أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى عبد العزيز - الظواهرى وحصاده المر














المزيد.....

الظواهرى وحصاده المر


حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 6006 - 2018 / 9 / 27 - 17:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أيمن الظواهري أحد أهم عمامات الفاشية المتأسلمة ، وشيخ إرهابها الذي بايعته عصابات القتلة المتأسلمين خليفة لزعيمهم السابق أسامه بن لادن .. كتب في مقدمته لكتابه "الحصاد المر " يبدأ بالثناء علي جماعة الإخوان المسلمين ومؤسسها حسن البنا باعتباره أول من وضع بذرة "الجهاد" في مصر عندما أنشأ "التنظيم الخاص" ودرب الشباب علي حمل السلاح أو كما يقول نصاً بأنه(علم أتباعه مهنة القتال) ..
، وهكذا .. إلي أن يصل في مديحه للجماعة بأنها (كان لها أكبر الأثر في إحياء روح "الصحوة الإسلامية" والتصدي لسم اليأس والقنوط الذي كان يمكن أن يفتك بالأمة المسلمة بعد سقوط الخلافة ) ..

هكذا يعبر أيمن الظواهري عن حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين كانت هي أصل الدورة الجديدة لكافة حركات التأسلم الفاشية المعاصرة ، والتي أستمدت منها هذه التيارات والحركات والمنظمات والعصابات الإرهابية الطابع سواء كانت تعتمد الإرهاب الفكري دون الإرهاب المسلح طريقاً لكفاحها أو تلك التي تعتمد الإرهاب المسلح طريقاً لذلك الكفاح المشبوه ..

طبعاً نسي الظواهري أن يمتدح المخابرات المركزية الأمريكية علي إتاحتها لعوامل التدريب والتسليح والدعم المالي سواء كان ذلك في جبال باكستان ثم أفغانستان ، أو من قبل عندما بدأ رجلها كمال أدهم مع السادات ، وبواسطة محمود عثمان إسماعيل رجل السادات بتجميع شباب الإتجاهات الفاشية المتأسلمة وتأسيس الجماعة الإسلامية وإتاحة مزارع ومرتفعات أسيوط لهم للتدرب والإستعداد للإنطلاق إلي معارك القرن الواحد والعشرين والعقود الأولي من الألفية الثالثة ..

نسي أيمن الظواهري أن يقدم شكره للملكة العربية السعودية التي تولت أمر إغراق هذه الجماعات بأموال النفط ، كما نسي أن يقدم شكره للسادات علي إتاحته تلك الفرصة التاريخية ونقطة التحول الرئيسية في إعادة إحياء تنظيمات التأسلم الفاشي ، ونسي أن يشكر آداته الماهرة وكاتم أسراره وشيطانه الخادم محمود عثمان إسماعيل ..

ماعلينا من هذا ..
لنتوغل في كتاب الحصاد المر مع الظواهري لنكتشف أنه يقدم عتابه للإخوان علي بياناتهم "التكتيكية" التي كانوا يصدرونها في غداة الحادي عشر من فبراير 2011 والتي كانوا يؤكدون فيها علي تمسكهم بالديمقراطية ودولة المواطنة (تلك التكتيكات التي أسهمت في تأليف التحالف الديمقراطي الذي فاز به الإخوان والسلفيين بالغالبية الساحقة لمقاعد البرلمان في 2011 ، ثم أمنت لهم عقد لقاء فرامونت الشهير عشية الجولة الثانية لانتخابات الرئاسة صيف 2012 ، وهي تكتيكات تم التخلي عنها تماماً بعد استنفاد أغراضها ووصولها إلي الهدف المتحقق من ورائها بمجرد فوز مرشح الفاشية المتأسلمة بالرئاسة وتمكن الإخوان وحلفائهم من الإمساك بالسلطة) ..

وهو عتاب يحاول أيمن الظواهري عبره مناشدة الإخوان التخلي عن استخدام الديمقراطية حتي ولو كان ذلك أمراً تكتيكياً يتم بعده دفن هذه الديمقراطية للأبد بعد أن يتحقق الوصول إلي السلطة ، والعودة إلي الأصل الفكري للتأسلم الفاشي والذي يري أن التمكين لاينبغي أن يأتي إلا عبر الجهاد ..

