- الصباح الاحمر بالمغرب - : وضعية البروليتاريا المغربية

منظمة الصباح الاحمر

الحوار المتمدن-العدد: 6010 - 2018 / 10 / 1 - 01:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التسريح الجماعي لعمال شركة سيكوم بمكناس
بين نصب واحتيال مالك الشركة وتواطئ اجهزة النظام الحاكم
تدخل معركة عمال شركة سيكوم بمدينة مكناس شهرها السادس مدشنة الانتقال الى الاعتصام المفتوح والمبيت الليلي امام مقر الشركة الكائن بالبساتين بمدينة الاسماعيلة بعد خمسة شهور من المعارك النصالية اليومية المتنوعة الاشكال من اجل انتزاع المطالب الانقابية المحقة وفي مقدمتها اعادة فتح الشركة المغلقة وصرف اجور العاملين وضمان مصادر الدخل والعيش رغم هزالتها لاكثر من 650 عائلة مهددة بالتشرد والجوع بحكم افتقادها لاي بديل اخر يعوضها فقدان الاجر لتلبية متطلبات الحياة الصعبة .
وتعود الاسباب المباشرة للمعركة الحالية الى تفاجئ عمال الشركة بداية شهر نونبر 2017 باغلاق ابواب الشركة نهائيا في وجه اكثر من 650 عامل وعاملة بعد ان تم نقل معدات وادوات عمل الشركة الى فروع انتاجية جديدة ومستحدثة بنفس المدينة ومعها ستتكشف عملية النصب والاحتيال الكبرى التي تعرض لها العمال عملية التحايل على القوانين الجاري بها العمل والخاصة بالشركات المحدودة الاسم او المجهولة .
الجشع البورجوازي الطفيلي : تسريح الجماعي للعمال بطعم التحايل على القانون واعلان افلاس الشركة المشغلة .
يعود تأسيس شركة سيكوم ، الاسم الأصلي لشركة سيكوميك ، الى سنة 1974 ، ومنذ انطلاقها والعاملات والعمال محرومون من الاستفادة مما يكفله قانون الشغل من حقوق ، ولو في الحدود الدنيا .. وحرمانهم من الحقوق هذا ، لم يكن بسبب نفوذ رب المعمل فقط ، وإنما يرجع الى خضوع آليات الرقابة من مفتشيات شغل ، و الصندوق وطني للضمان الاجتماعي ، والقضاء وباقي الاجهزة المحلية للنظام لسلطة المالوالتي لم تتواني في قمع أية حركة احتجاجية مهما كانت مشروعة .. واستمرت معاناة عمال سيكوم الى حدود مطلع التسعينات من القرن الماضي الذي دشن نهوضا نضاليا اجتماعيا وسياسيا وصل ذروته مع انتفاضة 14 دجنبر المجيدة وما تبعها من معارك نقابية قطاعية وطنية ومحلية ومنها مدينة مكناس التي شهدت اضرابات بطولية
لمستخدمي بالوكالة المستقلة للنقل الحضري ومعامل الاسماعيلية وأخشاب الأطلس وصوفانور وفيم ومعامل الزيوت
ومطاحن زرهون في اطار وسياق هذا النهوض النقابي التحق عمال شركة سيكوم بصفوف الكدش بالاضافة الى عشرات القطاعات العمالية ، وبخاصة تلك التي كانت تعرف كثافة الاستغلال والقهر الطبقي من طرف بورجوازية الاسماعيلة لتشهد معها شركة سيكوم سلسلة من النضالات المتواصلة املتها كثافة وحدة الاستغلال الممارس ضدهم ومصادرة ابسط الحقوق الدنيا المنصوص عليها بقانون الشغل على علته ذلك ان مدة العمل كانت تتجاوز عشرة ساعات في اليوم الى 12 ساعة دون استيفاء اجر الساعات الاضافية واجرة العمل في الغلب الاعم لم تكن تتعدى 500 درهما شهريا دون الحديث عن الضمان الاجتماعي والعطلة السنوية وحلاوة الااعياد والاقديمة وغيرها من الحقوق العمالية استطاعت من خلالها الشغيلة انتزاع الحق في الترسيم ، الحد الأدنى للأجر ، منحة الأقدمية ، التصريح لدى الصناديق الاجتماعية ، الاستفادة من العطل والساعات الاضافية . وشكل ذلك انتصارا لارادة العمال والعاملات غير ان الوضع الذي ال اليه عمال من تسريح جماعي وتشريد ل650 عائلة .. يؤكد أن تراجع الباطرونا ورضوخه لمطالب العمال لم تكن الا خطوة تكتيكية للتخلص منهم وفق سيناريو تامري محبوك اتخد له سلسلة متواصلة ومترابطة من الخطوات :
1. في سنة 2013، قامت شركة "سيكوم"، في سرية تامة عن العمال، ببيع العقار الذي كان في ملكها (أي الأرض التي مساحتها حوالي 5 هكتارات) إلى أحد الشركاء، والذي ليس سوى اخ الرئيس المدير العام للشركة ( التازي )
2. بعد هذه الخطوة، قامت الشركة بكراء العقار من مالكه الجديد، بسومة كرائية قدرها 100.000 درهم شهريا. وظل الأمر (أي البيع والكراء) في طي الكتمان إلى سنة 2016.
