أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي صبحي القيسي - فوز الحلبوسي.. يوم حزين في تاريخ العراق














المزيد.....

فوز الحلبوسي.. يوم حزين في تاريخ العراق


قصي صبحي القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 02:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لايختلف اثنان على أن المنصب السيادي الأهم والأخطر في الدولة العراقية هو رئاسة مجلس النواب، اذا علمنا أن مجلس النواب هو من يصنع الحكومات ويستوزر الوزراء، وبالتالي كان الشارع العراقي ينتظر بقلق تصويت أعضاء المجلس على رئيس السلطة التشريعية الجديد .
وكالعادة، لايمكن اختيار شخص يتصدى لمنصب بهذا الحجم من الأهمية دون الرجوع الى قطبي المعادلة (أمريكا وإيران) المتنافستين الأزليتين في بسط نفوذهما في العراق، ولما كان المرشح محمد ريكان الحلبوسي هو الاسم المطروح من قبل ممثل إيران في العراق وقائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني، فاز الحلبوسي ب ١٦٩ صوتاً بضمنها أصوات نواب من الكتل السنية، ليتبوأ هذا الملياردير الطموح المعروف بعلاقته الوطيدة بالحرس الثوري الإيراني منصب رئيس البرلمان العراقي .
ما المصير الذي ينتظره العراقيون في السنوات الأربع القادمة في ظل سيطرة الحلبوسي على المؤسسة التشريعية والرقابية؟ ما القوانين التي سيشرعها وما الدور الرقابي الذي سيمارسه على السلطة التنفيذية؟ هل يتوفر فيه الحس الوطني والنزاهة والكفاءة والإخلاص لشعبه؟ وهل كان مخلصاً ووفياً للمكون الذي ينتمي له والذي عاش في مخيمات النزوح وعانى حر الصيف وبرد الشتاء وشتى أنواع الظلم والاضطهاد والإهانة؟ من هو محمد الحلبوسي؟ ما هي خلفياته؟ من أين جاء وكيف اقتحم عالم السياسة؟ وما هدفه؟ وقبل ذلك كيف صنع ثروته؟ ثم ماذا سيحدث للعراق في ظل سيطرة السيد الحلبوسي على رئاسة البرلمان للسنوات الأربع القادمة؟! هل هناك خطر محدق بالبلد وهل بدأ العد التنازلي لخراب العراق منذ اليوم الحزين الذي شهد التصويت على الحلبوسي رئيساً للبرلمان؟!
باختصار، لقد اختارت الجارة إيران لهذا المنصب أقرب مقربيها، وهو الذي سيضمن لها تدمير ما تبقى من العراق، تحطيم اقتصاده بالكامل، لاصناعة ولا زراعة، سوق مليء بالبضاعة الإيرانية، بدءا بالخضروات والفواكه وانتهاءا بالطابوق ومواد البناء، فمجلس النواب سلطة عليا تشرع وتقر ما تشاء من القوانين، وبالمقابل، سيصبح الحلبوسي في نظر الإيرانيين سوبرمان الذي سينقذ اقتصادهم من كارثة العقوبات الأمريكية ويساهم في انعاش عملتهم الوطنية التي تتهاوى كل يوم في أسواق المال العالمية، فمن حق الإيرانيين تشييد تمثال أو نصب تذكاري للحلبوسي في ميدان آزادي بطهران باعتباره بطلاً قومياً إيراني الهوى .
وفور فوزه بمنصبه، سارع الحلبوسي - بلا خجل - الى تقديم فروض الطاعة والولاء للجارة إيران، ناسياً في غمرة حماسه أن أمريكا قادرة بكل سهولة على إزاحته من منصبه باستخدام أبسط ملف من الملفات المحفوظة ضده، فقد سارع الحلبوسي للاتصال برئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني، وأعلن موقفه الرافض للعقوبات الاقتصادية على إيران، وأكد أنه سيكون دائما إلى جانب الشعب الإيراني، معرباً عن شكره وتقديره للدعم الإيراني المفتوح للعراق في السابق والآن، لاسيما المساعدة في تحرير العراق من تنظيم داعش (وهذا يعني أن الحلبوسي يؤمن بأن إيران حامية أعراض أهل السنة متناسياً تضحيات العراقيين في ساحات القتال ضد الإرهاب) ، وأضاف أن أعضاء البرلمان العراقي يعارضون ممارسة أي ضغوط وحظر اقتصادي على إيران، معتبرا أن هذه العقوبات غير منصفة .
خلاصة القول، ستمر على العراق أسوأ أربع سنوات منذ عام ٢٠٠٣ ، خراب في خراب، وما هذا المقال إلا مقدمة لسلسلة مقالات قادمة حول الهاوية السحيقة التي هوى فيها العراق بعد وصول ابن إيران المدلل السيد محمد الحلبوسي الى كرسي رئاسة البرلمان .

قصي صبحي القيسي



#قصي_صبحي_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء عطلة السبت أم تقليل العطل الرسمية؟!


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - قصي صبحي القيسي - فوز الحلبوسي.. يوم حزين في تاريخ العراق