أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !














المزيد.....

ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 09:56
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتى لا أخلط كل الثمار في السلة ، فمن الضرورة الاشارة الى اني هنا لا افتح النار عشوائيا بأتجاه الجميع ، ولا أعني بكلامي كل رجال السياسة العراقيين ، فهناك اسماء نزيهة ، ناصعة التاريخ وثابتة المواقف ، لم تحاول يوما ان تسئ لتاريخها ولمبادئها ومواقفها النزيهة وارتباط عملها ونضالها بقضية الشعب العراقي ومستقبله الديمقراطي الفيدرالي .
اما ما يدعوني للحديث بغضب عن البعض من رجال السياسة العراقيين ، فهو ما اثاره من تداعيات عندي الخبر الذي تناقلته وكالات الانباء مؤخرا ، عن استقالة اندرو كارد ، كبير موظفي البيت الابيض الامريكي ، صاحب الصورة الشهيرة عام 2001 ، التي همس فيها في اذن الرئيس الامريكي جورج بوش الابن بخبر الهجوم الارهابي في نيويورك يوم 11 سبتمبر ، وكان الرئيس الامريكي يومها يقرأ للتلاميذ في مدرسة ابتدائية في ولاية فلوريدا قصة للاطفال . لست معنيا هنا في الحديث عن العمل الارهابي البشع ، الذي صار علامة تأريخية فارقة لعصرنا الحالي ، ولا عن نتائجه الدراماتيكية في كل انحاء العالم بحيث صارت الدول المتحضرة والمستقرة اجتماعيا تخصص ميزانيات هائلة لمكافحة الارهاب اكثر مما تخصص للتعليم والصحة ، والى جانب كل ذلك جاء غزو العراق واحدا من هذه النتائج .
ما يهمني هنا في هذه السطور هو السيرة التاريخية والفريدة التي تناولتها الصحافة للسيد اندرو كارد ، وتشير الى حقيقة انه والرئيس جورج بوش الابن يتشابهان في خطوط كثيرة في سيرة حياتهما ، ولكن من اهم ما لفت انتباهي فيها هو انهما كانا رجال اعمال قبل ان يدخلا عالم السياسة تحت خيمة الحزب الجمهوري الامريكي ، ويحتلا ارفع المناصب ليقوما بعملية " رد الجميل للوطن " كما شاع عنهما من تصريحات . كان بوش الابن رجل اعمال بارز في مجال النفط ، بينما عمل كارد في مجال صناعة السيارات ، وصار في فترة رئيسا لاتحاد شركات صناعة السيارات الامريكية.
ولو تحدثت الان عن الذي يجمع بعض من ساستنا العراقيين ، مع السيد جورج بوش الابن والسيد اندرو كارد ، فاني لا اعني هنا غزو العراق وتشجيع احتلال البلاد تحت ذريعة الخلاص من الديكتاتورية والاستهانة بقدرات الشعب العراقي للقيام بهذه المهمة ، ولا تسويق الطائفية من اجل مصالح طبقية وحزبية ضيقة ، ولا اللعب تحت الطاولة والكواليس واجترار الشعارات وخداع بسطاء الناس بالحديث عن الديمقراطية والشفافية واليات طبخ الباميا وتوزيع المراكز .
لن نتوقف عند تفاصيل كثيرة في سيرة حياة جورج بوش الابن والسيد اندرو كارد ، لاني من كل ما تقدم اريد الوصول الى حقيقة بسيطة هو ان السادة جورج بوش واندرو كارد دخلا السياسة وارصدتهما في البنوك تتناطح كما يقال ، والكشف المالي الذي قدمه كل منهما لمؤسسات الدولة قبل تسلمه مناصبه يكشف عن هذا ، وقسائم دائرة الضرائب المنشورة التي يدفعها كل منهما لمؤسسات الدولة تكشف ذلك ايضا ، وفوق كل ذلك فان مساهماتهما لاغراض مختلفة ، منها بالتاكيد الاغراض الدعائية ، في تمويل نشاطات خيرية متنوعة . كل ذلك يبين لنا ثراءهما قبل دخول معترك السياسة لتنفيذ برامجهما التي جلبت لهما ثراء اكثر والكوارث لبلادنا وللعالم اجمع. البعض من رجال السياسة في العراق ، ومن كل الاقاليم ، شمالا ووسطا وجنوبا ، ومن كل الطوائف والقوميات ، الامر عندهم معكوس تماما مقارنة مع سيرة حياة السادة جورج بوش واندرو كارد . بعض من ساستنا العراقيين تسلقوا الى المراكز القيادية وتربعوا عليها تحت ستار شعارات براقة وبرامج حزبية توزع الوعود بالرفاه والرخاء يسارا ويمينا . غالبيتهم وصلوا مواقعهم البارزة حفاة ، فقراء ، ببطون ومحافظ خاوية ، ولكن جميعهم ورثوا من النظام الديكتاتوري المقبور ـ وبأقتدار صدامي يحسدون عليه ـ اليات عمل في الشفط واللهف والنهب ، وضمن وضع تعاني فيه اجهزة الدولة العراقية من عدم الاستقرار ، بل وفي احيان غياب وشلل كامل ، وامام الاوضاع السياسية المعقدة التي يمر بها الوطن ، راحوا يشفطون وينهبون كل ما يقع تحت اياديهم ، واغتنوا بسرعة شيطانية ضمن موجة الفساد التي تعم كل مؤسسات الدولة وكأنها وباء مريع . هكذا راحت تفوح روائح كريهة للكثير من الاسماء التي يفترض ان تكون حريصة على مستقبل ابناء العراق وخيرات البلاد وثرواتها ، وهنا نعني اولئك الذين راحت ارصدتهم تكبر في البنوك الاوربية وعينوا لهم وكلاء لمتابعتها ـ قدوة برجالات نظام الديكتاتور المقبور ـ ، واولئك الذين صاروا يتملكون الاراضي والاطيان على امتداد البصر بحيث صار العراق يشهد عودة اقطاعيات من نوع جديد ، او من راحوا يشيدون العمارات الشاهقة في مختلف بلدان العالم ، او اولئك الذين يفرضون انفسهم شركاء بشكل ما لكل مستثمر في قطاع معين ، والخ . اخر ما سمعت من مصادر مطلعة هو حكاية ذلك السياسي المتذاكي ، الذي لم يضع شيئا في حسابه البنكي واكتفى بالقليل الشرعي ، خوفا من حلول يوم يصدر فيه قانون "من اين لك هذا ؟ " ، فراح يسجل الاراضي والاطيان ويفتح الحسابات المصرفية بأسماء افراد عائلته نساءا ورجالا ، ومن مختلف الاعمار ، بحيث ان حفيده الاخير البالغ من العمر عدة شهور فقط هو الان نصف مليونير كما يقال !
لست الوم هذا السياسي الالمعي في هذا ابدا ، فهو لا يريد من حفيده سوى ان تكون له سيرة حياة شبيهة بسيرة الرئيس الامريكي جورج بوش الابن بان يدخل السياسة وهو ثري بدل ان يدخلها مثل جده فقير وحافي فليجأ مثله ايضا الى لطش اموال الدولة من خلال السمسرة بعقود الدولة الرسمية .

سماوة القطب
30 اذار 2006



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا ...
- حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال ...
- الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر
- أفلام توم وجيري !
- لماذا تحولنا الى شعوب لا تقرأ ؟
- الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار ...
- حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
- الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
- صورة الدم
- من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
- رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
- الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس ...
- السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
- اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
- هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...
- هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - يوسف ابو الفوز - ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !