|
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!.....8
محمد الحنفي
الحوار المتمدن-العدد: 1510 - 2006 / 4 / 4 - 10:22
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
مسلكيات البورجوازية المغربية :
و بناء على ما رأيناه في الفقرات السابقة، فإننا نجد أنه لا وجود لأي انسجام بين الإيديولوجية البورجوازية، و التصور التنظيمي البورجوازي، و المواقف السياسية البورجوازية، فلا شيء يمكن اعتماده للقول بذلك الانسجام. و إذا كان هناك من شيء يمكن تقريره، فإن فئات من البورجوازية قد تقتنع بالإيديولوجية الإقطاعية، و أخرى بالإيديولوجية البورجوازية التابعة. و قد تقتنع فئة أخرى بأيديولوجية البورجوازية الصغرى التوفيقية، و التلفيقية، و قد تصير مقتنعة بأدلجة الدين الإسلامي.
و بناء على هذا التعدد في القناعة الإيديولوجية، فإن البورجوازية المغربية لا تنتج مسلكية واحدة، بل إننا نجد أنها تنتج مسلكيات مختلفة، و متناقضة أحيانا، و لا شيء يجمع بينها.
و إذا كان هناك من قاسم مشترك بين المسلكيات البورجوازية، فهو المسلكية المخزنية، التي مخزنت و تمخزن جميع فئات البورجوازية، و أحزابها، و نقاباتها، و تنظيماتها الحزبية، حتى لا تخرج عن طوق المؤسسة المخزنية.
و انطلاقا من هذا التصور فإننا نجد أن :
1) فئة من البورجوازية المغربية تنتج مسلكية إقطاعية ممخزنة، تتمثل في انحياز هذه الفئة من البورجوازية المغربية إلى المثل الإقطاعية المستمدة من التاريخ الإقطاعي، و من واقع الإقطاعيين، و من الإيديولوجية الإقطاعية، و لا تعمل أبدا على مصارعة الإقطاعيين في فكرهم، و في ممارستهم، لأن مسلكية هذه الفئة من البورجوازية المغربية، لا تتناقض مع المسلكية الإقطاعية المستمدة من نفس الممثل، و بالتالي فإن التطابق بين المسلكيتين تبقى واردة، و الإقطاع يبقى حليفا معتمدا في جميع المحطات السياسية، التي يعيشها المغاربة، و التي تستهدف مصادرة حق الشعب المغربي في تكريس سيادته.
2) و فئة أخرى، و بسبب استغراقها في التبعية للنظام الرأسمالي العالمي، تسعى إلى تمثل قيم، و مسلكيات البورجوازية الأوربية، أو الأمريكية، حتى يتأتى الاعتقاد: بأن البورجوازية المغربية، تعادل البورجوازية الغربية، و بالتالي، فإنها هي التي يمكن أن تكون معولا عليها في قيام تقدم اقتصادي، و اجتماعي، و ثقافي، و سياسي. و هذه الفئة من البورجوازية تنسى أنها إنما هي مجرد ذيل لتلك البورجوازية، و أنها إنما تنفذ تعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الأخرى، و أنها إنما تقوم بدور الوكيل للشركات العابرة للقارات، و أنها، مجرد قنطرة، تمر منها تلك الشركات إلى امتلاك الثروات الهائلة، عن طريق شراء القطاعات الإنتاجية، و الخدماتية، التي كانت في ملك الشعب المغربي، فعملت الدولة المغربية، و بواسطة حكوماتها، و بمصادقة برلماناتها، على بيعها، إلى تلك الشركات .
و هذه البورجوازية تنسى أن قيامها بأية تنمية حقيقية، تعتبر مسألة ممنوعة، و لأنه إذا سمح لها بتنمية معينة، فإنها تكون بقرار من صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، والمؤسسات المالية الأخرى. و لذلك فهي لا تتجاوز إمكانية صياغة مسلكيتها على غرار مسلكية البورجوازية في أوربا و في أمريكا و على المستوى العالمي.
3) و فئة تتظاهر بأنها جزء لا يتجزأ من الكيان المخزني، الذي وقف وراء وجودها، و بالتالي، فإن هذه الفئة تتصرف، و كأنها هي المخزن، و هي السلطة المخزنية، باعتبارها، ولية النعم التي تتخبط فيها هذه الفئة، بسبب الامتيازات المقدمة لها.
و نظرا لأن هذه الفئة تعتبر نفسها فوق القانون، و تعمل على ارتكاب المزيد من الخروقات في حق المواطنين، و العمل على تزوير إرادة المواطنين، حتى تستبد بالمجالس البلدية، و تسخرها لخدمة مصالحها الطبقية، و السيطرة على المؤسسة البرلمانية، حتى تتمكن من إصدار القوانين، و التشريعات، التي تحمي بواسطتها استمرار استفادتها من الواقع الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و السياسي، كما تدل على ذلك جميع الوقائع، و الأحداث التي تجري يوميا تقريبا في مؤسسة البرلمان.
