وسينما الاطفال والمرسم الصغير وعدسة الفن والسلامة العامة وحول العالم والمناهل وبنك المعلومات والرياضة في اسبوع
اين ذهبت ايام شربت الطارق , وشارع النهر , كورنيش ابو نؤاس , وابو يونان , اين ذهبت ليالي بغداد المضيئة , وشوارعها وازقتها المغسولة بقهقهات العشاق واسمارهم .
الدرب الذي كان مشرقا وفرحا الذي طالما احتضن ضفائر الطالبات واشرطتها الحمراء والبيضاء وهن يلبسن المني جوب والقميص الابيض , لماذا اليوم اصبح مملا وحزينا ويسكنه السواد والحزن
حتى المفردات البغدادية اختفت وحلت محلها لغة لا نعرف من اين اتت
اين بغداد التي كانت صوت مطربيها وليل انسها لايسكت , القبنجي والغزالي ويوسف عمر و اهل المقام وحفلات رأس السنة , الذين اضاءوا ليل بغداد الذي كان لايمل , شهرزاد وتمثالها الذي وقف سنوات وسنوات وهي تحكي عن جمال بغداد لشهريارها , تنظر الى دجلة وجمال ليل دجلة .
العباءة كانت فلكلور عراقي , ترتديها المرأة العراقية لتمسكها بالتراث والفلكلور العراقي , كانت بعض الموظفات ترتدي العباءة مع القميص المفعم بالورود والالوان الزاهية مع التنورة القصيرة نسبيا وكانت تحمل ابتسامة ترتسم على محياها لا تفارقها , الان اصبحت العباءة رمز ديني ومن ترتديها ينظر لها على انها امرأة كاملة العفة والطهارة , حيث ان بعض المناطق لا تدخلها الا اذا كانت المرأة ترتدي كل مستلزمات ( الشغلة ) اقصد العفة , و تتفاجئ بان هذا الكان الرقيق , الجميل , المعبر عن الحياة , اصبح كأنه كيس نفايات اسود ....!!
هذا الشعب كان له سمة يتصف بها , الجمال , والكلام الرقيق والجميل , الثقافة التي اشتهر بها هذا الشعب , الوجه المبتسم , الان هذا الشعب اصبح جاف , ممل , تسكنه الامراض النفسية والعقلية , ممكن ان يقاطعك لان اختلف معك في رأيا ما , الان تطور الامر ممكن يقتلك لانك تختلف عنه
والاختلاف هنا ليس بالضرورة ان يكون فكرا او رأيا , او حتى عقائديا , ( حتى هذا لا يجعلك عدوانيا لان الشخص مختلف معك ) لا ليس فيما ذكرت , وانما وصل البعض او لاكون صادقا اكثر الكثير من هذا الشعب , وصل بهم الامر ان يقتلوا لان هناك من يختلف عنهم بالملابس واسلوب الحياة
تعبر عن رأيك تقتل , ترتدي ما يحلو لك تقتل , تقول ما يحلو لك تقتل , هذا هو ... عندما يكون المجتمع ديني , تحكمه العمامة والمنبر
ان انصياع هذا الشعب لا يران وصل مرحلة لا يمكن السكوت عنها , فقد صدرت ايران ثورتها الاسلامية العفنة الى العراق بطرق , اترك لمخيلتك العنان لكي تتخيلها
وانا هنا لا الوم ايران , لا , لانها تمنت فقط , وتبعية ايران الذين نطلق عليهم عراقيين هم من تكفلوا بنشر هذه الثورة .
اعلام ترفع , وصور تمجد , ولحايا تقبل , اصبح الشعب كشطرنج بيد خامني وسليماني لتنفيذ حلمهم الذي طالما حلموا به هم ومقبورهم الخميني
الا يخجل هذا الشعب من ما سوف يكتبه التاريخ , الا يستحي , ايران تقرر , ايران تحرك , ايران تصدر , ايران استباحت حتى الاعراض , ومن يدعون الرجولة يصمتون
مقتدى اراد ان يبرز عضلاته وما برزها الا على شعبه , 2006 و2007 تشهد بذلك , الخزعلي اراد ان يصبح بطلا فبرز عضلاته على نساء بغداد والبصرة والكل يعلم حوادث كواتم الصوت , العامري والمالكي هم اصلا اذناب ولاحوادثهم تطول من الموصل حتى نفط الفكة , والسيستاني الذي جعلوه اله على الارض , اغلب الوقت يصدر فتاوى تفسر لمعاني كثيرة , لكي( يتملص) من الحدث متى شاء
متى نتخلص من السطوة الدينية في العراق , متى نتخلص من حكم العمامة في العراق , متى ومتى ومتى , وما كثرة الامنيات في هذا البلد
نحن لا نحتاج الى ثورة فقط وانما نحتاج الى ان يجتث الدين من العراق نهائيا , خمسة عشر عاما والتوجه الديني في العراق فعل فعله وانهى مالم تنهيه الحروب , الدين في العراق فعل مالم يفعله المغول , العراق بكل شيء الاول , الفساد , القتل , الفساد الاجتماعي , التبعية لدول , البطالة , وصلنا مرحلة نخجل ان نقول نحن عراقيين , راقبوا الحوارات في البرامج , راقبوا واجهات البلد ( الذين هم اصلا معممين ) راقبوا المفردات في الشارع العراقي , المدارس وصلت مرحلة لا تقبل الاطفال الا اذا كانوا محجبات , وحفلات بلوغ سن التكليف في المدارس , واللطميات في مقرات الجيش والموؤسسات الحكومية والمدارس والجامعات
الجوامع والحسينيات حولت البلد والشعب الى مسخ خالي الملامح , متلون , وراقص مع كل من قرع له الطبل
قالها الفنان عادل امام في فيلم ( عمارة عقوبيان ... احنا في زمن المسخ )
ونحن الان في زمن المسخ

مهند زكي



#مهند_زكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحن ... ومجاهدي خلق
- انتخابات جنود ولاية السفيه
- نحن شعب ... جبان
- الدعارة ... مابين الحجاب والعمامة
- لي وطن كان اسمه ... العراق العظيم
- الثورة لنا
- رسالة من شعب مذبوح ....!
- السيرة الدموية الشريفة
- مافيا الاسلام ... وقادته
- عصائب الحق ... عصائب اهل الزنا
- كلاب الإسلام السائبة
- اقتدوا بنا ... لأننا الحضارة
- بعقلي وحضارتي ... اقاوم عهر عقيدتكم إلا أخلاقي


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مهند زكي - من اين نبدأ ...؟