أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟















المزيد.....

عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 13:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال رائد فهمي، الذي يمكن اعتباره أنشط المروجين لعادل عبد المهدي -ربما لأنه موعود بوزارة دسمة في الحكومة القادمة -أنَّ الأخير وضع أربعة شروط لكي يوافق على ترشيحه وهي باختصار:
1-أن تكون له حرية كاملة في اختيار الكابينة الوزارية.
2-أن تقدم الكتل عدد من المرشحين لوزارة معينة وهو يحق له ان اختيار أحد هؤلاء المرشحين او رفضهم جميعا.
3-هو من يحدد البرنامج الحكومي، مع أخذ وجهة نظر القوى السياسية.
4- له الحرية الكاملة بإدارة الحكومة الجديدة وترتيب علاقته مع القوى السياسية حسب ما يراه هو مناسبا وابعاد التدخلات الحزبية والسياسية عن العمل الحكومي.
رائد فهمي وافق فوراً على هذه الشروط واعتبر أنها (تأتي من أجل انجاح وتقوية العمل الحكومي). ولكن هذه الكذبة ساذجة لن تنطلي على غرٍّ صغير. فعبد المهدي الذي يُلمع ويُقدم اليوم كمستقل لم يترك حزبا من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين لم يكن عضوا فيه ذات يوم وثانيا فهذه الشروط "الفشنك" تؤكد انه ليس مستقلا بل مستقتلا من أجل منصب رئيس الوزراء في حكم المحاصصة الخائب والفاشل، لماذا؟
*الشرط الثاني ينفي الأول فالحرية في اختيار الوزراء تنتقص منه حقيقة أن الكتل هي التي ترشح الوزراء. ثم أنَّ هذا الشرط كان معمولا به في وزارة المالكي الثانية ووزارة العبادي، وقد رفض الاثنان العديد من أسماء الوزراء الذين رشحتهم الكتل مرات عديدة... أي إنَّ هذه البضاعة بائرة ومغشوشة وتشبه الى حد بعيد لعبة "الثلاث ورقات" يديرها نصاب مبتدئ!
*الشرط الثالث ينفي بعضه بعضا، فعبارة "هو مَن يحدد البرنامج الحكومي بالتشاور مع القوى السياسية" تنفي بعضُها بعضا مضمونيا لأننا لا نعرف الحدود الفارقة عمليا بين قوة القرار والإرادة التي يتمتع بها رئيس الوزراء وقوة القرار وإرادة للقوى السياسية. وهذا الأمر (تحديد البرنامج بالتشاور مع القوى السياسية) كان معمولا به سابقا وليس جديدا فالتشاور أي "الصفقات بين الكتل" هي الأساس وبهذا تكون حرية رئيس مجلس الوزراء مجرد لغو فارغ.
*ولكن لماذا لم يضع أحدٌ من أهل الكتلتين شرطا واحدا على هذا المرشح "المستقتل" كما تفعل الناس في برلمانات العالم الآدمي حين يكون المرشح مستقلا؟ دع عنك أن استقلالية عادل عبد المهدي لا يعول عليها ولا يزيد عمرها كثيرا على عمر "دجاجة المزرعة"، فقد خرج من آخر حزب كان فيه "المجلس الأعلى قبل فترة" بخروجه من وزارة النفط في آذار سنة 2016، ثمَّ، لماذا لا أحد يضع عليه شرطا من هذه الشروط مثلاً:
1-أن يتنازل عن جنسيته الفرنسية التي يحملها هو والمروِّج له الوزير السابق رائد فهمي!
2-أن ينأى بنفسه عن قانون شركة النفط الوطنية المشبوه والذي هو الآن موضوع لطعن قضائي تقدم بها خبراء نفط وطنيون؟
3-أن يتعهد علنا بعدم رفع نسبة الإقليم من الموازنة العراقية مجددا الى 17%.
4-أن يتعهد علنا ببقاء كركوك محافظة عراقية تحت سيطرة العاصمة الاتحادية بغداد وعدم إشراك أية قوات غير نظامية عراقية لا تأتمر بأمر القائد العام للقوات المسلحة العراقية في إدارة ملفها الأمني والإداري.
5-أنْ يتعهد بالتوقف عن استلام المبالغ الطائلة التي اعترف بأنه كان يتقاضها وزيرا كمخصصات "منافع اجتماعية" ورواتب ضخمة والتي زعم بأنه كان يتبرع بها للمحتاجين، فهذه دولة وليست جمعية خيرية! وأن تترك له حرية التبرع من أمواله الشخصية وأموال عائلته الإقطاعية والتي أعاد لها المحتلون الأميركيون الأراضي التي وزعتها جمهورية قاسم سنة 1958باسم الإصلاح الزراعي على فقراء الفلاحين!