4) و فئة تتظاهر بأنها أكثر تمسكا بالدين الإسلامي، و هي لذلك تدعم كل الحركات المؤدلجة للدين الإسلامي، و تمارس كافة أشكال الترهبن، التي تشجعها على تكريس الاستغلال الاقتصادي، و الاجتماعي، و الثقافي، و المدني، و السياسي، و حتى تكتسب الشرعية الدينية في صفوف الجماهير المتدينة، التي تعتبر أن ما تقوم به تلك البورجوازية من استغلال همجي للكادحين، هو تسخير من الله، و أن ما يمارسه البورجوازيون من تكديس للثروات بسبب الاستغلال الهمجي، هو عطاء من عند الله، وبالتالي فإن ممارسة الصراع ضد البورجوازية المتدينة غير وارد، لأنه قد يؤدي إلى الكفر بالله. و بذلك نجد أن هذه البورجوازية تضفي على نفسها شيئا من القداسة.
5) و فئة تعتبر نفسها ذكية جدا، فتحاول استقطاب شرائح الكادحين حولها، و لكنها، في نفس الوقت، تعمل على أن تكون اكثر ارتباطا بأجهزة المؤسسة المخزنية، و أن تعمل على ادعاء قدرتها على حل المشاكل الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية، دون أن يؤدي ذلك إلى المس بمصالح البورجوازية، بفئاتها المختلفة، و دون أن يؤدي إلى المس بمصالح المؤسسة المخزنية.
و هذا النوع من البورجوازية، هي التي تسمي نفسها بالبورجوازية الوطنية، أو التقدمية، مساهمة منها في تضليل الجماهير الشعبية الكادحة ، حتى تمعن في استغلالهم دون مشاكل تذكر.
و هذه الفئات جميعها تتفق في عناصر مسلكية معينة :
العنصر الأول : امتثالها لتعليمات صندوق النقد الدولي، و البنك الدولي، و المؤسسات المالية الدولية الأخرى.
و العنصر الثاني : امتثالها لتوجيهات المؤسسة المخزنية، و أجهزتها السلطوية، باعتبارها ولية النعم.
و العنصر الثالث : مبالغتها، و بشكل بشع، في استغلا الطبقة العاملة، و سائر الكادحين.
و الاختلافات البسيطة القائمة فيما بينها، ترجع إلى اختلاف أصولها الاقتصادية، و الاجتماعية، و الثقافية، و المدنية، و السياسية غير الطبيعية، كما يدل على ذلك قيام أحزاب ذات طبيعة بورجوازية، وأخرى ذات طبيعة إقطاعية، أو بورجوازية تابعة، أو تحاول أن تظهر أنها أحزاب للبورجوازية الليبرالية، و أخرى تصر على أن تكون أحزابها ذات طبيعة بورجوازية صغرى، و أخرى تتبنى أطروحات مؤدلجي الدين الإسلامي، لتتودد بذلك إلى مؤدلجي الدين الإسلامي، و قد تعمل على إنشاء أحزاب مؤدلجة للدين الإسلامي، إذا كان ذلك سيؤدي إلى الحفاظ على استفادتها من الاستغلال الهمجي للطبقة العاملة، و لسائر الكادحين.
فعدم قيام البورجوازية المغربية على أسس سليمة يؤهلها لأن تلعب دورا تاريخيا معينا. و هي لذلك لا وطنية، و لا ديمقراطية، و دورها لا تاريخي. و تسلك كل المسالك التي تؤدي إلى قيام حركة اقتصادية، و اجتماعية، و ثقافية، تخدم مصالحها الطبقية، حتى تستمر في استغلالها الهمجي، و في حماية ذلك الاستغلال.
#محمد_الحنفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
البورجوازية المغربية سمات – مسلكيات – تخلف أية علاقة ... ؟!!
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
من أجل ريادة المرأة أو الأمل الذي لازال بعيدا: الجزء الثالث.
...
-
واقع الصحافة الملتزمة، و مصير الإعلام الجاد ... !!! : 14 : خ
...
المزيد.....
-
صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
-
الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
-
الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
-
من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب
...
-
الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
-
طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
-
تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في
...
-
عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً
...
-
قول في الثقافة والمثقف
المزيد.....
-
مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا
...
/ جيلاني الهمامي
-
كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع
...
/ شادي الشماوي
-
حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين
/ مالك ابوعليا
-
بيان الأممية الشيوعية الثورية
/ التيار الماركسي الأممي
-
بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا)
/ مرتضى العبيدي
-
من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا
...
/ غازي الصوراني
-
لينين، الشيوعية وتحرر النساء
/ ماري فريدريكسن
-
تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية
/ تشي-تشي شي
-
مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب
...
/ شادي الشماوي
المزيد.....
|