وبهذه المناسبة يعيد أيمن الظواهري علي أسماع الجميع (وليس الإخوان فقط) الكلمات التالية :

(إعلم أن الديمقراطية والتي تعني "حكم الشعب" هي دين جديد يقوم علي تأليه البشر بإعطائهم حق التشريع ،غير مقيدين في تشيعهم بأي سلطة ،فقد قال الأستاذ أبو الأعلي المودودي رحمة الله "أن الديمقراطية هي تأليه الأنسان .. وهي حاكمية الجماهير)

ولنتوقف هنا قليلاً لنلاحظ مسألة مهمة
.. وهي أن منهج النقل والتكرار الأعمي العقيم يسيطر علي عبارات الظواهري .. حينما يردد أن الديمقراطية "دين جديد يقوم علي تأليه البشر" ..
تكراراً ونقلاً لنفس كلمات أستاذه وأستاذ أستاذه سيد قطب المؤسس النظري الأهم علي الإطلاق للإخوان المسلمين ولكل حركات وعصابات التأسلم الفاشي ..
والظواهري هنا لم يقدم جديداً ، ولم يأت بشئ من عنده سوي أنه عندما كرر كلمات المودودي إستبدل عبارة"تأليه الإنسان" بعبارته هو "تأليه البشر" ..
هل أضاف هنا شيئًا ..
وهل أبدع شيئًا ..
كلا وحاشا ..
ولاينبغي أن ننتظر من أحد هؤلاء الذين نذروا أنفسهم وحيواتهم للإتباع أن ينتقل إلي الإبداع فذلك يتطلب عمل العقل ، في حين أنهم جميعاً غادروه نهائيًا إلي حيث النقل اللاغي لعمل العقل ..

ولذلك فإن الظواهري يخلص إلي أن الديمقراطية هي (دين وضعي كافر ، حق التشريع فيه للبشر ، في مقابل الإسلام الذي حق التشريع فيه لله تعالي لاشريك له ) ..

وينتهي في ص 36 من كتابه إلي الحكم بأن (الإقرار بالديمقراطية هو إقرار بمنح حق التشريع لأحد من دون الله تعلي كماهو مقتضي للديمقراطية ، ومن أقر بهذا فهو كافر) ..

ياسبحان الله
فقد أصبحنا إذن جميعاً من الكفار ، وأصبحت كل شعوب الأرض التي تؤمن بالديمقراطية وتطالب بها كأكثر الوسائل الممكنة عدلاً للحكم واستخدام السلطة وإدارة الدولة
.. أصبحت كلها .. كافرة ..
والكافر هنا وفقاً لما أجمعت عليه فقهية كل تيارات وحركات ومنظمات ومؤسسات التأسلم الفاشي ، بل والغالبية الساحقة من العمائم الأزهرية هو من تستحل دماؤه ، وأمواله ، وتسبي نساؤه ..

ــــــــــــــــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
27 سبتمبر 2018



#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنظمة ومؤسسات داعمة ، ومصالح طبقية دافعة
- بيراميدز .. إسلوب حياة ..
- فى وداع إنسان وفنان جميل
- فيالق الوهابية الأم
- رئيس الجمهورية فى مواجهة من ؟؟؟
- تلميذ لمدرسة الديمقراطية الساداتية ذات الأنياب والأظافر
- يسيرون بالجميع في اتجاه الخطر !!!!
- مؤتمرات ، وحقائب ، وفنادق ، ثم لاشئ ..
- فعلتها حنين
- يوم الولس
- قناعات الماضي التي لم تبرح الحاضر
- دمشاو وغيرها ..
- فالق عظيم تحت السطح تكشفه شربة الماء
- تيار وحيد
- خطابنا الإعلامى وتشوهاته
- ملاحظات على مبادرة السفير معصوم
- فيما تمزح ياسيادة الرئيس ؟
- فيفا فرنسا - فيفا كرواتيا - فبفا بلجيكا
- أن تركض إلى البحر صباحا
- لوكاكو الذى لم أكن أعرفه


المزيد.....




- منها لقطات لنساء غرينلاند تعرضن للتعقيم.. إليكم الصور الفائز ...
- أصيب بالجنون بعد شعوره بالخوف.. شاهد قط منزل يقفز بحركة مفاج ...
- الدفاع الروسية: أوكرانيا خسرت طائرة حربية و213 مسيرة و1145 ج ...
- بوليتيكو: واشنطن توسلت إسرائيل ألا ترد على الضربات الإيرانية ...
- بيونغ يانغ تختبر سلاحاً جديداً وخبراء يرجحون تصديره لموسكو
- بالفيديو.. إطلاق نار شرق ميانمار وفرار المئات إلى تايلاند هر ...
- مصر.. محاكمة المسؤول والعشيقة في قضية رشوة كبرى
- حفل موسيقي تركي في جمهورية لوغانسك
- قميص أشهر أندية مصر يثير تفاعلا كبيرا خلال الهجوم على حشود إ ...
- صحف عالمية: الرد الإسرائيلي على إيران مصمم بعناية وواشنطن مع ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حمدى عبد العزيز - الظواهرى وحصاده المر