أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - رسالة اليك لن ابعثها














المزيد.....

رسالة اليك لن ابعثها


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1509 - 2006 / 4 / 3 - 11:29
المحور: الادب والفن
    


بحثت اليوم عنك ، أترقب عودتك ، بشوق ولهفة ، علك تخفف عني برودة الصقيع الذي اخذ يحيط بي من كل جانب ، انتظر كلماتك العذبة ، علها تزيل ما اعانيه من عذاب ، وما اجترحه من شعور بالألم ألممض ، ويطول بي الانتظار ، وأنت لاترحم لهفتي واحتياجي ، شعور بالغربة فظيع يجتاحني ، يبدد كل محاولاتي التي ابذلها تباعا للحيلولة دون تفاقمه وازدياده ، انتظر كلماتك على الهاتف النقال ، وعلى الثابت ، وتنتحر رغبتي وأنت بعيد ، اشتاق الى باقات ورودك عساها تبدد إحساسي بالضياع ، لم اعد أترقب الأنباء ، وانقل مفتاح المذياع من محطة الى اخرى علني اسمع خبرا يشفي قلبي من إحساسي بالظمأ الى الأخبار المفرحة ، لقد حل القحط يا حبيبي ، ويبست الأشجار ، ماتت جذورها وهي في الارض ، بعد ان بحثت عبثا عن الارواء ، ولكن من يروي ميت أشجارنا ايها الحبيب ، وإنساننا ذليل مهان ، يحتر بون من اجل لاشيء ، يقتلون الأرواح البريئة الطاهرة ، ولا احد يمكنه ان يخبرني وينبيء النفوس القلقة المتسائلة ، لماذا نحرت الأرواح البريئة الطاهرة ، ومن أولئك الذين يغذون عملية القتل واستباحة الحرمات ،، انتظر عودتك ايها الحبيب كي تخفف بحديثك العذب الجميل بعض ما اشعر به من عذاب ، لماذا نتعذب أيها الحبيب ؟ وقد حبانا الله بأعظم النعم ، وأسمى أنواع البشر وأطيب الناس ، لماذا تثكل الأم لدينا حين تستحق آيات التكريم وعبارات الثناء ، لماذا تترمل العروس وهي في ثياب العرس ، لم تتذوق بعد حلاوة الحبيب الذي ناضلت من اجل الوصول اليه ، زهرات جميلات لم تبلغ الحلم بعد من أجمل الصبايا وأروع الصبيان تغتال منهم الحياة ، بعد ان تسلب أحلامهم الجميلة في ان يتمكنوا ان يعيشوا الحياة بأمان ،، وكما يعيش الملايين من سكان هذه الأرض ، رجال ونساء تعتمر نفوسهم بالأمل اللذيذ ان تتبدد دياجير الظلام وان نرى البسمة تعلو الشفاه ، ما ابسط أحلامنا ايها الحبيب ، أضحينا نحلم ان نتمكن من ازدراد اللقمة وبلعها قبل ان تأتينا طلقة من مجهول فتغتالنا واللقمة مازالت في أفواهنا لم تنعش الأجساد التي لم تعد تتلذذ بالطعام ، ماذا جرى لنا ايها الحبيب ، ولماذا تسيل دماؤنا هدرا على مرأى ومسمع الجميع ، دون ان ينال المجرمون عقابا قابلا على ردعهم عن القيام بأعمال أكثر إجراما وعتوا ، ماذا جنينا لتواد منا الفرحة قبل انطلاقها ، ولتغتال منا الأحلام وهي ما زالت طفلة في المهد ،، من يقدر على تخفيف الألم ، وتضميد الجراح ؟ وماسينا باطراد ، لم اعد أتابع الأخبار ، بعد ان كنت لا اطفيء المذياع ، طوال الليل والنهار ، ابدأ نهاري على سماع أخبار الجثث الملقاة على قارعة الطريق وقد شوهت وعصبت منها العيون وربطت الأطراف ، لماذا يجري هذا المسلسل المتواصل من أعمال الابادة والعنف اللامعقول ، من مصلحة من ان يتناحر الناس ، وان تباد الأرض الخضراء وتصبح صحراء مترامية الإطراف بعد ان بنى الحضارة الإنسانية وادي بلاد الرافدين الزاهي الجميل
تفاقمت علي الهموم وتناسلت ايها الحبيب ، وانا مكتوفة اليدين أتساءل الى متى ؟ وهذه الأنهار دائمة الجريان ، انهار من دماء زكية طاهرة لم يجن أصحابها ذنبا الا انهم أحبوا وطنهم العزيز وأحبوا الحياة ، وتمنوا ان يحيوها باطمئنان كباقي خلق الله ، وكل يوم يمر يثبت اننا بتدهور وتراجع ، وان جميع ما حلمنا به سراب ، فماذا بامكان ورودك الجميلة ان تفعل لي وانا دائمة التفكير كيف يمكن لأحبتنا المقهورين هناك ان يروا الشمس ويتمتعوا بنورها ،وهم يتراكضون ، خشية ان يغتال مسلح طائش حياتهم ، كيف يستطيع ابناؤنا التعلم ، ومدارسنا تهاجم ، كيف يخرج العاملون الى العمل المثمر وعصابات متخصصة بالاختطاف تفتح فاها لتفترس من تحدثه نفسه بالسير وتحدي الاثمين ، الى من نلتجيء ايها الحبيب وحياتنا يحيط بها الظلام



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الضمير ؟ هل موجود حقا ؟ ام في عقولنا فقط ؟
- التجربة الادبية
- احترام الانسان
- ما هو النجاح ؟
- نهار رائق
- ما اجتمع اثنان الا والشيطان ثالثهما
- طال الانتظار
- اعياد الربيع : قصة قصيرة
- دع القلق وابدأ الحياة
- الاسلوب الادبي
- سأعود بعد ساعة
- مع سبق الاصرار والترصد
- المجتمع وقضية المراة
- بعيدا عن الانتحار
- استغاثة : قصة قصيرة
- ماذا فعلوا باينائنا ؟
- اليكم عنا ايها المسلحون
- التربية والتعليم بين زمنين
- اهدي نفسي باقة ورد
- هل تغير الحال ؟


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - رسالة اليك لن ابعثها