أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران في سوريا: الإعمار أم حرب تعم المنطقة؟!















المزيد.....

إيران في سوريا: الإعمار أم حرب تعم المنطقة؟!


نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 16:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن الأزمة بين روسيا وإسرائيل بشأن إسقاط طائرة استطلاع روسية بالدفاعات السورية لن تنتهي قريباً وستكون لها تداعيات تأمل إيران أن يدفع استمرارها الى تغيير قواعد الصراع الايراني الاسرائيلي في سوريا لصالح "محور المقاومة" حتى مع وجود مساع أميركية لتخفيف حدتها.
وإذ تضع إيران هذا الحادث ضمن المحاولات الاسرائيلية المستمرة للتأثير على مسار التطورات الميدانية على الأرض وعرقلة تحقيق الإنتصار النهائي ومنع سوريا وحلفائها من استعادة ماتبقى من ماتبقى من أراض من المعارضة المسلحة، خصوصاً إدلب إذ تنظر إيران إلى مصير(إدلب)، في السياق الطبيعي لتواجدها العسكري في سوريا باعتبارها الخط الأول الدفاع في مقابل إسرائيل فيما لو فكرت الدولة العبرية في شن إعتداء عليها، ولهذا تعتبر معركة إدلب آخر المعارك المصيرية في سوريا وأنها ستكون سبباً في حسم الكثير من المعادلات المرتبطة، ليس بمستقبل سوريا فحسب بل وستشمل أيضاً مستقبل دورها الأقليمي كاملاً فضلاً عن تحقيق جُملة المصالح الجيوسياسة في عموم منطقة الشرق الأوسط.
ورغم التنافر بين الطرفين، يعكس تقديم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشكر لايران في إطار شكره روسيا وسوريا وتركيا أيضاً للتوصل الى إتفاق إدلب، (يعكس) إعترافاً أمريكياً لافتاً بالدور الايراني في سوريا، وأنها جزء من الحل في سوريا والمنطقة ، وأن هناك تفاهماً يمكن تطويره ليصل الى مفاوضات مباشرة وحلول للمسائل العالقة في المنطقة كلها وهو مايتناقض مع تصريحات أخرى تصدر عن مسؤولين أمريكيين آخرين ، منها بالطبع قول مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي جون بولتون إن إيران مسؤولة عن هجمات في سوريا ولبنان وإسقاط الطائرة الرّوسيّة، وقوله "القوات الأمريكية ستبقى في سوريا طالما بقيت القوات الإيرانية خارج حدود إيران".
ولم يمنع هذا التصريح وتصريحات أخرى وصفت بالعدائية أطلقها بولتون تجاه قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اللواء قاسم سليماني، من تاكيد قادة طهران أنهم سيبقون في سوريا حتى الانتهاء من الحرب على الاٍرهاب وبعد تحرير كافة الأراضي السورية من "القوات الأجنبية" في إشارة الى القوات الأمريكية التي وصفها علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الايراني الأعلى للشؤون الدولية بالقوات "المحتلة".
معادلات الميدان
وبات واضحاً أن موقف ايران العسكري على الأرض كما تشير التصريحات الرسمية، ماعاد كما كان عليه قبل إعلان روسيا أنها ستمد سوريا بنظام صواريخ إس-300 أرض جو ، رغم اعتراض إسرائيل بقوة، بعد اتهام موسكو لإسرائيل بالمسؤولية غير المباشرة عن إسقاط الطائرة، ما ينبيء بخلق وضع خطير بين اسرائيل وايران في سوريا وقال أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني في هذا الصعيد إن استمرار اعتداءات الكيان الصهيوني على سوريا سيواجه ردود فعل تجعله نادماً.
وفي المقابل حسن نصرالله أمين عام حزب الله كان هدد إذا حصلت معركة بين حزب الله واسرائيل فان اسرائيل ستشهد أكبر خسارة في تأريخها.وقد رفع الحزب جهوزية صواريخه من 40 ألف صاروخ في حرب 2006 الى 150 ألف صاروخ تم نشرهم هذه المرة على الأراضي اللبنانية وعلى الأراضي السورية وعلى الحدود العراقية – السورية، حيث أن صاروخ فجر 101 يصل من الحدود العراقية الى إسرائيل بسهولة ويطال تل أبيب وحيفا وحتى القدس، وسيكون على الطيران الاسرائيلي قصف مواقع في لبنان وفي سوريا وفي العراق لرد الصواريخ التي سيطلقها حزب الله على فلسطين المحتلة.
وتزامن حادث إسقاط الطائرة الروسية في سوريا، مع الهجوم الإرهابي الذي استهدف العرض العسكري للقوات المسلحة الإيرانية في الأهواز في ذكرى الحرب العراقية الايرانية والذي أدى الى سقوط ضحايا مجندين و مدنيين بينهم نساء وأطفال، ما يضع روسيا وإيران أمام تحدٍّ كبير عما يمكن أن تسفر عنه المرحلة المقبلة في ضوء تهديدات غير مسبوقة أطلقتها ايران ضد السعودية واسرائيل وربطت بينهما وبين الاعتداء في الأهواز .
ومن شأن هذا الوضع الجديد أن يزيد في التعقيدات المرتبطة بعملية استعادة إدلب والمخاوف الأمريكية والاسرائيلية(كما ترى طهران) من أن يؤدي ذلك لاحقاً الى ضمن نهاية الحرب ، وبالتالي خروج أمريكا واسرائيل ومعها دول حليفة أخرى من معادلة التأثير في المعادلات الإقليمية ذات الصِّلة بايران، وتعزيز موقفها الذي تحسن دولياً في الاجتماع الأخير لمجلس الأمن عندما أيدت 14 دولة من 15 موقف ايران الملتزم بالاتفاق النووي والقرار الدولي رقم 2231 عدا أمريكا رئيس المجلس التي انتهكته في سابقة خطيرة.
اسرائيل والأمن
وبينما يشكك البعض في نظام الجمهورية الاسلامية ببقاء التعاون بين طهران وموسكو قوياً في سوريا ويقولون إن أي خطوة تتخذها روسيا في سوريا لن تغير من واقع العلاقة الروسية غير العدائية مع اسرائيل
، يرى آخرون أن حادث الطائرة سيجعل روسيا تتخلى تدريجياً عن استراتيجيتها المحايدة بالنسبة الصراع بين محور سوريا وايران وحزب الله مع اسرائيل، وفي حال تخلت عن هذه الاستراتيجية، سوف يظهر ذلك عسكريا من خلال التزامها بالكامل بتقديم كافة عناصر النجاح الفنية والتقنية لمنظومة اس 300 بِمَا يشمل توفير الحماية أيضاً للمقرات الايرانية والتابعة لحزب الله في سوريا.
وفي هذا الواقع يمكن القول إن ايران تعمل في سوريا وكأن الحرب فيها حسمت، وماعاد تواجدها العسكري هناك ضرورة قصوى، ويمكن التفاوض بشأنه استعداداً لجني ثمار مشاركتها في مرحلة مابعد الحرب والإعمار، لكنها بالطبع تعمل في الوقت نفسه على حماية أمنها القومي من خلال تعزيز دفاعات الدولة السورية، وقيل في هذا الصعيد أنها زودت دمشق بقدرات صاروخية تفوق ماأعلنه حزب الله عن قدراته، إلى جانب تزويد حلفائها في العراق بما أصبح يملكه أنصار الله في اليمن، تحسبًا لأي عدوان هددت اسرائيل بشنه عليها.
وقد لاترد ايران في المدى المنظور على استهداف اسرائيل المتكرر لمصالحها العسكرية في سوريا لأنها لاتريد الوقوع في فخ"الاستفزازات الاسرائيلية" لغاية في نفس يعقوب، لكنها بالتأكيد ستشعل حرباً ستعم كل المنطقة وخارجها، إذا كانت الحرب عليها لتغيير النظام، وهذا مايفسر إصرار الأوروبيين على بقاء الاتفاق النووي رغم أن منافعه الاقتصادية لأوربا أقل بكثير من المصالح الاقتصادية الأمريكية مع أمريكا، عندما اعتبرت المفوضة العليا للسياسة الخارجية والأمن في للاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني ، أن انهيار الاتفاق النووي مع إيران سيعرض أمن أوروبا والمنطقة للخطر.!
"القدس العربي"



