أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!














المزيد.....

الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!


نادية محمود

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 01:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


واضح ان مصالح الطبقة البرجوازية الحاكمة والتي كونت "دولة" ما بعد 2003 في العراق والتي تحالف جزء منها مع الغرب (امريكا) وجزء اخر مع الشرق (ايران)، استدعى وجود نوعين من السلطة لادامة سلطتها ومصالحها: السلطة الرسمية "برلمان وحكومة" والسلطة غير الرسمية "العصابات الميلشياوية".
ولاجل ادامة مصالح هذه الطبقة، وضعت بقسميها الرسمي وغير الرسمي لنفسها استراتيجية تقف على قائمتين: الافقار والاسلمة! وبعيدا عن لغط الاختلافات فيما بينهم احزاب وميلشيات، قامتا بتقسيم العمل بينهما. فبينما تنتهج الحكومة، وبشكل منظم سياسة افقار المجتمع، تقوم العصابات الميلشياوية بأسلمة المجتمع. وهكذا تظهر هاتين السلطتين وجهان لعملة واحدة. هما سلطة واحدة.
وللتذكير وبشكل سريع، بان هذا ليس اكتشاف او ابداع عراقي! بل انه نسخة مستنسخة من ايران بعد ثورة عام 1978. حين كانت سلطة الاسلاميين بقيادة الخميني ضعيفة وفي بداياتها، انشأ الخميني دولة بجوار دولة، الدولة الرسمية، وهي الحكومة والبرلمان، والدولة غير الرسمية وهي الحرس الثوري الايراني وتأسيس المؤسسات الخيرية الاربع العملاقة، التي يطلق عليها (بنيادها- المؤسسات)، التي قوتها تضاهي قوة الدولة اقتصاديا، وهي فوق قانون الدولة. ان حكمة تأسيس دولة بجانب دولة، هي ان اسقطت الدولة الرسمية، تهب الدولة غير الرسمية لنجدتها. انه ابداع في الدفاع عن السلطة. ولكن حديثنا ليس متعلقا بايران الان، لنعد لموضوعنا.
دولة الاسلام السياسي الشيعي في العراق التي تنتهج هذه السياسة اي الافقار والاسلمة، ليس بوسعها اصلاح او التراجع عن اي من هذين السياستين، الا بضغط جماهيري حقيقي وجاد وواسع ومنظم، لان اي اصلاح او تراجع يعني بالضرورة فقدان جزء من امتيازاتهم وتصدعا في مصالحهم. ضغط، يجعلها امام خيارين: اما خسارة كل شيء، او خسارة بعض الشيء!
فالمجتمع يعاني من بطالة مليونية، حيث، اولا، وضع الرأسمالية في العراق لا يستوجب تشغيل ايدي عاملة كثيرة. فاهم قطاع يضمن للحكومة والميلشيات دخل قابل للتصرف به، يجري تأمينه من النفط، والموانيء وبعض القطاعات. ان تشغيل نصف مليون عامل، يكفي لتحقيق مصالح وارباح الرأسمالية في العراق. البقية سيحالون بالضرورة الى الشارع، والى جيش البطالة. ثانيا، تقديم اي ضمان اجتماعي او بدل بطالة من ميزانية الدولة، سيقرض بالضرورة و يقلل من الاموال التي تحت ايديهم والقابلة للنهب. في دولة لا رقيب فيها ولا حسيب على الميزانية. ما يحدّ من القدرة على السلب والنهب هو شدة المنافسة بين المتحاصصين و توازن القوى بينهم. ثالثا تقوم المؤسسات الرأسمالية من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي برشوة الحكومة من اجل ان تقوم بتحرير اقتصاد المجتمع. تمنحها الاموال، باسم القروض، وهي التي تعرف ووفق تقاريرها بانها من افسد الدول في العالم. واخيرا، تقتدي السلطة في العراق بحلفائها من الغرب والشرق، والذين لهم ذات السياسات تجاه شعوبهم، فلماذا يجب عليهم ان يكونوا افضل عطاءات منهم. لذا لن تقوم الحكومة، هذه الحكومة او التي تليها، لانها من نفس الطبقة، بأية اصلاحات، مالم تشعر بان الجماهير امسكت بخناقها!
اما مشروع اسلمة المجتمع، يقوم اولا وقبل كل شيء على كراهية وبغض النساء ومعاملتهن معاملة دونية وسلعية ووضعهن في وضع التبعية للرجل واحكام السيطرة الابوية والذكورية عليهن، ويرفض كل اشكال الحرية الفردية والسياسية والشخصية. وكل تحدي او بروز لاي ملمح او مظهر من حياة مدنية، يعتبر تهديد مباشر لهذه السلطة، بكلا ركنيها، الحكومي والميلشياتي. ان تارا فارس ورفيف الياسري، وسعاد العلي وسحر الابراهيمي، اولئك الناشطات في منظمات حقوق الانسان، او اللواتي يشتغلن في مهن جديدة، كالتجميل والمساج وغيره، شكّلن تهديدا لايديولوجية الاسلام السياسي التي ارادت هذه السلطة ترسيخها في المجتمع على امتداد عقد ونصف . الا انها فشلت. ان قتل هؤلاء النساء العّزل عبّر عن حقيقة فشل المشروع الاسلامي في العراق. الحقيقة التي لا تريد الحكومة وميليشياتها تصديقها او قبولها. ان ماقامت به هؤلاء النسوة هو سعي واضح في الدفاع عن نمط حياة مختلف، اخر، حقوق اخرى، مدنية، غير خانعة، متحدية، جسورة، جريئة وشجاعة. ان شجاعتهن، وتحديهن في مجتمع تحكمه الميلشيات امر يستحق ويجب الافتخار به.
الا ان الامر هو كالتالي: ان دولة تقوم على قائمتي الافقار والاسلمة، وتظن انها تستطيع ان تخلّص نفسها من مسؤولية الاجابة على حاجات الناس عبر النهب واستخدام قوة السلاح، لم و لا يمكن ان يستوي لها الامر. حين يكون الشباب في حالة جوع، ليس لديهم حتى اجور مواصلات للتنقل. حين يكون الخريج عاجزا عن التقدم لخطبة فتاة يحبها، لانه بدون دخل، حين لا يكون لديه ما يفقده في النضال سوى قهره ويأسه، سيقاوم، وسيحتج، سيتظاهر. وان لم يحرقوا مقرات الاحزاب في ايلول 2018، لانهم مؤمنين بسلمية التظاهرات. لن يمنعهم يأسهم واحباطهم وفقرهم، من يصعدوا وتيرة احتجاجاتهم، ولن ينفعهم معها لا ندم هادي العامري ولا اعتذاره، ولا وعود ال10 فرصة عمل! دولة عجزت على امتداد 15 عاما من ان تقنع فتاة في العشرين بصحة نمط الحياة الاسلامي، لن تستطيع ان تقنع اية امرأة اخرى، الا اذا قامت بابادة النساء.
انهم اعلنوها حربا على المجتمع، على الفقراء والنساء. الا ان الجماهير بدأت بتنظيم قواها: اتحاد العاطلين عن العمل يـتأسس في الزبير في البصرة، رابطة الاحتجاجات المستقلة تتشكل في بغداد، الشباب، النساء، العاطلون عن العمال، العمالة الهشة، يمضون الى تنظيم انفسهم. ان عصابات ارعبتها النساء العّزل من امثال رفيف و تارا، سترتعد فرائصها بالتاكيد من حركة الجماهير المنظمة.



