أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحي سالم أبوزخار - وأنا أصلي .. اتهمت الطفل العبث بأرجلي فاكتشفت أنه رجُل














المزيد.....

وأنا أصلي .. اتهمت الطفل العبث بأرجلي فاكتشفت أنه رجُل


فتحي سالم أبوزخار

الحوار المتمدن-العدد: 6006 - 2018 / 9 / 27 - 14:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعيش اليوم إسلام خارج الروح والنص الإسلامي! فطرح الدين اليوم بشكل لا يهدف لإرضاء الله وحده وإنما هو إرضاء لفرقة منا وفينا تظُن أنها الناجية، ويتهيأ لها بأنها تمتلك الحقيقة، وحل مشاكل يكون بالرجوع للماضي القديم متكأين على حجة تقاصعنا في اتباع الإسلام "السلفي"! منذ وفاة رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم قُطعت أوصال الدين الواحد الموحد "الإسلام" وبحجة استلام لواء النبوة تقاتل الصحابة بالفقه والسيف انحيازا لطرف دون أطراف قناعةً بحق الإمامه (سلطة الحكم)! وصارالخلط بين إمامة المسلمين في الصلاة، كشعيرة تجمع المسلمين لأمر لا اختلاف فيه وهو توحيد الخالق وعبادته وخلق علائق اجتماعية بينهم، والحق في التفرد السلطة! وتحول أمر السلطة الدنيوي حيث يقول سيدنا المصطفى: "أنتم أدرى بشؤون دنياكم" بل يُستغل اليوم البعض لإعادة صياغة الصراع القديم، وبأدوات حديثة، طناُ منهم أنهم يخدمون الإسلام! فنرى من تنفتح شهيتهم لاعتلاء منابر مساجدنا لتستحوذ علي عقول أطفالنا بل وحتى رجالنا لتأسيس المجتمع القطيع!

تجربة سابقة لضمي للقطيع!
من حوالي ثلاثة سنوات وأنا استعد للوقوف لمقابلة الخالق جل وعلا بمسجد الصفا والمروة وإذا بإمام الصلاة يسدي لنا النصح بتسوية الصفوف وبسد الفُرج ثم صار يتحرك بين الصفوف ويأمُرونا وينهرُنا بصيغة الأمر! "سدوا الفُرج" أي إلصاق الأرجل إلى أن وصل دوري فأشار إلى المباعدة بين قدمي "تفحيج" فرفضت وقلت له :"حضرتك أبلغتنا بتسوية الصفوف فأترك الأمر لنا وتوكل على الله لتصلي بنا" عندما أصر على أن الأباعد بين قدمي"التفحيج" قلت له: "أنا أرفض أن تُعاملنا وكأننا قطيع عندك" عندها تقدم أحدهم من الصف الذي يقع خلفي ليرضي الأمام وأنحشر في ضيق مُزعج ومُمُل بيني وبين رجل أخر .. تقهقرت للخلف .. سمعت أصوات: خسِرتَ أجر الصف المتقدم ..قلت: مسامحكم فيه! بل من بعد خففت من الذهاب للصلاة بالمسجد في الأوقات واقتصرت على صلاة الجمعة بالرغم من أن زيارة المسجد تحولت إلى فرصة لرؤية الجيران والسؤال عن أحوالهم، واجترار أخبار ليبيا أكثر منه لسماع الخطيب! والسبب أن الاسطوانة المشروخة والمتكررة من الخطيب لا تجد فيها ما يشدك للسماع! فوجدت نفسي على علم تام بتحذيرات الخطيب المتكررة: لا يجوز الذبح لغير الله، وزيارة القبور، الموسقي، خروج المرأة وصوتها، بالطبع حسب فهمه المختزل في قِصر السروال وطول لحيته. نعم الخطيب يسرح بنا في الماضي البعيد ولا يقترب قيد أنمله من أوضاعنا المعيشية والأمنية اليوم!