#نجاح_محمد_علي (هاشتاغ)       Najah_Mohammed_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عين إيران على مابعد إدلب!
- اعتداء المنصة في الأهواز ...السعودية كانت هناك!
- البصرة..فتنة تلد أخرى!
- قمة طهران الثلاثية حول إدلب: الرسالة وصلت!
- خامنئي يبقي على روحاني... الى حين!
- السياحة الدينية الجنسية في ايران ... النقش على الماء !
- الحكومة المقبلة في العراق بين ماكغورك وسليماني، والباقي ترجم ...
- ايران وتركيا تقاومان العقوبات الأمريكية بالريال والليرة !
- إيران: الخير فيما وقع !
- أنا مع الاحتجاجات من أجل الحقوق ولدي الحل !
- احتجاجات البازار عجلت بسقوط الشاه هل تسقط روحاني ؟!
- ايران في الجنوب السوري .. حكومة معتدلة بيدها بندقية !
- ايران وقمة سنغافورة : الصدمة !
- تغيير النظام في ايران بين الواقع والخيال!
- أهداف ايران في الانتخابات العراقية !
- ايران رابحة في اليمن مالم تخسر في غيره !
- إيران وضرب سوريا : لكل مقام مقال !
- الى إيران : حصونكم مهددة من الداخل !
- أحمدي نجاد أم عودة الاحتجاجات ؟!
- أحمدي نجاد والقوى الخفية معه يخلقون الأزمات في إيران!


المزيد.....




- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح محمد علي - إيران في سوريا: الإعمار أم حرب تعم المنطقة؟!