أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - في الطريق الى روما ... الشراب الايطالي وشربت الحاج زبالة














المزيد.....

في الطريق الى روما ... الشراب الايطالي وشربت الحاج زبالة


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 03:54
المحور: الادب والفن
    


روما المدينة التاريخية تحفل بالمعالم الفنية والمتاحف المختلفة والتماثيل المرمرية الشهيرة لاعظم الفنانين ، اضافة الى كونها مهد الكنيسة البابوية الفاتيكان وزيارتها حلم لا يمكن ابعاده عن ذهن اي محب للسياحة والاطلاع على تاريخ النهضة الاوربية الفنية والتاريخ الروماني القديم .
ورغم اني زرتها سابقا عدة مرات خلال السبعينات والثمانينات من القرن الماضي الا اني وجدت ضرورة تنشيط صور وذكريات الزيارات الماضية والقيام بزيارة جديدة الى روما لاستعادة الاستمتاع بالحاضر الحافل بالفنون والماضي المتسربل بعبق التاريخ البعيد .
ما ان اخذت مكاني في الطائرة المتوجهة الى مطار ليوناردو دافنشي حتى بدأت سلسلة من الصور والذكريات تختلط بين روما وبغداد وتوالت متلاحقة مع ارتفاع الطائرة الى طبقات السماء العليا ومن الغريب ان يقفز شربت الحاج زبالة الى الطائرة ما ان وضعت امامي المضيفة قنينة صغيرة من الشراب الاحمر وشطيرة خبز وجبن .
كان شربت الحاج زبالة من اشهر المشروبات في بغداد . وحين نذهب الى ثانوية الاعدادية المركزية اواسط الستينات لا نستغني عن قدح من شربت زبيب الحاج زبالة اللذيذ الطعم والنكهة ، حلو المذاق زكي الرائحة ما زلنا نذكر حلاوته حتى اليوم ، واحيانا كنا نشتري منه مع الشربت قطعة من الصمون والجبن الابيض .
بعد ان اضطررنا الى مغادرة بغداد اواخر السبعينات وتفرقنا في بلدان العالم انقطعت اخبار شربت الزبيب ، ولم نجد ما يعوضه من مشروبات غازية وروحية .
وحين سنحت الفرصة في العودة الى بغداد في زيارة سريعة بعد تحرير البلاد من قبضة العصابة الصدامية حالفنا الحظ خلال جولة في شارع المتنبي في الالتفاف على الثقافة والبحث عن ما يطفئ لهيب العطش فاشار علينا صديق بزيارة محل الحاج زبالة وتناول شربت الزبيب الشهير . وفتح شهيتنا ببيت الاعشى الشهير:
وقد غدوتُ الى الحانوت يتبعني / شاوٍ مشلٌ شلولٌ شلشلٌ شولُ
حين دلفنا الى الحانوت وجدناه ما زال في آخر سلم التطور ، فقد بدا الحانوت فقيرا في ادواته وكوؤسه وخدماته المحدودة بحدود بضعة امتار اقتطعها من جانب الرصيف الذي كان يوما رصيفا يبعث الامل والسعادة في النفوس ، فغدا بائسا لا يسمن من جوع ولا يروي من عطش .
تناولنا الشربت الشهير و ذكرنا الحاج زبالة ذكرا طيبا على ما ترك من اثر ، وقد توارد ذكره الى خاطري اليوم حين توجهت الطائرة الى ايطاليا ، فما ان استقربنا المقام على الكراسي الوثيرة وصعدت الطائرة الى عنان السماء واصبحت الغيوم البيضاء تحت اجنحة الطائرة حتى وجدت عربة الشراب والطعام تقترب من جانبي فطلبت شرابا ايطاليا
وفطيرة ايطالية ، فناولتني فاتنة الطائرة المضيافة قنينة حمراء صغيرة وفطيرة من الخبز والجبن الايطالي .
وما ان سكبت الشراب الاحمر في الكأس التي امامي حتى قفزت الى ذهني صورة كـأس الحاج زبالة وشربته ، وتساءلت مع نفسي ماذا كان يضير العراق لو سمح بتطوير شربت الحاج زبالة ليصبح مثل هذه القناني الصغيرة التي لا يزيد محتواها على كأس صغيرة ، ومع ذلك تباع بحفنة مجزية من الدولارات . الشراب الايطالي ليس بالضرورة شراب كحولي ، فالكثير منه خال من الكحول ، وهو الذي بدأ يكثر شربه طلبا للصحة والعافية .
اشعر لو توفرت للعراق قيادات حريصة على تطوير البلد لما كان شربت الحاج زباله اقل شأنا من هذا الشراب الايطالي المسمى فينو روسو .
Salute



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسار القسوة والعنف في فاجعة كربلاء
- جاسمية وحكومة ابو جاسم
- جاسمية تشارك في مظاهرات البصرة بدون ابو جاسم
- الاقتراحات العرجاء لن تنفع البصرة
- البصرة وكركوك من حال الى حال
- جاسمية تفضح ربع ابو جاسم
- العقوبات على ايران وتقديم اوراق اعتماد رئيس الوزراء العراقي
- العقوبات الامريكية على ايران والعراق
- جاسمية تغضب على ربع ابو جاسم
- حكومة العبادي تؤدي رقصة الموت
- جاسمية تهدد ربع ابو جاسم
- رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الوزراء .. الاستقالة اهون الشرين
- من هو رئيس الوزراء الحازم والقوي ومتى يلتف حبل الجماهير حول ...
- جاسمية تشارك في المظاهرات ضد ربع ابو جاسم
- اخر الدواء ... السحل
- انتفاضة البصرة القت بالانتخابات في سلة المهملات
- ليس دفاعا عن هاشم العقابي
- جاسمية تحتفل على عناد ابو جاسم
- جاسمية تغمز ابو جاسم : اليدري يدري
- جاسمية تحرك كَلب ابو جاسم


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عبد الستار - في الطريق الى روما ... الشراب الايطالي وشربت الحاج زبالة