وقبل ذلك بيوم واحد، قال نيجيرفان بارزاني (يجب أن ينتخب الكرد مرشحهم، لكي يكون المرشح الممثل الفعلي لكردستان... السُّنة انتخبوا مرشحهم، والشيعة كذلك للخروج بمرشح واحد، وهذا الامر هو صحيح، أمل أن نتوصل الى تفاهم بهذا الشأن...لا مصلحة في التوجه بمرشحين من حزبين، ويجب حسم المسالة بين الكتل الكردستانية، ونطرحه على الكتل الأخرى). نجيرفان البارزاني قال الحقيقة حول ما يحدث هذه الأيام وهو صادق في ما قال، ولكن أليس هذا هو التكريس النهائي للمحاصصة الطائفية والتقسيم الفعلي والحقيقي للعراق الى ثلاث دويلات، فعن أي إصلاح وكتل عابرة للطائفية يهذي البعض من زاعمي اليسارية في قناة البزاز؟
يعتقد هذا "البعض": إن الوضع في عراق اليوم بعد الانتخابات الأخيرة تغير فالكتلتان الأكبر أصبحتا عابرتين للطائفية في كتلة الإصلاح والإعمار "فندق بابل" نواب سنة وشيعة وفي تحالف البناء "فندق الرشيد" نواب سنة وشيعة وهذا تقدم جيد! كلا هذا عبث وكذب وتلفيق لا يوجد أي عبور للطائفية وليس ثمة أي تقدم للأسباب التالية:
1-هذه الانتخابات هي الأدنى في نسبة المشاركة باعتراف القائمين عليها وهي الأكثر اتهاما بالتزوير ولا يعول عليها وكل ما قام على باطل باطل.
2-النواب في كل تكتل على حده أو التكتلين " بابل والرشيد" لا يمثلون التكوين المجتمعي العراقي فالنواب الكرد لا وجود لهم لأنهم يتصرفون كشعب مستقل في دولة مستقلة عمليا، أو كدولة عضوٍ في اتحاد كونفدرالي غير معلن وكذلك ممثلو الأقليات لا وجود لهم.
3-النواب الشيعة يمثلون أحزابهم الطائفية نفسها - مع استثناء صغير يمثله وجود ذيلي صغير قد يسمي نفسه علمانيا أو شيوعيا- والنواب السنة يمثلون أحزابهم الطائفية نفسها وحواضنهم الاجتماعية الناخبة نفسها
4-لا جديد على صعيد الدستور المكوناتي أو على صعيد قانون الأحزاب الذي لا يحرم تشكيل الأحزاب الطائفية وقانون الانتخابات الحزبي الفاسد والتزويري! وحين ينعدم وجود الجذور ينعدم وجود الثمار!
5-الفرق الوحيد بين الكتلتين الأكبر المذكورتين سلفاً هو في اسم الدولة الأجنبية الحامية والحليفة لكل منهما، فالجماعة في فندق بابل متهمون من خصومهم بالعمالة لواشنطن أو في الحد الأدنى بأنهم محميون وممولون منها، مقابل جماعة فندق الرشيد المتهمين من خصومهم بالعمالة لطهران أو محميين وممولين من قبلها. هذا يعني أن الكتلتين لا علاقة لهما باستقلال وسيادة العراق المنتهكين أصلا طوال السنوات الخمس عشرة الماضية، وأن الكتلتين تضمان كومة من الساسة والنواب الانتهازيين الطائفيين الرجعين التابعين للأجانب والباحثين عن المال السحت ينهبونه من عائدات النفط الضخمة، وترك الشعب العراقي يتلظى في جحيم الماء الملوث والأمراض الفتاكة وسوء الخدمات وفقدان الأمن...الخ!
من الواضح أن هناك حملة من "الاجتثاثات المتقاطعة" تذكرنا بقصة خاتم أبي موسى الأشعري: فالصدر يريد اجتثاث الخاتم من إصبع المالكي، والملكي يتشبث بالعمامة الإيرانية للبقاء في منصبه. إيران تريد اجتثاث الخاتم من إصبع العبادي، والعبادي يتشبث بعمامتي "سائرون" للبقاء في منصبه. عمار الحكيم يريد تثبيت الخاتم في أصبع عادل عبد المهدي ويستعين على ذلك بتأييد مزعوم من المرجعية، والصدر يحاول خلع صاحبه العبادي، والعبادي يريد "قصقوصة" من المرجعية تؤكد له تأييدها وتبنيها لعبد المهدي وإلا فهو متمسك ببقاء الخاتم في إصبع حزب الدعوة.
واشنطن تريد اجتثاث أصدقاء طهران ومرشحهم، وطهران تريد اجتثاث أصدقاء واشنطن ومرشحهم...والحل؟
*الحل في اجتثاث نظام المحاصصة الطائفية ودستوره الأسود، ومَن يريد هذا الحل عليه أن يحرض العراقيين على اجتياح المنطقة الخضراء بتظاهرات مليونية هدفها إعادة كتابة الدستور باتجاه بناء دولة المواطنة والمساواة وحظر أحزاب الهويات الفرعية "الطائفية"، ما عدا هذا من ثرثرات "الإصلاح" و " التغيير" ليس إلا "فوح ماش" لا يغني من جوع ولا يروي من ظمأ!
*زبدة الزبدة: يبدأ التغيير الحقيقي بإغلاق سفارتي واشنطن وطهران لعامين، ومنع رجال الدين من مزاولة السياسة، ومن التدخل في شؤون الدولة كرجال دين.



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ج2 تعقيب أولى على مقالة عامر محسن : انحطاط الديموقراطية الإج ...
- تعقيب أولى على مقالة عامر محسن حول فساد الديموقراطية في العر ...
- هل عيَّنَ السيستاني عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء فعلا، وماذ ...
- مهلا، الجزائريون لا يعرفون البضاعة الطائفية!
- قالوا وقلنا : المهندس،الشمري، العبادي، الأعرجي والعيداني!
- بلا تخوين ولا تزكيات مطلقة: إنقاذ البصرة بإنقاذ الانتفاضة في ...
- قصة قناص البصرة الشبحي !
- رصاص حي على متظاهري البصرة وسكوت على تهديدات دولة العدو الصه ...
- حزب آل الطالباني يهدد برفع السلاح ضد بغداد، هل تمرد هذا الحز ...
- مهزلة الجمع بين الطائفية والديموقراطية
- لولا دا سيلفا والديموقراطية المخترقة بالطاعون الأميركي!
- المطالب الكردية الأخطر والكتلة الأكبر
- بوتين يدفن آخر إنجازات الاشتراكية السوفيتية والصحافة العربية ...
- القدس والمسجد الأقصى بين زلة عيد وخطيئة يوسف زيدان!
- الإسلام البدوي و-العهدة العمرية- عند المصابين بالدونية الحضا ...
- الساسة السنة والكرد نحو تقسيم الدولة طائفيا وعرقيا
- سليماني وقطر أفشلا -الكتلة الأكبر- للصدر والعبادي..لماذا؟
- غزوة الكتلة الأكبر ودستور بريمر
- أميركا تعاقب إيران وإيران تعاقب العراق؟
- هل العصيان المدني السلمي ممكن في العراق؟


المزيد.....




- دبي بأحدث صور للفيضانات مع استمرار الجهود لليوم الرابع بعد ا ...
- الكويت.. فيديو مداهمة مزرعة ماريغوانا بعملية أمنية لمكافحة ا ...
- عفو عام في عيد استقلال زيمبابوي بإطلاق سراح آلاف السجناء بين ...
- -هآرتس-: الجيش الإسرائيلي يبني موقعين استيطانيين عند ممر نتس ...
- الدفاع الصينية تؤكد أهمية الدعم المعلوماتي للجيش لتحقيق الان ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /20.04.2024/ ...
- ??مباشر: إيران تتوعد بالرد على -أقصى مستوى- إذا تصرفت إسرائي ...
- صحيفة: سياسيو حماس يفكرون في الخروج من قطر
- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