أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الكفيل














المزيد.....

الكفيل


حنان محمد السعيد
كاتبة ومترجمة وأخصائية مختبرات وراثية

(Hanan Hikal)


الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تابعت في الفترة الأخيرة المهازل التي كشف عنها توغل المال السعودي في الرياضة، وعلى الرغم من أن المال السعودي قد توغل في السياسة والاقتصاد وغيرها من مناحي الحياة في مصر إلا أن الرياضة وحدها هي التي يلتفت إليها الناس في بلدي وبالتحديد كرة القدم!
ولو رأينا من هذا الشعب حمية مماثلة على التفريط في تيران وصنافير أو بيع وتأجير مساحات شاسعة من الأراضي والمصانع والشركات للمستثمرين السعوديين والخليجيين بصفة عامة لما وصلنا الى هذه المرحلة التعيسة التي نعيشها الأن حيث يتحكم المال الخليجي في الكثير من مناحي الحياة ومن الشخصيات العامة.
والحقيقة أن تجربتي الشخصية في هذا المجال كانت في غاية التعاسة، فبعد أن عملت في المستشفى العسكري بأحد دول الخليج لستة سنوات، قاموا بتعيين فتاة تنتمي لأحد العائلات المتحكمة في البلد معي في نفس المكان ولأني لم أنصاع لارادتهم في وضعها على رأس العمل وتمسكت بوضعي في المكان والنابع عن خبرتي في المجال الذي أعمل به واجهت منهم حرب من نوع قذر لا يخطر على بال أكثر العقول المريضة المختلة.
وكم كنت متعجبة من ثقتهم الكبيرة في قدرتهم على ملاحقتي في بلدي وقدرتهم على التحكم في المسؤولين والجهات السيادية هنا، وتصورت أن هذه الثقة ليس لها أساس وأنهم غير قادرين على الوصول اليّ في مصر.
ولكن ويال العجب لقد تمكنوا من ملاحقتي هنا بواسطة أجهزة بلدي وابناء بلدي بأكثر مما فعلوا عندما كنت أعمل لديهم!
إن هذه التجربة التي أعيشها منذ سنوات وبعد عودتي من تلك البلد الخليجية كشفت لي حقائق لم أكن أتمنى أن أعرفها في يوم من الأيام.
لقد تعلمت أنني في بلد غاب فيها تماما القانون وحل محله القوة والمال فبالنفوذ والمال يمكنك أن ترتكب أي جرم وأنت أمن تماما من المحاسبة.
تعلمت أن لكل شخص في هذا البلد ثمن وأن الشرف والنخوة والذمة والشهامة مجرد ادعاءات وكلمات ليس لها اي مدلولات.
فلكل شخص في هذا البلد ثمن والشعب "المتدين بطبعه" لا يعرف من الدين أكثر من غطاء رأس يوضع على رؤوس النساء وليس له علاقة بنصوص القرآن الصريحة الواضحة التي لا لبس فيها ولا بالسنة.
الكل في هذا البلد لا يمانع في نيل المال من أي مصدر ولو كان تهريب آثار بلاده ومحو تاريخها أو كان خطف الأطفال الأصغار وبيع أعضائهم والاتجار بهم أو استخدامهم في أعمال غير مشروعة أو استيراد الأغذية الفاسدة والمغشوشة من أعلى سلطات في البلاد أو بيع الأرض أو العرض فالكل يبحث عن المال من أي مصدر.
ولا بأس إذا في أن تقوم بإيذاء من يعتبره الكفيل عدو له طالما دفع الثمن المناسب لك، والمدهش أنك لن تجد لك سندا ولا نصيرا أمام هؤلاء الذين تمكنوا من شراء البلاد والعباد بثمن بخس.
لقد كنت اتابع الصداقة القوية التي تجمع بين الرئيس المصري وملك هذه الدولة الخليجية الصغيرة والزيارات المكوكية التي يذهب فيها الرئيس المصري هو وزوجته اليهم والتدريبات العسكرية المشتركة التي يقوم بها البلدان معا على الرغم من أن الجيش هناك في أغلبه مكون من باكستانيين وهنود وسودانيين!
وكنت أعتقد أن المسألة ليست عامة ولكنهم قد وجدوا في عدم رضوخي لهم ما يجرح كبريائهم فقاموا بالتوصية عليّ بشكل خاص للتنكيل بي ومطاردتي في عيشي ومنعي من ممارسة مهنتي الأصلية التي أملك الكثير من الخبرة فيها، ولكن بعد ازمة تركي آل شيخ تبين لي أن الخليجي بوجه عام يمكنه أن يفعل ما يشاء في هذا البلد فبكلمة يتم القبض على مشجعي النادي الأهلي وبكلمة تحرم أمال ماهر من الغناء في بلدها وبتويتة يهرع اليه كبار الرؤوس في الدولة لتركع تحت اقدامه راجية إياه أن لا يتركهم فهو ولي النعم الذي يمنع ويمنح.
ولأن هؤلاء لا يمكن أن نطلق عليهم مستثمرين بالمعنى الطبيعي المعروف للمستثمرين فإن بإمكانهم الخروج بالأموال التي دخلوا بها وأكثر في اي لحظة دون وجود قانون ينظم هذه العملية أو عقوبات تطبق عليهم في هذه الحالة ففهي النهاية نحن لا نعيش في دولة إنما في حظيرة يمكن لأي كان أن يشتري ما بها من كائنات لا رأي لها ولا كيان.



#حنان_محمد_السعيد (هاشتاغ)       Hanan_Hikal#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طريقة اللواءات في حل المشكلات
- التطور الطبيعي للفساد
- مصر دولة مش معسكر
- انفراط العقد
- الخوف
- معركة النفس الطويل
- ثمن القهر
- نقاب حلا
- المسرحية
- الحمار مسعود يواجه حرب الشائعات
- معجم السيساوي
- مصر والعراق الى أين ؟
- الوطن للأغنياء والوطنية للفقراء
- بين نارين
- القفز في الفراغ
- الشيطان في جسد الأبله
- مكافحة الفساد في دولة الفساد
- صمت القبور
- تأثير الفرد
- الخيانة عادة أهل الخيانة


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حنان محمد السعيد - الكفيل