بالأمس تجاوز الظالمون المدى:
بالطبع الظالمون هم منا وفينا ومهما تجاوزا فلا يمكن أن نقبل محاربتهم ونعتبره حق كما يريد الشيخ محمد عبدالوهاب رحمه الله. وقصة الظالمون كما يلي: رافقت أخي الصادق أول أمس (الثلاثاء) لصلاة المغرب بالمسجد وكان على يميني رجل مسن يستعين بكرسي فوقفت إلى جانبه وكبرت وراء الأمام تكبيرة الإحرام وإذا بطفل، لا يتجاوز 9 سنوات من عمره، يُحشر ما بيني والكرسي مما وضعني في ضيق فألصقت قدمي ولكن وجدت العذر له لصغر سنه ووجد العذر أيضا وأنا أصلي لأخيه الذي كان يعبث بأرجلي من الخلف وأنا في الصلاة.
بعد التسليم والخروج من الصلاة اقتربت من الطفل لأستكشف الأمر ظنا مني أنه أحد ضحايا مدارس "الدين التكفيري الجديد" وقلت له بدعابةٍ وبهدوء: "خيرك ياولدي أدور في الضيق" رد بثقة: "لا يا عمي هذا الراجل جابني وحطني بينكم" اكتشفت سوء ظني بالأطفال وقلت له :"من كان يمس في رجليا" الطفل .."هوا الراجل ياعمي"!

واللهِ عشنا وشفنا:
أحترم المسجد الجامع ودور العبادة لله وبجميع الأديان والمذاهب أين كانت لأنه من المقترض أن السكينة تغمرها والهدوء هو لغة الكلام فيها والرحمة لغة المعاملة. فيفترض أن تكون ملاذنا معشر الناس من قسوة الحياة ووحشية الانسان المفترس الذي يتعقبنا بعجرفته وجبروته ليقطع عنا تواصلنا مع الخالق ربنا سبحانه ولننجرف وراءه في مناكفات جدلية لا فائدة منها. أقف مذهولاً وأنا استعد لطرق باب الستين من عمري بعد أن وجدت في النهاية رجل يعبث بأرجلي وأنا أصلي ظنا منه أنه يحاول أن يسد "فُرج الشيطان" وينسى أنه بفعله يشوش على صلاتي.. أخاف من استغوال هذا الفكر الذي يدعي السلفية وهو ينشر الجهل قبل التكفير.. نحتاج لإعادة قراءة ديننا لنخرج الإنسان فينا ونستذكر مواقف سيدنا المصطفى وهو يقف لجنازة يهودي لأنه إنسان، ويطلب من الصحابة ترك الرجل وهو ليكمل تبوله بالمسجد لأنه إنسان.. لقد صدق المفكر الإنساني الإسلامي محمد أركون الذي يرى بضرورة حاجتنا إلى "الأنسنة" لأنسنة الدين الإسلامي.
اللهم أبعث الرحمة في نفوسنا وأجعل من عقونا مصابيح لتتحسس طريقنا لبناء مستقبلنا ومستقبل ليبيانا المسكينة في عالم يحاول أن يصدر لها من يطفئ عقول شبابها باسم "السلفية" والسلف منهم براء.

عاشت ليبيا حرة .. تدر ليبيا تادرفت
أ.د. فتحي سالم أبوزخار



#فتحي_سالم_أبوزخار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة النظر في هيكلة الرئاسي واختصاصاته
- التظاهر لمشروع انقاذ أم لاستغلال العقل الجمعي
- خطيب مسجد (مقّر)يدعو لرفض تهريب الغاز والبنزين ولو بمقاطعة ص ...
- الحكومة والتأسيس لمستقبل المصالحة مع المواطن/ة
- الواقعية مع مشروع الدستور
- السياسة الدفاعية والأمنية في ظل حكومة أزمة
- ميزانية لخلق فرص عمل وليست للصرف!
- تكهنات للحل السياسي في ليبيا
- 7 أبريل المشئوم واللاعنف عند مارثن لوثر كينج
- احتضار التعليم وطريقة مارن للاستمتاع بتعلم الأمازيغية!
- انطباعاتي عن المؤتمر العلمي الأول للمصالحة 2018
- هل تستحق ليبيا هذه الفوضى عملا بتوجيهات الدكتاتور معمر؟
- مع تكفيرهم .. الأمازيغ الأباضية مفتاح السلم في طرابلس
- تحطيم العقل .. تعطيل الإرادة .. غياب الإدراك .. والأزمة اللي ...
- الانفراد بالذئب المنفرد .. وبراءة الذئب من دم ضحايا أرينا ما ...
- طردت درنة داعش فقصفت بعد مذبحة داعش بالمنيا
- ما بعد نفعية لزيارة ترامب وغربة حوار الاديان!
- الصراع في ليبيا وآثاره على التعليم (0)
- وتستمر براكين الكراهية والانتقام لتخريب الوطن ..طرابلس
- لنخمد براكين الكراهية والانتقام ونبني وطن


المزيد.....




- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فتحي سالم أبوزخار - وأنا أصلي .. اتهمت الطفل العبث بأرجلي فاكتشفت أنه رجُل