3. في هذه السنة، وبالضبط بتاريخ 23 مايو2016، تأسست شركة جديدة تحمل اسم "سيكوميك" ومقرها هو مقر"سيكوم"؛ أي أن الشركة الأصلية قد تم تفويتها إلى الشركة الجديدة، طبقا للمقتضيات القانونية. ومن المفارقات العجيبة التي يكشفها السجل التجاري لكل من الشركتين، الفرق الصارخ في رأسمالهما. فالشركة الأصلية ( سيكوم ) ، التي تأسست في يونيو 1975، رأسمالها 5480.000 درهم؛ في حين أن رأسمال الشركة الجديدة ( سيكوميكس) رأسمالها 100.000 درهم فقط .
4. لقد تم تأسيس الشركة الجديدة، حسب ما صرح به بعض العمال من قبل شخصين؛ أحدهما مغربي ( انس الانصاري ) وتربطه علاقات مصلحية بأصحاب الشركة الأصل (يدير إحدى شركتهم العاملة في مجال النسيج)؛ والآخر، مستثمر أجنبي. غير أن اسم هذا الأجنبي غير مذكور في السجل التجاري. الاسم الوحيد المذكور فيه هو أناس الأنصاري باعتباره مسيرا وشريكا. وحسب تصريح أحد ممثلي العمال، فإن حصة انس الأنصاري هي 49 في المائة، بينما الأجنبي له 51 في المائة من رأس مال الشركة.
5. وحسب نفس المصدر، فإن الوضع الآن قد تغير وأصبح لأناس الأنصاري 1 في المائة فقط والباقي يعود لشريكه الأجنبي الذي لا يعرف له مكان ولا عنوان. وبفعل هذا الوضع الجديد، فقد قدم الأنصاري استقالته ورفع دعوى من أجل الإفلاس وهو ما يدعو إلى الشك والريبة؟
6. لقد اشترى الشريكان ( انس الانصاري والاجنبي المجهول ) الأصل التجاري من "سيكوم" بـ 2500000 درهم واكتريا من صاحب العقار مقر الشركة بنفس السومة الكرائية التي كانت تؤديها إدارة "سيكوم" السابقة لهذا الأخير.
7. قبل بيع الأصل التجاري، قامت إدارة "سيكوم"، في سنة 2014، ببيع وسائل النقل إلى شركة أخرى، هي في ملك الرئيس المدير العام لـ"سيكوم"( التازي ) . وهذه الشركة ("أليانص") تدير مؤسستين ( لاصحابهما اسرة التازي ) تابعتين لها وتشتغلان في نفس مجال اشتغال "سيكوميك"(الملابس الجاهزة).
8. يتوفر ممثلي عمال "سيكوميك" (عمال "سيكوم"، سابقا) على وثيقة يعود تاريخها إلى شهر أكتوبر 2017، تثبت أن أصحاب شركة "أليانص" يستعملون اسم "سيكوم" في تعاملاتهم التجارية. وهنا، يظهر الهدف الحقيقي من الاحتفاظ بالعلامة التجارية وتفويت الأصل التجاري فقط.
9. ولضمان التسيير الجيد لشركة"أليانص" وتمهيدا لإفلاس شركة "سيكوميك"، قام مالكو شركة "سيكوم" بنقل الموظفين الإداريين إلى شركتهم الجديدة؛ ناهيك عن تهريب العمل إلى شركتهم على حساب شركة "سيكوميك" وحرمان هذه الأخيرة من التعامل مع زبناء "سيكوم"، طبقا للعقد المبرم بينهما.
10. تراكمت على شركة "سيكوميك" الديون، بحيث بلغت أكثر من مليار سنتيم. فإلى جاني مليونين (2) من الدراهم المقترضة من البنك المغربي للتجارة الخارجية وأكثر من 600.000 درهم كمستحقات الكراء، هناك متأخرات الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي التي بلغت 8 مليون درهم. وتجدر الإشارة، هنا، إلى أن رب العمل الجديد لم يؤد مستحقات الصندوق إلا لشهرين فقط منذ تأسيس الشركة. وقد تم الحجز عن الأصل التجاري للشركة من قبل الصندوق ومن قبل البنك وهذه العملية كانت مقصودة ومدروسة بطبيعة الحال لاعلان واقرار افلاس الشركة قانونيا وقضائيا للتخلص من العمال وتبعاتهم المادية في حالة الاغلاق العادي والارادي .
