أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صفاء الصالحي - البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف














المزيد.....

البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف


صفاء الصالحي
(Safaa Alsalhi)


الحوار المتمدن-العدد: 6005 - 2018 / 9 / 26 - 09:54
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل ان تحين الساعة التاسعة مساءً من كل يوم أربعاء إلا وان اجد نفسي وباقي أفراد الاسرة مجتمعين منتظرين امام شاشة التلفزيون لمتابعة برنامج “العلم للجميع” الذي كان يقدمه المرحوم كامل الدباغ وعلى رغم صغر سني الا أني كنت اتابع بشغف واهتمام هذا البرنامج المتميز لما يمتلك المقدم من قدرة على تبسيط العلوم وإيصال المعلومة للمتلقي بطريقة جذابة ومحببة وناجحة في اثارة اهتمام المشاهدين بمختلف الشرائح وعلى مدى ثلاث عقود مابين 1960 -1990 استمرت مسيرة البرنامج بنجاح، ولم يغب عن ذاكرتي يوماً برنامج “دنيا العلوم “الذي قدمه فاروق عبد الحافظ الذي كان يقوم ببعض التجارب البسيطة ويهتم بهوايات الأطفال ويحفزهم على تنمية مهاراتهم في التطوير والاختراع بهدفه خلق جيل متطور وكان يستقبل مشاركات من الاطفال ويوجه النصائح لتطوير هذه الأفكار وتحسينها.وكان التلفزيون العراقي زاخر بالبرامج التي تحمل الطابع الترفيهي والتعليمي وبمضامين هادفة تحمل رسالة سامية للمجتمع وإلافراد ومن ابرز تلك البرامج (مدينة القواعد،ونافذة على العالم ،وعدسة الفن واستراحة الظهيرة ،و برنامج الرياضة في أسبوع الذي قدمه مؤيد البدري من اشهر البرامج الرياضية العربية).وعلى الرغم من الكثير من العيوب والنواقص من قلة ساعات البث والإرسال واقتصارها على تبني رأي ومصدر واحد لا يعكس الا وجهة النظر الحكومية التي تسيطر على مقاليد الاعلام فقد كانت تلك البرامج متنفس من الإرهاصات السياسية ووسيلة من وسائل الترفيه والتعليم نعم قد اختفت تلك البرامج مع مقدميها من شاشات التلفزيون ولكن لن تختفي من ذاكرتنا. ومع ظهور وسائل الاتصال الحديثة بما تمتلكه من أدوات وبدأت في رسم المعالم الكبرى للتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم المعاصر في مجال الاعلام والاتصال على حد سواء وقد تداخلت كثير من العوامل التقنية والاقتصادية والسياسية بصورة غير مسبوقة جاعلة من الاعلام الجديد قضية شائكة جداً،ولكن لايزال التلفزيون يعد من وسائل الاتصال الجماهيرية المؤثرة والفاعلة نظرا لما يتمتع به من خصائص ومميزات يتفوق بها عن غيره من وسائل الاتصال الجماهيرية الأخرى،إذ يجمع الصورة مع الصوت فهو بذلك يخاطب اهم الحواس المتصلة بما يجري في نفس الانسان من مشاعر وافكار عن طريق حاسة السمع والبصر،وكذلك مخاطبته كافة المستويات الثقافية والتعليمية فهو عامل جذب لكل الطبقات والشرائح في المجتمع، حتى فرض نفسه ليكون في مقدمة ضروريات المنزل واحتلاله الركن الأكثر جاذبية في غرف المنزل،وان التقدم العلمي والتكنلوجي السريع الذي اجتاح العالم أعطى للتلفزيون الفضائي الدور الابرز ليكون من المؤسسات الاجتماعية في القرية العالمية. وبناءً على تلك الخصائص والمميزات قد حظي التلفزيون باهتمام الباحثين والمفكرين واصحاب القرار واستخدامهم لكل ما يملكون من قدرات ومقومات الوصول والنفاذ للجميع،فتنوعت برامج التلفزيون تنوع اللامتناهي في مضامينها وأهدافها التي تصدّر عن تصورات وأفكار ومبادئ تعمل على إحداث تغير مقصود في المجتمع المستهدف سواءً في عملية البناء والهدم أو ترسيخ المفاهيم والقيم او زعزعتها.وكنتيجة لعولمة الاعلام ازدهر الاتجاه التجاري في صناعة التلفزيون واشتدت المنافسة لتحقيق الأرباح، وهذا الوضع التنافسي أدى إلى اختراق قيم المجتمعات، والتضحية بأخلاقيات الإعلام، وانتهاك معاييره والتجاهل التام للمسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام فكانت النتيجة خلق حالة عدم توازن ما بين البرامج التي تحمل رسالة وهدف والبرامج الهابطة التي تعتمد فقط على الجذب والإثارة لتسطيح الفكر والحياة وتغليب ثقافة الصورة على ثقافة الفكرة والكلمة،وخلق الوعي المشوه والمبسـط ، وهدرالوقت وإضاعته ،وإضعاف مشاركة الشباب المثمرة في النشاطات المختلفة،فباتت الفضائيات الغنائية والمسلسلات المدبلجة وبرامج الواقع الفاضحة واستنساخ البرامج الأجنبية ظاهرة من ظواهر التلفزيون اليوم . والحقيقة ان جمهور المواد الهابطة يمكن ان يبحث في ظروف معينة عن مضامين جادة غير ان ضعف الانتاج وعدم تفكير الدول التي تمتلك قنوات فضائية رسمية بإنتاج وتعزيز قنواتها ببرامج هادفة وجذابة،وعدم وتبني ابداعات وابتكارات الشباب العربي الذي لا يزال يملك الكثير من الطاقات الإبداعية قد تكون دافعاً للمشاهد العربي العزوف عن القنوات الرسمية فمن الواجب على هذه القنوات انتاج برامج نوعية وكمية بمضامين توفر الترفيه والتسلية وثرية بأفكار تحمل رسالة اصلاحية تؤهل المشاهد العربي ان يكون إنسانً منتجاً وفعالاً وعنصر أساسي في عجلة التطور في بلده،بدلاً ان يكون أسير للبرامج المتطرفة و الهابطة التي لا تنتج الا جيل خوار بين التميع والتطرّف ويتوجب على صناع القرار الاعلامي ووزارات الاعلام وكليات الاعلام والعاملين في المؤسسات الإعلامية في الوطن العربي تكثيف الجهود في البحث عن الظواهر المتجددة في الاعلام والتي تفرز صداها السلبي او الإيجابي على المجتمع



#صفاء_الصالحي (هاشتاغ)       Safaa_Alsalhi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمية الحضارية عند العرب
- السم اللذيذ بالمجمل تحت المجهر
- من دروس الحياة .. الأب كنزٌ والأبن أمانة
- جيل الطيبين
- الطفولة .... احلام تبعثرها الحروب
- تضارع نشوة السكر بالخمر ونشوة السكر بالخيال
- الدبلجة عقول اجنبية الفكر عربية اللسان -ما بين الواقع والخيا ...
- ( الدبلجة عقول اجنبية الفكر عربية اللسان- النزعة الاستهلاكية ...
- (( الدبلجة عقول اجنبية الفكر عربية اللسان _ المراهقة المبكرة ...
- لدبلجة عقول اجنبية الفكر عربية اللسان __العنف والجريمة


المزيد.....




- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - صفاء الصالحي - البرامج التلفزيونية مابين سخف الفكرة والرسالة والهدف