#نادية_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القمع ليس جوابا!
- كي لا ننسى - دروس من انتفاضة البصرة-
- لا تحرفوا القضية: مطالب ثورة البصرة.. ماء وكهرباء وفرصة عمل
- على مذبح ثلاثية الحصة- الطائفة- الفساد، تنتفض البصرة!
- مالذي تغيّر في احتجاجات صيف 2018 عن تظاهرات صيف 2015؟
- التظاهرات والتنظيم!
- حول التنظيم العمالي- البطالة، العمالة الهشة (المؤقتة، غير ال ...
- حول التنظيم العمالي- اوضاع الطبقة العاملة في العراق واثارها ...
- احتجاجات العاطلين عن العمل
- حول التنظيم العمالي- توزيع الطبقة العاملة في العراق- الجزء ا ...
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية - الجزء الرابع
- حول التنظيم العمالي -المجالس العمالية- الجزء الثالث
- حول التنظيم العمالي- المجالس العمالية- الجزء الثاني
- حول التنظيم العمالي - المجالس العمالية- الجزء الأول
- لا تغيير بعد الانتخابات؟
- هل كل هذا من اجل -خدمة الوطن والشعب-؟
- انتهاء -العرس الانتخابي- وحكومة الاقلية - وليس- الاغلبية الس ...
- الانتخابات والمرجعيات
- حول الانتخابات القادمة ويوم العمال العالمي
- مالذي سيتغير بعد الانتخابات، ومالذي لن يتغير؟


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نادية محمود - الافقار والاسلمة: ركنا -دولة- الاسلام السياسي في العراق!