11. في بداية شهر نونبر 2017، أُغلقت أبواب الشركة واختفى مالكيها والمسيرين لها وعرض وضعيتها القانونية على القضاء للحكم بافلاسها .
عمال سيكوم بين صعوبة الظروف والواقع وتامر اجهزة النظام وتواطئها : المعركة متواصلة ولا خيار لها الا الاستمرار والوحدة والثبات .
المعطيات التي استقتها الصباح الاحمر من خلال معاينتها الميدانية والتحقيقات التي اجراها مراسلها وموفدها تفيد ان معركة عمال شركة سيكوم / سيكوميك تتحرك ضمن اطار موضوعي اقتصادي أ اجتماعي اشد صعوبة وقهرا حيث تكشف الاحصائيات لاولية ان اغلب العاملين بالمؤسة الانتاجية المملوكة لال التازي وشركاءهما المجهولين اسمها وهوية دوي اسر من عدة افراد مصدر عيشهم الوحيد هو الاجر المستخلص من بيع قوة عمل ارباها لمالك الشركة المذكورة فضلا عن مصاريف تمدرس الاطفال كما طشفت نفس المعطيات ان نسبة تفوق النصف من عمال الشكرة يقيمون بمساكن على سبيل الاجار والرهن وعدد مرهقة دمته المالية بقروض السكن الاقتصادي للبنوك مما يجعل اغلب الاسر العمالية مهددة بالافراغ او بيع مساكنهم بالمزاد العلني من طرف المؤسات المقترضة دون الحديث عن العواقب الاجتماعية المترتبة عن التوقف عن الانفاق للبعض من العمال والدين اصبحوا مهددين بالسجن بجنح فرضت عليهم بفعل الطرد الجماعي من العمل ( اهمال الاسرة )
انها ظروف تشكل عبئ اضافيا على المعركة النضالية المفتوحة وتشكل عنصر ضغط قوي مكبل لارادة العال المعتصمين في وقت لم تقدم القيادات البيروقراطية النقابية مركزيا وجهويا وخاصة الكدش التي ينتظم العمال تحت لواءها وفي اطارها على اية مبادرة نضالية سواء بتفعيل صندوق التضامن المادي لمعالجة الاوضاع الصعبة والهشة لبعض العمال وخاصة المهددين بالجوع والطرد من السكنى او بالسجن وكذا توفير مقومات الاستمرار والصمود في المعركة المفتوحة او من خلال تفعيل مبدا واسلوب التضامن النضالي العمالي سواء على صعيد المدينة او الجهة لممارسة الضغط الكفيل بخضوع الباطرون لارادة عمال الشركة وفرض على اجهزة النظام محليا وجهويا الامتثال للقوانين التي شرعها النظام نفسه سواء بفتح التحقيق الجنائي في الجرائم التي اقترفها ارباب الشركة (عائلة التازي) وشركاءه (انس الانصاري ومن يكشفه التحقيق والبحث ) .
وجدير بالذكر ان المعركة وهي تزاداد صلابة وعنوانا في بداية شهرها السادس تدور بمدينة الاسماعلية في ظل حصار وتعتيم اعلامي رهيب لجميع وسائل الاعلام الورقية والالكترونية وصمت مطبق للاجهزة النقابية المركزية والجهوية وتجاهل من الاحزاب التي تزعم الانتماء لليسار والدفاع عن مصالح ومطامح الجماهير الشعبية الكادحة ببلادنا .
انه الواقع الذي يملي ويفرض على عمال الشركة الاستيعاب السليم لمعطيات هذا الواقع والظروف المحيطة بمعركتهم والبناء عليها بما يحولها الى عنصر وعامل قوة بدل ان يشكل عامل ضعف وذلك بتعزيز الوحدة بين جميع العمال واستثمار المعركة بالرفع من مستوى الوعي النقابي والسياسي بالنقاش الجماهيري الواسع حول وضعية المعركة وشروطها وما يتفرع عنها من قضايا واشكالات وتنويع اشكال الاحتجاج الجماهير بتطويع المعركة افقيا وعموديا عبر التوجه الى باقي القطاعات العمالية بالمدينة لحشد دعمها وتضامنها العمالي النضالي وتعزيز قوة الضغط على االجهزة النقابية المركزية والجهوية وتصليب الاطار النقابي باعتماد اليات المشاركة الجماهيرية الواسعة للقواعد في انتاج القرارات والمبادرات النضالية وتوسيع قاعدة التمثيلية التنظيمة بالاجهزة النقابية وتحقيق التناوب الجيلي والجنسي بين عمال الشركة . ثلاثة عناصر اساسية التمسك بها وتحقيقها هو الضمانة القوية والاساسية لانتصار المعركةوتحقيق ارادتها ومطالبها : تضامن عمالي واسع ـ تصليب وحدة العمال والمعركة ـ المشاركة القاعدية اجماهير العمال في التسيير وانتاج المبادرات النضالية .

#منظمة_الصباح_الاحمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات